رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1842

الإعلام والمال يلعبان دورا طاغيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

21 فبراير 2016 , 12:03م
alsharq
الدوحة – قنا

تشهد الولايات المتحدة هذه الأيام مرحلة الانتخابات التمهيدية التي تعد مرحلة مهمة فيما يعرف بالماراثون الانتخابي، وهي تمتد على عدة أشهر وتشمل مختلف الولايات الأمريكية، حيث يتم عبرها اختيار المرشح الجمهوري ومنافسه الديمقراطي من أجل الفوز بالسيادة على البيت الأبيض.

وعززت مرشحة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية، هيلاري كلينتون، الثقة بنفسها، بعد فوزها في ولاية نيفادا في الانتخابات التمهيدية، أمس السبت، كما أحرز الثقة ذاتها مرشح الحزب الجمهوري، الملياردير دونالد ترامب في جنوب ولاية كارولينا، بسباق الترشح للرئاسة الأمريكية.

كلينتون وترامب

وظلت هيلاري كلينتون صاحبة الحظّ الأوفر للفوز بترشيح الديمقراطيين بعد أن فشلت في المرة الماضية في منافسة الرئيس الحالي أوباما، إذ تصدرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة قائمة الحزب الديمقراطي في عدد من الولايات، إلا أن منافسها عن ذات الحزب السيناتور بيرني ساندرز، تغلب مؤخرا عليها في السباق الانتخابي في ولاية نيوهامشير، بمقابل تقدم المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب الذي أثار عاصفة من الانتقادات حوله بسبب مواقفه من العرب والإسلام.

وقد تصدر ترامب المركز الأول لنتائج تصويت الجمهوريين في الولاية ذاتها، ليعوض بذلك خسارته أمام المرشح الجمهوري، تيد كروز، في الانتخابات التمهيدية التي أجريت في ولاية ايوا، مطلع الشهر الجاري, ومن المقرّر أن يستمر السباق الرئاسي بين عدد من المرشحين الذين تعلو أسهمهم، وتخبو وفقا للانتخابات الفرعية التمهيدية التي تجري في كل ولاية داخل الحزبين المتنافسين في إطار آلية الانتخابات الأمريكية المعمول بها.

مرشحة الرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون

الحزب الديمقراطي

وتقدم للترشيح عن قائمة الحزب الديمقراطي، بالإضافة لهيلاري كلينتون، عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندر، ومارتن أومالي، حاكم ولاية ميريلاند السابق، ولينكولن دافنبورت شافي، وجيم ويب السيناتور الديمقراطي السابق، بالإضافة إلى جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي.

الحزب الجمهوري

وتضم قائمة الحزب الجمهوري، بالإضافة لدونالد ترامب كلا من السيناتور الجمهوري تيد كروز وراند بول عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كنتاكي والسيناتور ماركو روبيو، وبن كارسون أحد أعظم جراحي الأعصاب في العالم، وكارلي فيورينا كبيرة المديرين السابقين لشركة هيوليت-باكارد ، - التي أعلنت انسحابها من السباق الرئاسي مؤخرا جراء ضعف حظوظها في نتائج الانتخابات التمهيدية -، بالإضافة إلى مايك هوكابى حاكم سابق لولاية أركنساس.

منافسة شرسة

ووفقا لمراقبين ومحللين، تشهد الولايات المتحدة الأمريكية منافسة وصفوها بالشرسة بين "كلينتون وترامب" على الظفر بالبيت الأبيض، إذ تطمح كلينتون المخضرمة والضالعة بالحياة السياسية الأمريكية داخليا وخارجيا نظرا لخبرتها السياسية السابقة لتكون أول رئيسة أمريكية في تاريخ الدولة الديمقراطية التي لم يعتل سدة الرئاسة فيها سيدة من قبل، فيما يصعد أيضا نجم ترامب رغم إثارته للجدل بسب تصريحات النارية المعادية للمسلمين.

وتوصف الانتخابات الأمريكية بـ"المعقدة والتي يصعب فهمها"، حيث أنها عملية طويلة تمتد على مدى سنتين يتم بموجبها انتخاب المرشحين حالياً، وتضم سلسلة من الانتخابات الأولية والحزبية عبر الولايات الخمسين، وذلك قبل البدء بالانتخابات العامة، وهي بذلك ليست استفتاء عاما وطنيا، إنما نتائج الانتخابات في الولايات كافة مجتمعة يتم تصفيتها من خلال الهيئة الانتخابية.

وتلعب وسائل الإعلام الأمريكية دورا محوريّا في تشكيل الرأي العام وترجيح كفّة بعض المرشحين، هذا فضلا عن دور المال في دعم الحملات الانتخابية للمرشحين، حيث أن حوالي 160 أسرة ثرية تمول حوالي نصف الحملات الانتخابية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما يسمى بـ"تقويض الديمقراطية"، بأن تؤثر تلك الأسر الثرية التي تمثل الأقلية على العملية السياسية على حساب الأغلبية من متوسطي الدخل.

