رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4195

خبراء لـ"الشرق": العمل عن بعد الحل الأمثل لتوفير فرص عمل للشباب

17 مايو 2017 , 07:26ص
alsharq
أبوبكر الحسن - تقوى عفيفي

إتقان مهارات وأدوات الاتصال عناصر أساسية للعمل عن بعد

الدوحة تستضيف مؤتمرا إقليميا يؤطر لبدائل استقدام العمالة في أكتوبر المقبل

انتشر العمل عن بُعد ، على الصعيد العالمي في السنوات الأخيرة حيث تلجأ العديد من الشركات والمؤسسات إلى الاستعانة بأفراد يعملون عن بُعد من المنزل أو أي مكان في العالم عبر الإنترنت. في مختلف التخصصات.

ويعتبر العمل عن بعد سوقا واعدة رغم عدم انتشاره في المنطقة العربية، ومن أهم مقومات نجاح العمل عن بعد وجود بطالة زائدة في بعض الدول العربية ووفرة الوظائف المعروضة في الدول الأخرى الذي يؤدي غالبا إلى الهجرة وبالتالي يمكن استبدالها بالعمل عن بعد، خصوصا مع التقدم الذي حدث في الاتصالات بالعالم العربي مما أدى إلى سهولة الربط بين مختلف الدول العربية.

وأكدت مجموعة من الخبراء للشرق أن نظام العمل عن بعد يعتبر الحل الأمثل لتوفير فرص عمل منوعة للشباب وخاصة الفتيات فضلا عن انه يستفيد من كافة الخبرات والكفاءات في المجتمع .

وتستضيف الدوحة مطلع أكتوبر المقبل مؤتمرا إقليميا حول " التوظيف عن بعد " بمشاركة مؤسسات نفع عام محلية واقليمية ودولية وذلك بهدف ايجاد فرص عمل للشباب العربى والحد من آثار الفقر والبطالة ودعم السيدات اللواتي يرغبن في العمل من المنزل أو المناطق المحرومة والفقيرة، وذلك لدراسة هذه التجربة وتعميمها انطلاقا من الدوحة من خلال إتاحة فرص عمل تعتمد على توظيف التقنية في هذا الإطار واستعراض أفضل الطرق الناجحة في هذا المجال .

وأشاروا إلى ان العمل عن بعد يناسب النساء فى بعض الدول العربية التي تمنع عاداتها وتقاليدها عمل المرأة في بعض التخصصات ويمكن استغلال وحدة اللغة على مستوى العالم العربي لتنمية وتطوير العمل عن بعد.

وواضح الخبراء للشرق أن هناك تحديات كثيرة تواجه هذا النوع من الوظائف مثل الحاجة إلى تطوير وتوفير شبكات الاتصالات عريضة الحزمة ومعدات الاتصال اللاسلكية الى جانب تطوير المهارات التقنية ومهارات استخدام الحاسوب وشبكة الانترنت وادوات الاتصال عند الشباب وذلك من خلال زيادة الاهتمام بهذه الجوانب في المدارس والجامعات.والتوسع في إنشاء شركات تقدم أفضل الخدمات التقنية والرقمية للمساعدة فى انجاز العمل عن بعد. كما ان مهام الأعمال من البعد تحتاج إلى تعليم فوق المتوسط، لذا فإن هذا العمل ليس مفتوحا لجميع فئات المجتمع وهناك شروط تعليمية خاصة لممارسين لهذا العمل. بالإضافة إلى ضرورة وجود وسيط تقني، وهو المكان الذي يتقابل فيه طرفا العمل .

العمل عن بعد يقلل العمالة الوافدة ويوفر النفقات

بداية قال المهندس أحمد الجولو رئيس اتحاد المهندسين العرب إن دولة قطر بحاجة إلى تطبيق نظام التوظيف عن بعد وذلك لتقليل عدد العمالة الوافدة التي تعمل على زيادة الأعباء المالية لشركات القطاع الخاص والجهات الحكومية، فمن الممكن أن يتم توظيف عدد من العمالة الأجنبية بدون إحضارهم للدولة وذلك من خلال تحويل رواتبهم على الحساب البنكي الخاص بهم .

وأضاف الجولو: لابد للشركات أن تعتمد آليات واضحة لكي تقوم بضبط عملية التوظيف وخاصة تلك التي تتطلب تحديد مواعيد ثابتة لتسليم الأعمال. ونوه الجولو إلى ضرورة توعية الموظفين بهذه الخطوة وتدريبهم على كيفية العمل عن بعد بدون الحاجة للذهاب إلى مقر العمل يومياً .

