رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

462

فعاليات تحمل رسائل تربوية وتعلم الأطفال المهارات..

الجماهير تتقاطر على درب الساعي للاحتفاء بالتراث والهوية

13 ديسمبر 2025 , 06:38ص
alsharq
❖ محمد العقيدي

تواصلت أمس فعاليات اليوم الوطني للدولة 2025 في درب الساعي بمنطقة أم صلال، تحت شعار "بكُم تعلو ومنكُم تنتظر"، والتي تنظمها وزارة الثقافة، وسط إقبال جماهيري كبير، خاصة وأن يوم أمس تصادف مع إجازة نهاية الأسبوع، حيث حرصت أغلب الأسر القطرية وأسر المقيمين على قضاء أجازتهم في درب الساعي من أجل الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية المميزة.

وفي أجواء وطنية مبهرة عاش زوار درب الساعي لحظات ممتعة وسط الفعاليات المختلفة، حيث تنقل الزوار بين الأجنحة وشاهدوا مسير درب الساعي اليومي والذي يستقطب أعدادا كبيرة من الجماهير، وأوجد الصغار حالة من البهجة في فعاليات درب الساعي من مختلف الأعمار، حيث تقدم الفعاليات المختلفة رسائل تربوية متعددة للأطفال فضلاً عن تعليمهم الكثير من المهارات.

ولاقت مسابقة "نكهة قطرية" اقبالا جماهيريا كبيرا، حيث تتميز هذه المسابقة بالطهي المباشر أمام الجمهور ولجنة التحكيم.

وتقوم مسابقة "نكهة قطرية" على مشاركة أربعة طهاة، يجهزون أكلات يتم اختيارها من قبل اللجنة، ومنح وقت محدد لتجهيز هذه الاكلات مباشرة، ومن ثم تعرض الاكلات كل على حدة على لجنة التحكيم التي وضعت معايير لتقييم كل أكلة من درجة 100.

وفي هذا السياق قال فاضل الحداد مشارك في مسابقة الطهي وفائز بالمركز الثاني ومتأهل في المسابقة في تصريحات خاصة "للشرق": لم أتوقع الفوز بالمركز الثاني في هذه المسابقة وذلك لقوة المنافسة مع باقي الطهاة لكون أن جميع المشاركات الأخريات من النساء، لافتا إلى أنه كان مشاركا في نفس المسابقة العام الماضي ووصل الى ربع النهائي ولم يحالفه الحظ بالفوز، مؤكدا أن هذه المسابقة تضيف الكثير للمشاركين كونها قطرية، وكذلك تبرز المواهب القطرية من الطهاة وتشجعهم للاستمرار في الطهي، مشيرا الى أنه يستفيد كثيرا من المشاركة في هذه المسابقة على وجه الخصوص.

  وتبرز في درب الساعي فعاليات "طيف الرمال"، وهي إحدى المبادرات التي تجمع بين التوثيق الحي والعرض التفاعلي لتقديم صورة متكاملة عن حياة البدو وقيم الضيافة والهوية القطرية.

 وتتيح الفعالية للزوار فرصة الانغماس في تفاصيل الحياة اليومية في الصحراء، مستعرضة التراث المادي والروحي الذي شكل وجدان المجتمع القطري عبر الأجيال. وتعتمد الفعالية على محتوى متحف الصحراء الذي أسسه الباحث في التاريخ والتراث القطري عبدالعزيز عبدالرحيم البوهاشم السيد، ويضم المتحف مجموعات فريدة من المقتنيات والأدوات والأرشيف الذي يروي تفاصيل الحياة البدوية، بدءًا من مقومات الضيافة إلى الحرف اليدوية والهوايات التقليدية. 

وأشار عبدالعزيز البوهاشم السيد إلى أن فعالية "طيف الرمال" لا تهدف فقط إلى عرض المعروضات، بل إلى إحياء التجربة الحية للتراث، وتمكين الزوار من لمس الواقع التقليدي والتفاعل معه. وقال: كل قطعة معروضة وكل نشاط حي يسعى إلى نقل القيم الاجتماعية والثقافية للجيل الجديد، ليشعر بالارتباط العميق بالهوية القطرية ويستوعب معنى الكرم والحرفة والصيد كجزء من ذاكرة وطنه".

 الحرف اليدوية

أما محور الحرف اليدوية، فيسلط الضوء على حرفة السدو وبيت الشعر، التي كانت المرأة البدوية صاحبتها الرئيسية في تحويل صوف الأغنام وشعر الماعز إلى أعمال فنية دقيقة تنقل تفاصيل الحياة البسيطة في قلب الصحراء. ويتيح القسم للزوار التفاعل المباشر مع المواد والأدوات، ومشاهدة عملية النسج خطوة بخطوة، ما يمنحهم تجربة تعليمية حسية تربطهم مباشرة بالحياة التقليدية.

 الصقارة والمقناص

وفي محور الهوايات، تبرز الصقارة والمقناص والصيد البري كجزء من تراث القطريين، حيث يُعرض للمرة الأولى أرشيف متكامل للأدوات المستخدمة في الصيد وصناعة برقع الطير، إلى جانب مكتبة متخصصة تروي تاريخ هذه الممارسات القديمة.

تستعرض قصصا قام الأطفال بتأليفها ورسمها..

