رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

5776

باصات كروة.. الشارع القطري غاضب على حادث شارع صحار

22 مارس 2016 , 06:55م
alsharq
تقوى عفيفي - بيان مصطفى

أثار الحادث المروري المروع في شارع صحار الذي تسبب فيه أحد باصات كروة قبل يومين ردود أفعال كبيرة في المجتمع تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعى مرفقة بصور الحادث ، أولياء أمور الطلاب الذين تقلهم باصات كروة كانوا الأكثر خوفا وتعليقا على الحادث.

“الشرق” استطلعت آراء مواطنين وتواصلت مع جهات الاختصاص للوقوف على أسباب الحوادث وكيف يمكن تلافيها مستقبلا .. وفيما يلي الحصيلة :

النقيب محمد مرداس أدلى بتصريحات سابقة في أحد حواراته مع مجلة المرور والتي تصدرها إدارة المرور شهرياً وقال : إن السائق هو أكثر العناصر المسببة للحوادث بنسبة 75% بسبب عدم التزامه بقانون المرور وذلك بسبب عدم مراعاته للتركيز الكامل أثناء القيادة . كما أكد الشرطي صلاح حضرة أيضاً أن أبرز مخالفات الحوادث المرورية غالباً ما يكون سببها إما الانشغال خلال القيادة أو الحديث في الجوال .

وقال المواطن جاسم الحرمي إن حوادث سائقي كروة باتت ملحوظة بشكل كبير اليوم تلو الأخر ، وخصوصاً أن مخالفة " التجاوز من اليمين " باتت تسيطر على الشوارع بشكل كبير وخصوصاً في الشوارع الفرعية . ويردف الحرمي المثلث المروري دائماً ما يتكون من ثلاثة أشياء وهي السائق والمركبة والشوارع ، ودائماً ما تحدث الحوادث المرورية بسبب وجود خلل في أحد الأركان وفي قطر أعتقد بأن السبب الرئيسي للحوادث هو تهور السائقين في القيادة وعدم إتباع القواعد المرورية .

وذكر عمر الشمري أنه ليس من المنطق أبداً أن تكون أسباب الحوادث المرورية في قطر " السرعة والرعونة " ، ولكن الثقافة المرورية تكاد تكون معدومة عند السائقين . وأكد الشمري أن بعض الثقافات المرورية في البلدان قد لا تتماشى مع الثقافة المرورية في قطر . والمشكلة الكبرى تقع عندما تتساهل مدارس تعليم قيادة السيارات في هذا الأمر، فلا يجب إعطاء سائقي الكروة سواء كانوا (حافلات مدرسية أو أجرة) رخصة قيادة إلا بعد أن يمر عليهم على الأقل عامين من ممارسة هذه المهنة .

وأردف الشمري أن المشكلة لا تقف فقط عند تجاوزاتهم في الشوارع ولكن مشكلة البطء الشديد في الشوارع السريعة أخطر مليون مرة وتكاد تسبب حوادث لأكثر من مركبة .

وعلق الشمري على حادثة أمس (الحافلة المدرسية التي اصطدمت بسيارتين) مستحيل أن يكون هذا الحادث سببه السرعةً لأن الحادث كان في شارع ضيق ولا أعتقد أن السرعة هي السبب الرئيسي وراء تلك الحوادث الهائلة التي تزداد يوماً تلو الآخر .

وأكد صالح سالم أنه لو تم تشديد العقوبات أكثر على السائقين لارتدعوا عن المخالفات المرورية ، فيمكن لشركات كروة أن تقوم بمعاقبة السائق بتحميله المخالفات المرورية أو إعطائه فرصة واحدة ومن ثم ترحيله للبلاد . لأن هؤلاء السائقين هم أول من يحافظوا على أولادنا .

واقترح سالم لو يتم تخصيص حارة في الشوارع لحافلات المدارس فقط لربما يتم تقنين تلك المشكلة بعض الشيئ. مؤكدا ضرورة تأكد الجهات المعنية من الشركات للفيزا الخاصة بسائقيها لأن بعض الشركات تستقطب عمالة بفيزا مهنية غير المتفق عليها في العقد وهذا بحد ذاته جريمة ويجب معاقبة الشركة عليها .

ونوه عبد الرحمن العديلي إلى ضرورة الكشف على السائقين كل شهر للتأكد من عدم تعاطيهم للمسكرات ، لأن أحياناً الكحوليات قد تكون السبب وراء تلك الحوادث وليست السرعة كما يدعي البعض ، فالعوامل النفسية تلعب دورا كبيرا جداً في القدرة على القيادة بشكل جيد .

واقترح حسن المريخي أنه لو يتم تركيب كاميرات بالمركبة لتقوم بتصوير تجاوزات السائقين وحالاتهم النفسية أثناء القيادة سيكون اقتراحا مؤقتا لحل المشكلة . وأكد المريخي أنه في تلك اللحظة سيخاف السائقون من ارتكاب المخالفات لأن القانون سيطبق عليهم وهذا سيحدث إن قامت إدارة المرور بتزويد قيمة المخالفة المرورية للضعف بالنسبة لسائقي حافلات المدارس .

