محليات

529

كلية شمال الأطلنطي تدرب 150 معلماً على برمجة "الروبوتات"

كرّمت كلية شمال الأطلنطي في قطر 150 معلماً من معلّمي مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بمختلف المدارس الثانوية بالدوحة في حفل أقامته بمقر الكلية.

وجاء هذا الحفل للإشادة بالمعلّمين بعد نجاحهم في إتمام برنامج مكثّف انطلق بداية العام الأكاديمي لتدريب المعلّمين على برمجة الروبوتات من أجل نقل هذه المهارة لاحقاً إلى الطلاب في الفصول الدراسية.

وقد أنهى المعلمون البرنامج بعدما أتموا حضور 10 جلسات بواقع 3 ساعات للجلسة الواحدة تحت إشراف نخبة من أساتذة من قسم تكنولوجيا المعلومات بالكلية، فيما لا تزال هناك دفعة أخرى من المعلمين عددها 150 معلماً في طريقها لاستكمال البرنامج حالياً.

وتشير النتائج إلى أهمية تدريس علم "الروبوت" في المدارس الثانوية نظراً لفائدة ذلك في تحسين مهارات الطلاب في حل المشكلات والعمل الجماعي وزيادة إبداعهم، وهو ما دفع المجلس الأعلى للتعليم بتطبيق هذا التوجه ودعمه سعياً منه لتحسين طرق تدريس مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات باعتبار "الروبوتات" وسيلة تفاعلية تجمع بين شقي التعلّم والترفيه ومفيدة في الوقت نفسه في تعليم المهارات الفنية والهندسية لطلاب المدارس الثانوية.

وبناءً على ذلك، أُدرجت دراسة "الروبوت" في مناهج تكنولوجيا المعلومات في كل المدارس المستقلة بشكل متدرج يبدأ بمقدمة برمجة رسومية وتطبيقات عملية عن الروبوت من الصف الثالث لغاية الصف السادس، ثم مشاريع وأنشطة تطبيقية عن الروبوت في المرحلة الإعدادية والانتقال لدراسة متعمقة ومتخصصة أكثر للطلبة المهتمين بعلوم الروبوت وبرمجياته في المرحلة الثانوية، وذلك ضمن تسلسل معرفي مهاري متدرج يراعي ميول واهتمامات الطلبة وتوجهاتهم.

بالإضافة إلى مشاركة الطلبة في تصميم مشاريع روبوت في حصص الأنشطة ضمن الجدول المدرسي اليومي للمدارس.

ويجسّد برنامج "جو روبوت" الذي أطلقته ميرسك قطر للبترول في عام 2012 بالشراكة مع كلية شمال الأطلنطي في قطر التوجه نحو زيادة تحفيز الطلاب لتعلم مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في قطر، حيث يمثل تعلّم برمجة "الروبوت" أهم عناصر هذا البرنامج.

ويعد برنامج "جو روبوت" من بين البرامج العديدة التي أطلقتها ميرسك قطر للبترول في الأعوام القليلة الماضية لتحسين مهارات الطلاب في مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فضلاً عن كونها الشريك الأبرز لجامعة تكساس إي أند أم في قطر والداعم لها في مسيرة تطوير مهارات الجيل القادم من المهندسين عبر رعايتها للعديد من برامج التوعية وتحسين مهاراتهم في المجالات المذكورة.

وتتمثل أهداف البرنامج في ثلاثة محاور رئيسية تلبي جميعها أولويات دولة قطر. أولاً زيادة قدرة وكفاءة المعلمين من خلال تعزيز مستواهم المهني. وثانياً زيادة مستوى حماس وتفاعل الطلاب مع مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بدايةً من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية وما بعدها. وثالثاً التأكد من أن تصميم وتقديم هذه البرنامج يستند إلى أحدث البحوث والرؤى الأكاديمية المدعمة بالدليل.

وبالإضافة إلى دعم تطوير المستوى المهني للطلاب، فمن المتوقع أن تشجّع هذه البرامج التدريبية مزيداً من الطلاب على المشاركة في مسابقة الأولمبياد الوطني والأولمبياد العالمي للروبوت التي ستستضيفهما قطر على التوالي في أواخر هذا العام، وتحديداً في الفترة ما بين 30 أكتوبر – 1 نوفمبر و6-8 نوفمبر.

وتختبر كلا المسابقتين مدى قدرة الفرق الطلابية المشاركة من قطر ومن جميع أنحاء العالم على تصميم "روبوتات" تستطيع حل مجموعة متنوعة من التحديات. وتعدّ هذه هي السنة الأولى التي تُقام فيها مسابقة الروبوت العالمي في دولة قطر، ومن المتوقع أن يشارك فيها متسابقون ينتمون لأكثر من 50 دولة.

وبهذه المناسبة، قال الشيخ جاسم آل ثاني، المدير العام للتقطير في ميرسك قطر للبترول: "يعكس برنامج "جو روبوت" بوضوح أهمية تعلّم "الروبوتات" في مساعدة الطلاب لتطوير مهاراتهم على نحو لا يضعهم على طريق النجاح فحسب، بل يساعد دولة قطر أيضاً في تحقيق رؤيتها الوطنية 2030. وهذا البرنامج هو خير مثال على تحقيق هذا الغرض، حيث نوازن من خلاله بين الارتقاء بالمستوى المهني للمعلمين من ناحية وزيادة حماس الطلاب للإقبال على دراسة مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من ناحية أخرى. وتسعدنا مساهمتنا في نجاح هذا البرنامج ودعمنا المتواصل للارتقاء بمستوى المعلمين الموهوبين".

ومن جانبه، قال الدكتور ثيودر تشياسون، عميد كلية شمال الأطلنطي في قطر: "يسعدني أنا وزملائي أن نشيد بحرص واهتمام المعلمين الذين نجحوا في إتمام برنامج "جو روبوت"، فقد شهد البرنامج منذ إطلاقه إقبالاً كبيراً، وأكثر ما يسعدنا هو رؤيتنا لتحسّن مستوى المعلمين بعد استكمالهم للبرنامج، حيث يؤدي هؤلاء المعلمون دوراً مهماً في زيادة حماس وتفاعل الطلاب مع مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إلى جانب تزويدهم بالمهارات الفنية المهمة التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق رؤيتها الوطنية الطموحة 2030".

يُشار إلى أن برنامج "جو روبوت" انطلق في العام 2012، واستفاد منه حتى الآن أكثر من 8 آلاف طالب في قطر وأكثر من ألف معلم، عبر مشاركتهم في الجلسات التدريبية الخاصة بتعلم "الروبوت". وبالإضافة لذلك، وزّع البرنامج حقائب خاصة بالروبوت على المعلمين والمدارس تقدر قيمتها بأكثر من مليون ريال قطري. وفي العام الماضي فقط، تم توزيع أكثر من 500 حقيبة خاصة بالروبوت على المعلمين وما يزيد على 180 طاولة ألعاب.