تقارير وحوارات

2285

فنان الثورة السورية يرد على "أحمد آدم" ومفاجأة قطرية تركية للاجئين

والدي استشهد على يد قوات حافظ الأسد في أحداث حماة عام 1982

2006 أنتجت أناشيد ثورية لسوريا وغنيتها بأسلوب الكورال خوفاً من بطش النظام

أعداد الفناننين المنشقين قليلة جداً مقابل الفنانين التابعين لنظام الأسد

حجم الدماء التي تسيل في سوريا أكبر بكثير من أن يعبر عنها فنان

لا يشرفني أن أتواصل مع أي فنان يدعم النظام

هناك مشروع قطري تركي ضخم لخدمة اللاجئين يتم الآن التحضير له

أدعم وفد المعارضة السورية المفاوض في جينيف

حلب كشفت عن انحطاط كثير من الإعلاميين والفنانين

ما قام به الفنان أحمد الـ"مش بني آدم" يمثل همجية وإنحطاط في الأخلاق والقيم الإنسانية

يعد الفنان السوري "يحيى حوى" من أوائل الفنانين السوريين الذين غنوا للثورة السورية، فبعد انطلاق الثورة بثلاثة أيام طرح أغنيته الشهرية "الشعب السوري ما بينزل"، والتي لاقت تفاعل كبير بين المتظاهرين في شوارع وحواري دمشق ودرعا وحماة وادلب وغيرها من المناطق الثائرة، حتى لقبه الكثيرين بفنان الثورة السورية.

وكشف حوى وهو سفير لجمعية "هيومن أبيل" البريطانية والتي تُعنى بشؤون اللاجئين، عن مشروع ضخم قطري تركي للاجئين السوريين في تركيا يهدف لتحويل اللاجئ من مستهلك لمنتج.

وفي رده على الفنان المصري أحمد آدم قال يحيى حوى "إن ما حدث في حلب كشف لنا مدى إجرام بعض الإعلاميين والفنانين، ومدى بعدهم عن الإنسانية حيث وصف أحمد أدم بـ "الـمش بني ادم" وأن ما قام به يمثل همجية وإنحطاط في الأخلاق والقيم الإنسانية.

وقال الفنان السوري يحيى حوى في حواره لـ"بوابة الشرق" إن الفنان لا يصح أن يَحصر فنه وإبداعه لصالح اي تجمع سياسي، مؤكداً دعمه لوفد المعارضة السورية في جينيف لما فيه مصلحة الشعب السوري والحفاظ على حقوقهم.

وإليكم نص الحوار..

** كفنان سوري كيف بدأت رحلة صراعك مع نظام الأسد؟

أنا مجروح ومظلوم من النظام السوري منذ وقت طويل، فوالدي استشهد على يد قوات حافظ الأسد في عام 1982 في أحداث حماة واضطررت أن أهرب خارج سوريا وعشت طفولتي خارج بلادي بين السعودية والأردن، وهذا سبّب لي حنين للوطن الذي لا أعرفه، ولكن أسمع عن وطن أسمه سوريا، وحتى عندما كنت أريد أن ألتقي بأهلي وأقاربي كنت ألتقي بهم خارج البلاد.

** ومتى بدأت الغناء لسوريا؟

في العام 2006 ساهمت بإنتاج أناشيد لسوريا وغنيتها ولكن بأسلوب الكورال، وكنت حينها خائف من وضع صوتي عليها بشكل مباشر خوفا على ما تبقى من أهلي في سوريا من بطش النظام، وعملت على ألبوم غنائي كامل حينها وكأن أسمه "يا شام"، ولذلك كان بحوذتي 6 أغاني جاهزة لسوريا قبل إنطلاق الثورة.

** هل كنت تتوقع قيام ثورة في سوريا ونشر أغانيك بشكل علني؟

في الحقيقة قبل عام 2011، كنت من الأشخاص الذين لا يتوقعوا خروج ثورة شعبية في سوريا، وذلك بسبب شدة القبضة الأمنية والظلم الذي يمارسه نظام الأسد ضد كل من يطلب الحرية والعيش بكرامة، ولكن في نفس الوقت كنت مستعدا لأقدم كل ما يمكن تقديمه في هذا المجال.

