رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1430

خبراء لـ الشرق: الحوار الأفغاني بالدوحة إنجاز كبير للدبلوماسية القطرية

13 سبتمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
أحمد البيومي

 

 

أجمع خبراء سياسيون أن الحوار الأفغاني الذي انطلق امس في الدوحة هو إنجاز كبير للدبلوماسية القطرية على كافة المستويات، مؤكدين في تصريحات للشرق أن قطر شريك فاعل وموثوق وداعم لجهود إحلال السلام في أفغانستان.

وفي هذا السياق قال الدكتور ماجد الأنصاري، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر: إن قطر معنية بشكل أساسي بتحقيق السلام الشامل في أفغانستان؛ ليس لأنها مرتبطة بهذا الملف أو من الناحية الجيوسياسية ولكن لأن الدور الفاعل والإيجابي لقطر في الساحة الدولية هو في تعزيز السلم الدولي عبر أدوات القوة الناعمة التي تمتلكها قطر وعلى رأسها الدبلوماسية القطرية النشطة في مجال التفاوض وتحقيق السلام، وهناك تجارب كثيرة سابقة ناجحة للغاية ومنها تجربة السلام بين الولايات المتحدة وطالبان وغيرها من التجارب.

وأكد الدكتور الأنصاري في تصريحات للشرق أن دولة بإمكانيات قطر الكبيرة الاقتصادية والسياسية تثبت قوتها الإقليمية وفاعليتها في المجتمع الدولي من خلال مثل هذا النوع من الإنجازات المبنية على المصلحة المتبادلة والنفع الكامل المشترك لمختلف الأطراف. ونبه إلى أن الحوار الأفغاني في الدوحة ينفي أي تهم ضد قطر، كما يثبت أنها أحد أهم أدوات السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي، كما يثبت أهميتها بالنسبة للقوى الكبرى عالميا.

وأوضح أن قطر وسيط مهم جدا في تحقيق السلام في أفغانستان وهو ما عجزت عنه الولايات المتحدة نفسها خلال 20 عاما الماضية. كما لم تستطع دولة أخرى من القيام بجهود الوساطة رغم أن هناك دولا مثل الإمارات حاولت أن تلعب دور الوساطة ولكن أطراف النزاع رفضوها لعدم قناعتهم بمصداقية أبوظبي.

في المقابل تثبت قطر أنها شريك دولي موثوق وأنها طرف داعم لكل جهود السلام، وأنها تمثل أهمية إستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وكافة الأطراف داخل القضية الأفغانية وخارجها.

وتابع الدكتور الأنصاري بقوله: إن الدوحة محطة مهمة جدا للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف الأفغان من خلال الحوار بهدف الخروج من دائرة الخلاف بين الطرفين حول القضايا المحورية والأساسية لكل طرف. وأضاف الدكتور الأنصاري أن طريق سلام أفغانستان لم يكن معبدا، حيث إن هناك تحديات كثيرة ما زالت مستمرة، مؤكدا أن أفغانستان اليوم في أقرب نقطة للوصول إلى حالة استقرار مبنية على مصالحة وطنية شاملة، لأن التحدي الأكبر كان إيجاد مصالحة وطنية شاملة يجلس فيها جميع الأطراف على الطاولة حتى قبل احتلال الأراضي الأفغانية.

