رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

909

الدوحة تستضيف المؤتمر الدولي لبناء النظام الصحي في سوريا

23 مارس 2016 , 11:38م
alsharq
محمد دفع الله

انطلقت مساء أمس بفندق شرق فعاليات المؤتمر العالمي الأول بعنوان "الانتقال من الإغاثة الصحية إلى البناء والتنمية في سوريا: نحو نظام صحي متعاف ومرن" الذي تنظمه الجمعية الطبية السورية الأمريكية SAMS برعاية وزارة الخارجية القطرية ويستضيفه الهلال الأحمر القطري، وذلك في فندق ومنتجع شرق.

وسيشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، 260 شخصية من داخل قطر وخارجها يمثلون عددا من الجهات منها: الهلال الأحمر القطري والجمعية الطبية السورية الأمريكية والرابطة الطبية للمغتربين السوريين واتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية والتحالف الأمريكي الإغاثي من أجل سوريا والعديد من الجهات الإنسانية القطرية.

الحدث استشراف للمستقبل

قال سعادة الدكتور احمد المريخي مدير ادارة التنمية الدولية في وزارة الخارجيه إن هذا المؤتمر يشكل انعطافة تاريخية مهمة ليس لأنه يتزامن مع مفاوضات جنيف الجارية لانهاء النزاع وتواصل الجهود الحثيثة لايصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة وحسب.. بل إنه يفتح فسحة لاستشراف المستقبل والتهيؤ للبناء والتي لا تقل في تحدياتها عما سبقها من معارك.. وأضاف ان هذا الحدث العالمي يوضح بجلاء أهمية ودور العقول العربية في المهجر، وبالخصوص تلك العقول المنخرطة في جهود انسانية تطوعية ومدنية، كما يؤكد على ضرورة التواصل مع رأس المال الاجتماعي الكبير من خلال تلك الطاقات العاملة والمتطوعة، كما يؤكد على ضرورة تشجيع تلك العقول والشد على ايديها كي تساهم مجددا في بناء الوطن الام الذي هاجرت منه نتيجة ضغوط وظروف قاسية.

وأكد أن دولة قطر أكدت على التزامها الراسخ ووقوفها الثابت إلى جانب الشعب السوري والتخفيف من محنته الانسانية، وقدمت دولة قطر عام 2014 مبلغ 20 مليون دولار للصندوق الانساني المشترك التابع لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية بالامم المتحدة وذلك كأكبر داعم للصندوق منذ تأسيسه كما قدمت مبلغ 100 مليون دولار في مؤتمر المانحين الرابع للشعب السوري الذي أقيم في لندن في فبراير 2016 وقد بلغت حجم المساعدات القطرية للاجئين السوريين منذ بدء الأزمه ما يقارب من مليار ونصف المليار دولار.

الهلال شريك دائم

ومن ناحيته رحب الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري بانعقاد هذا المؤتمر الدولي في الدوحة والذي ترعاه وزارة الخارجية مشيدا بالدور الإنساني الذي تقوم به هذه الوزارة.. وأكد أن الهلال الأحمر القطري شريك في كل ما تقوم به وزارة الخارجية من جهود إنسانية.

ونوه الدكتور المعاضيد بالدور الكبير الذي تلعبه دولة قطر تجاه القضايا الإنسانية في العالم.. وقال: "إنه ما من قضية إنسانية في أي جهة في العالم إلا وتجد دور قطر بارزا فيها مساندا ومعاضدا وذلك من أجل تجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها الإنسانية كافة".

ولفت د. المعاضيد إلى أن الهلال الأحمر القطري يعمل شريكا مع رابطة الأطباء السوريين الأمريكيين من أجل الانتقال من الإغاثات الصحية إلى البناء الصحي.. واشاد بتجرية الأطباء السوريين في عدد من البلدان من بينها تجربتهم في مدينة ساوباولو البرازيلية عندما أسسوا المستشفى السوري اللبناني والذي صار فيما بعد من أهم المستشفيات التي تعالج أمراض السرطان في أمريكا الجنوبية.

فخورون بالتواصل

وأعرب عن ارتياحه لقيام الأطباء السوريين بعقد هذا المؤتمر الذي قال إنه جاء في وقته من أجل التوصل إلى توصيات مهمة بشأن التحول من الإغاثة الصحية إلى البناء الصحي.. وأشاد المعاضيد في هذه الأثناء بالجهود الكبيرة التي يقوم بها أهل الشام في المجالات الأخرى.

وأعرب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري عن فخره بالتواصل مع الجميع في كل أنحاء العالم لتقديم المساعدات ولعب الأدوار الإنسانية.. وقال في هذه الأثناء إن الهلال الأحمر القطري له تواجد كبير بالداخل السوري حيث قدم مجموعات كبيرة من المساعدات استفاد منها أكثر من 8 ملايين سوري.

وأكد أن الهلال الأحمر يحرص على التعاون مع جمعيات الهلال الأحمر الأخرى ومع الصليب الأحمر الدولي من أجل الوصول إلى المتضررين في كل أنحاء العالم.. وشدد على أن المساعدات لا ينبغي أن تكون مؤقتة بل تكون عملية بناء طويلة.. وجدد المعاضيد التأكيد على أن الهلال الأحمر القطري سيكون حاضنة لكل من يتأثرون في كل أنحاء العالم.

مبادرة من الشيخة علياء

وقال الدكتور زاهر سحلول رئيس المؤتمر: إن المؤتمر تحقق بمبادرة ورؤية كريمة من سعادة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة‏، ورعاية كريمة من وزارة الخارجية في قطر.

ولفت إلى أن المؤتمر هو الأول من سلسلة من المؤتمرات التي ستركز على الأمل والبناء في سورية الحبيبة وفي المنطقة بشكل عام خاصة فيما يتعلق في المجال الطبي والتعليمي.

وأوضح أنه حان الوقت لتضافر الجهود ليس فقط من الحكومات ولكن من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والإنساني سواء الذين يعيشون ويعانون من الأزمات والكوارث أو من يساندونهم من المغتربين والشركاء الإقليميين والدوليين والخبراء الأكاديميين والجامعات ومؤسسات الأمم المتحدة والممولين للعمل معا بشكل جدي للانتقال بسورية والدول الأخرى التي تعاني من الأزمات والحروب من مرحلة الصراع إلى التخطيط والبناء والتنسيق بما فيه مصلحة الإنسان والمجتمعات التي فقدت الكثير من مكونات الحياة والنجاح في السنوات الخمس الماضية.

فكرة المؤتمر

وقال إن فكرة المؤتمر تنطلق من الانتقال من الإغاثة إلى إعادة البناء والتأهيل وهو ما يعبر عن إدراكنا أن لنا جميعا دور ريادي في زرع بسمة لطفل تحت الحصار في داريا أو الرستن او دير الزُّور، في توفير لقاح للطفلة لامار العمر ذات الأشهر التسعة التي أضحت هيكلا عظميا تحت الحصار المستمر حتى هذه اللحظة في مضايا، مع توفير مركز للرعاية الصحية لحي دمرت مشافيه بالبراميل المتفجرة في حلب في توفير ممرضة وطبيب لمدينة سرمين التي استهدفت بالغازات السامة، بتوفير مشاف فوق الأرض وليست تحت الأرض أو بُطُون الجبال في مدن وقرى حمص وحماه ودرعا، بتوفير مراكز لغسل الكلى في دوما، ووضع نواة لنظام صحي عصري مرن ومستديم يعبر عن حاجات السكان المحليين وتطلعاتنا إلى مستقبل كريم للجميع، مستقبل ينظر إلى الإنسان ليس كرقم أو خطر أو طرف في معادلة سياسية بل ينظر إليه ككنز، كجوهرة، كروح يحتم علينا إحياؤها وحمايتها معا.

