رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

926

الحرب الاستراتيجية تطل برأسها في المنطقة

سياسي تونسي: تركيا تقود التحرر الوطني

19 أغسطس 2018 , 07:19ص
alsharq
تونس - الأناضول

قال السياسي والأكاديمي التونسي، رياض الشعيبي: إن تركيا تقود المنطقة باتجاه تحرر وطني واضح، وتغذي النزعة الوطنية المنتشرة داخل المجتمعات العربية، بما يضمن الكرامة لشعوب المنطقة.
 
وقال د. الشعيبي، وهو أمين عام حزب "البناء الوطني" ومختص في الفلسفة الليبرالية والأمريكية خاصة: إن رد الفعل التركي ازاء العقوبات الأمريكية يتسم بالقوة.. وأضاف أن هذه الوصفة تجمع بين العمق الوطني والشعور الوطني والمسؤولية الوطنية والضمير الوطني، الذي يقترب من المجتمع والشعب، وبين القوة الروحية الدينية والحضارية، التي تحفز الشعوب على المطالبة بالتحرر والانعتاق وبناء مقومات دولة وطنية حقيقية تستطيع ضمان الكرامة لشعوبها.

وأردف أن ما تقوم به تركيا هو رسالة رمزية قوية جداً لشعوب المنطقة، ومن الأكيد في السنوات القادمة أن هذا النموذج سيؤخذ كمثال تبني عليه هذه الشعوب حركتها للتحرر من الهيمنة الأمريكية ومن الهيمنة الخارجية.

وأعتبر الشعيبي أن الحرب التجارية ليست إلا مظهراً لحرب استراتيجية تطل برأسها في المنطقة، وتركيا تأمل أن يكون لها وضع استراتيجي جديد في المنطقة، وأن تلعب أدواراً أكثر أهمية، بشكل مستقل عن الإرادة الأمريكية والإرادة الغربية.

 
وزاد بأن هذا النفس التحرري، وهذا التوجه الوطني التحرري يتم بالاعتماد على عمق شعبي واسع جداً يتجاوز 55 مليون تركي صوتوا لأردوغان في الانتخابات الرئاسية يوم 24 يونيو.
 
وتابع: وبهذا العمق الشعبي، وبهذه الأرضية الفكرية التي يمتزج فيها البعد الوطني بالروح الحضارية والروح الدينية وبهذا الكوكتيل (الخليط) من العمق الاجتماعي والشعبي ومن الرؤية الفكرية والسياسية والاستراتيجية الواضحة، تتطلع تركيا للعب دور أكثر أهمية وأكثر إيجابية غير مسموح به وغير مقبول غربياً وأمريكياً، وهذا ما يتسبب في هذا الصراع. وشدد على أن الإجراءات التركية تعطي اعتباراً أقوي للسيادة الوطنية التركية وللقرار الوطني التركي، رغم أن بعدها رمزي أكثر من قيمتهما الاقتصادية الحقيقية..
 
وبشأن مضاعفة الرسوم الأمريكية على بضائع تركية، قال الشعيبي: إن الاقتصاد جزء من حرب استراتيجية تخوضها الولايات المتحدة للبحث عن مواقع وأدوار جديدة تلعبها في العالم، خاصة في ظل سياسة الغطرسة التي يتوخاها ترامب منذ انتخابه رئيساً (يناير 2017). وأردف أنه يقع (يتم) اليوم استعمال الحرب التجارية والحرب الاقتصادية، وفي أماكن أخرى يقع استعمال التدخل العسكري المباشر، وفي مناطق أخرى الضغط الدبلوماسي وهكذا.
 
وأوضح أن الحرب الاقتصادية ليست إلا مفردة من مفردات حرب استراتيجية تخوضها الولايات المتحدة لتجديد هيمنتها على العالم، وعلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالأساس. وقال الشعيبي إن قضية القس الأمريكي برانسون ليست إلا سبباً من الأسباب الصغيرة للأزمة العميقة بين تركيا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، والتي ظهرت خاصة في مستوى الاختلاف حول السياسة الخارجية والاستراتيجية التركية الخارجية للتحرك في المنطقة.
 
الأكاديمي والسياسي التونسي قال إن قراءته للأرضية الفكرية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ومتابعته للأداء السياسي وللتوجهات السياسية لأنقرة في السنوات الأخيرة، تبين وجود نزعة تحررية واضحة في السياسة الخارجية التركية، وعلى مستوى البناء الداخلي. ومضى قائلاً: وطبعاً هذه السياسة التحررية تزعج كل قوى الهيمنة في المنطقة، وأهم هذه القوى هي الولايات المتحدة الأمريكية، التي تريد أن تستمر في فرض إرادتها على شعوب المنطقة.
 
وزاد بأنه وفق الرؤية الأمريكية غير مسموح لتركيا ولا لأي دولة في الشرق الأوسط أن تكون لها سياسة خارجية أو مصالح مستقلة عن المصالح الأمريكية، وهذه هي الرسالة التي أرادت واشنطن أن ترسلها عبر مواقفها الأخيرة.

مساحة إعلانية