رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

636

10 آلاف جينوم تحدد الأمراض النادرة بين القطريين

26 نوفمبر 2023 , 07:00ص
alsharq
وفاء زايد

أكد الدكتور  خالد فخرو رئيس قسم الأبحاث ومدير برنامج الطب الدقيق في سدرة للطب  أنّ قطر كبنية تحتية بحثية تمكنت من لعب دور فاعل كمركز للعلوم والبحوث والتطوير والابتكار، من خلال المراكز البحثية المتخصصة التي تعمل إلى جانب الجامعات العالمية الشريكة، وعبر البرامج العلمية المتطورة في جامعة حمد بن خليفة، والتعاون المشترك مع الجهات الوطنية، وتمويل البحوث العلمية من خلال الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في البدايات.

وقال في حديث لـ "الشرق": إنّ الأهم هو استثمار مؤسسة قطر في العقول بمجالات متنوعة مثل الطب الحيوي، والطب الدقيق، والهندسة، التكنولوجيا، والحاسوب، والبيئة، وهم لدينا في مكان واحد ويعملون سويًا، ويفكرون معًا في مجتمع علمي متكامل.. هذا المجتمع هو النواة الذي يُبنى عليه المستقبل.

بيئة خلاقة

وأضاف أنّ هذه البيئة العلمية الخلّاقة وضعت قطر في طليعة الدول العربية في دعم البحث العلمي من مختلف الجوانب، وقال: نحن على المسار الصحيح، فقد تمكّنا بالفعل من بناء الاستدامة العلمية في قطر، حيث إننا في سدرة للطب نستقبل مرضى لم تُحقق جلسات العلاج الخارجية التي تلقوها نتائج متقدّمة، ولكن في المقابل نجحنا في تحقيق تقدّم لافت في علاجهم لأننا تمكّنا من رصد الطفرات الجينية التي تُساعدهم في تحديد العلاج المناسب لهم.

ويتم التواصل معنا كأطباء من مستشفيات خارجية للوقوف على الطفرات الجينية التي توصلنا إليها، وهذا يؤكد أن ما نقوم به يخدم المجتمع الطبي العالمي وليس فقط مجتمعنا المحلي.

جذب العقول العربية

 واقترح الدكتور فخرو خلق منتدى علمي يوفر للعلماء والباحثين العرب فرصة التلاقي والاجتماع الدوري، مفضلًا أن يعقد هذا المنتدى باللغة العربية وبدولة عربية، مع التركيز على جذب العقول إلى المناخ العلمي الذي بنتهُ دولة قطر.

وقال: لدينا العديد من المقوّمات العلمية والمادية والبشرية التي تُمكّننا من جذب الباحثين والعلماء العرب من كلّ الدول الغربية، فالعديد من هؤلاء ما زالوا يعملون في الخارج لأنهم لم يطّلعوا كفاية على ما وصلت إليه قطر من مكانة في البحث العلمي، وهنا يكمن دورنا في توفير الفرص والمنصات التي تجمعنا.

وتابع قائلاً: لقد حققت قطر نهضة نوعية في مجال البحث العلمي، ويُمكننا تصدير تجربتنا إلى دول المنطقة بمساعدة العلماء العرب المغتربين، من خلال بناء مجتمع علمي متكامل للعلماء العرب على مستوى الخليج في البداية، ومن ثم إلى العالم العربي بأكمله.

 وهذه خطوة مهمة جدًا، لأنه من الضروري أن يدرس العلماء العرب الطفرات الجينية لشعوبهم، أن يتعاونوا في المجالات العلمية، لكي نتمكّن من بناء مستقبل أفضل لشعوبنا العربية وحمايتها من التحديات المستقبلية الصحية، وتوفير العلاجات الدقيقة لشعوبنا في بلادنا، وذلك من أجل تحقيق النهضة الاقتصادية الوطنية القائمة على المعرفة والبحث العلمي، وأن نكون دولا منتجة للعلم ومصدّرة المعرفة وهذا يتحقق بتسريع عجلة البحث العلمي، ودعم الشركات التقنية الناشئة المتخصصة في جميع المجالات التي تلبي الاحتياجات الوطنية.

