رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1225

السادة: الشباب مصدرُ قوةِ المجتمعِ وعنوانُ مجدِهِ وعطائِه

14 أغسطس 2015 , 10:56م
alsharq
الدوحة- الشرق

أكد فضيلة الشيخ عبدالله السادة أنَّ الشَّبابِ لهم دور كبير فِي المجتمعِ، مشيرا إلى أن هذا الجيل الصَّاعد هو مصدرُ قوةِ المجتمعِ وعنوانُ مجدِهِ وعطائِهِ .

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بمسجد مريم بنت عبدالله بالدفنة إن هؤلاء الشباب لو كانوا مُدْركين لمسؤولياتِهِم مضطلِعين بأعباءِ رسالتِهِم لكانوا جديرين بأنْ يُحَقِّقوا لمجتمعِهِم كلَّ مَا يصبُو إليهِ مِنْ خيرٍ وسعادةٍ منوها إلى القول المأثور " حياةُ الأُممِ بشبابِهَا" .

وأشار الشيخ السادة إلى أن الرَسُول الكريم صلى الله عليه وسلم قد استثمر طاقاتِ الشبابِ فِي العملِ التطوعيِّ يومَ أنْ دعاهُمْ إلَى بناءِ المسجدِ النَّبويِّ الشَّريفِ فلبَّى صَّحابته صلى الله عليه وسلم الدعوةَ بِهمَّةٍ وعزيمةٍ، فدعَا لهمْ الرسولُ اللهِ بقولِهِ: "اللَّهُمَّ إِنَّ الأَجْرَ أَجْرُ الآخِرَة فَارْحَمِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَة" .

أفضلُ المراحل

وبين الخطيب أنَّ مرحلةَ الشَّبابِ هِيَ أفضلُ مراحلِ العطاءِ والبذلِ والإنْتاجِ داعيا إلى ضرورة استثمارها بِمَا يعودُ بالنَّفعِ والفائدةِ علينَا وعلَى مجتمعِنَا وقال إن مِنَ المجالاتِ التِي يمكن أن نستثمرُ فيهَا هذهِ الطاقاتِ .. مجالُ العملِ التطوعيِّ، الَّذِي يُجسِّدُ عمليًّا مبدأَ التكافلِ الاجتماعيِّ الَّذي أكَّدَ عليه دينُنَا الحنيفُ في قوله تعالَى :( وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ).

وزاد بالقول: العملُ التطوعيُّ هوَ ذلكَ العملُ الَّذِي يقدِّمُهُ الشابُّ لمجتمعِهِ بدافعٍ منْهُ بِلاَ مقابلٍ يبتغِي بذلكَ وجهَ اللهِ تعالَى، موضحا أنه يشملُ كلَّ المجالاتِ الخيريةِ وكلَّ معروفٍ يقدمُهُ لأقاربِهِ ولجيرانِهِ ولمجتمعِهِ، لافتا إلى قوله سبحانَهُ وتعالَى في محكم التنزيل :( وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وقَول رسوله صلى الله عليه وسلم : ”كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ“.

وأكد خطيب مسجد مريم بنت عبدالله أنَّ العمل التَّطوعيّ له أهمية كبيرة تؤثِّرُ بشكلٍ إيجابيٍّ فِي حياةِ الفردِ والأسرةِ والمجتمعِ ومِنْ تلكَ الإيجابياتِ والآثارِ تحسينُ المستوَى الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ، والحفاظُ على القيمِ الإسلاميةِ، واستثمارُ أوقاتِ الفراغِ، وتحويلُ طاقاتِ الشباب إلَى قدراتٍ عاملةٍ ومنتجةٍ، منوها بقوله جل وعلا " وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ".

مجالاتِ العملِ التطوعيّ

وعدد الشيخ السادة مجالاتِ العملِ التطوعيِّ فقال إنها كثيرةٌ ، مشيرا إلى أن مِنْ أهمِّهَا مساعدةُ المحتاجينَ والفقراءِ مِنَ الأهلِ والجيرانِ، والوقوفُ بجانبِ المتضررينَ، مؤكدا أن هذَا هو مَا دعَا إليهِ الإسلامُ ورغَّبَ فيهِ وحثَّ عليهِ ورتَّبَ علَى القيامِ بهِ الثَّوابَ العظيمَ.

ولفت إلى أن أحبّ الأعمالِ إلَى اللهِ تعالَى هو إدخالُ السرورِ إلَى قلبِ المسلمِ مشيرا إلى حديث عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه قالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ، قَالَ :”إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى مُؤْمِنٍ أَشْبَعْتَ جَوْعَتَهُ، أَوْ كَسَوْتَ عُرْيَهُ، أَوْ قَضَيْتَ لَهُ حَاجَةً.

وأوضح الخطيب أن ربّنَا تباركَ وتعالَى يُحِبُّ نفعَ الناسِ وخدمَتَهُمْ حيث قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :”عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ“. فَقَالُوا: يَا نَبِي اللَّهِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ ، قَالَ: ”يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ“ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، قَالَ: ”يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ“ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ . قَالَ: ”فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ“.

إدخال السرور

وحث الشيخ السادة على المبادرة بخدمة الناس وإدخال السرور عليهم قائلا: ليتحَسَّسْ أحدُنَا جارَهُ أَوْ قريبَهُ، إذَا كانَ فِي حاجةٍ إلَى مساعدةٍ فليمدُدْ لَهُ يدَ العونِ، وليسارِعْ إلَى فعلِ الخيراتِ، ولندرِكْ جميعًا أنَّ الأقربينَ أولَى بالمعروفِ.

وأضاف: لَوْ تفقد كل واحد منا أقاربه الفقراء ما وجد فقير في المجتمع.

مشددا على أن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حثَّ على هذهِ الأعمالِ الَّتي تُحقِّقُ التَّعاونَ والتَّراحمَ بينَ أفرادِ المجتمعِ فقالَ صلى الله عليه وسلم :

”الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.“

الخطبة الثانية

وفي الخطبة الثانية جدد الشيخ السادة دعوته للشباب بالمشاركة فِي العملِ التَّطوعيِّ لاستثمار أوقاتَ فراغِهِمْ فيه بِمَا يعودُ عليهمْ وعلَى مجتمعِهِمْ بالخيرِ والسَّعادةِ والطمأنينةِ، ويُترجمونَ مشاعرَ الولاءِ والانتماءِ للوطنِ ويكتسِبُونَ محبَّةَ النَّاسِ واحترامَهُمْ ويفوزونَ بالنَّعيمِ المُقيمِ.

ولفت إلى قوله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

وفِي ختام خطبته توجه بالشكر إلى القائمينَ علَى رعايةِ الشبابِ وتوجيهِهِمْ لخدمةِ الوطنِ .

مساحة إعلانية