رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

765

يتنازع عليها الشعر وتنافسه الرواية والقصة

إلى أين تتجه ذائقة المتلقين في قطر؟

11 مارس 2017 , 06:09م
alsharq
طه عبدالرحمن

من وقت لآخر، يطرح المشهد الأدبي سؤالاً حول طبيعة توجه الذائقة الأدبية القطرية، وما إذا كانت تتجه إلى الشعر أم الرواية، أم إلى القصة القصيرة، وهو السؤال الذي يكاد يطرح نفسه دوماً على مختلف المشاهد الأدبية في الوطن العربي.

"الشرق" طرحت هذا السؤال على شعراء وكتاب، فلم تتفق إجاباتهم، فيما كان التباين نتيجة آرائهم، وهو ما يعكس أهمية كل منتج أدبي، وتفاوته عن الآخر، وأن ذائقة المتلقي القطري، قد تتباين من فنٍ أدبي إلى غيره، الأمر الذي يعزز من أهمية المنتج الأدبي ذاته، وأنه من يفرض نفسه على المتلقي.

د. أحمد عبدالملك، أكاديمي وروائي، يؤكد عدم وجود ميزان مُحدد لسَبر أغوار الاتجاهات الأدبية في أي مجتمع، لذا من غير المنطقي أن نُحدد أو نحكم على تفوّق أو بروز أي اتجاه من الاتجاهات، نظراً لتعدد أشكال التلقي، ولاختلاف الأذواق والثقافات والبيئات.

وبقول: لا يمكن أن نغفلَ الشعر، شعبياً كان أم باللغة العربية الفصحى، "لأنه يُشكل حافظةَ تراث وتاريخ وأحاسيس المجتمع... في ذات الوقت، فإن القصة القصيرة أيضاً لها دور مؤثر في تسجيل حوادث التاريخ والتحولات في المجتمع، ولها مريدون كُثر".

ويلفت إلى أن جيل الشباب بدأ يُقبل على قراءة وكتابة القصة القصيرة والتي تُعدُ من الأشكال التعبيرية الفنية السهلة مقارنة بغيرها من الأشكال الأدبية، التي تحتاج إلى توثيق ومراجع وميكانيزمات..

الدكتور أحمد عبدالملك

أما بالنسبة للرواية، فهي جديدة على المجتمع القطري، إذا لم يَمض على ظهورها إلا 24 عاماً، حيث صدرت أول رواية عام 1993. ولاحظتُ خلال الأعوام الخمسة الماضية اتجاهاً قوياً – خصوصاً لدى جيل الشباب – على شراء الرواية وكتابتها أيضاً".

ويقول د.عبدالملك: إن المجتمعات التَحولية، تحاول "التجريب"، كما هو الحاصل في فنيات أدوات التواصل الاجتماعي، وربط التكنولوجيا بالاتصال وأشكاله، والرواية أيضاً لامستْ العديد من الموضوعات، لأنها مجال رحب ويتسع لكافة أنواع الاتجاهات والمضامين، التي تبدو جامدة في الأشكال الأخرى من التعبير.

ويتابع: لا يمكننا وضع "قبان" لتحديد الذائقة الأدبية في المجتمع القطري، لكن التنوع فيه شيء من الفائدة، وأن تلاقح الثقافات واندماج البيئات يخلق ذلك الحراك الذي نحن بحاجة إليه، ولا يجوز أن "يُحتكر" نوع أدبي محدد الاهتمامات، دون غيره.

جمال فايز

فايز: القصة والرواية الأقرب إلى المتلقي

الروائي والقاص جمال فايز، يقول إنه في ظل عدم وجود إحصاءات حديثة يستطيع الأديب الاتكاء عليها بهذا الخصوص، تكون صادرة وفق مصدر رسمي، فإنه من خلال متابعة معرض الدوحة للكتاب في دورته الأخيرة، وما شهده من حركة بيع وشراء، فإن هذا يعطي مؤشراً يمكن القياس عليه، وإن لم نستطع الاعتماد عليه بشكل ثابت ورئيس.

