رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2263

السفير الكازاخي لـ الشرق: نقدر دعم قطر لاستقرار كازاخستان

12 يناير 2022 , 07:00ص
alsharq
حوار: عواطف بن علي

 ثمن سعادة السيد إرمان إيساغالييف، سفير جمهورية كازاخستان لدى الدوحة، موقف دولة قطر من الأحداث الراهنة في بلاده، مبرزا حرص الدوحة على أمن واستقرار كازاخستان من خلال دعم التهدئة.

وقال سعادته في حوار مع الشرق إن كازاخستان شهدت أسوأ أزمة في تاريخها منذ الاستقلال، حيث واجهت محاولة انقلاب وانتهاك للنظام الدستوري. وبين سعادته أنه لتقييم الوضع بشكل موضوعي، اضطر رئيس جمهورية كازاخستان إلى مناشدة الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وتم إرسال قوات حفظ السلام للمساعدة في استقرار الوضع حسب ما تنص عليه القوانين الدولية، موضحا أن قوات حفظ السلام الجماعية التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي أكملت مهمتها بنجاح وستغادر البلاد في غضون 10 أيام. كما ان وكالات إنفاذ القانون قامت بإجراء تحقيق واسع النطاق في أسباب الوضع الحالي، وسيتم تقديم نتائجه إلى المجتمع الدولي.

كيف تنظرون الى موقف دولة قطر من الأزمة الكازاخستانية؟

كان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من أوائل القادة الأجانب الذين تفاعلوا مع الوضع في بلادنا، وأعرب سموه عن ثقته في قدرة السلطات الكازاخستانية على تجاوز هذه الأزمة. وتم التأكيد خلال مكالمة جمعت بين سموه وقاسم جومارت توكاييف رئيس جمهورية كازاخستان على زيادة تطوير التعاون بين البلدين. نحن ممتنون جدا لسموه على كلمات الدعم التي قدمها لنا خلال هذا الوقت الصعب بالنسبة لنا. وبشأن تطورات الأوضاع في كازاخستان أطلع الرئيس توكاييف حضرة صاحب السمو على الجهود المبذولة لتهدئة تلك الأوضاع، وتعزيز الأمن والاستقرار في كازاخستان. نقدر عاليا موقف دولة قطر واهتمامها بأمن واستقرار بلادنا.

هل يمكن تقديم فكرة عن الأحداث في كازاخستان.. الأسباب والحيثيات؟

نعم شهدت كازاخستان أسوأ أزمة في تاريخها منذ الاستقلال. بلادنا واجهت محاولة انقلاب وانتهاك للنظام الدستوري، إذ بدأت الأحداث بانطلاق مظاهرات ضد زيادة أسعار التجزئة لغاز البترول المسال في منطقة مانجيستاو في غرب كازاخستان. وطالب المتظاهرون بخفض الأسعار إلى المستوى السابق وحل بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية الأخرى. وبناء على تعليمات من الرئيس قاسم جومارت توكاييف، استجابت حكومة جمهورية كازاخستان على الفور لمطالب المواطنين واتخذت تدابير لخفض أسعار الغاز، فضلاً عن فرض حظر على الزيادات في أسعار المنتجات الغذائية والوقود والمرافق ذات الأهمية الاجتماعية. كما تم الإفراج عن جميع الأشخاص الذين احتُجزوا في السابق بسبب أعمال غير مصرح بها. وبعد تلبية مطالب المحتجين في منطقة مانجيستاو، بدأت المظاهرات بمطالب مماثلة في جميع المدن الرئيسية في البلاد.

في 4 يناير 2022، حث رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف المواطنين على عدم الاستسلام للاستفزازات على خلفية المسيرات ضد ارتفاع أسعار الغاز، والسعي من أجل الثقة والحوار المتبادلين. ووجه الرئيس حكومة جمهورية كازاخستان والسلطات المحلية لإيجاد حلول سلمية للمشكلات من خلال الحوار مع جميع الأطراف المعنية على أساس احترام حقوق وحريات المواطنين. وأظهرت هذه الإجراءات إرادة سياسية واضحة ورغبة في حل الخلافات بالحوار، مؤكدة التزام السلطات بمفهوم «دولة الإنصات».

وبينما كانت التجمعات الأولية في غرب كازاخستان سلمية ورافقتها مطالب ذات طبيعة اجتماعية واقتصادية، لم يقدم المشاركون في أعمال الشغب الجماعية اللاحقة أي مطالب اقتصادية أو حتى سياسية محددة، لم يكن لديهم نية للتفاوض مع السلطات، لكنهم كانوا يهدفون إلى الإطاحة بالنظام الدستوري بالعنف.

