رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2005

مركز إيماسك: التعاون الأمني أخطر ملفات الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي

19 أكتوبر 2020 , 07:00ص
alsharq
الدوحة- الشرق

اعتبر مركز الإمارات للدراسات والإعلام "ايماسك" أن التعاون الأمني يعد أساس اتفاق إشهار العلاقات بين النظام الإماراتي وإسرائيل وأخطر ملفاته.

وكان مركز الإمارات للسياسات في أبوظبي ومعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، بجانب مجلس الأطلسي في واشنطن، أعلنوا عن شراكة إستراتيجية لتعزيز العلاقات الإماراتية الإسرائيلية. وقالت المراكز البحثية الثلاثة - في بيان مشترك نشر على موقع تويتر - إنها ستسعى للمساهمة في تحديد القضايا التي تشكل الشواغل والتهديدات الأمنية المشتركة. وذكر البيان أنها ستشارك في أول مؤتمر دولي كبير حول العلاقات الخليجية - الإسرائيلية.

من جهته، أشار مركز "إيماسك" إلى أن العلاقات بين الموساد والأجهزة الأمنية الإماراتية تكرست منذ تسعينيات القرن الماضي، وشمل ذلك إقدام الجهاز على اغتيال القيادي الفلسطيني في حركة حماس محمود المبحوح في أحد فنادق دبي في 2010. وشكلت اتفاقيات "أبراهام"، نقطة تحول في العلاقات الخليجية الإسرائيلية.

والآن، مع وجود علاقة دبلوماسية رسمية بين الإمارات وإسرائيل، فإن الباب مفتوح أمام مجموعة واسعة من المجالات التي سيتعاون فيها الجانبان مثل السياحة والتكنولوجيا والأمن المائي وغيرها من القطاعات. ومع ذلك، ربما يكون أحد المجالات التي ستشهد طفرة هو العلاقة الأمنية المتنامية بين الإمارات وإسرائيل.

ودفعت التطورات الإقليمية الرئيسية في العقدين الماضيين الإمارات وإسرائيل إلى التقارب. فقد أدى توسع النفوذ الإيراني، وثورات الربيع العربي في عام 2011، وصعود تركيا مع التراجع النسبي للهيمنة الأمريكية، إلى وضع أبوظبي وتل أبيب في نفس القوارب.

ورأى أندرياس كريج، الأستاذ في “كينجز كوليج” في لندن، أن تنظر الإمارات وإسرائيل إلى القوة المتنامية للإسلاميين بعد ثورات 2011 باعتبارها مصدر قلق أمني رئيسي.

ويمهد اتفاق اسرائيل والامارات الآن الطريق لعلاقة أمنية أكثر رسمية وعلنية. وأوضح جيمس ستافريديس، وهو أميرال بحري أمريكي متقاعد، أن التحالف الخليجي الإسرائيلي الجديد يمكن أن يخلق أنظمة إنذار مبكر متقدمة ضد الصواريخ الإيرانية؛ كما يمكنه تهيئة الظروف لتنفيذ شبكة قيادة وتحكم متصلة للدفاع الصاروخي والعمليات البحرية في البحر الأحمر وشمال المحيط الهندي والخليج العربي. كما يتيح استخدام مشترك للتكنولوجيا العسكرية وتبادل منتظم للمعلومات.

ويمكن لأبوظبي أن تستفيد بشكل كبير من زيادة التعاون الأمني ​​مع إسرائيل. على سبيل المثال، يمكن للإماراتيين طلب المساعدة الإسرائيلية في حماية البنية التحتية الحيوية للبلاد. ويمكن لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية" أن يمثل إضافة في هذا الصدد. وكانت هناك بعض المؤشرات بالفعل على أن الإمارات قد تشتري نظام القبة الحديدية في المستقبل.

ويمكن للإمارات أيضًا الاستفادة من الدعم الإسرائيلي في مجالات الأمن السيبراني والاستخبارات. وكان الإسرائيليون يدعمون الإمارات لبعض الوقت في هذا المجال بالفعل، حتى قبل إشهار الاتفاقية، فقد قامت عدة شركات إسرائيلية مثل “أيروناتيكس” بتزويد الإماراتيين بالمنتجات والخدمات لتعزيز قدراتهم الاستخباراتية والإلكترونية.

ويقال إن الشركات الإماراتية مثل "دارك ماتر" جلبت خبراء الإنترنت السابقين في الجيش الإسرائيلي من الوحدة السرية للجيش “8200” للعمل في الإمارات.

وستستفيد إسرائيل أيضًا من توثيق العلاقات الأمنية مع الإمارات التي تقع في الخليج بالقرب من الجناح الجنوبي لإيران، وبالتالي يمكن أن توفر الإمارات موطئ قدم لإسرائيل لمراقبة إيران والتجسس عليها. وأوردت تقارير أن الإمارات وإسرائيل تخططان لتطوير قاعدة تجسس مشتركة في جزيرة سقطرى اليمنية المطلة على بحر العرب.

ويمكن أن تصبح منطقة القرن الأفريقي أيضًا مسرحا للتعاون الإماراتي الإسرائيلي المتزايد. على سبيل المثال، سقطرى وبونتلاند وإريتريا هي مناطق "يمكن للإمارات تسهيل وجود إسرائيلي صغير لمراقبة التطورات العدائية المحتملة"، وذلك وفقًا لما ذكره ديف دي روش من جامعة الدفاع الوطني، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية.

وبالرغم من فرص التعاون الوفيرة، لا تزال هناك بعض القيود على المدى الذي قد تصل إليه الشراكة الأمنية الإماراتية الإسرائيلية. ويتعلق أحد الأبعاد المثيرة للجدل للعلاقة الجديدة ببيع واشنطن المحتمل لطائرات “F-35” المقاتلة إلى أبوظبي. وبينما يبدو أن الإماراتيين حصلوا على موافقة ضمنية من الحكومة الإسرائيلية للشراء، فقد أعرب البعض في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن قلقهم الشديد.

وقد تؤدي الديناميكيات المعقدة بشكل متزايد في علاقة الإمارات مع سوريا والعراق إلى تعقيد شراكة أمنية أوثق مع إسرائيل.

وستكون الفترة المقبلة حبلى بالمزيد من الأنباء، والاتفاقات المشتركة، التي سيتم الاحتفاء بها علناً في التلفزيون الرسمي الإماراتي، والقنوات المحسوبة عليها، وتباركها الدول ذاتها التي احتفت بالاتفاق العلني لعلاقات بلدين تجمعهما ملفات مشتركة، واهتمامات ثنائية، ولهما ذات الأهداف.

ومع ذلك، من الناحية العملية، لا تزال هناك العديد من الأسئلة حول كيفية تنفيذ هذا التنسيق الدفاعي الإماراتي الإسرائيلي في الأشهر والسنوات المقبلة.

مساحة إعلانية