رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

0

د. أحمد القديدي

صدقت يا صاحب السمو.. وطنياً وعربياً ودولياً

24 أكتوبر 2025 , 12:58ص

يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من أكتوبر 2025 تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه بافتتاح أعمال مجلس الشورى الموقر، حيث ألقى سموه خطابا شاملا تناول الشأن الوطني والوضع العام بالبلاد التي رفعت التحديات في عالم مرتبك وغير واثق في المصير. ثم تطرق صاحب السمو إلى الشأن العربي المتمثل أساسا في قضيتنا المركزية الأولى فلسطين، وحلل سموه الرسالة التوسطية التي قامت بها الدبلوماسية القطرية بغاية إنهاء حرب الإبادة وجرائم الجيش المارق عن القوانين والمواثيق والأخلاق. معرجا حفظه الله على العدوان الغادر الذي استهدف دولة وسيطة وقيادة حركة حماس وهي تتفق على صياغة رد سلمي مناسب على خطة أمريكية وإسرائيلية لإحلال السلام! ونعتقد أن أفضل ايجاز للمحاور المهمة للخطاب الأميري هو استعراض القضايا الأساسية من خطاب سمو الأمير:

 حلل سمو الأمير استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة الهادفة إلى تحقيق سبع نتائج وطنية رئيسية للسنوات الخمس القادمة، تشمل ستة عشر قطاعا وثمانية تجمعات اقتصادية. وتكشف المؤشرات عن أداء اقتصادي واعد، حيث يحافظ الاقتصاد القطري على وتيرة نمو قوية فقد سجل نسبة نمو بلغت 2.4 % في العام 2024 ونسبة 1.9% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من عام 2025. ولعبت القطاعات غير الهيدروكربونية دورا أساسيا وداعما للتنمية المستدامة. 

وبعد ذلك تطرق سموه الى التطلعات التنموية المستدامة والشاملة حيث حققت الدولة خلال الفترة السابقة قفزات نوعية في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي، إلى جانب تعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمارات في القطاعات التنافسية مثل التكنولوجيا والسياحة، وثمة حاجة إلى العمل على مضاعفة الجهود لتحقيق مزيد من الإنجازات في هذه المجالات. مضيفا أن القطاع المالي حافظ على متانته، مدعوما بارتفاع الاحتياطيات الدولية والسيولة بالعملات الأجنبية لمصرف قطر المركزي في نهاية العام 2024، بزيادة قدرها 3.7% على أساس سنوي مقارنة بنهاية العام 2023، مع بقاء التصنيف الائتماني للاقتصاد القطري عند مستويات مرتفعة لدى كبرى وكالات التصنيف العالمية، لتؤكد بذلك مرونة دولة قطر وجاذبيتها المستمرة كوجهة استثمارية آمنة ومستقرة. 

وأكد سمو الأمير أن التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية عموما لا تنفصلان عن الاستثمار في التعليم فهو الأساس الذي تقوم عليه نهضتنا، وهو الوسيلة التي نصنع بها مستقبلنا كما أننا نؤمن بأن رأس المال البشري هو الثروة الحقيقية لأي دولة، ولذلك فإننا ماضون في تطوير منظومة التعليم والتدريب، وتأهيل كوادرنا الوطنية للمستقبل، لاستيعابهم في سوق العمل على أساس التحصيل والكفاءة والإنجاز، وبحيث تستكمل هذه العملية باستقطاب أفضل الكفاءات العربية والعالمية لسد احتياجات الدولة وسوق العمل القطري. 

وتحول سموه الى سياسة قطر الخارجية فقال: على صعيد سياستنا الخارجية وانطلاقا من أن دولة قطر تعد شريكا فاعلا في المجتمع الدولي فإننا لا نألو جهدا في الإسهام بفاعلية للتصدي لما تواجهه أمتنا العربية والإسلامية من تحديات بما يحقق لشعوبنا طموحاتها في الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة فضلا عن تحقيق السلم والأمن الدوليين وتقوم قطر بجهود مقدرة على الصعيد الدولي بالوساطة في حل النزاعات وفي العمل الإنساني. وقد أسهمت هذه الجهود في تعزيز مكانة قطر العالمية وربط اسمها بدورها الإيجابي والفاعل هذا. وإضافة لما في هذا الدور من فائدة في حل النزاعات وحقن الدماء لصالح الإنسانية جمعاء، فإنه يعزز مكانة الدولة ومنعتها. ولكن لهذا الجهد ثمن أيضا. وقد تعرضت قطر إلى انتهاكين مدانين ومستنكرين لسيادتها. مرة من جانب إيران والثانية من جانب إسرائيل. وفي المرة الثانية طال العدوان حيا سكنيا مستهدفا أعضاء وفد حماس المفاوض، واستشهد جراء القصف ستة أفراد، هم مواطن قطري وخمسة من أشقائنا الفلسطينيين. وقد أدان العالم كله الاعتداءين وخرجت قطر منهما أكثر قوة وحصانة. لقد تجاوزت إسرائيل جميع القوانين والأعراف التي تحكم العلاقات بين الدول بعدوانها على دولة تقوم بدور الوسيط وبمحاولاتها اغتيال أعضاء وفد مفاوض. لقد اعتبرنا هذا العدوان إرهاب دولة. وكان الرد العالمي قويا إلى درجة صدمت من أقدم عليه. وأشير هنا إلى بيان مجلس الأمن بالإجماع على إدانة العدوان وإشادة جميع أعضائه بلا استثناء بدور قطر في الوساطة. والحمد لله بينت كلمات أعضاء مجلس الأمن ومؤتمر قمة الدول العربية والإسلامية المكانة التي باتت قطر تتمتع بها على الساحة الدولية. إن ما جرى في قطاع غزة خلال العامين الماضيين هو إبادة جماعية. هذا التعبير يختصر الفظائع كلها. ومن المؤسف أن تكون الشرعية الدولية عاجزة عن فرض احترامها حين يتعلق الأمر بمأساة الشعب الفلسطيني الشقيق. هذا مع ما بات يتبناه الرأي العام العالمي والقوى المحبة للسلام في العالم أجمع. وموقفنا ينطلق من جملة مبادئ، حيث يرفض كافة أشكال الاحتلال والظلم والعنصرية بما فيها العداء للسامية والإسلاموفوبيا. ليست قضية فلسطين قضية إرهاب بل قضية احتلال مديد آن أوان وضع حد له. هذا أساس السلام العادل والسلام العادل يضمن الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

 أعتقد شخصيا كراصد لكل ما يجري في هذا البلد الأمين قطر منذ ثلث قرن أنه بعد تعرفنا من خلال خطاب حضرة صاحب السمو بكل أمانة وموضوعية بأن هذا القائد استثنائي كما وصفه عديد الزعماء الكبار في العالم. وأنه من بين القلائل في العالم الذي يتجرأ بكل قوة الحق على كشف «حق القوة»، وهو نوع من النفاق العام الذي يكيل بمكيالين وتتغير مواقف أصحابه حسب مصالحهم العابرة ضاربين عرض الحائط بمنظومة كاملة من الفضائل والأخلاق!.

مساحة إعلانية