** بعد انطلاق الثورة السورية متى طرحت أول أغنية؟

انطلاقة الثورة في 15/3/2011، وكانت أول أغنية لي في 18/3 من نفس العام بعنوان "الشعب السوري ما بينزل" وتوالت الأغاني بعد ذلك، حيث كنت أطرح كل أسبوعين انشودة للثورة، حتى المتابعين كانوا يندهشون من الأمر وكيف أستطيع بهذه السرعة أن أسجل وأعمل على الأغنية بهذا الشكل السريع، ولكن الأغاني كانت جاهزة وهذا الأمر أصرح به للمرة الأولى، أنا فقط كنت أرفع صوت الكورال من الأغاني التي سجلتها في عام 2006، وأمزج صوتي عليها بشكل مباشر وأطرحها بين الناس لتتماشى مع الأحداث في سوريا.

** لكل فنان رسالة.. ماهي رسالتك التي تريد إيصالها للثوار والشعب السوري من خلال أغانيك وأناشيدك الثورية؟

الرسالة والهدف من الأغاني والأناشيد التي اقدمها هي أنني أريد أن أكون مع الثوار في داخل سوريا بما أتقن، فأنا مع بداية الثورة كنت خارج سوريا، ولم أكن قادرا على الخروج في مظاهرات كالشباب في الداخل، وغايتي كانت زيادة حماسة الثوار والشد من أزرهم من خلال صوتي وأغنياتي.

** هل استطاع الفنانون المنشقون عن النظام السوري إيصال الصورة الحقيقة لما يحدث في الشارع السوري الثائر؟

هم قادرين على إيصال الصورة الحقيقية لما يمتلكونه من إمكانيات فنية ومواهب عالية وراقية، ولكن أعداد الفناننين المنشقين كانت قليلة جداً مقابل الفنانين التابعين لنظام الأسد، والدعم الإعلامي للفنانين المنشقين كان ضعيف لغاية، بالإضافة إلى أن حجم الدماء التي تسيل في سوريا أكبر بكثير من أن يعبر عنها فنان أو ممثل من خلال أغانيه وأعماله الدرامية.

**مع من تتواصل من فنانين الثورة وهل هناك اتصال مع بعض الفنانين في داخل سوريا؟

أتواصل مع الفنان وصفي المعصراني لأنه فنان راقي، وكان من أوائل الذين غنوا للثورة، وهناك تبادل بيننا في ما يخص الألحان والكلمات ونرتب حفلات تجمعنا سوياً، أما الفنانين التابعين لنظام الأسد فلا أتواصل مع أي فنان يدعم النظام ولا يشرفني أن أتواصل معهم أو تربطني بهم أي علاقة.

**الفنان السوري الكبير جمال سليمان قال في أحد حوارته المتلفزة بأنه انسحب من الحياة السياسية وخرج من أي تجمع سياسي ثوري لأنه فنان ولا يليق به أن يكذب هل هذا هو السببب الذي دفعك لعدم الإنضمام لأي تجمع سياسي سوري ثوري؟

دائما هناك استقطابات سياسية، وادئما السياسي يجب أن يكون منتمي لجهة سياسية ما أو لحزب معين، وأنا أرى بأن الفنان يجب أن لا يكون مستقطب لجهات ساسية معينة في هوية صغيرة، لأن الفنان هو نبض للشارع والشعب، ولا يصح أن يُحصر فنه وإبداعه لصالح أي تجمع سياسي.

**هل تاخذ أفكار أغانيك من الشارع السوري الثائر أم تحاول طرح افكار جديدة بأسلوب مختلف؟

عندما أقدم أغاني للشارع السوري لا أكون وحدي، بل يشاركني فريق من الأصدقاء والفنانين والشعراء والملحنين، وأستشيرهم قبل طرح أي عمل، وهم يقدمون لي الأفكار والألحان ونتشاور في ما بيننا، بالإضافة إلى ذلك نحن نستفيد من أفكار وكلمات الشارع الثائر ونستلهم منهم الكلمات والأفكار، وعلى سبيل المثال أغنية "يا الله ما النا غيرك يا الله" وأيضا "شعار خاين يلي بيقتل شعبو" كل هذه الكلمات أخذناها من الثوار وأعدناها لهم أغنية تحمثهم وتثبتهم، فالعلاقة بيني وبين الثوار والشعب علاقة تبادلية نبيله غايتها التعبير عن الناس بكل صدق وشفافية.

**المؤتمرات التي تعقد في جينيف كيف تراها وكيف ترى عمل وفد المعارضة المفاوض وهل يعبر الوفد عن آمال وطموحات الثوار في الداخل السوري؟

أنا لا أفقه في السياسة كثيراً ولكن لدي الحد الأدنى من المعرفة ببعض التفاصيل بناءً على الوقائع التي تحدث، فأنا شخصياً أدعم وفد المعارضة المفاوض في جينيف بقيادة السيد رياض حجاب، وداعم لكل القرارات التي يأخذونها لمصلحة الشعب السوري والثورة السورية، وأنا مؤمن بأن هذا الوفد يريد لسوريا الخير، سواء اختلفت أو اتفقت معه ببعض الأمور، ولكن قطعا أنا متفق معهم بشكل شخصي في كثير من النقاط الهامة والأساسية.

**ماهو دوركم كفنانين في دعم اللاجئين والتعبير عن معناتهم اليومية، والحملات الإعلامية التي تقدم الدعم المادي والمعنوي لهم؟

زياراتنا للاجئين في تركيا أو في الأردن لم تتوقف بفضل الله، وذلك من خلال مؤسسات خيرية مثل قطر الخيرية أو هيومن أبيل البريطانية بصفتي سفير لها، وخلال الأيام القادمة سيكون لدي احتفال في أورفا التركية داخل بعض المخيمات والمدارس السورية هناك، ونرتب لهذا الموضوع في الأيام المقبلة بعون الله.

**الجمعيات الخيرية القطرية كيف تصف جهودها في دعم اللاجئين السوريين وهل هناك أساليب جديدة في أسلوب الدعم؟

في بداية الثورة كان الدعم محصور على الأمور الطبية السريعة، وتأمين للناس المنكوبة مكان للإقامة وتأمين الطعام والطبابة للجرحى، أما الآن فقد تنبهت الكثير من الجمعيات الخيرية ومنها قطر الخيرية لموضوع "التنمية" للاجئين، والسعي لتعيلم اللاجئ صيد السمك بدلا من إعطائة السمك، وذلك من خلال فتح باب للزرق أمام اللاجئين، وجعلهم أناس منتجين في الأماكن التي يقيمون فيها، من خلال مشروع صغير يكسب منه رزق جيد يعينه وأسرته على الظروف الواقعه عليه، فالذي يحترف صناعة الحلوى يتم منحه مكان للعمل وصناعة هذه الحلوى وبيعها، وكذلك النجار والحداد وأصحاب المهن الأخرى، وهذه فكرة رائعة يجب أن تطبق في كل أماكن اللجوء.

وهناك مشروع ضخم يتم الآن التحضير له، لايمكنني الإفصاح عن تفاصيله حالياً، ولكن هو مشروع قطري تركي كبير جداً يهدف لتثبيت اللاجئ السوري داخل تركيا حتى يكون إنسان منتج لا مستهلك.

**ما يحدث في حلب اليوم كارثة إنسانية راح ضحيتها مئات من الأطفال والنساء والشيوخ، ونرى في الوقت نفسه خروج بعض الفنانين والإعلاميين يهرجون ويضحكون على دماء شهداء حلب، ومنهم الفنان المصري أحمد آدم والذي وجه له الكثير من المراقبين الإتهام بأنه يسخر من دماء شهداء حلب ويهرج على جثثهم وخاصة بعد أن قال "ما يحدث في حلب فوتوشوب وكذب" أنت كفنان كيف ترى هذا الموقف؟

ما يحدث في حلب اليوم شيء يندى له الجبين، وكل مرة نقول فيها أن الأسد ومن معه من الإيرانيين والروس وصلوا إلى أسفل قاع في الإنسانية نجدهم يتسابقون ليصلوا مرة أخرى لقاع أعمق وأبعد.

وحلب كشفت عن انحطاط كثير من الإعلاميين والفنانين، الذين كان يفترض بهم الوقوف مع الشعوب ودعمها في ازمتها، ولكن تكشف لنا مدى إجرامهم ومدى بعدهم عن الإنسانية، أما في ما يخص الفنان المصري أحمد الـ "مش بني آدم" فإن ما قام به هذا المهرج لا يمثل رسالة الفن الراقي والإنساني، وإنما يمثل همجية وإنحطاط في الأخلاق والقيم الإنسانية، وتفاهة في السلوك والبعد الفني الذي يقدمه.

**ماهي آخر أعمالك وماهي الرسالة التي توجهها للداخل السوري من فصائل وثوار؟

أعمل الآن على أنشودة "يا شام أحنا رجالك" كلمات الشاعرة السورية ريما مقداد وألحان وتوزيع الموسيقار أحمد رامي ويمكن أن نقوم بتصويرها، أما الرسالة التي أوجهها للداخل السوري، فأقول لكل من هو في سوريا اليوم " كرمال الله حبو بعض" وهي أنشودة انتجتها مؤخراً، والهدف منها دعوة كل الثوار والفصائل إلى المحبة والعودة بالثورة إلى نقائها وصفائها وكفانا فرقة وخلافات.