رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3009

الجفاف يجتاح العالم والخطر يهدد غذاء مليار نسمة

10 أغسطس 2014 , 06:56م
alsharq
القاهرة-ناصر حسين

كشفت التقارير الدولية أن العالم يخوض حربا شرسة لمواجهة الجفاف والتصحر، حيث أكدت إحصاءات الأمم المتحدة أن آثار التصحر مذهلة، فأكثر من 250 مليونا من سكان العالم متضررون بشكل مباشر من التصحر، و135 مليونا يواجهون خطر احتمال مغادرتهم لأراضيهم، وسبل عيش مليار نسمة، أي حوالي ما يعادل خمس سكان العالم يحيطها الخطر، ففي كل دقيقة يضاف إلى سكان العالم 150 فرداً جديدا، ويموت بسبب الجوع 16 فرداً، منهم 12 طفلاً، ويفقد 23 هكتاراً من الأراضي بسبب عوامل التصحر و10 هكتارات بسبب تدهور نوعية التربة و25 هكتاراً من الغابات والأشجار.

وذكرت مجلة " بروجيكت سينديكيت" نقلا عن تقرير أممي أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شدد على أن العالم قد غدا خلال الربع قرن المنصرم أكثر عرضة للجفاف، ومن المتوقع أن تصبح نوبات الجفاف أعم انتشارا وأشد وطأة وأكثر تكرارا نتيجة لتغير المناخ. وأشار إلى أنه في شهر مايو الماضي أعلنت ناميبيا حالة طوارئ وطنية بسبب الجفاف، حيث صنف 14% من سكانها في عداد المهددين بخطر انعدام الأمن الغذائي. وفي عام 2012 شهدت الولايات المتحدة أسوأ حالة جفاف منذ خمسينيات القرن الماضي وأضرت 80% من أراضيها الزراعية. وفي عام 2011 حل الجفاف بقرابة 13 مليون شخص في القرن الإفريقي، وهو أسوأ جفاف شهدته المنطقة منذ تسعينيات القرن الماضي.

ومن عواقب ذلك اشتداد الفقر وخطر نشوب الصراعات المحلية حول الموارد المائية والأراضي المنتجة. وإن تعذر منع الجفاف فبالإمكان تخفيف آثاره.. وتتطلب مواجهة الجفاف استجابة جماعية، لأنه قلما يراعي الحدود الوطنية. وتعتبر المشكلة حادة ومأساوية في آسيا، حيث قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 1.2 مليار هكتار – الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع - من الأراضي أصبحت منكوبة، فمنذ الخمسينيات من القرن الماضي وتحديدا في الصين وحدها ابتلعت الرمال المتحركة والأراضي المتصحرة مجددا أكثر من 6 ملايين هكتار من الغابات والأراضي التي كانت تغطيها الأشجار، و2.33 مليون هكتار من الأراضي الأحراش، 680 ألف هكتار من الأراضي المحروثة، و24 ألف قرية، و30 ألف كم من الطرق، و50 ألف كم من القنوات والمجاري المائية مهددة دوما بتراكم الرمال والغبار.

وفي الصين أكدت وزارة الشؤون المدنية الصينية أن موجة الجفاف التي ضربت البلاد منذ يونيو الماضي أضرت بـ27.11 مليون شخص يقيمون في 11 منطقة على مستوى المقاطعات بجميع أنحاء الصين.

وأفادت الوزارة في تقرير لها أن الجفاف تسبب في نقص في إمدادات مياه الشرب لـ5.1 مليون مواطن محلي وتسبب في خسائر مباشرة قدرت بـ12. 21 مليار يوان (1.99 مليار دولار أمريكي). كما تسبب الجفاف في نقص إمدادات المياه لـ1.56 مليون رأس ماشية في البلاد في حين تضرر حوالي 2.6 مليون هكتار من المحاصيل بجميع أنحاء البلاد.

ومن جهتها قالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو إنه يتراوح في تقديرنا عدد الذين يعيشون في المناطق القاحلة وشبه القاحلة وبموارد محدودة من المياه العذبة بين 100 مليون و200 مليون نسمة، كما سيعاني ثلثا هؤلاء بحلول عام 2025 من شح خطير في المياه مع تنامي الضغوط جراء النمو السكاني وتناقص الإنتاج الزراعي وارتفاع نسبة الملوحة والتلوث.

ومن المتوقع أن تفقد إفريقيا ثلثي الأراضي الزراعية بحلول عام 2025. ويتسبب تدهور الأراضي حاليا في خسارة 3 % من الإنتاج الزراعي المحلي سنويا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويمكن استخدام ما يزيد على النصف من الأراضي الزراعية المزروعة في إفريقيا بحلول عام 2050.

وقد يتمكن الإقليم من إطعام %25 من سكانه بحلول عام 2050.. ورغم أن التأثر بالتصحر هو الأقوى في البلدان النامية في إفريقيا إلا أن القارة التي فيها أعلى نسبة من الأراضي الجافة المتضررة من هذه الظاهرة، أي ما يعادل 74 % تقع في أمريكا الشمالية..

وطبقاً للإحصاءات الدولية لدى اتفاقية مكافحة التصحر، فقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالي 46 مليون كيلو متر مربع يخص الوطن العربي منها حوالي 13 مليون كيلو متر مربع، أي حوالي 28% من جملة المناطق المتصحرة في العالم، وتشكل مساحة الصحاري ما مقداره 12% من مساحة الأرض. كما أن الزحف الصحراوي الذي يجتاح الأحزمة الخضراء من العالم يعد من المشاكل الكبرى.

مساحة إعلانية