الفكرة مناسبة لتصحيح الاختلال الديموغرافي بالخليج

وتحدث د.محمد خليفة الكبيسي مدرب ومستشار في التنمية البشرية والإدارية قائلاً: فكرة التوظيف عن بعد من الأفكار التي ناديت بها منذ وقت طويل وذلك لفائدتها في تصحيح الاختلال فى التركيبة السكانية ( الديموغرافية ) لدول الخليج ومن بينها قطر خاصة بعد توفر خدمة الإنترنت بشكل كبير فأصبح من السهل التواصل مع أشخاص أكفاء من جميع دول العالم لإنجاز أعمال من على البعد ، كما أن هذه الخطوة ستسهل تغيير عقود الموظفين بدون عراقيل بالإضافة إلى فائدتها للموظفين المستهدفين الذين سوف لن يكونوا مضطرين إلى مغادرة بلدانهم وترك أسرهم لتوفير حياة أفضل .

وأكد د.الكبيسي بأن هذه الخطوة ستعمل على تخفيف الضغط على المرافق والخدمات بالدولة وتقديم الخدمات بشكل أفضل لأكبر فئة ممكنة . أما فيما يخص الأعمال التي يمكن تأديتها بالتوظيف عن بعد فتتمثل في الأعمال الإدارية والبحثية والحسابية والتي لا تتطلب الحضور اليومي . واختتم د.الكبيسي حديثه قائلاً: أؤيد الفكرة بشدة وأتمنى اعتمادها في أقرب وقت ممكن بالجهات الحكومية والشركات الخاصة.

القطاع الخاص سباق في اعتماد نظام الدوام الجزئي

وأكد جابر المنصوري ( رجل الأعمال ) على ضرورة دعم القطاعات الخاصة والحكومية لفكرة التوظيف عن بعد طالما أنه سيتم توظيف الفئات المناسبة وبوجه خاص ذوو الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من ضعف التوظيف بالدولة، والنساء اللاتي لا يملكن الوقت للعمل بنظام الدوام الكامل أو الجزئي، مشيرا إلى أن التوظيف عن بعد يتيح للشركات الخاصة تقليل النفقات الاقتصادية، كما يسمح بتوسيع سوق العمل فيما يخص هاتين الشريحتين، وتخفيض معدل البطالة .

وأشار المنصوري في هذا الصدد إلى أن القطاع الخاص القطري سباق في مجال الاستفادة من تقليل تكلفة الرواتب من خلال اعتماد نظام الدوام الجزئي كما هو معمول به في شركتي أوريدو وفودافون اللتين اعتمدتا نظام الدوام الجزئي منذ وقت طويل .

الإعلام الرقمي يوفر وظائف تدار من المنزل

وقال د. محمد قيراط أستاذ العلاقات العامة بقسم الإعلام بجامعة قطر " إن فكرة التوظيف عن بعد تم تطبيقها في عدة دول وأثبتت نجاحا كبيرا ، في مجالات عديدة من بينها الإعلام الرقمي الذي من الممكن أن يدار من خلال المنزل على عكس الإعلام التقليدي الذي يتطلب دوام الصحفيين أو الإعلاميين " . وأكد د.قيراط بأن المجال التقني من أكثر المجالات القابلة لتطبيق فكرة التوظيف عن بعد وخاصة أن جميعها تتعلق بتصميم المواقع وتسويقها .

وأضاف أن تطبيق هذه الفكرة يعمل على راحة الموظف التي هي أساس زيادة إنتاجيته ويمكن التحكم في تطبيق هذه الفكرة من خلال وضع معايير وشروط معينة للمتقدمين للوظائف .

تطبيق الفكرة يتطلب آلية للتحكم في دوام الموظفين

فيما قال د.محمد صادق أستاذ مساعد في قسم الإعلام بجامعة قطر إن تطبيق التوظيف عن بعد يزيد الإنتاجية ويقلل التكلفة الاقتصادية وذلك من خلال توظيف عاملين من على البعد برواتب ونفقات أقل، كما أن هناك بعض التخصصات التي من الممكن أن يؤديها أي شخص بدون أن يتكبد عناء الذهاب إلى العمل مثل وظائف الترجمة والتدقيق اللغوي والتصميم . وأضاف د.صادق أن العائق الوحيد الذي يقف أمام تطبيق هذه الفكرة أنها تتطلب آلية للتحكم في الموظفين وضبط عمليات المراجعة ، خاصة أن الرابط الوحيد الذي يربط بين الشركة والموظف غير المكلف بدوام هو الإنترنت أو الهاتف والذي يعتبر بابا مفتوحا لجميع المبررات . وأكد د.صادق أن قطر ستجني ثمار فكرة التوظيف عن بعد في حال تطبيقها بشكل رسمي .

مساحة إعلانية