محليات

663

إعلاميون ومثقفون: "قناة البدع" إثراء للإعلام القطري

جاء الإعلان عن انطلاق البث التجريبي لـ"قناة البدع" الفضائية مطلع العام الحالي (2015) ليشكل إضافة جديدة للساحة الإعلامية القطرية التي تعد الأكثر تميزاً على المستوى الإقليمي والدولي بما قدمته قناة "الجزيرة" من رؤية جديدة في الإعلام.

ويعول بعض الإعلاميين على النهج الذي ستتبناه قناة "البدع" وطبيعة المحتوى البرامجي الذي ستقدمه، وهل سيشكل إضافة قوية لمنظومة الإعلام القطري خاصة بعد نجاح قناة "الريان" في الانتشار على الصعيد المحلي رغم عمرها الزمني القصير، الأمر الذي جعل هناك حالة من التفاؤل فيما يتعلق بالمحتوى البرامجي المرتقب لـ"البدع" التي ستبث على ثلاثة أقمار صناعية هم "سهيل سات وعربسات ونايل سات".

"الشرق" سعت للتعرف على ما يمكن أن تطرحة "البدع" من خلال استطلاع أجرته مع عدد من الإعلاميين والمثقفين الذين جاءت آراؤهم على النحو التالي.

الكواري: يجب أن تأخذ شكلاً متخصصاً في أحد الجوانب التي نفتقدها في وسائلنا الإعلامية.. عبدالملك: تعدد القنوات يتيح للمشاهد حرية الاختيار والتنوع

في البداية أكد الإعلامي مبارك جهام الكواري المستشار الإعلامي لرئيس مجلس إدارة المؤسسة القطرية للإعلام والرئيس التنفيذي السابق للمؤسسة، أن زيادة عدد القنوات التلفزيونية أمر يصب في صالح المجتمع لكن يجب أن يكون التركيز على التخصص ليكون المحتوى البرامجي في صالح المشاهد، فلدينا تلفزيون قطر الذي يقدم الخدمة الإعلامية الشاملة وقناة الريان التي التزمت بالجانب التراثي وأعتقد أنه يجب أن تأخذ "البدع" شكلاً متخصصاً في أحد الجوانب التي نفتقدها في وسائلنا الإعلامية الحالية وهي الجانب التراثي والاقتصادي والشبابي.

وأضاف: هناك أيضاً حاجة شديدة لأن تكون لدينا قناة دينية أسوة بالقنوات الدينية التلفزيونية الناجحة في عدد من الدول المجاورة، وسيحالفها النجاح والتميز إن اتخذت أحد هذه الجوانب، أمّا إذا ظهرت كقناة عامة فستحدث حالة من التشتت لدى المواطن خاصة أن الدولة بصدد الترخيص لعدد من القنوات والإذاعات الخاصة، ونحن نرغب أن تكون القناة القطرية المرتقبة إضافة حقيقية للإعلام القطري والعربي وأن تضيف للمواطن داخل وخارج قطر، ودون ذلك سيكون الأمر مجرد هدر للطاقات والأموال، كما يجب أن تكون الفكرة مدروسة جيداً وأن تحرص على استقطاب كفاءات محلية وعربية لتتمكن من أن تكون محط أنظار الجميع.

أهداف واضحة

ومن جانبه أكد الأكاديمي والإعلامي القطري الدكتور أحمد عبدالملك أن إنشاء أي قناة جديدة يعتمد على مدى الحاجة لها، ووضع أهداف واضحة، ودراسة واقع حال القنوات الحالية بصورة علمية رقمية، حتى نتوصل إلى الاحتياجات الأساسية لخدمة الإعلام القطري.

ويعتقد عبدالملك بأهمية تحديد الدور المطلوب للقناة المقترحة "قناة البدع الفضائية" حتى لا يكون هنالك خلط بين أدوار القنوات الحالية. ويرى أن تكرار البرامج وتقليديتها، وعدم وجود معدين ومذيعين مؤهلين لمثل هذه القناة يعتبر من الأمور التي لا تضمن النجاح.

