رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

44664

موقع الشرق يكشف قصص إنهاء خدمات مواطنين في ظروف غريبة.. فهل أصبحت كورونا وسيلة لتصفية الحسابات؟

23 يناير 2022 , 10:43ص
alsharq
أحمد إبراهيم – موقع الشرق

منذ بداية انتشار فيروس كورونا في قطر خلال العام 2020 انتشرت شكاوى كثيرة من مواطنين تتمحور حول إنهاء خدماتهم والاستغناء عنهم بحجة الجائحة وتقليص عدد الموظفين في الشركات وخاصة في القطاع الخاص..

هذه الشكاوى أخذت أشكالا عديدة، منها ما تم الكشف عنه من خلال وسائل الإعلام ومنها ما بات طي الكتمان، حيث نشر موقع الشرق في وقت سابق قصة مواطنة  قامت شركة شبه حكومية بإنهاء خدماتها بدون مبرر بحجة أزمة كورونا، وكشفنا من خلال قصتها بأن الشركة التي كانت تعمل بها عينت 7 موظفين بدلا منها في إشارة واضحة إلى أن قرار الفصل لم يكن سببه تقليل النفقات وإنما هناك أسباب أخرى..

واستمرارا لعملية الكشف بحث موقع الشرق عن قصص أخرى لمواطنين تم الاستغناء عنهم في ظروف غريبة وغير منطقية، سنسردها لكم في هذا التقرير على لسان أصحابها، حيث أكدوا بأن عملية فصلهم من عملهم لم تكن طبيعية وطريقة الفصل يشوبها كثير من اللغط وصل لحد الانتقام وتصفية الحسابات.. وهنا سنتحدث عن هذه التفاصيل دون ذكر أسماء المواطنين بحسب رغبتهم وشرطهم للحديث ونشر قصتهم. 

فصل أثناء الحجر

يقول مواطنين (س.ك) بأنه كان يعمل مهندسا في شركة عقارية كبيرة ولها استثمرارات ضخمة داخل الدولة وخارجها، حيث كان يشغل منصب نائب مدير إدارة هامة في هذه الشركة، مؤكداً بأنه كان ملتزما في عمله وفي تنفيذ كل ما يطلب منه بدقة عالية حتى أنه تم مكافأته أكثر من مرة لالتزامه خلال فترة خدمته التي استمرت لأكثر من 9 سنوات.

بدأت قصة هذه المواطن بحسب قوله بعد 7 أشهر من تعين مديرة أوروبية من أصل عربي العام 2019 لترأس الإدارة التي يتبع لها، حيث وقعت الكثير من المشاكل بينهما في وجهات النظر حول إدارة بعض المشاريع وطرق تنفيذها، وتصاعد الخلاف بينهما حتى وصل للإدارة التي كانت تحرص دائما لأن يظل الخلاف محصوراً في العمل، إلا أن المديرة الأوروبية كانت تحاول دائما أن تحول الخلاف في العمل لخلاف شخصي لأسباب غير مفهومة كما يقول (س.ك)  .

خلال العام 2020 ومع بداية الموجة الأولى من انتشار فيروس كورونا في قطر إصيب (س.ك) بالفيروس بتاريخ 13-6-2020  وكانت الإصابة شديدة على حد قوله، مما اضطره للدخول إلى العناية المركزة لعدة أيام، وأثناء فترة الحجر تم إبلاغه رسميا بأنه قد فصل من عمله بحجة تقليل النفاقات الأمر الذي أصابه بحالة من الذهول والتعب النفسي الذي زاد من مرضه.

يقول المواطن (س.ك) بأنه وعلى الرغم من أن فصله من العمل سيؤثر لا محالة على مجرى حياته بشكل كبير، إلا أن ما أحزنه فعلا بأن عملية الاستغناء تمت وهو على سرير المرض، وبدون إنذار مسبق وبدن أسباب حقيقة، وبعد تواصله من إدارة الشركة تم إبلاغه بأن مديرته البرتغالية هي التي رأت أمر فصله دون إبداء أسباب سوى لتقليل المصروفات في ظل أزمة عالمية تعاني منها كل الشركات الكبرى.

