رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1581

خبير أمريكي لـ الشرق: إرادة قطرية مصرية لتعزيز الاستثمارات

16 سبتمبر 2022 , 07:45ص
alsharq
صاحب السمو والرئيس المصري
واشنطن- زينب إبراهيم

أكد البروفيسور رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه، أن لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، في إطار الزيارة الرسمية الرفيعة للرئيس المصري إلى قطر استغرقت يومين وعقد من خلالها جلسة عمل رسمية لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها في شتى المجالات، لاسيما في مجال الاستثمار والنقل والشؤون الاجتماعية، إضافةً إلى مناقشة عدد من القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، والتوقيع على عددٍ من مذكرات التفاهم بين حكومتي البلدين، من بينها مذكّرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار وصندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية، ومذكّرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الشؤون الاجتماعيّة، في مراسم حضرها عددٌ من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء، وحضرها من الجانب المصري أصحاب السعادة الوزراء وكبار المسؤولين أعضاء الوفد الرسمي المرافق لفخامة الرئيس، ستلعب تلك الزيارة وما نتج عنها من مذكرات دورها الحيوي في تأكيد التصور المتنامي في المنطقة بتوجه داعم لعلاقات تبادلية نفعية وتجنب الصراعات غير المجدية، بل تفاعل إيجابي مع تغيرات المشهد الدولي عبر السبل الدبلوماسية الإيجابية، والاستفادة من الروابط التاريخية المؤثرة بين القوى الإقليمية والعمل المشترك في ملفات تصب في صالح ورؤية الدولتين، والصفة الملاحظة على العلاقات القطرية- المصرية منذ قمة العلا لمجلس التعاون الخليجي في مطلع عام 2021، أنها كانت من الأسرع في وتيرة تطوير التعاون المتميز، مع السعودية، بصورة إيجابية ترسم سياقاً جديداً لمستقبل علاقات المنطقة، كما أن تدعيم العلاقات الإيجابية بين قطر ومصر خطوة إيجابية مهمة للدبلوماسية والحوار الذي من شأنه إحداث تحول مهم في المنطقة عبر نسج سياسات جديدة تفضي إلى مزيد من النقاشات المثمرة ودعم مبادئ احتواء التصعيد والتوتر في مناطق أخرى بالمنطقة، وأيضاً بسبل التعاون السياسي عبر بوادر إيجابية للانخراط في سياسات تعلي القيم الدبلوماسية للحوار والتفاعل الإيجابي مع التطورات العالمية عبر تطوير العلاقات الإستراتيجية وفتح مجالات أكثر للتعاون واكتساب مزيد من الأصدقاء والحلفاء وتحقيق غايات اقتصادية طموحة ومهمة.

◄ قمة دبلوماسية

وقال البروفيسور رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه: إن ما ميًّز العلاقات القطرية- المصرية أنها لم تبن فقط على الدفعة الإيجابية لقمة العلا، أو كونها تجاوزت بعض المناوشات الإعلامية المرحلية، ولكنه كانت هناك رؤية سيادية بإرادة سياسية رفيعة بين الدولتين لتطوير التعاون الذي كان قائماً بالفعل في مشروعات عديدة واستعادته في خطط أشمل للتنمية عبر الزيارات الرسمية الوزارية المتبادلة والتي كانت الأجواء تمهد من خلالها بكل تأكيد لقمة رسمية بين الجانبين تستكمل هذه المسارات الإيجابية الطيبة، بجانب كون التعاون الاقتصادي المهم بين الجانبين لا ينفصل عموماً عن القراءة السياسية الواعية لمتغيرات المشهد الدولي، كما أن العلاقات المصرية- الخليجية كانت جزءاً رئيسياً من الاستثمارات الأجنبية التي حرصت الإدارة المصرية على توظيفها في العديد من المجالات من التطوير العقاري والأنشطة السياحية والخدمات الفندقية والشركات القابضة وغيرها من الأنشطة، وكان هناك العديد من المشاريع بين قطر ومصر على وجه التحديد في أكثر من سياق مرتبط بشراكات بعينيها مختصة بمجالات الطاقة ولكن ما اختلف في هذه النوعية من المباحثات ودرجة القرب المهمة والإعلان الإيجابي عن ضخ نحو 5 مليارات دولار من الاستثمارات القطرية في مصر، وأيضاً مشروعات مستقبلية حسب التقارير والتصريحات الرسمية إلى نحو 2-3 مليارات من الدولارات الأخرى، هو مباشرة امتلاك قطر لأسهم مباشرة وخطط متطورة في السوق المصري بتشجيع سيادي وتنسيق متواصل بين الوزارات والهيئات المختصة، لأن قطر كانت تمتلك بالأساس لأسهم بارزة في شركات عربية وإيطالية عاملة في حقول الطاقة والغاز الطبيعي في مصر، والدوحة كما هو من المعلوم تعد مركزاً دولياً نشطاً في استثمارات الطاقة داخلياً وخارجياً على أكثر من صعيد، ولكن مباشرة امتلاك أسهم قطرية في شركات عاملة بالسوق المصري حتى ولو بنسبة تتراوح بين 12-15% هو مؤشر مهم وداعم بقوة للاقتصاد بكل تأكيد، خاصة إن العلامات المستهدفة في خطط الشراء هي شركات رائدة في مجالات الاتصالات تمتلك قطر بالأساس سبل تطويرها لامتلاكها نفس العلامات الدولية ذاتها في سوقها الداخلية بأسهم مملوكة للدولة وأيضاً ما يرتبط بمجالات التنمية المتطورة التي تقودها قطر وخاصة على الصعيد المالي سواء في التطوير الرقمي وأيضاً في التكنولوجيا المالية المتطورة وغيرها من المجالات المهمة.