وأشار الأنصاري إلى أن أفغانستان في حالة حرب منذ 40 عاما بشخوص مختلفين وأطراف مختلفة. وبالتالي فإن جلوس هؤلاء على الطاولة هو إنجاز كبير في ظل رعاية قطرية وفي ظل وجود الولايات المتحدة الأمريكية. ونبه إلى أن التحديات كبيرة بلا شك نظراً لوجود قضايا خلافية تمثل خطوطا حمراء بالنسبة لكلا الطرفين، ولكن هذه المرحلة لم تكن لتتحقق لولا الجهد الكبير الذي بذلته قطر طوال السبعة أشهر الماضية بعد توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في الدوحة نهاية فبراير الماضي.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر بأن هذه النقطة التي وصلنا إليها اليوم هي بداية جيدة جدا لحديث حقيقي وطني بين كافة الأطراف في أفغانستان، فالشعب الأفغاني يستحق الاستقرار والأمن بعد الحروب التي عاشها طوال السنوات الماضية، وبالتالي فالفرصة اليوم أمام قادة الشعب الأفغاني الذين يجتمعون في الدوحة لتحقيق طموحات شعبهم من خلال طاولة المفاوضات. وأوضح أنه من المبكر الحديث عن وضع أفغانستان وعلاقاتها الدولية بعد الوصول لاتفاق بين الطرفين، ولكن النقطة الأهم هنا هو أن هناك حوارا بين تلك الأطراف وهذا تقدم كبير، وشدد على أن وقف إطلاق النار هو تحدٍ ومطلب رئيسي الآن

إنجاز مهم

قال الدكتور أيمن القاطري، الخبير في استراتيجيات صناعة القرار السياسي، إن الحوار الأفغاني الذي بدأ أمس السبت في الدوحة هو إنجاز كبير للدبلوماسية القطرية على كل المستويات. وأضاف القاطري في تصريحات للشرق أن الدور القطري سيأخذ رمزية عالمية كبيرة، حيث سيرى العالم قطر ساعية نحو إحلال السلام في أفغانستان من خلال استضافة المفاوضات بين الأطراف الأفغانية، مثلما استضافت المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان خلال السنوات الماضية وأسفرت عن اتفاق تاريخي بين الجانبين في فبراير الماضي، وهو ما يعزز مكانة قطر الدبلوماسية باعتبارها وجهة للتفاوض والوساطة وإنهاء الصراعات في مناطق أخرى من العالم وليس فقط في أفغانستان.

ونبه إلى أن النزاع الأفغاني من أكبر النزاعات العالمية، وكون أن قطر سعت لإحلال السلام في هذا النزاع الضخم فهذا أمر مهم وإيجابي للغاية ويدعم رصيد الدوحة عالميا على المستوى الدبلوماسي والتشارك العالمي لإحلال الاستقرار والسلم الدوليين،

ففي العلوم السياسية فإن الوصول إلى مرحلة التفاوض والجلوس على طاولة الحوار بين الأطراف المتنازعين هي مرحلة جيدة ومتطورة ونقطة إيجابية في مسار النزاع. ولذلك تسعى العديد من الدول إلى أن يكون الحوار هو الأساس في حل كافة القضايا الشائكة.

وأشار إلى أن هناك ضرورة ماسة للوصول إلى حل الصراع في أفغانستان بعد نحو 20 عاما من الحرب الدائرة هناك، وبحكم أن الاطراف سوف تجلس على طاولة الحوار في الدوحة فإن ذلك يعد تحولا إيجابيا في القضية الأفغانية وفي مسار النزاع بما يخدم مصالح الشعب الأفغاني مستقبلا.

وحول أهمية الحوار الحالي في الدوحة أوضح أن هناك رغبة حقيقية من كافة القوى والأطراف بما في ذلك المجتمع الدولي والدول العظمى في حل هذا الصراع بشكل فاعل، لكي يكون هناك استقرار في المنطقة التي تعج بالحروب والنزاعات منذ سنوات طويلة سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى الخارجي.

ونبه إلى أن أفغانستان كانت ساحة لصراع دولي، حيث تدخلت أطراف هناك وأشعلت الصراع أكثر، وبالتالي فإن الوصول إلى هذه المرحلة والجلوس على مائدة الحوار في دولة قطر فهذا انجاز كبير للدبلوماسية القطرية. وبهذا الأمر ستحصل قطر على صورة أكثر إشراقا وأكثر مصداقية في العالم على المستوى السياسي والدبلوماسي، وسيكون لذلك تداعيات ايجابية بلا شك حول دور قطر الهادف لإحلال السلام والاستقرار والتنمية في أفغانستان.

