رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

911

فحص 200 ألف طفل ضمن البرنامج الوطني للكشف المبكر لحديثي الولادة

14 سبتمبر 2015 , 05:45م
alsharq
الدوحة - قنا

أعلنت مجموعة من خبراء الرعاية الصحية بمستشفى النساء التابع لمؤسسة حمد الطبية عن استفادة ما يصل إلى 205,832 طفلا رضيعا من البرنامج الوطني للكشف المبكر لحديثي الولادة منذ إطلاقه في ديسمبر من العام 2003.

كما ساعد برنامج التشخيص المبكر على اكتشاف 642 رضيعا مصابا باضطرابات صحية، حيث ساهم الكشف المبكر عن هذه الحالات في نجاح علاج 98% من هؤلاء الأطفال من أمراض خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة أو إلى الإصابة بحالات إعاقة، والتي لا تظهر أعراضها خلال الأيام الأولى من حياة الطفل.

وأوضحت المؤسسة أن الفحوصات الحالية المتضمنة في البرنامج والتي يتم إجراؤها عند الولادة تشمل 32 اضطرابًا صحيًا "اثنين للغدد الصم و30 لاضطرابات التمثيل الغذائي" وتصنف الغالبية العظمى من هذه الاضطرابات ضمن الاضطرابات الصبغية الجسدية المتنحية، والتي يكون فيها والدا الطفل المصاب حاملَين للجين المسؤول عن الإصابة بهذا الاضطراب، وهو أمر شائع في حالات زواج الأقارب.

من جانبه أشار الدكتور هلال الرفاعي، مدير البرنامج الوطني للكشف المبكر للأطفال حديثي الولادة والمدير الطبي لمستشفى النساء، إلى الآثار الإيجابية لهذا البرنامج والتي قد تصل إلى إنقاذ حياة الطفل المصاب، وقال "إن هذا البرنامج ساعد الكثير من الأطفال على تجنب الإصابة بإعاقات شديدة كما ساعد على إنقاذ حياة الكثير من الأطفال، وأتاح لهم الفرصة ليعيشوا حياة صحية سعيدة".

وأضاف د. الرفاعي أن الفكرة الرئيسية خلف برنامج الكشف المبكر لحديثي الولادة تكمن في الكشف عن الاضطرابات الصحية لدى الطفل قبل تطورها لأمراض خطيرة، مما يسمح بعلاج الحالة قبل تطورها وتسببها في أضرار غير قابلة للإصلاح لدى الطفل، ويؤدي هذا التدخل المبكر إلى نجاح علاج الأطفال الذين يتم تشخيص حالاتهم.

وأوضح أن العديد من الاضطرابات الصحية قد يتطور ليؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى بشكل سريع، على الرغم من أن الطفل حديث الولادة قد يبدو بصحة جيدة في بادئ الأمر.

وأشار د. الرفاعي إلى أن برنامج الكشف المبكر لحديثي الولادة يعتمد على ثلاث ركائز رئيسية، وتتمثل هذه الركائز في وحدة الكشف المبكر على حديثي الولادة في مستشفى النساء، والتي تعمل مع فريق الرعاية الصحية الأساسي المشرف على الأسرة للتنسيق لإجراء الفحوصات ومتابعة النتائج، بالإضافة الى المختبرات الطبية المتخصصة بما فيها المختبرات الرئيسة بمستشفى الرميلة التابع لمؤسسة حمد الطبية، ومختبر مستشفى الأطفال الجامعي في هايدلبرج بألمانيا، والذي يوفر الدعم اللازم للتحقق من النتائج لبعض الحالات الخاصة، وتتمثل الركيزة الأخيرة في فريق إدارة خدمات الأطفال الذي يعمل مع الأسرة بعد تأكيد تشخيص إصابة الطفل باعتلال صحي، مما يتطلب استمرار تقديم العلاج والرعاية الصحية للطفل على المدى الطويل.

بدوره أكّد الدكتور غسان عبده، استشاري أول طب الأطفال حديثي الولادة ومدير وحدة الكشف المبكر على حديثي الولادة بمؤسسة حمد الطبية، أن الوحدة تعتمد على اتخاذ تدابير صارمة للتأكد من أي نتائج إيجابية للتحاليل والفحوصات قبل البدء في إجراءات العلاج.

وأشار د.غسان الى أن الحالات التي تم اكتشافها وتأكيد تشخيص إصابتها باضطرابات صحية وصل عددها الى 351 حالة مصابة بنقص فيتامين "B12" ، وهي مشكلة غذائية يمكن أن تؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية مثل فقر الدم أو تلف الأعصاب، كما ساعد الكشف المبكر على تشخيص إصابة 89 طفلا حديث الولادة بقصور الغدة الدرقية الولادي، وهي حالة تتضمن قصورًا في إنتاج هرمون الثيروكسين، وهو هرمون ضروري للنمو الطبيعي للمخ والجسم.

الجدير بالذكر انه منذ إضافة فحص الكشف عن اضطراب "الهوموسيستينوريا" الوراثي إلى فحوصات البرنامج في عام 2005، فقد تم الكشف عن 39 حالة إصابة بين الأطفال القطريين بهذا الاضطراب، والذي يحد من قدرة الجسم على معالجة بعض الأحماض الأمينية، مما يؤدي إلى حجب بعض أنواع البروتينات الأساسية لنمو الجسم وقيامه بوظائفه. وتمتلك قطر أحد أعلى معدلات الإصابة باضطراب "الهوموسيستينوريا"، ويرجع ذلك إلى انشار ظاهرة زواج الأقارب في المنطقة. ويعد هذا الاضطراب من بين الحالات التنكُّسِية التي تتطور ببطء، ولا تظهر عادةً خلال الأيام الأولى من حياة الطفل.

وتعد فحوصات الكشف المبكر وعلاج مثل هذه الاضطرابات مكلفة للغاية، إلا أن الدولة تقدمها مجانًا لجميع الأطفال حديثي الولادة المولودين في قطر. ويتم إجراء الفحوصات للطفل خلال الساعات الـ 36 الأولى بعد الولادة، كما أنها تتوفر في جميع مستشفيات مؤسسة حمد الطبية التي تقدم خدمات الولادة.. بالإضافة الى تعاون البرنامج الوطني للكشف المبكر لحديثي الولادة مع المستشفيات الخاصة التي تقدم خدمات الولادة بهدف ضمان تغطية جميع المواليد في هذه المستشفيات ضمن برنامج الكشف المبكر.

مساحة إعلانية