دور الإعلام والمال

ولا يمكن إنكار دور المال أو التقليل منه في انتخابات 2016، لكن من المهم التذكير بأن أهمية المال تنبع من تمكينه للمرشح بأن يتواصل مع المواطنين الناخبين عبر التلفزيون أو الراديو أو إعلانات الطرق أو حتى إعلانات على شبكات التواصل الاجتماعي.

ومن هنا تظهر العلاقة الوطيدة بين الإعلام والمال، إذ يلعب الإعلام دورا طاغيا في التأثير على هوية المرشح الفائز، حيث أظهرت نتائج انتخابات ولاية "آيوا" على سبيل المثال لا الحصر، أن المرشحين الخمسة الأوفر حظا لنيل بطاقة حزبهم هم أكثر 5 مرشحين ذكرا وتكرارا في وسائل الإعلام المختلفة عن طريق تحليل عدة بيانات وسائل إعلام أمريكية هامة، حيث كشف مشروع لتحليل البيانات الضخمة بعد أن جمع وحلل مخازن بيانات وسائل الإعلام المذكورة، أن ذكر وتكرار أسماء المرشحين خلال أحد الأشهر على سبيل المثال جاء كما يلي: ترامب 35040 مرة، كلينتون 15587 مرة، ساندرز 11784 مرة، كروز 8596 مرة، روبيو 6920 مرة.

ويتوقع أن تصل كلفة الحملات الانتخابية 2016 إلى 11.4 مليار دولار، يذهب منها مليار دولار للإعلان في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الأكثر أهمية هو أن 70% من هذه التكلفة، أو ما يقرب من 8 مليارات دولار، ستنفق على إعلانات الراديو والتلفزيون.

أموال الحملات الانتخابية

الانتخابات التمهيدية لسباق الرئاسة الأمريكية انطلقت من ولاية أيوا

وأفادت استطلاعات رأي بأن 85% من الأمريكيين يريدون إحداث تغييرات جذرية أو إعادة هيكلة نظام تمويل الحملات الانتخابية، بينما يرى 13% أن النظام يحتاج "تعديلات بسيطة فقط بشكل ضروري"، فيما أشارت تقارير إلى أن 0.05% فقط من الشعب الأمريكي ممن يمولون حملات المرشحين للكونجرس، وبذلك تسيطر الأقلية الغنية على الأغلبية من خلال دعمها المباشر للمرشحين أو غير المباشر من خلال جماعات الضغط "اللوبي".

وقد أثارت طرق جني أموال الحملات الانتخابية وعلى رأسها "التمويل من الأسر الغنية" جدلا داخل الولايات المتحدة، حيث يسعى ناشطون إلى زيادة نسبة وعدد الممولين من الشعب، بدلاً من اقتصارها على أصحاب المال والنفوذ لتعبر الانتخابات عن ديمقراطية حقيقية تمثل الأغلبية لا الأقلية الغنية.

ومن جانب آخر تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا متزايدا في الانتخابات الأمريكية ما يكشف عن فاعلية دورها في التأثير على هوية المرشح الفائز، إذ أن المرشحين الخمسة الكبار هم أنفسهم أصحاب أكبر عدد من المتابعين على حسابات تويتر، يبلغ عدد متابعي ترامب 5.9 مليون شخص، وكلينتون 5.2 مليون شخص، في حين يتابع تيد كروز، ما يقل عن 800 ألف شخص، وماركو روبيو أكثر قليلا من مليون شخص، ويبلغ متابعي بيرنى ساندرز 1.2 مليون شخص.

الأوفر حظا

ومن الآن، وحتى موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيستمر السباق بين المرشحين الأوفر حظا كلينتون وترامب، غير أن الانتخابات غالبا ما تحمل معها مفاجآت وتطورات، فهل سيبقى السباق محصورا بينهما، أم ستتصدر المشهد أسماء أخرى من ضمن المرشحين في الحزبين المتنافسين، لاسيما في ظل الحركة الدؤوبة لكل من الإعلام والمال وأثرهما في صعود أو هبوط أسهم المرشحين، لاسيما أن المرشح دونالد ترامب عزز مؤخرا موقعه كمرشح مفضل للحزب الجمهوري بفوزه بالانتخابات التمهيدية لحزبه في كارولاينا الجنوبية، في حين فازت هيلاري كلينتون، في انتخابات الديمقراطيين في نيفادا منعشة حملتها قبل المحطة المهمة في الأول من مارس، ينافسها بيرني ساندرز الذي تأكدت شعبيته في أوساط الشباب.

الجدير بالذكر، أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه هي الـ58 لرئاسة الولايات المتحدة، والمرشح الفائز بها سيكون الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، وستجرى يوم الثلاثاء 8 نوفمبر لهذا العام.

مساحة إعلانية