رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

990

أزمة الرواتب تحرم آلاف الأسر بقطاع غزة من لقمة العيش

19 فبراير 2019 , 09:00م
alsharq
أحد أسواق مدينة غزة يكاد يخلو من الزبائن نتيجة انقطاع الرواتب (الجزيرة)
الدوحة - بوابة الشرق:

تعيش آلاف الأسر الفلسطينية في قطاع غزة صنوف من المعاناة والمشقة من أجل توفير لقمة العيش، وذلك بعد أن عمدت السلطات الفلسطينية منذ ابريل من العام لماضي الي قطع ثلاثين بالمئة من رواتب موظفيها في قطاع غزة قبل أن ترفعها في وقت لاحق الي خمسين بالمئة، وبداية الشهر الجاري قلصت السلطة نسبة الاقتطاع من جزء من موظفيها الي خمسة وعشرين بالمئه ، فيما بقي جزء اخر يحصل علي خمسين في المئة من راتبة فقط،بحسب وسائل اعلام محلية.

وتقول حركة المقاومة الاسلامية "حماس" ان تاخير الرواتب يأتي كأجراءات عقابية يفرضها الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي القطاع نكاية في رموزه ، حسب مانقل موقع الجزيرة نت وهو الاتهام الذي نفته الحكومة برام الله وارجعت الاقتطاعات الي خلل فني.

وفي الطار ذاته قال الكهل الفلسطيني عمر عبد الهادي انه بات يتواري عن عيون طفلته هيام خلال ساعات النهار حتي لا تساله عن قطعة الشوكولاته التي اعتاد علي تقديمها لها عندما يعود الي المنزل ، فهو لم يعد يملك راتبه بداية الشهر الجاري ، بعد ان قطعة الحكومة الفلسطينية في رام الله خمسة الاف موظف من موظفي القطاع . وقال عبدالهادي انه يقضي يومه في التجوال علي الشوارع وازقة مدينة غزة يبحث عن عمل بعد ان فقد مصدر رزقه الوحيد ، وبات غير قادر علي توفير احتياجات افراد اسرته او دفع ايجار منزله في ظل اوضاع اقتصادية قاسية يمر بها قطاع غزة.

انتظار دون جدوي

ينتظر أبناء الكهل الفلسطيني الستة وزوجته يوميا أن يعود والدهم اليهم بلحم أو خضار لإعداد الطعام، لكنه منذ أكثر من أسبوع لا يرجع الي البيت  إلاّ وهُم نيام، فيكتفون بتناول قليل من الأرز المسلوق أو قطعة صغيرة من الجبن.

وخارج منزله في مخيم الشاطيء غربي مدينة غزة جلس عبد الهادي  يحدثنا  بألم وحرقة ، قائلاً   "للجزيرة نت " تلقيت خبر قطع راتبي مثل الصاعقة، أنا أقطن منزلا بالإيجار وأحد أبنائي يدرس بالجامعة وكنت اعتمد على راتبي لتلبية جزء بسيط من احتياجات أفراد أسرتي، خاصة أننا منذ نحو عامين ونحن نحصل على 50% من الراتب فقط".

بعد أن كسر عودا خشبيا كان يمسكه بين أصابعه، يكمل عبد الهادي حديثه: "أخرج يوميا من منزلي صباحا وأعود بالليل، لا أريد أن أرى تلك النظرة الحزينة في عيون طفلتي هيام التي لم تكمل الأعوام السبعة عندما تطلب مصروفها.. بت أخجل من زوجتي وأبنائي، فمنذ نحو أسبوع لم أوفر لهم أي نوع من الطعام. يعتمدون على ما تبقى بالمنزل من الأشهر الماضية".

تلك الكلمات خرجت بنبرة منكسرة وتبعتها لحظات صمت حدق خلالها عبد الهادي في الأفق، قبل أن يتابع "والله لا أعلم ماذا سوف أفعل؟ لا أملك قرشا واحدا.

وضع اقتصادي كارثي

 وحول  التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لأزمة الرواتب في غزة، يقول المحلل الاقتصادي محمد أبو جياب إن "الوضع الاقتصادي في غزة أصبح كارثيا بمعنى الكلمة، قائلاً نحن دخلنا مرحلة الرمق الأخير والانهيار الاقتصادي المتسارع بشكل مخيف".

ويضيف أبو جياب في حديث للجزيرة نت "كل المؤشرات الاقتصادية في غزة سلبية ومنهارة. فنسبة البطالة تجاوزت 55%، ومعدل الفقر وصل إلى 75%، إضافة إلى أن 80% من المجتمع الفلسطيني يعتمد على المساعدات الغذائية الأجنبية والمحلية".

 ويتابع " مؤكداً انهم   أمام حالة مشوهة للاقتصاد الفلسطيني، وانهيار شامل في كافة القطاعات،  يهدد الأمن والسلم الاجتماعي ويرفع نسبة الجرائم وتعاطي المخدرات والاتجار بها، إضافة إلى أنه يقود القطاع إلى حالة من التفكك الاجتماعي".

ويوضح أن رواتب السلطة كانت تشكل مصدرا رئيسيا للأموال بقطاع غزة، والآن بعد حجب جزء كبير منها وتقليص الجزء الآخر، توقفت الحركة الشرائية بشكل شبه كلي، ومئات المتاجر والشركات أغلقت أبوابها بسبب الخسائر التي تكبدتها.

وفي تقرير أصدره البنك الدولي في سبتمبر الماضي، حذر البنك من أن المواطنين بغزة يعانون شحا كبيرا في السيولة، مما يتسبب باتجاه اقتصاد القطاع نحو الانهيار. وأكد التقرير أن المساعدات المقدمة للقطاع لا تستطيع توفير احتياجات السكان في ظل ارتفاع نسبتي الفقر والبطالة.

مساحة إعلانية