اقتربت المهلة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، لتعديل أوضاع المركبات التي انتهت تراخيصها وتجاوزت المدة القانونية، من الانتهاء. ولم يتبق إلا 3 أيام...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بعد مرور شهر من انطلاق العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية، تبدو الآفاق ضبابية حول ما سيؤول إليه التصعيد الذي لم تحسم صواريخ /كاليبر/ و/كينجال/ الأسرع من الصوت، مآلاته حتى الآن، كما تؤشر المعطيات الراهنة إلى أن العالم بأسره مقبل على تطورات جيوسياسية واستراتيجية معقدة، لا أحد يبدو فائزا فيها.
ولم تتطابق حسابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع تطورات الأحداث على الأرض، ما منعه من تحقيق أي من الأهداف المعلنة لعمليته ضد أوكرانيا، بل زاد الأمر سوءا لتزداد عزلة روسيا دوليا وسياسيا واقتصاديا ورياضيا وثقافيا وفنيا، فضلا عما أحدثته العقوبات، التي فرضها الغرب على دائرة القرار في موسكو، من تبعات على الاقتصاد المحلي وعلى قيمة "الروبل" الروسي في أسواق المال العالمية، وتتوالي الجهود لتجنيبه أكبر انهيار في تاريخ روسيا المعاصر، لاسيما في ظل تباطؤ تقدم القوات الروسية باتجاه بعض المدن الرئيسية الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف.
ففي حين أن هناك صورة متزايدة بأن العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا لا تسير كما هو مخطط لها، تواصل موسكو استخدام قوتها الجوية لتدمير المدن، واستهداف المدنيين لدفع أوكرانيا للخضوع، حيث يحذر الخبراء من أنه كلما تعرضت روسيا لمزيد من الضربات على الأرض، زادت احتمالية تكثيف حملة قصفها الجوي واستخدامها للأسلحة الأخرى التي تقلل الخطر على جنودها.
وعلى الرغم من أن الكرملين يقول إن العملية تسير كما هو مخطط لها، تكبدت القوات الروسية خسائر فادحة، وتجمدت في مواقعها منذ أسبوع على الأقل على أغلب الجبهات، بينما تواجه مشكلات في الإمداد ومقاومة شرسة، لينتهج الجنود الروس أساليب الحصار وقصف المدن مما تسبب في دمار واسع ومقتل كثير من المدنيين الأوكرانيين، مثلما دفع الاقتتال نحو ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة للفرار من منازلهم.
وفي ظل حجب موسكو لحجم خسائر قواتها منذ الثاني من مارس الجاري (أي بعد أسبوع واحد من بدء العملية ضد أوكرانيا)، حينما قالت إن 498 جندياً قتلوا وأصيب 1597 آخرون، تتحدث أوكرانيا عن سلسلة من الخسائر التي مني بها الجيش الروسي من أصحاب الرتب العسكرية الكبرى منذ بدء المواجهات في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، حيث تتضارب الأرقام المعلنة من الجانبين، واكتفى كل جانب بإعلان خسائر الطرف الآخر فقط، وظلت حصيلة الخسائر التي أعلنتها روسيا رسميا في صفوفها ثابتة ولم تزد على تلك التي أفصحت عنها وزارة دفاعها قبل 22 يوما.
وذكرت السلطات الروسية أن الخسائر التي تكبدها الجانب الأوكراني في آخر إحصائية تشير إلى مقتل 2870 عسكريا وإصابة حوالي 3700 جندي آخر، إضافة إلى أسر 572 عسكريا، مضيفة أن قواتها دمرت، منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، 236 طائرة مسيرة و185 نظاما صاروخيا و1547 دبابة، فضلا عن 137 منشأة عسكرية، بما في ذلك نقاط مراقبة ومراكز اتصال.
