رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

904

خبراء تربية وأكاديميون: انتحال الشخصيات في الألعاب الإلكترونية خطر يهدد الأطفال

14 أغسطس 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ محمد الجعبري

تعد تربية الأبناء من أصعب وأهم المهام التي يمكن أن يقوم بها الآباء خلال مشوارهم الأسري، خاصة مع الحداثة التي تعيشها المجتمعات في الوقت الحالي، والتي تتجلى في انتشار التكنولوجيا، وما تشمله من ألعاب إلكترونية، ومنصات للتواصل الاجتماعي، والتي جعلت العالم كقرية صغيرة، وقاربت بين الثقافات المختلفة، مما مثل خطراً كبيراً على ثقافتنا العربية وقيمنا الإسلامية.

وقد أجمع خبراء تربية خلال حديثهم مع «الشرق» على صعوبة المهمة، والتي تتطلب الكثير من الصبر، الحكمة، والتفاني لضمان تنشئة جيل قادر على مواجهة تحديات الحياة بمختلف جوانبها، مع احتفاظه بثقافته الإسلامية وهويته العربية، وذلك في ظل تغير الزمن والتطور السريع في التكنولوجيا والظروف الاجتماعية، مما يلقي بظلاله على مهمة التربية.

وطرح أرباب عملية التربية وخبراء التكنولوجيا عددا من الحلول التي تمكن أولياء الأمور من التغلب على تحديات العصر الحالي، والتي تتمثل في المراقبة المستمرة من الوالدين لأبنائهم، والتعرف على أصدقائهم، وتحديد ساعات معينة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، بحيث لا تتعدى الساعة خلال اليوم، مشددين على أهمية دور الأب في حياة أبنائه، وضرورة تواجده بينهم بشكل مستمر، واصطحابهم إلى المجالس.

ولفتوا إلى أن التكنولوجيا الحديثة تعتبر أكبر التحديات التي تواجه الأطفال والشباب في الوقت الحالي، محذرين من ظاهرة انتحال الشخصيات في ألعاب الإنترنت، وقالوا إن الحل لمواجهة هذه المشكلة هي مراقبة الأبناء وإغلاق المحادثات خلال هذه الألعاب، كما أشاروا إلى أهمية وضع ضوابط للاستخدام اليومي للأجهزة الإلكترونية للأبناء.

وأشار الخبراء إلى ضعف الإنتاج الفني العربي الموجه للأطفال والشباب، بخلاف عدم احترافيته في الإنتاج، مما يدفع أبناءنا للهروب إلى الأعمال الأجنبية، والتي لا تتناسب مع عروبتنا وتعاليم ديننا، مطالبين بضرورة أن يعمل المتخصصون بإنتاج محتوى فني تعليمي أو ترفيهي، يراعي قيمنا وتعاليم ديننا الحنيف.

 د. شريفة العمادي: الجلوس مع الأبناء يلبي احتياجهم العاطفي

أوضحت الدكتورة شريفة العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، أن الكثير من الآباء والأمهات لا يجلسون مع أطفالهم، وذلك بسبب الانشغال بوظائفهم وأعمالهم وقضاء غالبية اليوم خارج المنزل، مشيرة إلى أهمية الجلوس مع الأبناء وقضاء الوقت معهم في إجراء الحوارات والنقاشات، بما يعمل على تلبية الاحتياج العاطفي لدى الأبناء، كما أنه يساهم بشكل عميق في تعزيز نموه النفسي والجسدي والعقلي، وله تأثير إيجابي في تطور شخصيته.

وبينت الدكتورة شريفة العمادي، أن قضاء الوالدين الوقت في المنزل سيعمل على أن يكونا قدوة صالحة وحسنة لأبنائهما، مشيرة إلى أن الجلوس مع الأطفال وقضاء الوقت معهم، سيعمل على تحصين الناشئة والأطفال، ووقايتهم من الانحرافات السلوكية، من خلال تعزيز عوامل الحماية، وتحديد وتحييد عوامل الخطورة، والعمل على معالجتها بأسلوب تشاركي يسهم في تحقيق الهدف الأسمى المنشود، وهو التنشئة السليمة المتماشية مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وعاداتنا وقيمنا الأصيلة.

وحذرت المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، من خطورة الانشغال عن الأبناء، مما يجعلهم عرضة لكثير من المشاكل النفسية والانحراف، لافتة إلى مشاركة الآباء والأمهات لأبنائهم همومهم وتفكيرهم، وقضاء وقت ممتع معهم كالخروج في رحلات استجمام، وممارسات الهوايات المفضلة لديهم معًا، يعزز من قنوات التواصل فيما بينهم، والتي بدورها ستغني هذه الأجيال عن الألعاب الإلكترونية، وإدمانها على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، التي قضت مضاجع الكثير من الأهالي حول العالم، بسبب تداعياتها الخطيرة على الصحة النفسية والعقلية والسلوكية للأبناء.

الداعية أحمد البوعينين: الرعاية والاهتمام يضمنان تربية صالحة

طالب الداعية الإسلامي الشيخ أحمد البوعينين، الوالدين المنفصلين بضرورة التعاون في تربية لأبناء، والعمل على حمايتهم من أي مخاطر تؤثر على صحتهم النفسية، مشيراً إلى ضرورة ترك الخلاف جانباً، والانتباه إلى رعاية أبنائهم بما يضمن تربيتهم تربية صالحة.