تدشين برنامج "مصمم قصص الأطفال"

يشارك ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، التابع لوزارة الثقافة، بالتعاون مع مركز أدب الطفل، في فعاليات درب الساعي احتفالًا باليوم الوطني، وذلك بتدشين قصص النسخة السادسة من برنامج "مصمم قصص الأطفال". وتستمر المشاركة لثلاثة أيام، يُطلق خلالها الأطفال قصصهم التي قاموا بتأليفها ورسمها وتصميمها.

يُعد برنامج "مصمم قصص الأطفال" من أبرز المبادرات المتخصصة في تأهيل الناشئة على مهارات صناعة كتاب الطفل، بدءًا من الكتابة والرسم والتصميم وحتى الإخراج والنشر، وذلك وفق منهجية حديثة تحاكي الخطوات المهنية في هذا المجال.

وتدور موضوعات القصص هذا العام حول المدن والمناطق القطرية، إذ استلهم الأطفال قصصهم من تاريخ ومعالم وتراث مناطق ومدن قطر المختلفة، في خطوة فاعلة تُسهم في تعزيز الهوية الوطنية والارتباط بالتراث لدى الأجيال الناشئة.

وبهذه المناسبة، أوضح السيد جاسم أحمد البوعينين، مدير ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، أن إصدارات الطلاب في النسخة السادسة من "مصمم قصص الأطفال" بدرب الساعي، تأتي تمهيدًا لعرضها وطرحها للبيع للجمهور في معرض الدوحة الدولي للكتاب 2026.

وأضاف البوعينين أن نجاح النسخة السادسة يؤكد على أهمية الشراكة بين الملتقى، ممثلًا لوزارة الثقافة، ومركز أدب الطفل، لافتًا إلى أن هذه المبادرة توفر "فضاءً يتيح للأطفال التعبير عن أفكارهم وتطوير مهاراتهم الأدبية والفنية، مما يسهم في إثراء المكتبة القطرية والعربية بإبداعاتهم".

من جانبها، أكدت الكاتبة أسماء عبداللطيف الكواري، مدير مركز أدب الطفل وصاحبة فكرة البرنامج، أن "مصمم قصص الأطفال" يُعد منصة وطنية رائدة تهدف إلى تأهيل الناشئة لصناعة كتاب الطفل من الفكرة وحتى النشر.

وأوضحت الكواري أن البرنامج يمثل قاعدة تربوية متكاملة تجمع بين الأساليب التقليدية في اكتساب المهارات والأساليب الحديثة التي تواكب التطور الرقمي، مشيرة إلى أن المركز أدى دورًا جوهريًا في جميع مراحل التنفيذ، بدءًا من التدريب والإشراف على عمليات الكتابة والرسم، وصولًا إلى المراجعة والتحرير والإخراج النهائي، مما يمنح الأطفال تجربة عملية شاملة تعكس واقع العمل المهني في صناعة الكتاب.

ويقول الطالب علي عبد العزيز الكبيسي، وهو في الصف السادس الابتدائي، إنه ألَّف قصة بعنوان "القطة المسحورة". وقد جاءت القصة المبتكرة، المستوحاة من أجواء مدينة خليفة التي تدور فيها أحداثها، لتروي حكاية شخصية تُدعى سالم، يزور جده في المدينة. وكشف الكبيسي عن الحبكة الرئيسية قائلاً: "تدور القصة عن سالم الذي يرى ساحرًا فاشلًا يحاول السحر، مما يثير غضبه ويدفعه إلى كتابة القصة".

بنماذج مستوحاة من المعالم القطرية..

ورشة النحت بالطين في "مركز شؤون المسرح"

شهدت ورشة "النحت بالطين" التي يقدمها جناح مركز شؤون المسرح في درب الساعي إقبالًا لافتًا خلال اليومين الماضيين، حيث شارك الأطفال في تدريبات عملية على نحت نماذج مستوحاة من رموز قطرية بارزة، من بينها كأس العرب ومبنى فندق شيراتون الذي يُعد إحدى أيقونات المشهد العمراني في الدوحة. وقد أتاحت الورشة للمشاركين فرصة التعرف على أساسيات التشكيل، وتحويل الطين إلى مجسمات إبداعية تعكس قدرتهم على استلهام عناصر من الهوية الوطنية في أعمالهم الفنية.

وفي هذا السياق قالت المدربة ريم بهزاد، إن الورشة تهدف إلى فتح آفاق جديدة للأطفال والشباب للتعبير عن أفكارهم من خلال الفن ثلاثي الأبعاد، مشيرةً إلى أن النحت بالطين يساعد المشاركين على اكتشاف قدراتهم الإبداعية بطريقة عملية وتفاعلية. وأضافت: نعمل في هذه الورشة على تعريف المشاركين بأساسيات التشكيل، وكيفية التعامل مع الخامة، وتحويل الطين إلى أشكال تحمل بصمتهم الخاصة.

كما أوضحت أن الإقبال الكبير على الورشة يعكس اهتمام الجمهور بالفنون اليدوية، لافتةً إلى أن الأطفال أظهروا حماسًا ملحوظًا أثناء تجربة النحت للمرة الأولى. 

وأكدت بهزاد أن المشاركة في درب الساعي تأتي ضمن رؤية تهدف إلى تعزيز الحضور الفني في المجتمع، وإتاحة الفرصة للجمهور للتعرف على مختلف أشكال التعبير الإبداعي. كما أن الفعالية يتيح التواصل المباشر مع الجمهور، وإظهار جانب مهم من الفنون التي يقدمها المركز، سواء المسرحية أو التشكيلية.

مساحة إعلانية