وتأتي هذه الحصيلة، فيما كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن آخر إحصاءاته لضحايا النزاع بين البلدين، لافتا إلى أن عدد هؤلاء الضحايا المدنيين بلغ منذ بداية الحرب 2510 ضحايا، بينهم 953 قتيلا و1557 مصابا.
وحتى 22 مارس الجاري قتل أكثر من 2400 مدني في /ماريوبول/، وفقا لما جاء على لسان مسؤولين في المدينة التي تتعرض يوميا للقصف منذ بدء العملية قبل شهر، حيث أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن نحو 100 ألف شخص ما زالوا عالقين في المدينة يواجهون ظروفا غير إنسانية، بلا طعام، ولا ماء، وبدون دواء، وتحت قصف مستمر.
في غضون ذلك، تنفي موسكو بشدة استهداف المدنيين، وتؤكد أنها تعمد إلى تدمير الأهداف العسكرية حصرا، على الرغم من اتهامات كثيرة موثقة توجهها إليها منظمات غير حكومية ودولية، مثلما يشدد السيد ديمتري بيكسوف المتحدث باسم الكرملين، على أن قوات بلاده تستهدف فقط أهدافا وأجساما عسكرية على الأراضي الأوكرانية، وليست أهدافا مدنية.
وتأتي هذه التصريحات بينما كشف حلف شمال الأطلسي /الناتو/، أن ما بين 7 إلى 15 ألف جندي روسي قتلوا في أربعة أسابيع من المواجهات الدامية بين موسكو وكييف، معتبرا أن استماتة الأوكرانيين حرمت موسكو من تحقيق نصر خاطف سعت إليه، مستذكرا عدد قتلى روسيا في أفغانستان حينما بررت غزوها العسكري لتلك البلاد بأنها عملية خاطفة، غير أنها رحلت وتركت وراءها حوالي 15 ألف قتيل على مدى 10 سنوات.
وقال مسؤول عسكري كبير في /الناتو/، في تعليقه على الأحداث بين موسكو وكييف، إن تقديرات الحلف تستند إلى معلومات من مسؤولين أوكرانيين، ومما نشرته روسيا، عمدا أم بغير عمد، ومن المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من مصادر مفتوحة.
وعندما أطلقت روسيا العنان لآلتها الحربية في 24 فبراير الماضي في أكبر هجوم تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، بدى من المرجح أن تسقط الحكومة الأوكرانية بسرعة، لكن مع وصول المواجهات أسبوها الرابع، يبدو أن موسكو غارقة في حملة عسكرية طاحنة، مجهولة النتائج حتى الآن.
ومع تباطؤ قواتها البرية أو إيقافها من قبل الوحدات الأوكرانية، تقوم قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقصف أهداف من بعيد، متراجعة إلى التكتيكات التي استخدمتها في تحويل المدن إلى أنقاض في سوريا والشيشان، فيما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الآلاف من شعبه قتلوا، بينهم ما لا يقل عن 121 طفلا.
وإضافة إلى ما سبق عن الخسائر الروسية الكبيرة في الرتب العليا بالجيش، يبدو أن التقديرات الأوكرانية للخسائر الكبيرة في صفوف القوات الروسية معقولة، لكن من الصعب التحقق منها وربما يقل العدد الفعلي عن ذلك.. ومثل هذه الخسائر تشير إلى أن روسيا لم يكن لديها معرفة جيدة بمواقع المدفعية الأوكرانية، وإن أوكرانيا ناجحة في تحديد مواقع كبار الضباط الروس، ربما عبر إشارات هواتفهم المحمولة.
ويقول الخبراء إن الأهم هنا الخسائر الفادحة التي تشير التقارير إلى وقوعها في صفوف الضباط الذين يحملون رتبة كولونيل وما فوقها لأنهم يمثلون العمود الفقري للجيش الروسي وليس فقط الجنرالات، خاصة وأن الجيش الروسي شديد المركزية والاعتماد على التسلسل الهرمي، ويفتقر إلى وجود ضباط صغار لديهم صلاحيات على أرض المعركة، مثلما هو الحال في الجيوش الغربية.. وهناك عدد كبير جدا من الضباط الذين يحملون رتبة كولونيل وعدد قليل جدا ممن يحملون رتبة رقيب.
وتسبب الهيكل الهرمي للجيش الروسي في إرسال كبار الضباط إلى الجبهة لحل المشاكل أو شحذ الهمم معنويا، مما جعلهم عرضة للهجوم، وسهل من عملية التعرف عليهم، واستهدافهم بواسطة الطائرات المسيرة الأوكرانية.
وأقامت روسيا مؤخرا جنازة عسكرية لنائب قائد أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، وهو أحدث قائد ينضم لما تصفه أوكرانيا بسلسلة من الخسائر التي مني بها الجيش الروسي من أصحاب الرتب الكبرى منذ بدء العملية قبل شهر.
وأعلن المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك، مؤخرا، عن أسماء ستة جنرالات روس، قال إنهم قتلوا في أوكرانيا إضافة إلى عشرات برتبة كولونيل وضباط آخرين، فيما تؤكد وزارة الدفاع الروسية مقتل 498 جنديا، بينما تقدر أوكرانيا عدد القتلى الروس بنحو 15600.
من جهتها، أكدت حكومة نوفوروسيسك الروسية المحلية، وهي منطقة ساحلية جنوبية، مقتل الميجر جنرال أندريه سوخوفيتسكي في 28 فبراير وقالت إنه خدم في سوريا وشمال القوقاز وأبخازيا.
وبأرقام رسمية، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن منشآت الرعاية الصحية الأوكرانية تعرضت لهجمات 64 مرة منذ أن أطلقت موسكو عملية ضد جارتها قبل شهر، مضيفة أن العمليات تسببت بمقتل 15 شخصا وإصابة 37 آخرين يوميا.
وبعد شهر من المواجهات داخل العمق الأوكراني، أفاد مكتب أوروبا التابع لمنظمة الصحة العالمية، ومقره كوبنهاجن، بأن الوصول إلى الخدمات الصحية مقيد بشدة، وسط حاجة كبيرة إلى علاج الصدمات والأمراض المزمنة، مضيفا أن البنية التحتية الصحية المدمرة وسلاسل الإمداد الطبية المعطلة، تشكل تهديدا خطيرا لملايين الأشخاص في أوكرانيا، لاسيما في ظل تقارير عن إغلاق صيدلية واحدة كل ثانية بالمدن الأوكرانية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، نزح ما يقرب من 7 ملايين شخص داخل أوكرانيا، فيما يقترب عدد الذين فروا إلى الدول المجاورة بسرعة من حاجز الـ4 ملايين، كما نزح العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية أنفسهم أو أصبحوا غير قادرين على العمل.
وفيما يتعلق بسكان أوكرانيا، خاصة المناطق التي يشتد فيها الصراع، فقد فر أكثر من 3.6 مليون شخص من أوكرانيا منذ العملية العسكرية الروسية، حسبما أعلنت عنه الأمم المتحدة مؤخرا، والتي حذرت من أن مصير ملايين آخرين يمكن أن ينقلب رأسا على عقب إذا ما استمر الاقتتال وإعلاء صوت المدافع وأزيز الطائرات.
وفي المجموع، يعتقد أن أكثر من 10 ملايين شخص، أي ما يزيد عن ربع عدد السكان في مناطق كانت تحت سيطرة الحكومة قبل العملية، فروا من ديارهم، من بينهم 6.48 مليون نزحوا في الداخل فيما اختار أكثر من ثلاثة ملايين اللجوء إلى دول الجوار، في ظاهرة لم تشهد أوروبا مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت الأمم المتحدة أن حوالي 90 بالمئة من الفارين هم نساء وأطفال، في وقت تم فيه استدعاء الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما للخدمة العسكرية، ومنعوا من المغادرة.
بدورها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن من بين الفارين أكثر من 1.5 مليون طفل، يضاف إلى هؤلاء اللاجئين 186 ألف شخص من دول أخرى، فروا من أوكرانيا بحسب منظمة الهجرة الدولية، وسط تحذيرات أممية من أن ملايين غيرهم ستنقلب حياتهم رأسا على عقب إذا ما استمر الصراع والمواجهات إلى مدى أبعد.
وقبل العملية العسكرية الروسية، كان يعيش في أوكرانيا نحو 37 مليون نسمة في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطات كييف، أي باستثناء شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 والمناطق الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا. غير أن الاقتتال أجبر بولندا لوحدها على استضافة أكثر من نصف عدد اللاجئين الذين فروا منذ 24 فبراير الماضي، أي حوالي 6 من كل عشرة لاجئين.
وتشير الأرقام الرسمية الواردة من سلطات وارسو إلى أنه منذ 24 فبراير الماضي، دخل 2.144 مليون لاجئ إلى البلاد، فيما غادر نحو 200 ألف لاجئ بولندا بالقطار إلى دول أخرى، حيث توجه غالبيتهم إلى الدول الغربية ضمن فضاء شنغن الأوروبي، علاوة على لجوء 555 ألف شخصا إلى رومانيا، بينما اختار آخرون الذهاب إلى مولدوفا، وتركيا ودول اسكندنافية هربا من مصير مجهول قد تتسبب به المعدات العسكرية الروسية المختلفة.
وبعد وصولهم إلى مولدوفا، الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة، يواصل قسم من اللاجئين طريقهم إلى رومانيا أو هنغاريا، للانضمام إلى أفراد من أسرهم، وسط تقارير أممية تشير إلى استقبال هنغاريا 324.4 ألف لاجئ أوكراني، بعدما تحولت الكثير من المدن الحدودية مثل /زاهوني/ المباني العامة إلى مراكز إغاثية، حيث يأتي مدنيون هنغاريون لتقديم وجبات الطعام مجانا أو مساعدة الواصلين على توفير متطلباتهم المعيشية.
وفي الوقت ذاته، لجأ حتى الآن حوالي 271.3 ألف شخص إلى روسيا، حيث تشير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن 113 ألف شخص عبروا الحدود الروسية، قادمين من منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا بين 21 و23 فبراير الماضي، بينما عبر حوالى 257 ألف شخص الحدود الأوكرانية مع سلوفاكيا، فيما استقبلت بيلاروسيا 4938 شخصا حتى الآن.
وتوضح المؤشرات الأممية أنه بالنسبة إلى البلدان المتاخمة لأوكرانيا والتي تعد جزءا من منطقة شنغن (المجر وبولندا وسلوفاكيا)، فإن الأرقام التي قدمها المفوض السامي هي لأشخاص عبروا الحدود ودخلوا البلاد، وسط تقديرات بأن عددا كبيرا من الناس واصلوا طريقهم إلى دول أخرى، دون تحديد عددهم على وجه الدقة حتى الآن، بينهم طلاب وأسر عربية كانت تقطن مختلف المدن الأوكرانية.
وبعد شهر تقريبا على التصعيد الروسي في أوكرانيا، لم تسيطر موسكو سوى على مدينة كبيرة واحدة، هي /خيرسون/، ولم تستطع العملية العسكرية الخاصة لحماية /دونباس/ تحرير كامل أراضي جمهوريتي /دونيتسك/ و/لوغانسك/ وفقا للحدود الإدارية لهما قبل أحداث 2014.
ولا تزال القنابل تنهمر على /لوغانسك/ و/دونيتسك/ كما يخوض الجيش الأوكراني عمليات كر وفر في ظل القدرات التي أبانها على تحمله الصمود رغم الحصار المطبق على العاصمة /كييف/ ومدن /خاركيف/ و/ماريوبول/ و/زابوريجيا/ و/سومي/، ما يعني أن هدف نزع الأسلحة الأوكرانية لم يتحقق.. وتأتي هذه الاستنتاجات في ظل اقتناع المحللين بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تفوق إعلاميا على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بظهوره في مدينته، معلنا أنه لن يستسلم ولن يسلم أم المدن الأوكرانية إلا على جثته.
هذا الموقف الشجاع من القائد الأول للقصر الرئاسي في كييف، ساهم في ثبات مواقف بقية المسؤولين الأوكرانيين، الذين يطلق الروس عليهم تسمية النازيين الجدد، وتأكيدهم على أنهم غالبون في معركتهم لتحرير وطنهم، فيما تزداد مشاعر العدائية للروس من عواصم الغرب، رغم جنوح الخصمين (روسيا وأوكرانيا) إلى طاولة المفاوضات، في ثلاث مناسبات دون إحراز أي انفراج للأزمة، أو الخروج ببصيص أمل وسط هذا المشهد القاتم المفتوح على جميع الاحتمالات.
وبدى أن الجيش الروسي قد يحتاج إلى مدة أطول لتحقيق غاياته وأهدافه، على الرغم من تخصيصه لمئات المليارات من الدولارات لكسب هذه المواجهة وتجنب الخسائر التي تكبدها في الحرب على جورجيا عام 2008. وعلى الرغم من مواصلة استهدافه وقصفه للمنشآت العسكرية الأوكرانية، تتحدث تقارير استخباراتية عن قرب نفاد مخزونه من الصواريخ الموجهة، واحتمال انعكاس ذلك على مصير الاقتتال، وربما تميل الكفة لصالح القوات الأوكرانية التي أثبتت خلال شهر كفاءة وقدرة في مواجهة صد أي أجنبي.
وتأتي هذه التطورات، في ظل تضاؤل احتمالية نشوب أي مواجهة مستقبلا بين روسيا وحلف شمال الأطلسي /الناتو/، واستبعاد أي طرف لحدوث أمر كهذا، ما يعني أن أوكرانيا تخوض مواجهات بالوكالة عن /الناتو/، وهو ما تؤكده موسكو، فيما يرى الغرب أن استهداف النظام الأوكراني "غير مبرر، ولا منطقي"، وأن غاياته "دحر الحلف الأطلسي عن الحدود الروسية، وسط المخاوف من أن تصبح موسكو في مرمى آلة حرب /الناتو/".
ويرى محللون أن الجنرالات الروس سيحتاجون إلى ثلاث أو خمس سنوات لاستيعاب الدروس، وإعادة تجميع وتسليح جيشهم من جديد، لافتين إلى أن القيادات العسكرية الروسية ستعاني من تأثيرات العقوبات الدولية على بلادهم والتي ستحد من قدرة موسكو على الحصول على التكنولوجيا والتمويل من الخارج، في وقت سيعيد فيه /الحلف/ تسليح نفسه، وترتيب أوراقه بناء على الأوضاع الراهنة، وما سيؤول إليه الاقتتال من نتائج ميدانية وسياسية وجيو استراتيجية.
كما يؤكد المحللون ذاتهم أن العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا أصابت الغرب بالذعر، لتبدأ العواصم الغربية حملة واسعة لتحديث قواتها والصرف بسخاء على التسليح، وسط شعارات تنادي بضرورة كبح جماح الطموح الروسي بالسيطرة على مياه بحر أزوف والبحر السود، والتأثير على الإمدادات العالمية من النفط والغاز.
ومن المؤكد أنه كان للأزمة الأوكرانية تأثيرات على مختلف أنحاء أوروبا، بعد أن أدرك الجميع أن بعد المسافات لا يقدم حماية كبيرة في عصر الصواريخ الأسرع من الصوت، والحروب السيبرانية والاقتصادية، وأن مقاييس الدفاع عن أوروبا يجب أن تعرف تحديثا وتطويرا، لاسيما في ظل القناعة بأن فكرة نشوب حرب واسعة مع روسيا لم تعد مستبعدة، ما يطرح على طاولة النقاش الأوروبي مستقبلا مسألة الإنفاق العسكري، ودعم المنظمة الحمائية للدول الغربية برمتها.