وقال: بالطبع تعدد القنوات يتيح للمشاهد حرية الاختيار والتنوع، ولقد ظهرت قناة "الريان" بشكل لافت للنظر، خصوصاً في تقنيات الصورة وجودتها، ونوعية الإخراج الذي تجاوز التقليدية، ولكن القناة الجديدة لابد من وضع تصور واضح وجديد ومثير وجذاب كي تنافس تنافساً إيجابياً وبما يخدم المشاهد. فالمشاهد اليوم يبحث عن المشاهدات السريعة ولديه خيارات عديدة في الفضاء، ولكي يتمسك المشاهد بقناة بعينها علينا أن نأتيه بالجديد والصحيح والمثير بل والذي لا يوجد على القنوات الأخرى.

شأن محلي

وأضاف الإعلامي حسن المهندي: لدينا تلفزيون قطر وهو المحطة الرسمية للدولة ولديها التزامات معينة تلتزم بها في إطار ممارستها للرسالة الإعلامية التي تتبناها، وجاءت قناة الريان لتؤكد اهتمام الدولة بالجوانب التراثية ونجحت في هذا المجال إلى حد كبير من خلال التزامها بالخط التراثي، ونأمل من كل نافذة إعلامية جديدة أن تضيف بعداً جديداً ومتنوعاً فيما يتعلق بطرحها الإعلامي وألا تكون استنساخاً من القنوات الموجودة حالياً، وفي رأيي الشخصي يجب أن تقترب قناة البدع من قضايا وهموم المواطن، وأن تقدم رؤية إعلامية جديدة من خلال البرامج الحوارية التي نفتقدها في المحطات والقنوات الموجودة حالياً، من خلال اهتمامها بالشأن المحلي، وتركيزها على المشروعات المستقبلية، وكل ما يمس حال المواطن.

المهندي: أتمنى أن تضيف جديداً وألا تكون استنساخاً من القنوات الموجودة حالياً

وشدد على أهمية أن تبتعد "البدع" قدر المستطاع عن محاكاة المحطات الموجودة على الساحة، مُستطرداً: ولن يكون لها ذلك إلا إذا تمتعت بقدر كبير من الاستقلالية لتقدم رؤية إعلامية جديدة، خاصة أن التطور الذي تشهده قطر حالياً يتسع للكثير من القنوات التى يمكن أن تسلط الضوء عليه وتتناوله من جوانب مختلفة.

شمولية

الإعلامي حسن الساعي المذيع بتلفزيون قطر أكد على ضرورة أن تكون قناة البدع مكملة لتلفزيون قطر وأن تكون قناة عامة شاملة، ولا تقتصر فقط على الشأن المحلي، حيث تشير المؤشرات الأولى لها أنها ستهتم بالشأن المحلي.

وتوقع أن تفرد مساحات واسعة لتغطية الفعاليات المحلية اليومية وهي كثيرة ومتنوعة ولا تتمكن الوسائل الحالية من تغطية كل الفعاليات بسبب تعددها وتنوعها، لكن إلى جانب هذا الدور يجب أن تتسم بالشمولية في طرحها الإعلامي.

الساعي: يجب أن تتسم بالشمولية في طرحها وأن تضخ دماء جديدة في الشريان الإعلامي

ورأى أنه لكي تستطيع "البدع" منافسة غيرها من الفضائيات فيجب أن تعتمد على كوادر خاصة ومؤهلة وتضخ دماء جديدة في الشريان الإعلامي وأن تتيح الفرصة للشباب في ممارسة العمل الإعلامي والاضطلاع بدور في مجال العمل الإداري في هذه النافذة الجديدة حتى لا تتكرر الوجوه والأفكار، بما يسهم في تشكيل قاعدة جديدة من الإعلاميين والفنيين والإداريين الجدد.