يرى المواطن محمد بن أحمد اليافعي أن سائقي الباصات متهورون، وغير مؤهلين، لافتا إلى أن سلوكهم المتهور ينبع من التزامهم بأوقات محددة لتوصيل الطلاب إلى مدارسهم، وهم من عدة مناطق مختلفة، قد تكون متباعدة، ويضيف اليافعي أن وجود زمن محدد لهم في ظل الزحام الهائل الذي تشهده مختلف مناطق قطر، خاصة في الصباح وأثناء عودة الطلاب والموظفين من دوامهم، في أوقات الذروة، مما يتسبب في تلك الحالات التي بتنا نراها بشكل كبير من تجاوزات، قد تتسبب في حوادث، وتروع الطلاب، ويشير اليافعي إلى وجود حوادث دهس بسبب الرعونة في القيادة، موضحا أن التقليل من هذه الظاهرة يتطلب تأهيل السائقين على القيادة الآمنة لضمان المحافظة على أرواح أبنائنا، خلال دورات تضمن حصولهم على القواعد التي يفتقرون إليها وتعرض حياة الطلاب والآخرين للخطر، لافتا إلى البعد الآخر لتوفير الرعاية للسائقين، ومراعاة التقليل من المناطق التي يمر من خلالها السائق، وذلك بإعادة توزيع خط سيره، وتوفير المزيد من الحافلات المدرسية إن استلزم الأمر حتى لا تتنقل بين مناطق متباعدة، ملتزمة بأوقات محددة للوصول إلى المدرسة، لافتا الى أن المسؤولية مشتركة بين مختلف المؤسسات المجتمعية في تأهيل السائق لهذه المهنة التي لا تقتصر على القيادة فقط، وإنما تتطلب مهارات التعامل مع ركابه من الطلاب الذين تتفاوت أعمارهم، وقد يكونوا أطفالا صغارا.

وتنتقد جهاد حمودة قيادة سائق الحافلة في مدرسة ابنتها الدولية، لافتة الى أن ولي أمر الطالبة التي لاتزال في المرحلة التمهيدية شاهد السائق يقود برعونة، مما جعلهم يخشون على طفلتهما من ركوب الباص الذي يقوم بتجاوزات غاية في الخطورة للوصول بشكل سريع إلى المدرسة، لافتة إلى أن المدرسة لا تهتم بتوفير حافلات مؤهلة لنقل الطلاب، مستخدمين "ميكروباص" لنقل أبنائهم، ولا تتوافر فيه عوامل السلامة التي تحافظ على أرواح الطلاب، وخاصة الأطفال الصغار، حيث لا يشمل أحزمة الأمان، كما أن بعض الأطفال يجلسون بجوار السائق، مما يعرض حياتهم للخطر في ظل القيادة غير الآمنة التي يسير بها سائق المدرسة الدولية وتجاوزاته التي لا يراعي فيها صغر بعض الطلاب، متمنية ضرورة توفير باصات مؤهلة في جميع المدارس خاصة وأنهم يدفعون مصاريف مرتفعة خاصة للباص، بجانب مصاريف المدرسة الإعتيادية، والتي تصل إلى ستة آلاف ريال، في المقابل لا يحصلون على خدمة تضمن سلامة ابنائهم الطلاب، منتقدة تلك الظاهرة في تخطي السائقين السرعات المحددة.

ويقول السيد أحمد جمعة الجسيماني، مدير مدرسة أبو عبيدة، أن إدارة كروة تؤهل السائقين لمهمتهم، والتي لا تقتصر على القيادة، ولكنها تشمل قواعد تضمن نقل الطلاب بسلامة، لتتضمن آليات وقوفهم في المناطق المحددة ومدة انتظارهم، حيث يتم تحذيرهم من تحرك حافلاتهم قبل جلوس الطالب في مكانه، لافتا الى أن حوادث الباصات الأخيرة فردية، ولا يمكن أن ترقى إلى ظاهرة، فأسبابها عدم الالتزام بقواعد المرور التي تكفل سلامة الركاب، وتحمي الآخرين، لكنهم يخالفون هذه القوانين ويتجاوزون السرعات المحددة، مشيرا إلى الجانب الذي يقع على عاتق المجتمع في وقف انتشار هذه الممارسات من خلال توجيه الشكاوي ضد هؤلاء السائقين لمنعهم من قيادة حافلات المدارس، لافتا إلى سرعة استجابة كروة للشكاوي التي وجهتها المدرسة ضد بعض السائقين، مما استدعى تغييرهم على الفور، بعد أن حققت معهم المدرسة بسبب ارتكابهم تجاوزات تهدد أرواح الطلاب، مؤكدة أنها نسبة قليلة منهم.

وكانت وزارة التخطيط التنموي والإحصاء قد أصدرت أرقام الحوادث التي تطرقت لها الدولة في عام 2013 وعام 2014 وفي الحقيقة أنه على حسب ما تبين أن نسبة الحوادث تزداد يوماً تلو الأخر بنسبة كبيرة جداً حيث بلغت نسبة الحوادث في عام 2013 عدد 4.014 منها 3.273 إصابة خفيفة و 435 إصابة بليغة و 187 حالة وفاة و119 تلفيات مادية . بينما بلغت النسبة في عام 2014 عدد 5.144 منها 4.379 إصابة خفيفة و530 إصابة بليغة و180 حالة وفاة و55 تلفيات مادية.

بينما بلغت نسبة الحوادث المرورية في ديسمبر 2015 عدد 649 منها 507 إصابات خفيفة و49 إصابة بليغة و21 حالة وفاة و72 تلفيات مادية ، بينما بلغت النسبة في يناير 2016 عدد 566 منها 465 إصابة خفيفة و 58 إصابة بليغة و9 حالات وفاة و34 تلفيات مادية.

مساحة إعلانية