رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

646

جون ريفنبلاد لـ الشرق: دور مهم للدوحة في مفاوضات الاتفاق الجزئي بين أمريكا وإيران

14 يونيو 2023 , 07:00ص
alsharq
جون ريفنبلاد
واشنطن- زينب إبراهيم

أكد جون ريفنبلاد، مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، على أهمية الدور القطري فيما يتعلق بالتقارير الأخيرة بشأن مقترحات واتفاقات جزئية فيما يتعلق بالمشهد النووي في إيران، وهو دور تعكسه وتيرة الاتصالات واللقاءات التي عقدتها أمريكا مع قطر وأيضاً الاتصالات الدبلوماسية الرفيعة بين الدوحة وطهران، والتأكيد على التطلع لمزيد من التعاون في مجالات عديدة من بينها الطاقة والكهرباء وغيرها من سبل تعزيز التعاون، أضف إلى ذلك بعض التقارير حول اقتراب الإفراج عن سجناء أمريكيين في السجون الإيرانية أو قرب الإفراج عنهم، وناقوس الخطر الذي تلتمسه من الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بالمخاوف من قرب الوصول إلى اتفاق جزئي بين أمريكا وإيران بشأن التطلعات الإيرانية النووية والتصريحات شديدة اللهجة التي خرجت من إسرائيل فيما يتعلق بالموقف من طموحات إيران النووية، كل ذلك يمكن ربطه أيضاً بشواهد عديدة عبر أكثر من مقترح أوروبي ووساطة بارزة للدوحة بين الولايات المتحدة وإيران لعبت فيها قطر دوراً محورياً على أكثر من اتجاه، ما يوضح التقدير الملموس لجهود الدوحة من الجانبين، وأهمية ذلك لدى الإدارة الأمريكية في توافق غايات تدعيم الاستقرار الإقليمي، وأيضاً مع أولويات الأمن القومي في أكثر من مشهد مشتعل على الساحة العالمية.

وساطة مهمة

يقول جون ريفنبلاد، مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: إن الفترة الأخيرة شهدت وساطة غير مباشرة لعبت فيها قطر دوراً حيوياً لنقل مهام كانت قيد مقترحات التقديم لدى الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض واكتسبت ضغطاً إعلامياً وزخماً سياسياً لتحقيق إنجاز ملموس في ملف العلاقات مع إيران ينعكس كمكسب ورصيد دبلوماسي في ملف السياسة الخارجية للرئيس بايدن الذي يتطلع لإعادة ترشيحه لمقعد الرئاسة الأمريكية، وتلعب قطر دوراً مهماً في المعادلة، حيث يتعلق الاقتراح الحالي لاتفاق نووي جزئي وضمانات عبر دول مهمة مثل قطر بمباشرة إمكانية الإفراج عن مليارات الدولارات من الأرصدة الإيرانية الموجودة في بنوك دولية والتي تم اتخاذ قرار بحظرها كجزء من العقوبات الأمريكية، ذلك على الرغم من وجود مقترحات سابقة بتضمين اجراءات إضافية لسبل إنفاق تلك الأموال لغايات شراء المواد الغذائية والمستلزمات العلاجية والأدوية بالإضافة إلى الغايات والأهداف الإنسانية، ولكن الآن هناك نوايا بتخفيض الحظر على الطاقة الذي فرضته أمريكا على إيران كجزء من العقوبات الاقتصادية، ومع احتدام صراعات النفوذ الدولي وتأثيراتها في المشهد الروسي- الأوكراني، وطبيعة العلاقات والنفوذ الصيني المتنامي إقليمياً مؤخراً وأيضاً العلاقات الإيرانية- الروسية، كل ذلك منح لإدارة بايدن دراسة مقترحات مهمة يمكنها تحقيق إنجاز يخرج من حالة الضبابية السياسية والضغوط الداخلية السياسية في فترة تحسب فيها الخطوات السياسية بمعايير انتخابية، فكان من المهم عموماً وجود مفاوضين من أمريكا وإيران للانخراط بشكل مباشر هذه المرة من أجل بحث آلية لتحقيق هذا المقترح، ودائماً ما تلعب قطر دوراً دقيقاً في توظيف دبلوماسيتها وأدواتها الاقتصادية من أجل دعم هذا المسار، فلا أحد يريد مشهداً متفجراً بالخليج لاسيما في هذه الفترة الصعبة تؤثر على الاستقرار الإقليمي وأمن نقل وتوريد الطاقة، بجانب أن إيران تجمعها علاقات ثقة مهمة وإستراتيجية متبادلة مع قطر تطورت في السنوات الأخيرة وانعكست في حجم التبادل التجاري بين البلدين وحتى المفاوضات بشأن عمليات التوسع في حقل الشمال وعدد آخر من اللوجستيات المهمة التي تجمع الجانبين، والزيارات المهمة والمباحثات التي عقدها مسؤولون قطريون بارزون مع واشنطن وطهران من أجل بحث هذه الملفات المهمة عن قرب وبصورة حيوية ورئيسية، خاصة إن قطر تلعب دوراً حيوياً كقناة تواصل غير مباشرة بين أمريكا وإيران بسبب امتلاكها لقنوات اتصال مفتوحة مهمة للغاية مع إيران تطورت بتطور العلاقات الثنائية.

