رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2304

الطفلة سجود تواجه الحياة بابتسامة رغم الإعاقة

24 نوفمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
غزة - حنان مطير

سجود قدادة طفلة فلسطينية تبلغ العاشرة، تُحب الحياة كثيراً، تدفعُها طفولتها دومًا للمرح واللعب، لكنها لا تملك سوى يد واحدة، وساقٍ واحدة، وقلب نقي أبيض، إعاقتان لم تمنعاها من مواصلة حياتها بأمل.

هكذا وُلِدت

وقالت والدة سجود لـ"الشرق"وهي تروي حكايتها: " هكذا وُلِدت، سجود.. وكان صعبًا للغاية أن أراها بتلك الهيئة بلا ساق ولا ذراع، وقد رزقني الله إياها مع توأمها بعد صبرٍ من خلال عملية زراعة أنابيب، لكنني بمجرد أن وضعتها في حضني حتى ملكتني بحبِها وبِتُّ أهتم فيها كأحب إنسانٍ على قلبي".

وأضافت: "كبرت سجود وأنا أغدق عليها بالحب والثقة، لم أقم بإخفاء إعاقتِها أبدًا، رغم أن كثيرين كانوا يبدون استنكارهم، فلا يريدونني أن ألبسها الملابس القصيرة الأكمام أو الفساتين القصيرة كمثيلاتها من الطفلات، إنما أرادو أن أخفي عيوبها الخَلقية".

وتابعت:" هذا الأمر زرع فيها ثقة واضحة، ناهيك عن تعليمي لها دومًا بأننا نرضى بقدر الله فبدأت تشعر أن تلك العيوب أمر عادي، ما دامت بإرادة الله، وردّدت ما فهمته على مسامع الكثيرين ممن تطفّل عليها بالأسئلة، وباتت الثقةُ والشخصية القويةُ سلاحها".

 حلم ومغامرة

لكن هذه الثقة لم تمنعها من أن تحلم بارتداء فستانٍ جميلٍ بكُمّين طويلين فيكونا ممتلئين، ولم توقفها عن حلم الركض والقفز كبقية الأطفال، إنها تحلم بتركيب يدٍ كاملة وساقٍ بركبة متحركة وليست ثابتة كتلك المكسورة والتي لم تعد تفيدها في شيء.

تمكنت سجود من تركيب طرفٍ صناعي ففرحت الطفلة كثيرًا، حيث بدت أكثر قربًا من هيئة الطفلات قريناتها، حتى قررت أن تشاركهن القفز على "الترامبولين"، تلك القطعة المطاطية والسميكة المُسَوّرة، التي لا يمل الأطفال من القفز عليها، فيطيرون في الهواء بمرح وسعادة، فالشغف للقفز عليها يتملكها".

تروي سجود "للشرق":" كنت أحب تلك اللعبة كثيرًا وأتمنى لو أن أقفز مع الأطفال، وكانت أختي توأمي بجواري وقد حاولت منعي لكنني رفضت، فقفزت معهم مرة واثنتين حتى انكسرت ساقي الصناعية وعدت لوالدتي حزينة".

وتكمل: "صحيح أنني كنت حزينة لكن شيئًا من الفرح أيضًا كان يغمرني، لقد شعرت بالمغامرة، وجربت شعور الطيران".

مشهد ختامي

تلك الصغيرة تمتلك موهبة الرسم والتمثيل، وكم تغمرها السعادةُ حين تشارك في مسرحية تخص ذوي الإعاقة مهما كان نوعُها، وتجسد فيها حياتَها وتُبرز فيها -وفق قولها- تفاصيل ما تعيش.

وتضيف: "قبل أن أركب طرفًا صناعيًا كانت توأمي سجا تعاني من إيصالي للمدرسة فلا يتوقف لنا السائقون لأن النزول من السيارة وحمل الكرسي المتحرك سيعيق عملهم، وهذا المشهد أحب أن أمثله في إحدى المسرحيات".

وتتابع:" وأحب أيضًا أن أمثل كيف أنني أساعد أمي على أرض الواقع وأرق معها العجين وأكنس البيت وأشطفه بالماء، وكيف أنها تلاعبني فترشني بالماء في الصيف، فيما ينظر إلينا أبي من بعيد وهو غير قادر على مشاركتنا لأنه يعاني من الكثير من الأمراض إلا أنه يبتسم لنا".

وتختم حديثها بالقول: "أريد أن تكون نهاية التمثيل بمشهدٍ هو يحدث في الحقيقة دائمًا وهو حضني لوالدتي، فأنا دائمًا أحتضنها وأقول لها أنها أطيب وأحنّ أم في العالم وأنني مبتسمة لأجلها وأنني تعايشت مع إعاقتي بسببها".

مساحة إعلانية