رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

26641

د. خالد عبدالجبار: أدوية "الاكتئاب" يجب تناولها بعد الإفطار مباشرةً

14 يونيو 2016 , 12:41م
alsharq
الدوحة - الشرق

التثقيف الأسري بخصوصية رمضان مع المرضى النفسيين حاجة ملحة

نحذر من انشغال أسر المرضى في رمضان بالأنشطة الاجتماعية

بحلول شهر رمضان المبارك، تكثر الأسئلة حول تناول الأدوية خلال الشهر الفضيل، ومن بينها الأدوية النفسية، حيث يواجه المصابون بالأمراض النفسية المزمنة، بعض المشكلات خلال شهر رمضان، فتتولد لديهم ولذويهم استفسارات حول تناول أدويتهم، والنصائح والإرشادات التي تساعد على استقرار حالة كل منهم، مع ظروف الصيام واختلاف أوقات النوم والاستيقاظ ومواعيد الأكل.. وفي هذا السياق، يبين الدكتور خالد أحمد عبدالجبار (اختصاصي العلاج العرفي والسلوكي والطب النفسي)، ما يمكن تكييفه من الأدوية، ذاكراً بعض التعليمات والنصائح التي تناسب التغيرات الزمنية في شهر رمضان المبارك، حتى يتمكن المريض من الصيام، بما لا يتعارض مع أخذ الأدوية، وبما يضمن دوام الاستقرار لحالته.

حيث نوه إلى أن الأدوية المضادة للاكتئاب هي من أكثر الأدوية الشائع استخدامها بين المرضى النفسيين، موضحا أن هذه الأدوية تستخدم لعلاج حالات مختلفة، مضيفاً: "ونذكر منها على سبيل المثال، لا الحصر، الاكتئاب، القلق، الوسواس القهري، الرهاب". وقال الدكتور عبدالجبار: "إن كانت هذه الأدوية تؤخذ مساءً خلال الأيام العادية، فإنها لا تصلُح أن تؤخذ في مساء رمضان مبكراً، لأن مثل هذه الأدوية قد تُسبّب النعُاس في بداية المساء، وقد تقلل من ردود أفعال المريض، وهذا أمر قد لا يكون مُستحباً بالنسبة للمريض في شهر رمضان، كونها قد تتعارض مع عمله أو صلاته أو مشاركاته الاجتماعية أو حتى قيادته للسيارة".

وأردف قائلاً: "لذلك يجب أن يُؤَخَّر أخذ هذه الأدوية التي تُسبّب النُعاس إلى وقتٍ متأخر؛ أي بعد السحور وقبل صلاة الفجر، وهناك أيضا، أدوية مضادة للاكتئاب، تُنشّط المريض، لذلك يجب أخذها بعد الفطور مباشرةًَ، حتى لا تقود إلى الأرق، وتُحدث اضطراباً في النوم".

جفاف الحلق

ونوه بأن هذا الحال ينطبق على البعض من هذه الأدوية، والتي تسبب جفاف في الحلق ما يؤدي إلى صعوبة في الصيام بسبب الجفاف الشديد الذي تسببه، ناصحا بتناول تلك الأدوية بعد الإفطار أو استبدالها بأخرى بحسب ما يراه الطبيب المعالج. أما بالنسبة للأدوية النفسية التي يتم تناولها مرتين يومياً طبقا للبرنامج العلاجي الذي نصح به الطبيب، فأشار الدكتور خالد عبد الجبار إلى أن تكون الجرعة الأولى عند الإفطار، والثانية عند السحور، بشرط مراعاة الآثار الجانبية، التي قد تؤثر على أداء المريض خلال يومه، أو استبدالها بأدوية طويلة المفعول تغطي 24 ساعة.

وفيما يتعلق بالأمراض النفسية الشديدة مثل: حالات الذهان والفصام والاضطراب الوجداني وغيرها، ذكر الدكتور خالد عبدالجبار أن تلك الأمراض تحتاج لرعاية أسرية مكثفة، لمتابعة المريض والتأكد من اتباعه النظام الدوائي الخاص به بشكل دقيق ومنتظم، موضحا أهمية مرافقة المريض لمراجعة طبيبه المعالج لتجديد العلاج، وإجراء الفحوصات الدورية، كما هو الحال مع مثبتات المزاج، وأيضا لمراجعة الخطة العلاجية للمريض، وخضوعه للجلسات الفردية أو الجماعية خلال زياراته المنتظمة للطبيب، والتي يحتاجها لتعلم المهارات التي تساعده في التخفيف من وطأة المرض، ومواجهة ضغوط الحياة وتحسين جودة حياتهم.