وأوضح أن هذا الحوار يصب بلا شك في مصلحة الإدارة الأمريكية، لأن ذلك يعطي انطباعا ايجابيا لدى المواطن الأمريكي بأن حكومته تسعى للسلام في أفغانستان التي شنت أمريكا حربا عليها من قرابة العقدين.

وأشار إلى أن أمريكا دولة كبيرة وبها مؤسسات تسعى للسلام والاستقرار بلا شك، مشيرا إلى أن هناك رغبة حالية في إدارة ترامب لتخفيف حدة الصراعات والنزاعات وعدم الانغماس في صراعات خارجية تراها الإدارة الحالية بأنها غير مفيدة للولايات المتحدة. ولذلك فواشنطن تسعى لحل الأزمات على المستوى الخارجي، وهذا سيكون له مردود إيجابي جدا. وبالتالي فهي تبحث عن كافة الشركاء ليساعدوها في تحقيق هذه المهمة.

منعطف تاريخي

من جانبه قال كوري ميلس، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للدفاع، إن الولايات المتحدة لطالما عملت على إحلال السلام في أفغانستان، وهدف الولايات المتحدة أن تضمن بأن أفغانستان لا تشكل ملاذا آمنا للإرهابيين. وأشار في تصريحات للجزيرة إلى أنه من الجيد أن الحكومة الأفغانية وحركة طالبان يجرون هذه المباحثات في الدوحة بهدف إحلال السلام في البلاد في إطار يمكن التشارك في السلطة أو تقديم نموذج جديد للحكم. وأضاف بأن استعداد الطرفين للتفاوض والحوار يعدنا بفرص جديدة في أفغانستان.

ونبه ميلس إلى أن ذلك يستوفي الطلبات لكي تكون أفغانستان دولة كاملة السيادة، منوها إلى أن الولايات المتحدة قد استمرت بتقديم التدريبات والتجهيزات للشرطة والأمن الأفغاني لكي تضمن سلامة الحدود وأمنها لكل الدول المجاورة، والولايات المتحدة اذا ما انسحبت فسيكون ذلك بموجب خطة السلام الأفغانية، ولكن حلف شمال الأطلسي سوف يبقى داعما لأفغانستان، والوقوف في وجه أي طرف ينتهك اتفاق السلام.

بدوره قال نصرت حقبال المحلل السياسي الأفغاني، إن الدوحة تشهد اجتماعات الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وهذه المفاوضات منعطف تاريخي. وأشار إلى أنه بطبيعة الحال هناك اختلافات في الآراء والمواقف بين الطرفين، ولكن النقطة الأكثر صعوبة في هذه المفاوضات هي وقف إطلاق النار، وهذه النقطة تشدد عليها الحكومة الأفغانية وبالتالي كل يوم الشعب الأفغاني يخسر أرواحا كثيرة.

وأضاف حقبال إلى أن هناك نقاطا أخرى مهمة يختلف فيها الجانبان، حيث يجري الحديث عن تغيير دستور أفغانستان أو تعديله، والنقطة الثانية فلها علاقة بالنظام السياسي المستقبلي في البلاد، فحركة طالبان تشدد على ضرورة أن يختلف النظام السياسي عما تريده الحكومة الأفغانية. والنقطة الثالثة التي تطرح تحديات فهي تتمحور حول تقاسم السلطة بعد التوصل إلى اتفاق.

وأوضح المحلل السياسي الأفغاني أن الوصول إلى اتفاق للسلام يعود إلى رغبة الطرفين لتحقيق ذلك، مشيرا إلى أنه من الضروري تقديم تنازلات في المواقف من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بالرغم من كل التحديات. وأكد أن الشعب الأفغاني يستحق الاستقرار ووقف إطلاق النار بعد عقود من الحرب.

مساحة إعلانية