ونوه الداعية الإسلامي، بالمكانة التي يحظى بها الأب بين أبنائه، حتى في حالة انفصال الوالدين، مطالباً الأب أن ينتظم في زيارة أبنائه كما حددتها المحكمة، ويقوم باصطحابهم إلى المسجد، كما عليه أن يلبي طلباتهم، كما دعا الشيخ أحمد البوعينين الأم بعدم الإساءة إلى الأب أمام الاطفال، حتى يظل الأب محل احترم وتقدير من أبنائه.

ولفت الشيخ إلى خطورة استخدام الجوالات للأطفال، مؤكداً أنها خطر كبير يهدد حياة وسلوك الطالب، حيث إن استخدام هذه الأجهزة لساعات طوية يؤدي إلى السمنة.

 إبراهيم فخرو: وضع ضوابط للاستخدام اليومي للإلكترونيات

عن التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها على حياة الأبناء، أكد الخبير التكنولوجي إبراهيم فخرو، أن التكنولوجيا الحديثة تعتبر أكبر التحديات التي تواجه الأسر في تربية أبنائهم، وذلك لخطورة الجانب السلبي والمظلم من التكنولوجيا على الأطفال والمراهقين والشباب والفتيات، محذراً من ظاهرة انتحال الشخصيات في ألعاب الإنترنت. كما طالب الخبير التكنولوجي بمراقبة الأبناء خلال استعمال أجهزة الجوالات، والتأكد من إغلاق المحاثات خلال هذه الألعاب.

وأوضح السيد إبراهيم فخرو أنه لتجنب الآثار السلبية للتكنولوجيا، من الضروري وضع ضوابط للاستخدام اليومي للأجهزة الإلكترونية، ويمكن تحديد أوقات معينة لاستخدام الأجهزة وتوجيه الأبناء نحو الأنشطة البدنية أو الاجتماعية التي تعزز تفاعلهم مع الآخرين، كما يمكن للأهل المشاركة في هذه الأنشطة لتعزيز الترابط الأسري.

كما حذر الخبير التكنولوجي، من خطورة مشاهدة الأطفال لمشاهد العنف على السوشيال ميديا وفي الأفلام الأجنبية، مشيراً إلى انتقال هذه التصرفات إلى سلوك الطفل مما يتسبب في قيامه بأذية نفسه والآخرين، لافتاً إلى التأثير السلبي للأجهزة الإلكترونية والتكنولوجيا على الحالة الصحية للأطفال، وذلك من خلال إصابتهم بالسمنة نتيجة عدم الحركة والجلوس لساعات طويلة أمام هذه الأجهزة. وطالب إبراهيم فخرو، الشركات الفنية والمراكز المتخصصة في قطر والعالم العربي، بضرورة العمل على إنتاج أعمال فنية ومحتويات إلكترونية، تعكس قيمنا العربية وتعاليم ديننا الحنيف، لافتاً إلى أن الإنتاج العربي ضعيف ولا يتميز بالاحترافية، مما يجعل الأطفال يهربون إلى الأعمال الأجنبية التي لا تتناسب مع عروبتنا وتعاليم ديننا.

د. موزة المالكي: على الوالدين التعامل برفق مع المراهقين

أكدت الدكتورة موزة المالكي، الطبيبة النفسية والكاتبة، أهمية دور الأم في تربية الأبناء، خاصة خلال المراحل الأولى من حياتهم، والتي تعتبر من المراحل الهامة والمؤثرة في حياة الفرد، والتي تبقى آثارها وذكرياتها مدى الحياة، مشيرة إلى أهمية أن تتحلى الأم بالصبر والحكمة في تصرفاتها وأفعالها مع الأبناء، خاصة خلال المشاحنات أو ارتكاب بعض الأخطاء البسيطة. وطالبت الدكتورة موزة المالكي، من الأمهات بعدم المبالغة بالتفكير الزائد في كل الأشياء، والسيطرة على حالة الغضب خلال حديثها مع أبنائها، محذرة من سيطرة حالة الخوف على الأطفال في هذه المشاحنات، مما يتسبب بانعكاسات سلبية على الحالة النفسية للأطفال.

وبالنسبة للتعامل مع المراهقين، أوضحت الطبيبة النفسية أنه يجب على الوالدين التعامل برفق ومرونة مع الأبناء في هذه المرحلة، كما أوصت بعدم التدخل في شؤون حياتهم إلا في حالة الضرورة، مع المراقبة المستمرة لجميع تصرفاتهم خاصة الخارجية، لافتة إلى أهمية أن يتعرف الوالدان على أصدقاء أبنائهم، وذلك لخطورة تأثير الصديق على الأبناء.

وعن التحديات التي تواجه المراهقين في هذه المرحلة، قالت الدكتورة موزة المالكي، إن الألعاب الإلكترونية والتدخين أخطر ما يواجهه الشباب في هذه المرحلة، بالإضافة لمشاهدة أفلام العنف، والتي تنعكس على تصرفاتهم، لافتة إلى ضرورة أن يقدم الأبوان نموذجا محترما في المنزل وأمام الأطفال، مما يقدم لهم القدوة الحسنة.

كما شددت الدكتورة موزة المالكي على الدور المهم لحضور الأب بين الأبناء بشكل مستمر، وذلك لما للأب من دور مؤثر ومحوري في توجيه الأبناء، محذرة من استخدام العنف في عقاب الأبناء، وذلك لما تتركه هذه التصرفات من آثار مدمرة على حياة وسلوك الأطفال، مشيرة إلى ضرورة تجنب الأبناء لأي بيئة فاسدة.

مساحة إعلانية