بسبب التدهور الحاد للوضع في البلاد، تولى الرئيس توكاييف منصب رئيس مجلس الأمن لجمهورية كازاخستان. في 6 يناير، أمر بإطلاق عملية لمكافحة الإرهاب في البلاد تهدف إلى القضاء على التهديدات للأمن القومي وحماية أرواح وممتلكات مواطني كازاخستان.

تحدث مسؤولو الحكومة الكازاخستانية عن أعمال إرهاب.. كيف تفسر تحول مظاهرات سلمية إلى أحداث عنف خطيرة؟

لسوء الحظ، استغلت الجماعات الإرهابية والمتطرفة والإجرامية، الاحتجاجات في عدد من المدن الكبرى لتصعيد الأوضاع وأعمال العنف. وفي هذا الصدد، أمر الرئيس باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع أعمال الشغب وفرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد. وعلى الرغم من الإجراءات المتخذة، فإن تصعيد العنف كان سببه الهجمات المسلحة المكثفة على المؤسسات الإدارية ومراكز الشرطة والقواعد العسكرية والمدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الطبي ورجال الإطفاء والصحفيون.

وحدثت أصعب الأوضاع في مدينة ألماتي، حيث استولى الإرهابيون على مكتب العمدة، والمقر المحلي لرئيس كازاخستان، وإدارات شرطة المدينة، ولجنة الأمن القومي ومكاتب المدعي العام، وبعض محطات التلفزيون والإذاعة. كما استولى الإرهابيون على مطار ألماتي الدولي بطائرات محلية وأجنبية على متنها ركاب. وأظهر تحليل الوضع أن كازاخستان تعرضت لعدوان مسلح من قبل مجموعات إرهابية جيدة التنسيق تدربت في الخارج. وبحسب الأنباء، كان من بين المهاجمين أشخاص لهم خبرة في المشاركة القتالية في «النقاط الساخنة» إلى جانب الجماعات المتطرفة. ظهرت مجموعات إرهابية على خلفية تفعيل ما يسمى بـ «الخلايا النائمة». لسوء الحظ، لم تكن وكالات إنفاذ القانون في كازاخستان مستعدة لمثل هذه الهجمات الضخمة والمنسقة في مناطق مختلفة من البلاد في وقت واحد.

ماذا عن قطع الانترنت وسقوط ضحايا ؟

سبب التقييد المؤقت للوصول إلى الإنترنت في البلاد هو عملية مكافحة الإرهاب لمنع الاتصال بين أعضاء الجماعات الإرهابية. وتجدر الإشارة إلى وحدة شعب كازاخستان في ساعة صعبة من المحن. يدعم المواطنون إجراءات الرئيس توكاييف لاستعادة الحياة السلمية، وتم تشكيل فرق شعبية لحماية المرافق الاجتماعية. لسوء الحظ، هناك خسائر بشرية بين ضباط إنفاذ القانون والعسكريين، فضلاً عن السكان المدنيين. هذه مأساة كبيرة لنا نحن أقارب الضحايا ولشعب كازاخستان بأسره. بسبب الخسائر البشرية العديدة نتيجة الأحداث المأساوية في عدد من مناطق البلاد، أعلن رئيس جمهورية كازاخستان يوم 10 يناير 2022 يوم حداد وطني.

هل الحكومة الكازاخستانية منفتحة لإجراء حوار مع المعارضة؟

منذ الأيام الأولى للمظاهرة، كان رد فعل رئيسنا سريعًا على جميع الأحداث. يجب أن يكون مفهوما أن هذه المسيرات بدأت بسبب ارتفاع أسعار غاز البترول المسال وتمت تلبية مطالب المحتجين. تم فرض حظر على الزيادات في أسعار المنتجات الغذائية والوقود والمرافق ذات الأهمية الاجتماعية. جميع الأشخاص المحتجزين سابقًا على خلفية أحداث غير قانونية تم إطلاق سراحهم.

لسوء الحظ، استخدمت الجماعات الإرهابية والمتطرفة والإجرامية الاحتجاجات في عدد من المدن الكبرى لتصعيد الموقف وارتكاب أعمال العنف. وفي هذا الصدد، أمر رئيس الجمهورية باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع أعمال الشغب وأعلن عن إعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد.

كيف تنظرون الى ردود الفعل الدولية وخاصة الغرب والأمم المتحدة من مواجهة الاحتجاجات بالعنف؟

من الواضح أن عددًا من المنشورات في وسائل الإعلام الأجنبية حول الوضع في بلدنا بعد إعلان حالة الطوارئ سطحية ومن جانب واحد. عقدت مسيرات سلمية في منطقة مانجيستاو وفي جميع المدن الرئيسية في البلاد لكن الجماعات الإرهابية والمتطرفة والإجرامية استغلت هذا الوضع لتصعيد التوتر والعنف. كما أظهرت الأحداث في ألماتي وعدد من المناطق الأخرى في البلاد، تعرضت كازاخستان لعدوان مسلح من قبل مجموعات إرهابية جيدة التنسيق مدربة في الخارج، وكان من بين المهاجمين أشخاص لديهم خبرة في المشاركة القتالية في «النقاط الساخنة» إلى جانب الجماعات المتطرفة. أجهزة إنفاذ القانون والقوات المسلحة لجمهورية كازاخستان تصدت للإرهابيين فقط، وليس «المتظاهرين السلميين»، كما أساءت بعض وسائل الإعلام الأجنبية تصويرها. من المهم بشكل خاص ألا يتعرض المتظاهرون السلميون لأي اضطهاد. رغم كل الحقائق المقدمة، تزعم بعض المصادر عن صراع السلطات في كازاخستان مع المتظاهرين السلميين. هذه معلومات خاطئة مطلقة. لم تستخدم السلطات الكازاخستانية القوة المسلحة ولن تستخدمها ضد المتظاهرين السلميين. كما نرى، تستمر بعض وسائل الإعلام في نشر معلومات كاذبة بناءً على تكهنات ووقائع غير مؤكدة.

لماذا لجأت كازاخستان إلى طلب دعم منظمة معاهدة الأمن الجماعي؟

بعد تقييم الوضع بشكل موضوعي، اضطر رئيس جمهورية كازاخستان إلى مناشدة الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO) بشأن إرسال قوات حفظ السلام للمساعدة في استقرار الوضع في الجمهورية. الأساس القانوني لنشر قوات حفظ السلام الجماعية التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان هو المادتان 2 و 4 من معاهدة الأمن الجماعي، والاتفاق المتعلق بأنشطة حفظ السلام، ونداء رئيس جمهورية كازاخستان لتقديم المساعدة المناسبة. وصل جنود حفظ السلام من جميع الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان، وبلغ عددهم حوالي 2030 شخصًا و250 قطعة من المعدات. وشملت مهام قوات حفظ السلام حماية المنشآت الاستراتيجية وإنفاذ القانون الكازاخستاني. تم تنفيذ الإجراءات الرئيسية ضد الجماعات الإرهابية من قبل وكالات إنفاذ القانون والقوات المسلحة لجمهورية كازاخستان. أكملت قوات حفظ السلام الجماعية التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي مهمتها بنجاح وستغادر البلاد في غضون 10 أيام. لدى المجتمع الدولي الكثير من الأسئلة حول شرعية إدخال قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي. هذا بسبب نقص المعلومات الموثوقة وسوء فهم الوضع برمته. في بعض الحالات، في المجتمع الدولي، بما في ذلك وسائل الإعلام الأجنبية، هناك تفسير خاطئ تمامًا لاستخدام قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي وقراءة الوضع في كازاخستان.

ما هي توقعاتك لمجرى الأحداث وهل ستحل الأزمة قريباً؟

لقد صدرت تعليمات لوكالات إنفاذ القانون بإجراء تحقيق واسع النطاق في أسباب الوضع الحالي، وسيتم تقديم نتائجه إلى المجتمع الدولي. وتجدر الإشارة إلى وحدة شعب كازاخستان ودعمهم لقرارات وإجراءات الرئيس توكاييف لاستعادة الحياة السلمية، الوضع مستقر حاليا، تقترب عملية الإحباط والوقاية من الاكتمال، تتولى الشرطة والحرس الوطني والقوات المسلحة لجمهورية كازاخستان إجراءات مكافحة الجماعات الإرهابية والإجرامية.

اقرأ المزيد

alsharq رئيس مجلس السيادة في السودان: الفاشر تعرضت لتدمير ممنهج

أعلن الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة في السودان أن مدينة... اقرأ المزيد

58

| 28 أكتوبر 2025

alsharq الأمم المتحدة تحذر من تصاعد الانتهاكات في الفاشر بالسودان

حذرت الأمم المتحدة، اليوم، من تصاعد خطر وقوع مزيد من الانتهاكات في مدينة /الفاشر/ عاصمة ولاية شمال دارفور... اقرأ المزيد

56

| 27 أكتوبر 2025

alsharq عاجل| زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب ولاية باليكسير غرب تركيا

ذكرت وكالة الأناضول في خبر عاجل مساء اليوم الإثنين نقلاً عنالوكالة التركية لإدارة الكوارث أفاد أنزلزالاً بشدة 6.1... اقرأ المزيد

210

| 27 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية