رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3411

درّب الفتيات في مدارس اللجوء.. فلسطيني يتحدّى التقاليد ويغزل خيوط الحرير حفاظًا على التراث

23 نوفمبر 2021 , 04:16م
alsharq
سليمان الرجل الوحيد في غزّة الذي يُطرّز بالإبرة والخيط
غزة - حنان مطير

عام 2014 دكّ الاحتلال الإسرائيليّ قطاع غزّة، فدمر بقذائف دباباته وصواريخ طائراتِه المئات من بيوتَها فوق رؤوس أهاليها، نزح الشاب سليمانُ أبو طعيمة  -25 عامًا- وعائلتُه إلى مدارس وكالة الغوث للاجئين مع الهاربين من الموت، خرج بروحِه لا أكثر.

 يروي "للشرق" وهو يغرز إبرةً في قطعة قماشٍ بيضاء ويسحب خيطَها العنّابيّ مُشكّلا أشكالًا جميلة:" بمجرد أن أُعلِن عن هدنةٍ مع الاحتلال لبضع ساعات، ذهبنا للبيت نتفقّد مدى الدّمار الذي حلّ بالأهالي والبيت والمنطقة، وكانت فرصتي لإحضار أدوات التطريز التي بالعادة لا تفارقني".

انتهت ساعات الهدنةِ وعاد سليمان وأهلُه لمدرسةِ النُّزوح، وهناك بدأ يُشغل وقتَه بإبرتِه وقطعة القماش وخيوط الحرير، بعيدًا عن أحداث العدوان الجارية والمؤلمة، حتى بدأت الفتيات يقتربنَ ويطلبنَ منه أن يدربهنّ.

 " درّبتُ "12" صبيةً على التطريز ومنهن من تمرَّسَت فيه بعد ذلك وتميَّزتْ ، لكن لا أظنني اليوم أجرؤ على فعل ذلك، لأنني سأفُجّر بركان غيرةِ فريال" يعبر ضاحكًا.

إسورة علم فلسطين

فعلى شاطئ بحر خان يونس الواقعة جنوب قطاع غزّة اصطادت صِنَّارةُ الحبّ قلبيّ الشابين سليمان وفريال، فقدّم لها إسورة علم فلسطين هديةً تلفّ مِعصَمَها. لقد صنعَها بيديه اللتان برعتا في تطريز خيوط الحرير على غير عادة الرجال.

تلك الصبية الطالبة الجامعية في قسم التمريض كانت تغفو وتصحو على حلم التخرج، فلم تكن تلقي بالًا لفن التطريز الفلسطيني الفلاحي والمدني ولا تفقه فيه شيئًا، إلى أن التقت بسليمان.

 تقول "للشرق":" عشقت الإسورة عشقي لبلادي فلسطين، وتركتُها تلفّ يدي للأبد، وكلما نظرتُ إليها أسَرَت قلبي بسليمان حُبًا ".

مرّت الأيام فاتّخذت فريال على عاتقِها تشجيعه على الاستمرار في التطريز ومنافسة النساء ، تضيف:" في قطاع غزة لا تجد رجلا يمسك خيطًا وإبرة، إنّه المتفرّد في ذلك".

وكانت والدةُ سليمان منذ صغره في كل مساء تمسك بالإبرة وبقطعة القماش، وتُطرز عليها بمهارةٍ أشكالًا مميزة، وبجانبها تتناثر كُرات الخيوط الحريرية ذات الألوان المختلفة، لقد أبْهَرَتْه بشدة، ما دفعه لأن يطلب منها أن تعلّمَه.

يعلق:" ظنّت والدتي أنني سأُشبِع فضولي في بضع غرزٍ ثم أيأس، فقبِلَتْ وبدأت في تعليمي، لكنها لم تتوقّع أن تلك الغرز القليلة ستكون سحرًا في حياتي وبين أصابعي".

كان الأمر سهلًا للغاية، بل وممتعًا – وفق وصفه- وبات ليلته والشغف يتملّكه لتعلم التطريز أكثر وأكثر، رغم إخبار والدته له بأن التطريز في مجتمعنا خاص بالنساء.

منافسة النساء

وسرعان ما بدأ التميز يظهر على مشغولاته التي نافست مشغولات أمهر النساء  "بدأتُ أُطرّز المَحافِظ والحقائب والأساور والأعلام والصواني والوسائد وغيرها، وكان وقت التطريز أجمل الأوقات التي أقضيها وأكثرها".

اقتحم سليمان مهنة التطريز التراثية، وتحدى الانتقادات والأعراف المجتمعية، وراح يُقدّم خدمته في تعليم فن وأسس التطريز، وتناسق الألوان، للفتيات والراغبات بالالتحاق بهذه المهنة، بشكل مجاني، وذلك داخل مشغله البسيط في بلدة الفخاري، شرق مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.

أما ما يدفع سليمان لذلك التمسّك وفق حديثه للشرق شغفه بالتطريز، ورغبته في تقديم واجبه بالمحافظة على التراث الفلسطيني.

قامت فريال المُدوّنةُ النَّشِطة بنشر مشغولاته المميزة على حسابها على إنستغرام والتسويق له وهي التي تحظى  بمتابعين كُثُر، وداومت على إظهار مدى تقديرها وإعجابِها بأعماله، وطلبت منه تعليمَها.

وفي ذلك الوقت تقدّم لخطبتِها، وتمّت الموافقة على الفور، فهي ابنة بلدته "عَبَسَان" وصديقةُ أختِه المُقرّبة، فكانت المفاجأةُ أنّ فريال طلبت من سليمان أن يفتتح محلًا خاصًا بمهرِها. يتساءل سليمان مبتسمًا:" أي قلب ذلك الذي يحتمل كل هذا الحب والتقدير؟".

ويقول:" افتتحتُ المحلّ وتعلّمتُ غزل الصوف من جدّتي التي أهدتني أداة الغزل التراثية القديمة ولم تُهدِها لغيري لأنها توقن أنني سأحافظ عليها، فهي تعلم شدة حبي للغزْل والتطريز".

ويضيف:" يومًا بعد يومٍ ادّخرتُ مهرًا جديدًا من المحل، حتى أقمنا حفل زفافنا ".

واليوم تصنع فريال فنجانين من القهوة وتقف بجوار زوجِها في محلهما الخاص، يغزل سليمان الصوف فيصنع منه ما يسمى بـ"ِالشراريب" لتزيين السيارات، وأسرجة الأحصنة وخرج الجمل وبيت الشعر، وجميعها يُقبل عليها من تعود أصولهم للبادية في الغالب، تقدّم له فريالُ رأيها، وتتعلّم منه الغزل والتطريز بجديّةٍ وحب.

اقرأ المزيد

alsharq أردوغان: وساطتنا مع قطر بين أفغانستان وباكستان تسير بشكل إيجابي

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،، إن هدف وساطة تركيا وقطر لإنهاء النزاع بين أفغانستان وباكستان هو «الوصول... اقرأ المزيد

0

| 10 نوفمبر 2025

alsharq نقابة الصحفيين الفلسطينيين: استشهاد 44 صحفياً داخل خيام النزوح منذ بدء العدوان على غزة

أكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، اليوم، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 44 صحفيا داخل خيام النزوح في قطاع غزة،... اقرأ المزيد

56

| 10 نوفمبر 2025

alsharq الجامعة العربية تؤكد أهمية دعم الإعلام الفلسطيني

أكدت جامعة الدول العربية أهمية تقديم الدعم للإعلام الفلسطيني، ومواكبة وسائل الإعلام العربية والأجنبية الدينامية السياسية التي برزت... اقرأ المزيد

54

| 09 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية