رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

9747

تغيير مواعيد الدواء في رمضان دون استشارة يفقده فائدته

20 يونيو 2015 , 08:02م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

يعتبر صيام شهر رمضان الفضيل فرضاً على كل مسلم قادر على ذلك، حيث يمتنع الشخص في ساعات الصيام عن تناول الطعام والشراب من شروق الشمس حتى غروبها، وتختلف ساعات الصيام من عام إلى أخر تبعاً للموسم الذي يأتي فيه شهر رمضان إلا أنها تكون ما بين 11 ساعة إلى 18 ساعة.

وهو ما يشكل عقبة أمام المرضى الذين يعتمدون على برنامج دوائي يغطي مختلف أوقات اليوم، وهنا يتردد السؤال المعتاد كيف يمكن التعامل مع هذه الأدوية أثناء ساعات الصيام؟

وقد أمر الدين الإسلامي بالمحافظة على صحة الإنسان وحرص على ذلك حتى أثناء الصيام. وقد استثنى الله سبحانه في آيات القرآن الكريم الخاصة بالصيام المرضى، أو الذين تضطرهم حالتهم المرضية لتناول الدواء أثناء الصيام، وبيّن لهم إمكانية تأجيل الصيام في حال المرض المؤقت إلى وقت آخر من السنة. أو عدم الصيام للمرضى المصابين بأمراض لا يمكنهم معها الصيام وأمرهم الله عزّ وجل في هذه الحالة بدفع الكفارة.

ولكن إذا كان المريض يريد الصيام فان عليه تغيير مواعيد برنامجه الدوائي وذلك بعد استشارة الطبيب المشرف على حالته الصحية بشكل أساسي، نظرا لشح الأبحاث والدراسات العملية بهذا الصدد.

تأثير الدواء يرتبط بموعد تناوله وخواصه الفيزيائية والكيميائية وسرعة امتصاص الجسم له

وقد اتفق الأطباء والصيادلة على أهمية ترتيب عدة أمور فيما يتعلق بالأدوية للمرضى الذين تسمح حالتهم الصحية بالصيام منها طريقة تناول الدواء ومواعيد الجرعات، وذلك باعتبار أن تناول جرعات الدواء أثناء شهر رمضان محصور في الفترة ما بين غروب الشمس والفجر وهي مدة أقصر من المعتاد خارج أوقات الصيام لذا تجب إعادة النظر في جدولة مواعيد الجرعات الدوائية ولكن بعد استشارة الطبيب والصيدلي.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور سعد عبد الفتاح النعيمي — استشارى أول طب الطوارئ بمستشفى حمد العام، أن مواعيد الدواء تختلف خلال شهر رمضان وفقاً لنوع وطبيعة الدواء المستخدم، مشيراً إلى أن الكثير من المرضى يقومون بتغيير مواعيد تناول أدويتهم من تلقاء أنفسهم،مما قد يؤدى إلى فقدان الفائدة المرجوة من الدواء، وقد يؤدى إلى مضاعفات خطيرة، لذلك عليهم مراجعة الطبيب قبل شهر رمضان.

وقال إن تأثير الدواء وفعاليته يرتبط بموعد تناوله في اليوم وفقاً لخواصه الفيزيائية والكيميائية وسرعة امتصاص الجسم للدواء؛ فالأدوية التي تؤخذ كل 4 — 6 ساعات تفقد مفعولها إذا تم تغييرها إلى مرتين أو ثلاث مرات وقد تسبب مضاعفات خطيرة.

احذر من حساسية مرضى السكري للصيام خاصة مع التغيير العشوائي لمواعيد الأدوية

وتابع قائلاً: "ومثال على ذلك المضادات الحيوية التى تُعطى كل 6 ساعات فإذا تم تقليل جرعة تناولها إلى مرة واحدة أو مرتين باليوم، لن يؤدي ذلك إلى فقدان مفعولها فحسب، ولكنه يؤدي إلى ظهور جراثيم مقاومة للدواء".

وبالنسبة لأدوية الصرع، أشار الدكتور النعيمي إلى أن بعض الأدوية يمكن تناولها مرة واحدة في اليوم لأنها أدوية طويلة المفعول، وبقية الأدوية يمكن أخذها مرتين في اليوم، ولذلك فيمكن للمريض أن يتناول جرعة الأدوية إما مرة واحدة بعد المغرب أو مرتين بعد السحور وبعد الإفطار حسب نوع الدواء المعالج للصرع الخاص بكل مريض، وإذا أصيب المريض بنوبة صرع أثناء الصيام فعليه الإفطار فوراً، وعلى المريض قبل ذلك مراجعة الطبيب لإعادة تنظيم العلاج وأخذ قرار الصيام.

أما أدوية ارتفاع ضغط الدم فيؤكد الدكتور سعد النعيمي أن أغلبها يتم تناوله مرة أو مرتين يومياً وبالتالي لا توجد مشكلة معها أثناء الصيام مع ضرورة أن يتجنب المريض تناول الأطعمة المملحة والمخللات مع الحرص على تناول كمية سوائل كافية، مضيفا" بالنسبة لمرض السكري وأدويته، فيجب على المرضى مراجعة الطبيب أولاً، للتأكد من قدرتهم على الصيام من عدمه".

مرضى السكري

وحذر الدكتور النعيمي من حساسية مرضى السكري للصيام خاصة مع التغيير العشوائي لمواعيد الأدوية فقد يتعرض المريض إلى نقص السكر في الدم أو ارتفاعه.

وتابع قائلا" إذا ظهرت على المريض أعراض انخفاض نسبة السكر بالدم مثل الجوع الشديد، الشعور بالتعب، الدوار والصداع، تعرق شديد، رعشة باليدين، سرعة نبضات القلب والميل لفقدان الوعي، لذا فعلى المريض الإفطار فوراً إذا شعر بهذه الأعراض حتى لا يتعرض لغيبوبة نقص السكر على أن يتناول عصيرا أو أي سائل محلى بالسكر مع وجبة غنية بالنشويات ثم يخبر طبيبه المعالج بما حدث".

وأستطرد قائلاً: "قد يتعرض المريض أيضا إلى الارتفاع الشديد في مستوى السكر بالدم إذا أهمل العلاج مع الإفراط فى تناول السكريات والنشويات أثناء الإفطار أو السحور وتظهر لديه أعراض العطش الشديد، كثرة التبول، جفاف الحلق، القيء، آلام البطن ثم الشعور الشديد بالتعب والإنهاك، وقد يؤدي إلى غيبوبة ارتفاع السكر بالدم. ولذا فعلى من يشعر بمثل هذه الأعراض أن يشرب الماء فوراً، ويتناول دواء السكري ثم يتوجه إلى المستشفى فوراً للبدء فى تلقي العلاج قبل تدهور حالته إلى الأسوأ".

يجب على مريض السكري الإفطار حال ظهور أعراض انخفاض السكر

وقال الدكتور النعيمي "من الأخطاء الشائعة أيضاً أثناء الصيام قيام بعض المرضى الذين يعتمد علاجهم على حقن الأنسولين بالامتناع عن تناولها ظناً منهم بعدم احتياجهم لها لعدم تناولهم الطعام؛ مما يؤدي إلى إصابتهم بالحماض الكيتوني وهو حالة خطيرة تستوجب العلاج بالمستشفى حيث ترتفع نسبة السكر في الدم إلى درجات عالية وأعراضها عطش شديد، غثيان وقيء، جفاف شديد، آلام بالبطن، غصة حارقة خلف الصدر وانبعاث رائحة من الفم تشبه رائحة الأسيتون أو الكحول وتصبح رائحة البول مثل رائحة التفاح الفاسد، ثم يحدث هبوط للضغط وتشوش في الرؤية وضعف الحركة."

وأضاف: "وبوجه عام، يجب على مريض السكري في حالة صيامه، مراجعة الطبيب عدة مرات خلال شهر رمضان لإجراء التعديلات الضرورية في أدوية السكري أو أي أدوية أخرى يتناولها".

مرضى ضغط الدم

وفيما يخص مرضى الضغط وطرق تناول الأدوية خلال شهر رمضان أوضحت مدير إدارة الصيدلة بمستشفى الوكرة الصيدلانية فتحية سلامة أن ارتفاع ضغط الدم هو أكثر الأمراض انتشارا، لافتة إلى أن نسبة تشخيص المرض تزداد مع التقدم في العمر. وقد تبلغ نسبه وجوده عند البالغين أعمارهم أكثر من ٦٠ عاماً إلى أكثر من ٥٠ ٪.

وأشارت خلال حديثها لـ"بوابة الشرق" أن الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم في الغالب يكون مصابا دون أن يعلم كما لا تظهر عليه أي أعراض للمرض.

وأكدت أهمية مراقبة ضغط الدم بشكل منتظم، مضيفة "وعند ارتفاع ضغط الدم يجب مراجعة الطبيب وبدء تعديل نظام الحياة وبدء العلاجات الدوائية عند الحاجة".

ونبهت إلى أن مرض الضغط مرض مزمن ويجب أخذ العلاج عند وصفه للمريض بشكل مستمر مدى الحياة، مشددة على أهمية المحافظة على أخذ العلاج في الوقت المناسب مع مراعاة التغييرات التي تطرأ في بعض فصول السنة مثل صيام شهر رمضان.

وتابعت قائلة "وعلى كل مريض أن يراعي أفضل أوقات أخذ الأدوية في شهر رمضان ومن المستحب استشارة الطبيب المعالج أو الصيدلي".

وأشارت إلى أنه في معظم الحالات يحتاج المريض إلى صنفين من الدواء أو أكثر للتحكم في ضغط الدم والتركيز على النقاط الواجب مراعاتها لمريض ارتفاع ضغط الدم خلال شهر رمضان.

ونوّهت بأهمية أن يستشير المريض طبيبه المعالج عن إمكانية أخذ الأدوية بأقل تكرار في عدد الجرعات اليومية سواء كان البرنامج الدوائي اليومي لمرة واحدة أو أكثر، مبينة في السياق ذاته أن البرنامج الدوائي الذي وصفه الطبيب إذا كان يحتوي على أخذ الجرعة مرتين يوميا فان ذلك يعني أخذ الجرعة الأولى بعد الإفطار مباشرة وأما الجرعة الثانية فتكون مع السحور.

وأشارت إلى وجود بعض الأدوية التي يزداد امتصاصها بوجود الأكل مثل "Verapamil SR " والبعض الاخر يقل امتصاصها بوجود الطعام مثل "Captopril"، مضيفة في السياق ذاته" لذلك يستحب استشارة الطبيب أو الصيدلي بهذا الخصوص للإرشاد إلى أفضل وقت لأخذ الدواء".

وفيما يتعلق بالأدوية المدرة للبول ذكرت أن هذه النوعية من الأدوية يجب معها أخذ الجرعة الأولى أو الكبرى مع الإفطار مباشره والأخرى في منتصف الليل أو قبل السحور بفترة وذلك لعدم إدرار البول بكثرة في فتره الصيام.

مساحة إعلانية