رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

210

المعهد الدبلوماسي ينظم ندوة "دروس من المفاوضات"

27 أبريل 2016 , 04:06م
alsharq
الدوحة - قنا

نظم المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية ندوة بعنوان "دروس من المفاوضات" تحدث فيها سعادة السيد أجاي شارما، سفير المملكة المتحدة لدى الدولة، بحضور جمع من الدبلوماسيين وموظفي وزارة الخارجية.

وتحدث السيد شارما، خلال الندوة، عن تجربته في المفاوضات خلال مسيرته كدبلوماسي بما في ذلك تمثيله لبريطانيا خلال المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وعن الدروس التي استخلصها منها.

وقال سعادته "إن موضوع المفاوضات يؤثر على كل منحى من حياة الدبلوماسي، كما أنه مسألة أساسية في العمل الدبلوماسي، وفي الحياة العامة والحياة الخاصة كذلك.. ومجال لاختبار كل المهارات الأساسية للدبلوماسي".

وأضاف "أن السؤال المطروح هو: كيف تتمكن من إقناع الآخرين بأفكارك؟.. كما أنه من المهم معرفة شعور الآخرين تجاهكم.. فالمرء يدخل في مفاوضات لتسليم رسالة ما، ولابد أن يتأكد من أن التسليم يجري بطريقة صحيحة".

وأوضح سعادته أن معرفة الهدف أهم شيء في عملية التفاوض، كما أنه لا يكفي أن تعرف هدفك من المفاوضات، بل يتعين عليك أيضا أن تعرف هدف الطرف الآخر.. مؤكدا أنه دون ذلك لا يمكن للمفاوضات أن تسير بطريقة صحيحة، حيث إن الهدف الذي تسعى لتحقيقه ينبغي أن يكون واضحا، وكذلك هدف الطرف الآخر.

وحول المفاوضات مع إيران، قال سعادته "إن الهدف منها كان إيجاد حل للمشكلة النووية والتأكد من عدم تطوير إيران لقدراتها النووية لا غير.. أما هدف الإيرانيين فقد كان وضع حد لنظام العقوبات الذي أثر كثيرا على اقتصادهم.. وبالتالي فالوصول إلى نتيجة كان يتوقف على معرفة الهدف الذي يسعى إليه كل طرف".

وأضاف "خلال عملية التفاوض يجب الأخذ بالاعتبار مجموعة من العوامل كالثقة والاحترام والتاريخ والسياسة الغربية في المنطقة.. والواقع أن المفاوضات لا تتم في فراغ، وإنما أيضا من خلال معرفة العوامل المؤثرة على طريقة تفكير الطرف الآخر".

وأكد أن عامل الصبر له أهمية في المفاوضات، حيث إنه "ليس المهم الوصول إلى اتفاق سريع لا يكلفنا جهدا، فلأسباب تتعلق بالعوامل الثقافية والسياسية، لا يرغب الأشخاص في حل سهل، لأن الحل السهل قد لا يبدو هو الحل المناسب.. على العكس من ذلك، عندما يشعرون أن المفاوضات كانت صعبة، يقبلون في النهاية الاتفاق التي تم التوصل إليه بجهد كبير، بحيث لا يمكن بسهولة النكوص بعد ذلك والتراجع عنه، من هنا أهمية الصبر، فلا ينبغي على المفاوض أن يتسرع أو يغضب".

وشدد على أنه إذا لم تؤمن الأطراف بأن مفاوضاتها قد تنجح، فهي ستفشل بالتأكيد، لاسيما عندما تكون صعبة.. مشيرا إلى أنه "إبان المفاوضات حول الملف النووي، كان الجميع يريدون حلا، وبالتالي كانوا يؤمنون بأن المفاوضات ستحقق نجاحا، وأنه سيتم التوصل في النهاية إلى اتفاق دبلوماسي.. والواقع أننا لو لم نؤمن بذلك، لما أمكننا اتخاذ القرارات الصحيحة للوصول إلى النتيجة المرجوة".

وحول أهمية العلاقات الشخصية في المفاوضات، أكد سعادة السيد أجاي شارما أن المفاوضات لا تجري بين آلات وإنما بين أشخاص يتفاعلون بين بعضهم البعض، والذين قد تتكون بينهم علاقات شخصية قد تكون ذات منفعة خلال العملية التفاوضية.. مضيفا أن "كل طرف من الأطراف يتفاوض من أجل بلده، وحتى لو كان الاستثمار في العلاقات الشخصية عاملا مساعدا فهو ليس الحل".

وأوضح أنه ينبغي الاعتماد على أصحاب الخبرة خلال التفاوض، والثقة بهم والإصغاء إليهم، حيث يمكنهم تلبية احتياجات المفاوضات المعقدة والمسائل الفنية.

ولفت إلى أن كل الأطراف المفاوضة ترغب في التوصل إلى اتفاق، "لكن لا ينبغي التنازل عن مسائل جوهرية في نهاية المفاوضات من أجل إنهائها، بل يتوجب الإبقاء على التركيز نفسه واعتماد المقاربة نفسها منذ بداية العملية التفاوضية وحتى نهايتها، ولابد في ذلك من المرونة والتحكم بالأعصاب، ولكن ليس على حساب الصلابة المطلوبة في الأمور ذات الأهمية الكبرى.

وأكد أنه لا يوجد طرف صغير وآخر كبير في المفاوضات.. مضيفا أن "أي طرف يمكن أن يأتي بفكرة تمهد الطريق إلى الحل"، ومشيرا إلى بريطانيا لعبت دورا مهما في التوصل إلى الاتفاق مع إيران، ولم يكن الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة، وإنما بينها وكل الأطراف المشاركة.

كما أكد سعادته أنه حتى لو كان الفريق المفاوض رائعا، "فلن يصل إلى الهدف إذا لم يكن الإطار السياسي جيدا ومناسبا له".. مشددا على أنه لا يكفي التوصل إلى اتفاق، وإنما ينبغي تنفيذه.. ومن أجل ذلك، فإن المفاوضات التي توقفت على أحد المستويات، ستتواصل على مستوى آخر، وبالتالي من المهم تأمين المتابعة اللازمة من طرف الخبراء لتطبيق الاتفاق".

مساحة إعلانية