ويقول: إنه من خلال كل هذه الأمور، فإن المؤشرات تشير إلى أن هناك إقبالا كبيرا على فن الرواية على وجه الخصوص، ينافسها القصة القصيرة، "وهذا الأمر لاحظناه جيداً من خلال التوقيعات التي شهدتها الأجنحة المختلفة بالمعرض، علاوة على حفلات التوقعيات التي شهدها المجلس الثقافي بالمعرض، والذي أقامته وزارة الثقافة والرياضة، حيث تصدرت الرواية والقصة القصيرة المنتج الأدبي في قطر، "وهذه نتيجة طبيعية غير مستغربة، نتيجة الاهتمام المتزايد والمتنامي لهذين الأدبين، الرواية والقصة، وإن كانت الأولى تتقدم على الأخيرة قليلاً، نتيجة ظهور جوائز بمبالغ كبيرة لها، وهو ما انعكس على قرائها".

ويخلص إلى أن الرواية والقصة تقفان في مقدمة ذائقة المجتمع القطري الأدبية، "وجاء هذا على حساب الشعر، سواء كان فصيحاً أو نبطياً، بعد تراجع الشعر، الأمر الذي انعكس بالتالي على الإقبال عليه، مقارنة بالإقبال على القصة والرواية، ما يؤكد أن الذائقة االمجتمع تتجه إلى الرواية والقصيرة، لا سيما أن الفضاء الرحب الذي تختص به الرواية، وظهور أقلام جديدة، كلها عوامل نجحت في أن تتناول أوضاع المجتمع القطري والخليجي، ما أسهم بالاستحواذ على القراء، من أصحاب الذائقة الأدبية، بشكل يفوق الألوان الأدبية الأخرى، وفي مقدمتها الشعر".

وأعرب عن سعادته بأن يعود الورق إلى الصدارة، وينال كل هذا الاهتمام بعد تلك الفترة الوجيزة التي خفت فيها نتيجة ظهور موقع التواصل الاجتماعي، علاوة على إنتاج أعمال روائية محكمة سواء في الموضوع أو الأسلوب، ما ساهم في تحويل بعضها إلى أعمال درامية، كل هذا صب في استقطاب المزيد من القراء".

الشاعر عبدالله الرئيسي

الرئيسي: الشعر لا يزال "ديوان العرب"

الشاعر عبدالله الرئيسي يؤكد بدوره، أن الذائقة الأدبية في قطر تتجه إلى الشعر. مرجعاً ذلك إلى أن إيقاع العصر وتطوراته لم تعد مناسبة للقراءة، كما كان الحال في السابق، "فالقارئ أصبح سريعاً، الأمر الذي يأتي لحساب الشعر، والمتلقي من الممكن أن يقرأ قصيدة شعرية، أو يستمع إليها بشكل أسهل وأسرع له من أن يقرأ كتاباً مطولاً، يتضمن قصةً أو رواية".

ويقول إن دولاً أخرى، وخاصة في بلاد الغرب قد يقبل المتلقي فيها على قراءة الكتب، ومنها القصة والرواية، عكس بلادنا العربية، التي يشكل فيها الشعر ركناً أساسياً من الاهتمام ، ما جعل الشعر ديواناً للعرب في السابق، والوقت الحالي أيضاً".

زينب المحمود

زينب المحمود: الشعر في قطر هو عمود الأدب

الكاتبة زينب المحمود، الملقبة بـ "فصيحة قطر"، ترى أن الإجابة عن السؤال المطروح لن تكون جازمة بقدر كبير في هذا الزمن الذي أصبحت الرواية مزاحمة للشعر، يحتفى بها وتقام لها فعاليات خاصة في عدة أماكن في قطر، وأصبحنا نطالع عبارات ترفع من قيمة الرواية مفادها أن الرواية هي ديوان العرب الجديد كما كان الشعر ديوانهم قديمًا.

وترى أنه بالرغم من ذلك، فإن "قطر وبشكل خاص تهتمّ بجميع ألوان الأدب شعره ونثره، واهتمام قطر بالرواية كاهتمامها بالشعر، لكن من يبحث عن التجديد سيميل إلى الرواية أكثر".

وتعتبر أن ذائقة المجتمع القطري تميل إلى الشعر، "فمجتمعنا يبحث عن التجديد داخله، ويستهويه الكلام الموزون الذي يميل إلى الطبع والسليقة والاسترسال، وعلى الرغم من انتشار الرواية مؤخّرًا، إلا أنني لم ألحظ ذاك الإقبال اللافت عليها من قبل القطريين، فالشعر في قطر هو عمود الأدب، وما سواه يقع في ظلّه، وأرى أن الشعر سيبقى هو المعبّر الحقيقي عن وجدان المجتمع العربي والقطري، وأن الألوان الأخرى يروّج لها فترة ثم تنحسر أمام الشعر الذي يحافظ على مكانته على مرّ العصور.

مساحة إعلانية