◄ قضايا مهمة

رؤية سيادية وإرادة سياسية رفيعة لتطوير التعاون

واختتم لبروفيسور رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه تصريحاته موضحاً: إن توقيت الزيارة الإيجابي يفتح المناقشات في سياقها الأوسع نحو ملفات حيوية ورئيسية دائماً ما تكون في صدر المناقشات الرسمية لدورة الجامعة العربية في قمتها المقبلة والمقرر عقدها في دولة الجزائر، ويعد احتواء التطورات في فلسطين عنصر ربط حيوي للدولتين في كثير من المجالات، ويصب العمل المشترك بين الدوحة والقاهرة في صالح احتواء التوترات والصدامات العنيفة بين جانبي النزاع، وحماية الأرواح والدماء وتدعيم الاستقرار، وما يبرز أيضاً في الموقف المصري والموقف القطري منذ هدنة مايو في العام قبل الماضي والنجاح في وقف إطلاق النار في الحملة العسكرية الإسرائيلية مع تنظيم الجهاد الإسلامي الأخيرة، هو العديد من المكاسب التي يمكن أن تكون متباينة في أجندتهما للسياسة الخارجية، فمصر تستفيد بكل تأكيد من موقف مؤثر في الملف الفلسطيني ما يمنحها ثقلاً ونفوذاً تسعى للاستفادة منه في ملف سد النهضة لتقويض التصعيد والدعم لإثيوبيا، بينما قطر أيضاً تواصل نهجها الإنساني التضامني مع القضية الفلسطينية ودعمها المتواصل لقطاع غزة كجزء رئيسي في صميم دبلوماسيتها الخارجية الذي تحرص على تبنيه بقوة في فترة تباينت فيها سبل الدعم الإقليمية للقضية الفلسطينية، كما أن قطر أيضاً لا ترغب في تصعيد ملف سد النهضة بالصورة التي تعوق استثماراتها العديدة في كل من إثيوبيا والسودان ومصر أيضاً، كما أن هناك تطلعاً سودانياً إلى قادة مصر وقطر في المساعدة بملف رفع العقوبات انطلاقاً من الدور القطري البارز في ملف السلام في دارفور والقرب التاريخي بين مصر والسودان، والأمر نفسه في الملف الليبي في الزيارات المتبادلة للوفود الليبية إلى الدوحة والاعتبارات الإستراتيجية في علاقة مصر وليبيا في ظل تطلعات شعبية مهمة من الداخل الليبي بأن تكون صفحة العلاقات الإيجابية المتحركة عربياً بداية لاستقرار ليبيا ووقف حروب الوكالة والنفوذ وغيرها من الملامح المهمة، وكل تلك الملفات المشتركة توضح أهمية توطيد العلاقات الدبلوماسية إلى أرفع المستويات بين البلدين كخطوة إيجابية داعمة لمنحنى متغير في السياسة الإقليمية وتفاعلاً مع القضايا الدوية.

مساحة إعلانية