يرى (س.ك) بأنه يعلم يقينا بأن السبب الحقيقي لعملية الفصل بهذه الطريقة المؤسفة ليس تبعات انتشار الفيروس، وإنما بسبب خلافه مع مديرته التي حاولت مراراً التقليل من جهده وخبرته العملية، إضافة لأنها لم تكن مهنية في تعاطيها مع ما يحدث من أشكاليات أثناء العمل بينهما، مؤكداً بأنها استغلت أزمة كورونا وإصابته بالفيروس كحجة للفصل، مرجعا في الوقت ذاته الأمر لتخاذل إدارة الشركة التي  لم تقم بالبحث عن أسباب الاستغناء بطريقة علمية أو شكل مدروس، متسائلا: هل يمكن فصل موظف أفنى سنوات عمره لخدمة الشركة وهو على سرير المرض؟؟!!

الفصل مكافأة نظير التطوير

قصتنا الثانية لمواطن كان يشغل منصبا في قسم خدمة العملاء لأحد البنوك الكبرى، وكان على الدوام يسعى لتقديم أفكاراً لتطوير الخدمات التي تقدم لعملاء البنك وكانت هذه الأفكار تلقى إعجابا كبيراً من إدارة البنك.

 يقول المواطن (ف-ع) لموقع الشرق بأنه وفي تاريخ 3 إبريل من العام 2021 قدم خطة شاملة لتطوير الخدمات البنكية بما يتمشى مع تنفيذ خطط إلكترونية للعملاء تغنيهم عن القدوم لمراكز الخدمات وتمكنهم من إجراء عملياتهم بعيداً عن الاختلاط مع العملاء الأخرين من خلال تطبيق الموبايل، وحملت الخطة أفكارا نوعية جاهزة للتطبيق.

بعد أيام من تقديم الخطة إصيب (ف-ع) بفيروس كورونا وكانت الإصابة شديدة نوعا ما على حد قوله، حيث شعر بأعراض بالغة وبحسب البروتكول الصحي كان لابد من البقاء معزولا في بيته إلى حين التعافي، وهذا ما حدث حيث تغيب عن عمله لمدة 13 يوما حتى تغير تطبيق احتراز لديه من اللون الأحمر للأخضر.

يذكر (ف-ع) أنه وقبل انقضاء أيام التعافي تواصلت معه إدارة البنك مشيدة بالخطة التي وضعها، وطلبوا منه تحديد موعد عودته للعمل، وذلك لعقد اجتماع هام سيتم فيه عرض خطط عديدة تم تقديمها للتنفيذ، من ضمنها خطته لتطوير الخدمات المقدمة للعملاء، وبعد التعافي وصل (ف-ع) لمقر البنك ليحضر الاجتماع، الذي حضره كبار المدراء في البنك والذين أثنوا بدورهم على ما تم عرضه من خطط، إلا أن المفاجأة كانت بعد أيام قليلة من الاجتماع حيث تم تسليم المواطن (ف-ع) خطاب رسمي بإنهاء الخدمات.

صدمة وحالة من عدم التوازن أصابتني يقول المواطن (ف-ع)، فكيف أفصل من عملي وأنا قبل أيام كنت أشرح خطتي للتطوير والتي حظيت بإشادة واسعة من مدرائي؟ كيف أفصل وأنا اساسا عائد من إصابة بفيروس كورونا؟ أسئلة لم يجد لها (ف-ع) أي رد سوى أن الخطة الرئيسية التي اعتمدها البنك هي تقليل عدد الموظفين بسبب جائحة كورونا.

يؤكد المواطن (ف-ع) بأن الفترة التي تلت الإقالة كانت من أصعب فترات حياته فهو مسؤول عن أسرة كبيرة ووالده موظف متقاعد وليس لديهم معيل سواه، ناهيك عن الأقساط الشهرية الكثيرة المترتبة عليه في ظل أزمة توظيف تعاني منها كبرى الشركات والبنوك، وقال مبتسماً الفصل كان مكافأة لي نظير التطوير؟ أم أن ما أقدمه من خطط وأفكار دورية أزعجت بعض رؤسائي؟.

المثير في قصص المواطنين الثلاثة أنهم وبعد اشهر من فصلهم عن عملهم انهالت عليهم عروض جيدة من شركات أخرى فالمواطن (س.ك) يشغل الآن مديراً لواحد من أكبر المكاتب الهندسية في الدولة، وأما المواطن (ف-ع) فقد تقدم لوظيفة عبر المنصة الوطنية للتوظيف "كوادر" وحصل على وظيفة براتب ضعف الذي كان يحصل عليه في البنك.. إلا أن هناك كثير من المواطنين فقدوا عملهم بحجة كورونا أو لتصفية حسابات شخصية ولم يعلم أحد بهم وبقت قصصهم قيد الكتمان.

مساحة إعلانية