أدوار حيوية

يقول جون ريفنبلاد، مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: إن وجود مثل هذا النوع من التشاور والوساطة حيوي ومهم للغاية فيما سوف يترتب عليه من محاول إضافية بشأن المباحثات الأخرى الأكثر أهمية والتي ترتبط بكل تأكيد بالاتفاق النووي الإيراني الذي وصل إلى مرحلة لم ترتقِ إلى ما كانت تصبو إليه التطلعات فور تولي الرئيس بايدن لمقعد الرئاسة في أمريكا، وبعد فشل أكثر من مقترح أوروبي ورفض إيران لعدد من هذه المقترحات، تبدو نتائج هذه المشاورات بشأن اتفاق جزئي مع إيران وإحراز تقدم مهم ومنتظر بكل تأكيد خاصة في ظل الترقب الكبير من إدارة بايدن والتي بحاجة أن تبرز ولو بصفة جزئية إمكانية تحقيق الخيار الدبلوماسي مع إيران من هذا الجانب.

وجدير بالذكر أن هناك مقترحات عديدة شاركت فيها قطر أيضاً بشأن الإفراج عن الأسرى وإطلاق سراح المحتجزين شهدت أكثر من مرحلة خاصة قبل عامين كان اقترب فيهما الطرفان من تحديد آليات شاملة لتحقيق ذلك، وهذا الجهد الدبلوماسي المشترك بين الجانبين تم إعادة إحيائه عبر مبادرات الوساطة الحيوية التي لعبت فيها قطر دوراً مهما ومتابعات دقيقة تترجح فيها احتمالية تحقيق هذه الخطوة التي ستسمح لإيران بالتمكن من أموالها المجمدة وزيادة عوائدها من الطاقة، وتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية، والوصول إلى قدر من الامتيازات الحيوية مقابل تخليها الجزئي عن عمليات تخصيب اليورانيوم.

خطوات دبلوماسية

ويتابع جون ريفنبلاد في تصريحاته لـ الشرق: إن الخطوات الدبلوماسية القطرية الأخيرة واللقاءات والاتصالات المهمة بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين، دائماً ما حاولت معالجة تضرر الثقة الكبير خاصة لدى الجانب الإيراني من المواقف الأمريكية. وتقدر أمريكا للدور الدبلوماسي القطري المتواصل وهو الدور نفسه الذي لعبته قطر فيما يتعلق بالمشهد الأفغاني وارتقاء العلاقات الدبلوماسية مع إدارة بايدن بصورة كبيرة للغاية من الثقة في ملفات حيوية ومهمة، وتحرص قطر عموماً على هذا الدور انطلاقاً من رؤيتها لأهمية احتواء التوترات بين أمريكا وإيران بما يساهم في دعم الاستقرار الإقليمي وأمن الطاقة واستعادة الاتجاه الإيجابي في العلاقات واحتواء التوتر الذي تفاقم منذ الانسحاب الأمريكي المنفرد من الاتفاق النووي الإيراني، كما تواصل قطر لعب دور بارز ومؤثر في القضايا العالمية الخطيرة انطلاقاً مما بذلته من أدوار دبلوماسية وسياسية مهمة في السنوات الأخيرة لتدعيم أجندتها كمركز مهم للوساطة على صعيد الصراعات الدولية شديدة التعقيد والخطورة.

مساحة إعلانية