رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1750

القرني في كتارا: "كلا لا يخزيك الله أبدا"

20 فبراير 2016 , 07:45م
alsharq
الدوحة - الشرق

استضافت المؤسسة العامة للحي الثقافي- كتارا، بالتعاون مع مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني للخدمات الإنسانية "راف"، محاضرة لفضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني ، مساء أمس الجمعة في جامع كتارا الكبير بعنوان "كلا لا يخزيك الله أبداً".

واستمد الشيخ عنوان المحاضرة من كلمات خالدة ثبتت بها أم المؤمنين خديجة، رضي الله عنها، قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عندما حدثها بشأن المَلك الذي نزل عليه في غار حراء، حين قالت : " كلا لا يخزيك الله أبداً".

أوضح فضيلة الشيخ القرني في بداية محاضرته أن الخزي استعاذ منه نبي الله إبراهيم وهو خليل الرحمن، حين قال " ولا تخزني يوم يبعثون"، كما أن الخزي أعدّه الله للعصاة فقال: " لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون". لكن خديجة رضي الله عنها، الزوجة الصالحة الرشيدة، التي تعرف جيداً خصال زوجها وكرم خلقه، راحت تبث الطمأنينة في قلبه وتلطّف بكلامتها ما في نفسه من خشية جراء ذلك الموقف الذي لم يخبره من قبل، وأخذت تعدد له ما ترتكز عليه من أسباب تجعلها على يقين أن مثله لن يفشل ولن يخزيه الله أبداً : " إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ (أي الضعيف)، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق."

وبيّن القرني أن خديجة رضي الله عنها عندما قالت هذه الكلمات العظيمة، التي بقيت شاهدة على بشائر النبوة، لم تستند إلى علم تعلمته أو آية سمعتها، فلم يكن قد نزل الوحي بعد، ولكنها أدركت بفطرتها أن إنساناً بهذه الأخلاق والصفات لن يخذله رب الأرض والسماوات.

وتابع القرني أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أحرص الناس على صلة رحمه، كما أن الصادق المصدوق لم يكذب في حياته قط، لا في الجاهلية ولا في الإسلام، ولا في حرب ولا في سلم ، وكيف أن وفد قريش إلى هرقل قد أكدوا، رغم عداوتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، أنهم لم يجرّبوا عليه كذباً قط،. وشدد القرني على حرمة الكذب، داعياً مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحري الصدق، وعدم التشهير بالناس، وتجنّب نقل الشائعة، ولو من قبيل المزاح.

وقال القرني إن من أهم سمات خلق النبي صلى الله عليه وسلم العفو والصفح، وقد تجلّى ذلك يوم فتح مكة، وكيف عفا عمن اضطهدوه وطردوه من مكة مع أبي بكر ودليل، ولم ينتقم منهم بعد أن آثره الله عليهم، وسار على درب أخيه نبي الله يوسف: "لا تثريب عليكم اليوم"، فقد صدق فيه قول ربه : "فبما رحمة من الله لنت لهم".

ودعا القرني إلى اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في اكرام الضيف، موضحاً أن كل غريب يحّل علينا في بلادنا هو ضيف، وضرورة الاحسان إلى الجار، مستشهداً بقول الرسول الكريم : والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع"، داعياً في الوقت ذاته المسلمين إلى عدم الإسراف والبذخ، والوقوف إلى جانب إخوانهم الذين يصارعون المحن، والدعاء لهم، فمن فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

واستشهد القرني بموقف الرسول الكريم مع ابنة حاتم الطائي، الذي كان مضرب المثل عند العرب في الكرم، وكيف أمر أصحابه أن يحسنوا إليها ويكرموها قائلاً: "خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق"، ما يؤكد على تعظيم محمد صلى الله عليه وسلم لمكارم الأخلاق، هذا بالرغم من أن حاتم الطائي لم يمت مسلماً.

وفي ختام محاضرته توجّه القرني بحديثه إلى الفتيات المسلمات وطالبهن بالسير على نهج أم المؤمنين خديجة، داعياً الجامعات وصناع القرار والدعاة إلى العودة لتدريس سير وأخلاق أمهات المؤمنين، في مواجهة موجة تغريبية تستهدف الهوية الإسلامية، ومؤكداً الحاجة إلى التحلّي بصفات وخلق الرسول صلى الله عليه وسلم، والسير على نهجه، حتى نصبح جديرين حقاً بقول الله عز وجل : " كنتم خير أمة أخرجت للناس".

مساحة إعلانية