وعلى غير التوقعات بأن تؤدي الأزمة الأوكرانية إلى تعميق انقسام أمريكا والدول الأوروبية الأعضاء في حلف /الناتو/، إلا أنها أدت إلى تماسك التحالف، وبدلا من انكماش الحلف إلى ما كان عليه قبل توسيعه في التسعينيات كما كان بوتين يطلب قبل غزو أوكرانيا، نشر الأطلسي المزيد من قواته على حدوده الشرقية بالقرب من روسيا عبر الدفع بـ3000 جندي إضافي والعديد من الدبابات والمروحيات والطائرات المقاتلة في دول شرق أوروبا، لمنع الكرملين من التفكير في توسيع نطاق المواجهات في أوكرانيا ليشمل دولا أعضاء في /الناتو/.
في غضون ذلك، تعهدت ألمانيا بإنفاق 100 مليار يورو (110 مليارات دولار) إضافية على الدفاع، وهو المثال الأشد وضوحا على تزايد النزعة العسكرية في أوروبا، الأمر الذي ستكون له تداعياته على توازن القوى داخل أوروبا بالإضافة إلى توازن القوة مع روسيا، كما زادت دول أوروبا الأخرى بما في ذلك دول البلطيق الصغيرة الثلاث ميزانياتها العسكرية، وهو ما يمثل جرس إنذار بالنسبة لبوتين.
كما طالبت دول البلطيق الثلاث، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، حلف /الناتو/ بإقامة قواعد عسكرية دائمة له على أراضيها، إلى جانب أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى، حتى لو لم تحصل على كل ما تطلب، ولم تكن هذه المطالب بالتأكيد نتيجة للاستقرار في أوروبا، وإنما اعتراف بفقدان الاستقرار.
ومع تلاشي حالة الصدمة الأولية التي سببتها العملية العسكرية الروسية ضد أكرانيا، وتصاعد أصوات الإعجاب بالمقاومة الأوكرانية، تتزايد مؤشرات دخول أوروبا في حالة عدم الاستقرار مستقبلا، مهما كانت نتائج المواجهات، وسط توقعات بأن تعود بعض مناحي الحياة في روسيا إلى ما كان عليه الوضع قبل 30 عاما، بعد النزوح الجماعي لمعظم الشركات العالمية عن روسيا، وتعليق أعمالها في هذا البلد.
ويتصاعد حاليا بشدة سيناريو إطالة أمد المواجهات بين القوات الروسية والأوكرانية لتتحول إلى صراع طويل الأمد، ومن المحتمل أن تكون روسيا قد خسرت عددا كبيرا من الجنود والأسلحة والمعدات في عملياتها المستمرة منذ شهر إلا أنها لا ترغب في الدخول في صراع طويل الأمد لاسيما في ظل الإرث الروسي الكبير في حروب من هذا القبيل على غرار الحربين في أفغانستان وجورجيا، وما تسببتا به من استنزاف لقدرات جيشها.
وعلى ضوء هذه المعطيات والتحاليل، تبقى المفاوضات هي المخرج أو الحل المؤكد الذي تبدو فيه الأمور واعدة إلى حد ما، لأن كلا من روسيا وأوكرانيا قالتا، إنهما تتجهان نحو مناقشة موضوعية فعلية.
ويقول المسؤولون الروس إن مطالبهم تشمل تخلي أوكرانيا عن الانضمام إلى حلف /الناتو/ ونزع سلاحها واعتماد وضع محايد، مثل النمسا والسويد، لكن الشروط حول ما يعنيه ذلك بالنسبة لأوكرانيا يجب التفاوض بشأنها، فهل ترضخ أوكرانيا لهذه المطالب والتخلي عن حلمها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولحلف /الناتو/، والعود من جديد تحت سقف فكر الاتحاد السوفييتي السابق، والبقاء تحت وصاية الكرملين؟.
كشفت صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية أن بنك ساباديل، الذي يُعد رابع أكبر بنوك إسبانيا، اتخذ مؤخرا إجراءات غير مسبوقة... اقرأ المزيد
84
| 25 أكتوبر 2025
دون شروط مسبقة.. ترامب يعلن عن رغبته في لقاء رئيس كوريا الشمالية خلال جولته الآسيوية
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في لقاء رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال جولته المقررة... اقرأ المزيد
122
| 25 أكتوبر 2025
عيّنت الحكومة التركية أول سفيراً لها في سوريا منذ عام 2012، حسبما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية. وعيّن... اقرأ المزيد
194
| 25 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
اقتربت المهلة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، لتعديل أوضاع المركبات التي انتهت تراخيصها وتجاوزت المدة القانونية، من الانتهاء. ولم يتبق إلا 3 أيام...
14823
| 24 أكتوبر 2025
أعلن المجلس الأعلى للقضاء عن مزادين للمركبات والعقاراتعبر تطبيق مزادات المحاكم، يوم الأحد 26 أكتوبر 2025. وأوضح عبر حسابه بمنصة إكس، اليوم الخميس،...
14340
| 23 أكتوبر 2025
أعلنت وزارة الصحة عن إغلاق 3 منشآت غذائية لمدد متباينة تتراوح بين 7 أيام و21 يوماًلمخالفة القانون رقم 8 لسنة 1990 بشأن تنظيم...
10232
| 23 أكتوبر 2025
نفذت وزارة التجارة والصناعة حملة تفتيشية موسعة استهدفت محلات بيع الذهب في مختلف مناطق الدولة، وذلك استجابة لتزايد الشكاوى الواردة من المستهلكين بشأن...
6620
| 23 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تشهد العلاقات الاقتصادية بين دولة قطر وجمهورية كازاخستان نموا متسارعا، تزامنا مع احتفال كازاخستان اليوم بذكرى يوم الجمهورية الذي يصادف مرور 35 عاما...
70
| 25 أكتوبر 2025
وقعت /أريدقطر/، إحدى الشركات التابعة لمجموعة /أريد/ (شركة مساهمة عامة قطرية)، و/مواصلات/ (كروه) مذكرة تفاهم تهدف إلى تحديث منظومة النقل العام في قطر...
130
| 25 أكتوبر 2025
بدأ مسؤولون أمريكيون وصينيون جولة جديدة من المحادثات تهدف إلى تخفيف التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم. ووفقا لوكالة شنخوا الصينية للأنباء، عقد...
78
| 25 أكتوبر 2025
أعلنت غرفة قطر عن دعمها للنسخة العاشرة من أسبوع قطر للاستدامة، كشريك استراتيجي، فيما تكون غرفة التجارة الدولية في قطر شريكا داعما للحدث...
98
| 25 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل




تواصل الخطوط الجوية القطرية توفير العروض على أسعار التذاكر للمسافرين على الدرجة السياحية على رحلاتها خلال الفترة المقبلة إلى عدد من الوجهات العربية...
6492
| 24 أكتوبر 2025
وزارة التجارة والصناعة تُعلن عن إغلاق شركة تجارية، وذلك لعدم الالتزام بأحكام المادة رقم (7) من القانون رقم (8) لسنة 2008 بشأن حماية...
3608
| 23 أكتوبر 2025
تعرضت لاعبة منتخب مصر للدراجات، ابتسام زايد، لإصابة قوية خلال مشاركتها في نهائي سباق الإقصاء ببطولة العالم المقامة في تشيلي، بعد سقوطها العنيف...
3194
| 24 أكتوبر 2025