محليات

772

اختصاصيون لـ الشرق: بيع حقن إنقاص الوزن عبر المنصات جريمة بحق المجتمع

حذر أطباء وصيادلة من شراء حقن إنقاص الوزن عبر منصات التواصل الاجتماعي، لأسباب قانونية، ولأسباب صحية في المقام الأول، سيما وأن هذه الحقن يجب أن تصرف بوصفة طبية ليس لتعجيز المرضى، بل حفاظا على صحتهم لإدراك وزارة الصحة العامة في الدولة خطورة استخدام هذه الأدوية بطريقة عشوائية، سيما وأنها تؤثر على مستويات السكر في الدم خاصة وإن حصل عليها المريض بجرعة عالية واستخدمها لأول مرة فقد تودي بحياته، لافتين إلى أن وصفها لا يتم إلا بعد إجراء سلسلة من التحاليل التي تؤكد فعالية هذه الحقن بأقل الآثار الجانبية المحتملة. وأشار الأطباء الذين علقوا في حديثهم لـ"الشرق" على استغلال بعض الصفحات الرقمية هوس المراهقين بالرشاقة خاصة، والترويج لهذه الحقن وبيعها لهم دون تصريح ودون أي استشارة طبية، مؤكدين أن الـ»المنجارو» تحديدا لا تصرف إلا لمن هم 18 عاما، والبعض قد يتساهل ببيعها لمن هم أقل، لذا لابد أن يعاقب من يعمل وراء هذه الصفحات لأنه عرض ويعرض حياة الكثيرين للخطر، كما أنها لا تتناسب والحوامل، أو مرضى سرطان الغدة الدرقية أو من يخضع لعلاج السرطان، أو المصاب بالتهاب في البنكرياس.

د. محمد عشا: بيعها غير قانوني ويتنافى وأخلاقيات المهنة

أكد الدكتور محمد عشَّا- استشاري أمراض باطنة-، أن بيع حقن إنقاص الوزن عبر المنصات هو أمر غير قانوني، ويتنافى مع أخلاقيات مهنة الطب، مؤكداً أن هناك حالات يتم استقبالها لمرضى استخدموا حقنا مغشوشة لإنقاص الوزن في دولهم أو جلبوها معهم ولم تكن أي نوع من أنواع الحقن المشهورة إلا أنها بيعت لهم تحت اسم «أوزمبيك» -على سبيل المثال لا الحصر-، لذا توخي الحذر في التعامل مع الأدوية ضرورة سيما وأن صحة الإنسان لا يمكن العبث بها. وأشار الدكتور عشا إلى أن من منطلق خبرته التي تعدت العشر سنوات بات أكثر وعيا لمن تصرف هذا الأدوية ولمن لا تصرف على الإطلاق، فعند استقبال المريض تتم مناقشة تاريخ العائلة المرضي، ويتم اخضاعه لسلسلة من التحاليل للتأكد من حالة الكبد والبنكرياس والغدة الدرقية، كما أن الطبيب يشرح للمريض أدق التفاصيل حول هذه الحقنة وطريقة الاستخدام، مع البدء بجرعات منخفضة، كما وأن زيادة الجرعات تتم أيضا بإخضاع المريض لفحص قبل زيادة الجرعة وتقييم حالته والإشراف عليها.

واستنكر الدكتور عشا في حديثه كيف للبعض أن يروج لحقن «المونجارو» تحديدا لمن هم أقل من 16 عاما فهذا فعل خطير وغير قانوني، إذ إنها لا تصرف إلا لمن هم فوق 18 عاما ووفق إجراءات بعينها، كما أن الإبر هذه لا تصرف للحوامل أو من تخطط للحمل، أو مريض سابق بسرطان الغدة الدرقية، أو لمن لديه التهاب في البنكرياس، ومن لدى عائلته تاريخ بسرطان الغدة الدرقية، وفي بعض الحالات لمن أجروا جراحات تحوير مسار، أو مرضى الدهون الثلاثية، ومن لديهم حصوات في المرارة لم تعالج، كما أن المتخصص لا يصفها لمرضى الاكتئاب لأنها تضاعف من حالة الاكتئاب، لذا لابد أن تصرف من قبل طبيب متخصص وليس أي طبيب.

د. كيرلس نوار: إقرار الوصفة الطبية للأدوية له سند علمي

حذر الدكتور كيرلس نوار- صيدلاني-، من شراء أي نوع من الأدوية وخاصة الأدوية التي تتطلب وصفة طبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة حقن إنقاص الوزن بأنواعها كافة لدورها في خفض معدلات السكر في الدم فهذا الانخفاض قد يؤدي إلى إدخال المريض في حالة إغماء أو غيبوبة سكر قد تودي بحياته إن لم يتم اسعافه، لذا يحدد الطبيب المتخصص الجرعات ويبدأ بها تدريجيا بالاستناد إلى دراسات علمية وليس بصورة عشوائية لأن الطبيب يدرك مخاطرها ومنافعها. ودعا الدكتور كارلوس نوار أفراد المجتمع بعدم التهاون في شراء هذه الأدوية عبر المنصات الاجتماعية البعيدة عن عين الرقيب، فمن المهم أن يكون هناك حملات توعوية ضد من يبيع الأدوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويتلاعب في حياة الناس، فوزارة الصحة العامة عندما أقرت صرف هذه الأدوية بوصفة لم يكن قرارا عشوائيا بل يستند إلى أبحاث ودراسات، التي وجدت أن استخدامها دون وعي سيؤثر على الصحة العامة لإدراكها الأعراض الجانبية التي قد تسببها هذه الحقن، لذا على الأفراد أن يتوجهوا لطبيب متخصص سيما وأن ليس كل حالة سمنة تستدعي هذا النوع من الأدوية.

وشكك الدكتور كارلوس نوار بطرق التخزين التي يتبعها هؤلاء لهذه الأدوية التي تتطلب بيئة تخزين تتناسب والدواء، فهي بحاجة من 2 إلى 8 درجة مئوية، فإن تجمد الدواء سيفسد وإن كانت البيئة حارة أيضا سيفسد، لذا في حال فسادها لن يتم التخلص منها كما يتم التخلص من الأدوية منتهية الصلاحية لدى الصيدليات أو المستشفيات المعتمدة لدى الدولة، وبالتالي ستكون صحة المستخدمين على المحك.

د. محمد سامي: تجارة هدفها الربح المادي فقط

قال الدكتور محمد سامي –صيدلاني-، «إن بيع المكملات الغذائية والأدوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لهي جريمة بحق المجتمع، لأن عادة من يروج للدواء عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي لا يعنيه سوى الربح المادي، وليس صحة المستخدمين، والدليل هو أنَّ هؤلاء يبحثون عن «الترند» حتى في بيع الأدوية والضحية هم الأشخاص المستجيبون لهؤلاء، لذا نرى من يبيع حقن إنقاص الوزن دون التفكير بتبعات ما يقومون به وتأثيره على صحة البعض، فهذه الحقن لابد أن تصرف بوصفة طبية بعد أن يكون الطبيب المختص قد أجرى كامل الفحوصات اللازمة للمريض، والتأكد من فعاليتها وأن تأثيراتها السلبية هي التأثيرات الشائعة، سيما وأن الحصول على هذه الحقن دون وصفة طبية قد يعرض الشخص لانخفاض حاد بالسكر وبالإمكان أن يؤدي الأمر إلى وفاته، كما أن الطبيب يجري سلسلة من التحاليل الطبية للتأكد من حالة الكبد وحالة البنكرياس والغدة الدرقية، لأنها قد تتعارض مع مرضى الغدة الدرقية أو قد تؤثر على الغدة الدرقية عند البعض، لهذه الأسباب هي تصرف بوصفة طبية، فالهدف ليس تعجيز المرضى إنما حرصا على صحتهم، وأشير هنا أن هذه الحقن تسهم في تقليل هضم السكريات وبالتالي تؤثر على الكبد لذا لا يجدر أخذها دون تحاليل. ودعا الدكتور محمد سامي أفراد المجتمع ومن دافع المسؤولية المجتمعية الى التبليغ عن هؤلاء الأشخاص أو التبليغ عن هذه الحسابات للمخاطر التي قد تترتب على التهاون في بيع هذه الأدوية وتوفيرها بين أيدي القصّر سيما وأن بعض الأدوية غير مصرح بها إلا بعد عمر الـ18 عاما، كما أن الشخص لا يعلم طرق التخزين التي تعرضت لها هذه الأدوية التي تتطلب تخزين بدرجات حرارة معينة للحفاظ على جودتها.

اقرأ أيضاً

أطباء ومختصون لـ"الشرق": الأعشاب المخفضة للوزن مضرة بالصحة

اختصاصيون لـ"الشرق": ممارسة الرياضة قبل الإفطار تساعد على إنقاص الوزن

أطباء: لا حالات شلل المعدة من حقن إنقاص الوزن

أخبار ذات صلة

لبنان: القاهرة تواصل جهودها لخفض التصعيد

المرور تطرح أرقام لوحات مميزة تحمل الحرف (Q) عبر تطبيق "سوم".. إليك آلية المزاد