رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

5003

مدير مركز العلوم البيئية بجامعة قطر

د. حمد آل سعد الكواري: دراسة لتحويل جزر قطرية إلى محميات طبيعية تستقبل الزوار والسائحين

19 نوفمبر 2019 , 07:30ص
alsharq
د. حمد سعد الكواري
غنوة العلواني:

* آلية لتسمية بعض الجزر ووضعها على الخريطة

* قطر تمتلك 18 جزيرة في مياهها الإقليمية

* تأهيل الجزر المناسبة للسياحة البيئية والحفاظ على مكوناتها

* دراسات تفصيلية للجزر تشمل الشكل الجغرافي والغطاء النباتي والكائنات الحية

* مسح المياه البحرية المحيطة بالجزر وتوثيق الكائنات البحرية فيها

قال الدكتور حمد عبد الرحمن آل سعد الكواري مدير مركز العلوم البيئية بجامعة قطر إن المركز يقوم بإجراء دراسات تفصيلية عميقة للجزر القطرية وتشمل هذه الدراسات الشكل الجغرافي لكل جزيرة وأنواع الترب فيها والصخور المكونة لها والغطاء النباتي والكائنات الحية الموجودة فيها، وكذلك رسم خرائط تفصيلية لبعضها، كما يتم مسح وتصوير المياه البحرية المحيطة بهذه الجزر وتوثيق الترسبات والكائنات البحرية التي تعيش فيها.

وأضاف في لقاء خاص لـ الشرق: توفر الدراسة التفصيلية لهذه الجزر معلومات مهمة لوزارة الشؤون البلدية والبيئية إذ تدل المعلومات التي تم جمعها على أن هذه الجزر تمثل مواقع مهمة للطيور المحلية والمهاجرة لافتا إلى أن هناك خطة لتسمية بعض الجزر القطرية وذلك بالتعاون مع مركز نظم المعلومات الجغرافية لوضع آلية لتسمية هذه الجزر ووضعها على الخريطة الدولة.

وبين د. آل سعد أن قطر تمتلك مجموعة من الجزر تبلغ نحو 18 جزيرة في مياهها الإقليمية. وقد تتفاوت هذه الجزر في الحجم والتكوين الصخري إلا أن كلا منها يمتلك أهمية خاصة تجعلها مميزة وجزءا غاليا من تراب قطر الوطني، فبعضها يتكون من صخور قديمة تعود الى أكثر من 500 مليون سنة مثل شراعوه وحالول، وبعضها تتكاثر فيها الطيور مثل جزر الأسحاط الثلاث وبعضها يحتوي على مقبرة أثرية قديمة مثل البشيرية.

 وباستثناء جزيرة حالول التي تمثل ميناء تصدير أساسيا وتحتوي على منشآت ثابتة لقطر للبترول فإن بقية الجزر تظل غير مأهولة بالسكان رغم أنها تمثل مواقع جذب للسياحة البيئية بسبب تفرد نظام التنوع الأحيائي فيها.

* توثيق المكونات البيئية

وتابع د. الكواري انه ومنذ فترة زمنية طويلة ينفذ الباحثون في مركز العلوم البيئية التابع لجامعة قطر سلسلة من الدراسات عن هذه الجزر بغية توثيق مكوناتها ورسم خرائط تفصيلية لها للتعريف بهذه الكنوز الجميلة ووضعها أمام المعنيين للاستفادة منها بما يخدم خطط التنمية المستدامة التي تشهدها البلاد. وقد أجرى المركز على مر السنين العديد من الدراسات على جزر حالول وأم تيس وراس ركن وشراعوه كجزء من الدراسة التي ينفذها بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والبيئية وقطر للبترول ممثلة بمدينة راس لفان الصناعية للحفاظ على السلاحف البحرية باعتبار ان بعضا من هذه الجزر تمثل مواقع تعشعش مهمة للسلاحف.

كما قدم المركز مقترحا لتحويل جزيرة أم تيس إلى محمية طبيعية ومنطقة جذب سياحي. كما أجرى المركز دراسة تفصيلية عن جزيرة البشيرية بالتعاون من شركة (قافكو). وباستثناء جزر قليلة مثل لخريز ولخوير ويماز وأم القعود وأم فليتة وجنان التي تقع في المناطق الساحلية الغربية من البلاد، فإن كل الجزر الباقية تقع في المناطق الشرقية. ومن بين هذه الجزر المعروفة راس ركن وأم تيس وبن غنام وأبو مطر والجزيرة والسافلية والعالية وأم فار وجزيرة النخيل وجزيرة امشاط والبنانا والبشيرية والأسحاط وشراعوه. وتمثل جزر النخيل والبنانا والجزيرة جزرا صناعية أُنشئت في الأغلب على حواجز رملية طبيعية.

* أنواع الجزر القطرية

وحول أنواع الجزر القطرية قال مدير مركز العلوم البيئية: تُقسم الجزر في دولة قطر إلى نوعين من الناحية الجيولوجية إذ إن هنالك جزرا صخرية وتتكون من طبقات جيولوجية قديمة يعود بعضها الى قبل أكثر من 500 مليون سنة مثل جزيرتي شراعوه وحالول وبعضها يتكون من صخور أحدث مثل جزر الأسحاط التي تغطيها صخور تعود الى العصر الثلاثي قبل ثلاثين مليون سنة بشكل مشابه لبقية مناطق الدولة البرية، والنوع الثاني يتكون من ترسبات رملية حديثة تصلبت حافاتها فقط مكونة ما يسمى بالصخور الشاطئية مثل جزيرة البشيرية.

 وتمثل هذه الجزر ما يسمى بالحواجز أو السدود الرملية التي تتراكم نتيجة لنظام الأمواج والتيارات البحرية السائد في تلك المنطقة. وقال د. الكواري: لا توجد لغاية الآن دراسة تفصيلية عن الجزر القطرية وهذه هي المرة الأولى التي تدرس بها بهذه الطريقة المفصلة. لافتا الى ان الدراسات تشمل دراسة الشكل الجغرافي لكل جزيرة وأنواع الترب فيها والصخور المكونة لها والغطاء النباتي والكائنات الحية الموجودة فيها، وكذلك رسم خرائط تفصيلية لبعضها، كما يتم مسح وتصوير المياه البحرية المحيطة بهذه الجزر وتوثيق الترسبات والكائنات البحرية التي تعيش فيها.

* دراسة الحياة البيئية

وأكد توفر الدراسة التفصيلية لهذه الجزر معلومات مهمة لوزارة الشؤون البلدية والبيئية وخصوصا في مواسم تعشعش الطيور المحلية والمهاجرة. إذ تدلل المعلومات التي تم تجميعها على أن هذه الجزر تمثل مواقع مهمة للطيور المحلية أو المهاجرة خلال مسارات هجرتها. فعلى سبيل المثال طيور عقاب السمك (بو الدمي) وهو من الطيور المثبتة في قوائم الطيور المهددة يوجد على الدوام في المناطق الساحلية للجزر. ويتكاثر خطاف البحر في بعض الجزر القطرية مثل البشيرية وأم لقطين وجزيرة البنانا سابقا وجزر أخرى.

 وكذلك الحال مع طيور البلشون الذي يتكاثر في بعض الجزر رغم أنه غير مستوطن في قطر. ومن الطيور المستوطنة طيور النهم وهي طيور تتكاثر بشكل جماعي في جزيرة العالية وجزر حوار المجاورة لها. كما تستقر العديد من أجناس الطيور على الحواجز الرملية القريبة من الجزر أثناء هجراتها الموسمية وخصوصا في المنطقة المقابلة لجزر راس ركن والبشيرية.

* نتائج الدراسات

وحول النتائج التي تمخضت عنها الدراسة قال الدكتور الكواري لقد كشفت الدراسة التي أجراها المركز عن وجود بعض الجزر التي ليس لها أسماء رسمية رغم أنها قد تكون معروفة لبعض السكان المحليين الذين يعيشون بالقرب منها.

فهنالك مثلا جزيرتان على الجانب الغربي مقابل منطقة زكريت وهناك ثلاث جزر أخرى اثنتان منهما تقعان الى الشمال الشرقي من جزيرة أم فليتة والأخرى الى الجنوب الغربي منها، كما أن هناك جزيرة أخرى تقع الى الجنوب الشرقي من جزيرة أم الفار وشمال الذخيرة. ويتواصل المركز مع الجهات المعنية في وزارة الشؤون البلدية والبيئية وخصوصا مركز نظم المعلومات الجغرافية الذي تواصل معنا لوضع آلية لتسمية هذه الجزر ووضعها على خريطة الدولة.

* سفينة الأبحاث جنان

وقال الدكتور حمد الكواري ان المركز يستخدم إمكاناته التقنية المختلفة من أجل تنفيذ هذا المشروع الحيوي، إذ يتم استخدام سفينة الأبحاث (جنان) لغرض نقل الباحثين الى هذه الجزر، كما يقوم باحثو المركز بالغوص في المياه الساحلية المجاورة لهذه الجزر للتعرف على مكونات النظام الأحيائي فيها مثل الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية وتصويرها لأغراض الدراسة والتوثيق. كما تتم دراسة العينات التي يتم تجميعها تفصيليا في مختبرات المركز المختلفة، حيث يتم التعرف على النباتات المختلفة والكائنات الحية الموجودة في هذه الجزر فضلا عن دراسة الترسبات البحرية.

* تأهيل الجزر للسياحة

 ولفت د. الكواري إلى أن المركز قام بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة بغرض تأهيل بعض الجزر المناسبة للسياحة البيئية وإعداد الكتيبات التعريفية الخاصة بها وضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على مكوناتها البيئية من العبث وسوء التعامل معها. كما يتعاون المركز مع وزارة الشؤون البلدية والبيئية لتحويل بعض الجزر الى محميات طبيعية كي يستمتع بها المواطنون والمقيمون والسياح أيضا في المستقبل.

مساحة إعلانية