رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1146

سمير عطية مدير بيت فلسطين في إسطنبول لـ الشرق: للإعلام الثقافي أهمية كبيرة في إبراز القضية الفلسطينية

17 يناير 2024 , 07:00ص
alsharq
سمير عطية، مدير بيت فلسطين للثقافة في إسطنبول
أجرى الحوار: طه عبدالرحمن

لا يخفى على أحد أهمية الدور الذي ينبغي أن يكون عليه المثقفون تجاه ما يجري في غزة من عدوان «إسرائيلي» غاشم، وخاصة أن لديهم العديد من الأدوات الإبداعية التي يمكنها أن تتكامل مع أدوار أخرى، يمكن أن تقوم بها مختلف الشرائح.

وفي حديثه لـ "الشرق"، خلال زيارته للدوحة، يتناول السيد سمير عطية، مدير بيت فلسطين للثقافة في إسطنبول، طبيعة هذا الدور الذي ينبغي أن يكون عليه المثقفون العرب، بالإضافة إلى طرح رؤيته لتعاطي المثقفين في الغرب مع القضية الفلسطينية، خلال استعراضه لصعود الأدب المقاوم خلال هذه الأجواء.

ولم يغفل اللقاء التوقف عند الدور الذي يلعبه بيت فلسطين لتعميق الوعي بالقضية الفلسطينية، وكشف جرائم الاحتلال، علاوة على جوانب أخرى طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي:

- ما تقييمك لتعاطي المثقفين العرب مع ما يجري من عدوان على غزة؟

 ما زال عدد من المثقفين يتعامل مع العدوان بكتابات خجولة وإدانات وفق الضرورة، والمشهدان لهما تفسيرهما، فالمثقف الذي يدين العدوان بشدة ويشيد بالمقاومة ويدعو للوقوف مع شعب فلسطين وجد في 7 أكتوبر مرحلة مهمة في الانتقال بالوعي الجمعي من الانكسار إلى الانتصار.

وفي هذا ازداد دور عدد منهم في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وإدانة العدوان والدعوة إلى الدور الفاعل في الثقافة والإعلام والفكر والحراك على الأرض، والانسجام بين قلمه وموقفه. أما المثقف «المتراجع» عن الدور المأمول منه، فقد اختار تحميل الشعب الفلسطيني ومقاومته السبب في ما يجري، والتشكيك في جدوى المقاومة والصمود ، وللأسف فهو يتقاطع مع ما يدعو إليه العدوان ومنظّروه. وأرى أن المحطات الكبرى تحتاج إلى مثقفين صادقين معها، مدافعين عنها.

دور ثقافي

- هناك من المثقفين من يعتقدون أن واجبهم تجاه فلسطين يتجاوزهم إلى سياقات أخرى غير ثقافية.. فما ردك على هذه الآراء؟

 الدور الثقافي والمعرفي تجاه فلسطين كبير ومستمر، ليس من أجل شعب فلسطين فقط بل من أجل الأمة العربية والإسلامية وأهداف وجود هذا الكيان في إضعاف الأمة، وأجد أن الدور المعرفي والثقافي تجاه فلسطين حاضر ومتجدد ويزداد أهمية يوماً بعد يوم. إن السياقات الثقافية الداعية إلى استنفار الهمم لنصرة فلسطين كبيرة، وإذا كان هناك من تختلط عليه الأمور مؤقتا فإن الشهور الثلاثة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة كافية بتبيان هذه الأدوار، والعمل بسرعة من أجل أن نأخذ الأماكن المطلوبة ثقافيًّا لنصرة فلسطين.

- ما هو الدور المأمول من المثقف ليقوم بواجبه تجاه دعم القضية الفلسطينية عمومًا، وغزة خصوصًا؟

 القضية الفلسطينية اليوم متسارعة في أحداثها، وتتطلب بداية متابعة جادة لأخبارها، ومواكبة حثيثة لمستجداتها، وهي بين مقاومة تثخن في عدوها وتوجعه في مشاهد عَزَّ نظيرها في هذا الصراع التاريخي، وفي المقابل بين عدو يرتكب مئات المجازر.من هذه الأحداث ننطلق لنتفاعل في إعلامنا الثقافي، في الكتابة النوعية عبر كل المنابر المتاحة، والفعاليات الثقافية والمعرفية المناسبة، والتوثيق لما يجري ثقافيًّا ومعرفيًّا وإبداعيًّا، والعمل ثقافيًّا آخذين بالاعتبار الخطاب الذي يخاطب الفئات العمرية المختلفة، والجغرافيا الواسعة بالترجمات إلى اللغات الأخرى، فقضية فلسطين ليست ابنة 7 أكتوبر فقط، إذ لديها الملايين من المتعاطفين معها وآلاف الإصدارات الثقافية حول العالم، ومن الضروري أن يُستفاد من كتابات المتعاطفين معها في الماضي والحاضر.

أدب المقاومة

- وهل يمكن أن نرى استحضارًا للأدب المقاوم في أعقاب العدوان على غزة؟

 أخذ الأدب المقاوم خلال العقود الماضية حضورًا مهمًّا داخل وخارج فلسطين، فقد تحامل على جرح نكسة 1967، وبرز في يوم الأرض عام 1976، ولم يغب رغم جراح مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982، ونجده حاضرًا متوهجًا من خلال الانتفاضتين «ديسمبر 1987 وسبتمبر 2000»، حيث امتد جغرافيًّا ومعرفيًّا، واهتم بنصوصه الأكاديميون فدرسوا وكتبوا وأصدروا الكتب، وأقبل عليه المترجمون فترجموا لأكثر من 15 لغة، واستلم رايته أجيال لم يتقزم الوطن في كتاباتها. لذلك نجد الأدباء الفلسطينيين والعرب وعددا من الأدباء في العالم الإسلامي والإنساني على المنصات الإلكترونية، منحازين لهوية الأدب المقاوم. وبين الكفاح والجراح، يكتب أحدهم عن مجزرة وبعدها بساعات يُمجد عملية بطولية، وهم في هذا يستلمون الراية عن أدبائنا في غزة الذين يعيشون العدوان صامدين ثابتين، لا يستطيعون الكتابة الآنية بسبب ما يحملونه من مصاعب، ورغم هذا يواصل أدب المقاومة مسيرته وكفاحه الثقافي والمعرفي والإبداعي.

-  ما تقديرك لمدى تعاطي مثقفي ومفكري الغرب مع ما يجري من عدوان؟

هناك التفات ثقافي غربي لما يجري من عدوان صهيوني في غزة، انعكس فنيًّا وأدبيًّا وثقافيًّا وجماهيريًّا، لكنه ما زال بحاجة إلى الكثير من التواصل معهم لتصل رؤيتنا إليهم، وهذا ما تقوم به الجاليات الفلسطينية والعربية والمسلمة ومعها بعض مؤسسات المجتمع المدني، بعد عقود من الحضور الكثيف للرواية الصهيونية المزيفة والتي وصلت إلى مستويات متقدمة من الدعم أكاديميًّا وثقافيًّا ومعرفيًّا، وهنا أضرب مثالًا بما جرى مع رئيسة جامعة هارفارد الأمريكية « كلودين غاي»، والتي أعلنت التنحي عن منصبها عقب تعرضها لضغوط وانتقادات لاعتبارها المظاهرات ضد «إسرائيل» داخل الحرم الجامعي ضمن نطاق حرية التعبير.

الوعي بالقضية

- ما الدور الذي يقوم به بيت فلسطين للثقافة في إسطنبول لتعميق الوعي بالقضية الفلسطينية، وكشف جرائم الاحتلال؟

 منذ تأسيس بيت فلسطين للثقافة في 2009 وهو يعمل على تعميق الوعي الثقافي بالقضية الفلسطينية في مساحات الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي، ووجود المؤسسة في تركيا حيث العدد الكبير للعرب والاهتمام التركي بالقضية يجعل المسؤولية كبيرة جدًّا على عاتق المؤسسة لتوصل الرسالة الثقافية.وفي هذا نعمل على إقامة فعالياتنا بشراكات عربية وتركية، بالمهرجانات والندوات والمعارض والمسابقات والمحاضرات، متخذين من تنوع الفعاليات أمرًا حيويًّا للوصول إلى أوسع جمهور ممكن، غير متناسين أهمية الإعلام الثقافي وتأثيره. ونؤمن بأن علينا في هذه المرحلة التشجيع على إطلاق «التيار الثقافي» وبلورته مع المؤسسات والروابط الأدبية الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية من أجل فلسطين، لتنطلق الفعاليات والأعمال الثقافية في أكثر البلدان وبمختلف اللغات الممكنة.

مساحة إعلانية