نحو نظام صحي

وقال الدكتور ماهر عزوز رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر: إن هذا المؤتمر كان نتيجة لمداولة كريمة مع البعثة الدائمة لدولة قطر لدى الامم المتحدة ممثلة بالشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني ودعما سخيا من دولة قطر حكومة وشعبا.

واضاف ان اللجنة المنظمة حاولت جاهدة اختيار المشاركين في هذا الاجتماع ليمثلوا معظم الجمعيات والهيئات الاهلية والعالمية التي يتوقع ان يكون لها دور بارز في اعادة البناء في سوريا اضافة إلى عدد من الخبراء الدوليين ذوي تجارب مماثلة في مناطق اخرى من العالم.

واوضح ان اللجنة العلمية نسقت جلسات العمل متوخية الاستفادة القصوى من تجارب المجتمع الدولي والجمعيات الداعمة التي لها باع طويل في تجارب اعادة البناء والتنمية، بالاضافة للاستفادة من خبرات الاطباء السوريين الممارسين والاداريين في سوريا ودول الجوار وما توصلوا إليه من لبنات عمل مشترك ستكون اساسا لانطلاق العملية الانتقالية واعادة بناء النظام الصحي.

واشار إلى ان التحضير لهذا المؤتمر تم ليكون خطوة اولى في بناء مشروع متكامل يهدف إلى ان يكون مشروع إعادة بناء النظام الصحي في سوريا نبراسا مقارنة مع التجارب السابقة ويعيد لسوريا وشعبها دوره الريادي.

خطوة بناءة إلى الأمام

ومن ناحيته قال د. هيثم الرجولة رئيس مجلس إدارة الرابطة الطبية للمغتربين السوريين: إن الرابطة السورية للمغتربين السوريين تأسست في أغسطس عام 2011 م وسجلت كمنظمة اغاثية طبية انسانية غير ربحية وغير حكومية في فرنسا ثم انتشرت فروعها في بلدان عديدة كبريطانيا وتركيا واخيرا ايطاليا.

وأضاف "رؤيتنا في الانتشار ان لا نترك أي مجموعة من الأطباء السوريين من دون الاستفادة من اختصاصاتهم في خدمة وطنهم، نؤسس فروعا في البلدان التي تفتقد الجمعيات الطبية السورية ونتعاون ونتشارك مع الجمعيات الطبية القائمة أينما وجدت، وتوسع نشاطها ليشمل تقريبا كل المناطق السورية، وتنوع نشاطها في القطاع الصحي ليشمل انشاء ودعم المشافي الميدانية ومشافي التوليد والأطفال ومراكز الرعاية الصحية الأولية والمتخصصة كغسيل الكلى، اضافة لمشاريع الاطراف الصناعية والهندسة الطبية والتعليم الطبي اضافة لحملات التوعية الصحية ومكافحة الأوبئة وحملات اللقاح ودعم الطواقم الطبية.

وقال د. الرجولة إن رؤيتنا انه لابد من تعاضد وتعاون وتشارك كل المهتمين في دعم القطاع الصحي لاعادة اعمار وبناء القطاع الصحي في سوريا، ونحن نعتبر ان هذا المؤتمر العالمي المميز خطوة بناءة وفعالة في طريق اعادة بناء واعمار القطاع الصحي في سوريا من خلال جمع كبرى المنظمات الطبية السورية الفاعلة على الارض ضمن لجان عمل مشتركة تعنى بإعادة الاعمار والتأهيل الطبي في سوريا. وتحدثت في الجلسة الافتتاحية ريتا سليمان من السفارة الأمريكية مشيدة بأهمية المؤتمر وأنه يعالج قضية مهمة وهي قضية النظام الصحي في سوريا. وتم في جلسة المؤتمر الافتتاحية تكريم العديد من الجهات التي شاركت في قيام المؤتمر وشاركت في دعم سوريا خلال محنتها القائمة.

مساحة إعلانية