الحيطة والحذر

وأضاف قائلاً: "فهنا يتوجب على الأسرة والمريض أخذ الحيطة والحذر لضمان استقرار الحالة النفسية واستمرار تعافي المريض، وذلك بزيارة الطبيب قبل رمضان، أو في بداية أيام الشهر الفضيل، بهدف التشاور معه وأخذ التعليمات المناسبة حول طرق ومواقيت تناول الأدوية خلال أيام رمضان المبارك، والتي قد تستبدل بإبر طويلة المفعول تؤخذ كل أسبوعين أو أربعة أسابيع، أو ربما بعرض حلول أخرى، تتناسب مع حالة المريض ورغبته في الصيام". واستطرد قائلاً: وأيضا أخذ الأمر بشكل جدي، فيما يخص إعطاء الاهتمام المطلوب لمرضاهم، واستغلال رمضان بروحانيته، والمشاركات والفعاليات الاجتماعية والأسرية، في دمج المريض مع من حوله، بما يتناسب مع قدرته ودافعيته لذلك. واستطرد قائلاً: "إلا أن ما يضيف بعداً آخر لتفسير سبب الانتكاسة لحالات نفسية كثيرة، هو انشغال أسر المرضى في رمضان في الأنشطة الاجتماعية ـ مثل: الزيارات والمشاركات الاجتماعية أو استقبال الضيوف وأداء العبادات المختلفة من صلاة وأداء عمرة أو اعتكاف وغيرها — عن متابعة مرضاهم في أخذهم لأدويتهم، كما كانوا معتادين قبل رمضان، أو عدم التأكد من وفرة الأدوية لديهم، وأحياناً أخرى إغفال موعد المتابعة لعيادة الأمراض النفسية، لتجديد العلاج أو التشاور مع الطبيب المعالج فيما يخص تناول الأدوية في رمضان".

بعض الممارسات

وفيما يتعلق بعدم دراية بعض الأُسر بطبيعة الأمراض النفسية، مثل الفصام، أوضح الدكتور خالد عبدالجبار أن عدم الدراية تدفع بعض الأسر إلى إجبار مرضاهم على الصيام والصلاة والاختلاط بالناس واستقبالهم، في حين أن هؤلاء المرضى يجدون صعوبة في أداء العبادات، وكذلك عدم قدرة الكثير منهم على التخلي عن عاداته، مثل التدخين وشرب المنبهات.. وحذر من بعض الممارسات التي تقوم بها الأسر خلال شهر رمضان، موضحا أن بعض الأسر يخرجون في مناسبات اجتماعية تاركين مرضاهم وحيدين في المنزل لأسباب مختلفة، مما يزيد في عزلتهم، مضيفاً: "ومما يؤلم أكثر حدوث حالات يرغب فيها أهل المريض إدخاله المستشفى، ليرتاحوا من عناء رعايته في هذا الشهر، خاصة لو تزامن ذلك مع إجازة بعضهم، ممن أراد حزم أمتعته للسفر، فيكون الخيار قيامهم بإدخال المريض المستشفى، على الرغم من أن المريض يعاني أعراضا بسيطة أقل ما يقال عنها أنها مبالغٌ فيها أو ملفقة".

وتابع قائلاً: "لذلك فإن التثقيف الأسري والمجتمعي، بطبيعة الأمراض النفسية، وخصوصية رمضان مع المرضى النفسيين، حاجة ملحة لجعل رمضان فرصة، لدمج هؤلاء المرضى مع أسرهم ومجتمعهم المحيط، بأساليب علاجية، يمكن تقنينها وتقديمها، ضمن خطة استثنائية، تخدم المريض وتعزز علاقته بأسرته، خلال أيام هذا الشهر الكريْم". وأكد في ختام حديثه أن أزكى الأعمال، وأحبها إلى الله تعالى، وأعلاها شرفاً، وأكرمها مروءة، الإحسانُ إلى المريض ومرافقتُه، والقيامُ على رعايته والعناية به، مضيفاً: "فهنيئاً لمن وفقه الله تعالى لذلك، فبذل وقته وجهده، واحتسب الأجر وعظيم الثواب، من رب الأرض والسموات".

وقال الدكتور خالد عبد الجبار" لقد أثبتت بعض الدراسات، التي تناولت هذا الموضوع، ارتفاع حالات الانتكاسة في بعض هذه الأمراض، ونذكر هنا تحديداً دراسة (قادري ٢٠٠٠)، والتي أجريت على بعض مرضى الذهان الدوري حيث أثبتت أن ٥٠٪ ممن خضعوا لهذه الدارسة انتكسوا في رمضان، والبقية زاد عندهم الأرق و القلق، و يعتقد الباحثون أن سبب ذلك، قد يكون التغير المفاجئ ،في نظام النوم و الاستيقاظ و مواعيد الأكل".

مساحة إعلانية