قفزات نوعية

وأكد أن قطر حققت قفزات نوعية في مجال البحوث بمجال علم الوراثة، وذلك منذ سنوات طويلة، ولعلّ أوّلها نجاح العلماء والباحثين في قطر من سدرة للطب، وقطر جينوم، وقطر بيوبنك، أعضاء مؤسسة قطر، بتطوير أول رقاقة جينية قطرية تُعرف باسم «كيو تشيب – النسخة الأولى» وكان ذلك عام 2015، بالشراكة مع قسم الوراثة الطبية في وايل كورنيل للطب - قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، وقسم المختبرات الطبية في مؤسسة حمد الطبية. وتحتوي هذه الرقاقة على أكثر من نصف مليون تحور في الحمض النووي المستخلص من تسلسل أكثر من 10 آلاف جينوم، ويُساعد ذلك على تحديد المتغيرات الجينية التي تُميز الأمراض النادرة والشائعة على حدٍّ سواء بين القطريين. وعن التحديات التي واجهت الدكتور فخرو وفريقه في مسيرتهم العلمية، أفاد أنه يواجه إشكالية دمج البحوث الطبية في العيادات اليومية، وقد عمل مع فريقه على معالجة ذلك من خلال تنظيم العديد من ورش العمل، والدورات التوعوية، إضافة إلى مساعي فريق سدرة للطب البحثي في بناء الثقافة العلمية في أماكن غير مخصصة لأغراض البحث العلمي، وفي توضيح أهمية البحوث العلمية وتأثيرها على المجتمع.

وختم الدكتور خالد فخرو حديثه بنصيحة قيّمة للطلاب قائلاً: لابد من اتباع الشغف العلمي لتنميته، والوقوف دوماً إلى جانب المشجعين والمحفزين على متابعة البحث العلمي، وعدم الاستسلام لمن يحاول الإقناع بتغيير التخصصات بذريعة العمل غير المناسب وتجنب الوقوع ضحية وفريسة الخوف.

خبرات متراكمة

الجدير ذكره، أنّ الدكتور خالد فخرو رئيس قسم الأبحاث في سدرة للطب ومدير برنامج الطب الدقيق في المستشفى أحد روّاد علم الوراثة في قطر، وقال عن عمله: في بداية دراستي تولّدت لديَّ الرغبة في مساعدة الناس خصوصًا الأقارب والأصدقاء والأطفال الذين يحتاجون إلى مساندة، فتعزّزت لديَّ الرغبة الإنسانية بتقديم يد العون إلى الغير من خلال علم الوراثة.

وأضاف: تأثرتُ بدراسة مادة علوم الأحياء، وكانت المعلّمة تحفز اهتمامي بفصول تعلّم الجينات البشرية، ونما لديَّ فضول استكشاف العالم، وتخصصتُ في علم الوراثة البشرية الذي يبحث في أسباب المرض، ويشخص إمكانية حدوثه في مرحلة مبكرة، ويُسهم في تحديد العلاج الدقيق.

انضمّ الدكتور فخرو إلى سدرة للطب كباحث رئيسي 2014، وأصبح مديرًا لقسم علم الوراثة البشرية، وقام ببناء خط لبحوث الجينوم في المستشفى، وفي عام 2018، أصبح أول مدير لقسم الطب الدقيق في سدرة، وترأس برنامجاً طموحاً تم من خلاله إدراج أبحاث علم الجينوم والطب الشخصي في صلب الإدارة الطبية الأكاديمية لسدرة للطب، وكان قد عمل سابقًا في وايل كورنيل للطب- قطر.  وأنه رغم تخرجه مع مرتبة الشرف من جامعة شيكاغو الأمريكية تخصص في علوم الأحياء مع تخصص فرعي في علم الأحياء الخلوي وعلم الوراثة الجزيئي، وحصوله على درجة الدكتوراه في علم الوراثة البشرية من جامعة يال الأمريكية.

مساحة إعلانية