رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

832

هل تأتي المصالحة الفلسطينية من الصين؟

26 يوليو 2024 , 07:00ص
alsharq
الشارع الفلسطيني يتطلع للوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

قيل: «اطلب العلم ولو في الصين» وفي انعطافة يصفها الفلسطينيون بالإيجابية، حطت وفود الفصائل الفلسطينية إلى الصين، الواقعة في أقصى شرق القارة الآسيوية، طلباً للمصالحة، وبطموح أن تجد فيها ضالتها بالنهوض والارتقاء بواقع الشعب الفلسطيني، الذي يتطلب إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتمتين الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال وممارساته وسياساته التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء الوجود الفلسطيني.

ويلحظ المتتبع للتطورات التي تشهدها جمهورية الصين الشعبية، على مختلف الأصعدة، تقدماً مذهلاً في مختلف المجالات، أكانت سياسية ودبلوماسية أو اقتصادية وتجارية، غير أن ما يهم الفلسطينيين دورها على المستوى السياسي، خصوصاً وأنها غدت من أكبر المؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني، فضلاً عن أنها تقيم علاقات دبلوماسية مع الفلسطينيين منذ ما يزيد على 35 عاماً، ولها سفارة في مدينة رام الله المعروفة بـ»العاصمة المؤقتة» للفلسطينيين، تتولى توثيق وتطوير علاقات الصداقة بين الصين وفلسطين، وتأخذ على عاتقها تنفيذ وتعزيز المشاريع التنموية والاقتصادية والتجارية في مختلف المناطق الفلسطينية، مقدمة الدعم اللا محدود للفلسطينيين من أجل تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم الوطنية، ولكن هل سينعكس هذا الدعم على وحدة الفلسطينيين، بحيث تأتي المصالحة من الصين؟.

يجيب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مفوض العلاقات العربية والصين الشعبية عباس زكي، بأن الصين تقف إلى جانب الحق الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وعادة ما تصوت لصالح الفلسطينيين في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، كما أنها تؤمن بحل الدولتين، ولها دور إقليمي ودولي واضح، ومن هنا تأتي جهود الاتفاق السياسي للفلسطينيين من الصين، بطموح حشد مزيد من الدعم والتأييد لهذا الملف المهم والمفصلي. وتابع زكي لـ»الشرق»: «أصبح للصين دور محوري وأساسي في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، ونتطلع لدور صيني مؤثر في ملف المصالحة الفلسطينية، وحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني، ضمن المساعي الرامية إلى تحقيق المطالب والأهداف الفلسطينية».

ومضى يقول: «تربطنا مع الصين علاقة راسخة، وبعد نجاحها في عودة العلاقات الدبلوماسية بين العديد من دول الإقليم، فإننا نعول عليها كذلك في التوسط لإنهاء الانقسام الفلسطيني» معتبراً العلاقة الفلسطينية الصينية بأنها «أقرب من الأشقاء». وألمح القيادي الفلسطيني إلى إمكانية تنفيذ مبادرة الصين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي كانت أطلقتها عام 2013، وقوامها إجراء حوار مركزي في منطقة الشرق الأوسط، يفضي إلى سلام عادل وشامل لكل قضايا المنطقة، وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن الصوت الصيني أصبح له صدى أوسع من أي وقت مضى، كما أن الصين أصبحت تحظى بثقة سياسية متبادلة مع العالم، ولها مكانة في المجتمع العربي، وليس أدل على ذلك من القمة العربية الصينية، مؤكداً: «هذا مطلب صيني دائم من المجتمع الدولي». وجاء إعلان الصين حول اتفاق المصالحة الفلسطينية والسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة، ليضيف مزيداً من التكهنات حول إمكانية طي صفحة الانقسام، بعد نحو عقدين من الخلاف السياسي، وماراثون الاتفاقات العديدة، التي لم تفض إلى إنهاء الانقسام، أو استعادة الوحدة الوطنية، التي ينشدها الفلسطينيون في معركتهم الطويلة للحرية، والانعتاق من الاحتلال.

مساحة إعلانية