رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دين ودنيا

5676

السادة: سفك الدماء بين الناس أول المظالم حساباً يوم القيامة

27 مايو 2016 , 09:39م
alsharq
الدوحة - الشرق

حذر فضيلة الداعية الشيخ عبدالله السادة في خطبة الجمعة، من مخاطر "القتل" وما يترتّب عليه من مفاسد عظيمة، مبيناً أن خطورة القتل وسفك الدم الحرام هو الذي جعل الملائكة عليهم السلام، يذّكّرون بأن استخلاف الإنسان في الأرض يترتّب عليه الإفساد فيها وسفك الدماء.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة، اليوم، بجامع مريم بنت عبدالله بالدفنة: إن القتل بغير حقّ يدخل في الإفساد في الأرض، لكن خصّه الملائكة -عليهم السلام -بالذّكر، لعلمهم بعظيم أمره عند الله ـ تعالى ـ وقد قصّ الله ـ تعالى ـ علينا في القرآن الكريم نبأ أوّل دم بشريّ سفك على الأرض ظلمًا وعدوانًا، بسبب حسد ابن آدم لأخيه: "قال لأقتلنّك" فنفّذ بعد وعيده: "فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين"،

ولفت إلى أنّ في القرآن الكريم تعدادًا لأنواع من الذّنوب والموبقات؛ كالشّرك والرّبا والزّنا والخمر والعقوق والقطيعة وغيرها، لكنّي لا أعلم أنّه ذكر في القرآن قصّة بداية ذنب عمله ابن آدم، ولا بيان أوّل من باشره سوى القتل؛ فإنّ الله ـ تعالى ـ ذكره في قصّة مؤثّرة؛ ليردع عنه من قرأها وسمعها.

وأضاف: "ثمّ ذيّلت هذه القصّة العظيمة بحكم خطير، يفيد بأنّ من استحلّ قتل نفس واحدة بغير حقّ، فإنّما هو مستحلٌّ لقتل البشر كلّهم: "أنّه من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعًا".

وذكر الخطيب أن استحلال قتل النّاس، والاستهانة بأرواحهم، والولوغ في دمائهم، ينشأ عن الجهل بعاقبة ذلك عند الله تعالى، وعن ظلم في النّفس، وكبر وعلوّ على النّاس، يرى القاتل فيها نفسه فوق المقتول، وحينئذ فإنّه لو استحلّ دماء شعوب بأكملها؛ فإنّ قلبه لا يتحرّك، ولا تطرف عينه، ولا تلومه نفسه، كأنّه يرى أنّ هؤلاء البشر ما خلقوا إلاّ ليستعبدهم، أو يحقّق مراده منهم أو يقتلهم، ولأجل ما في النّفس البشريّة من الظّلم والعدوان، والتّعطّش لسفك الدّماء عند القدرة على ذلك.

النصوص حاسمة

وبيّن أن نصوص الكتاب والسّنّة جاءت حاسمةً قويّةً مرهبةً من القتل، تَعِد من استحلّ الدّماء المعصومة فسفكها، أو استهان بها فأعان على قتلها، تَعِده بأشدّ الوعيد وأعنفه.. وعدّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قتل نفس بغير حقّ من أكبر الكبائر، ومن السّبع الموبقات، الّتي توبق صاحبها، وفي حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دمًا حرامًا"، قال ابن الجوزيّ، رحمه الله تعالى: "المعنى: أنّه في أيّ ذنب وقع كان له في الدّين والشّرع مخرجٌ، إلّا القتل؛ فإنّ أمره صعبٌ، ويؤيّده حديث عبادة بن الصّامت - رضي الله عنه ـ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "من قتل مؤمنًا فاغتبط بقتله، لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً".

قتل النفس فساد

وكثيرٌ من المفسدين في الأرض، المستعلين على الخلق، يعدون النّاس بالقتل، ويفاخرون بسفكهم لدمائهم ظلمًا وعدوانًا، فويلٌ لهم على اغتباطهم بذلك.. فسفك دم مسلم أعظم عند الله تعالى من الدّنيا كلّها؛ لمكانة المؤمن عند ربّه عز وجل، ولِهوان الدّنيا عليه سبحانه، قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: "لَزوال الدّنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم"، فويلٌ لمن استهان بدم امرئ مسلم فسفكه بغير حقّ، ويلٌ له من يوم عبوس قمطرير، يقف فيه بين يدي الله ـ تعالى ـ حين يَقضي في أمر الدّماء، وهي أعظم المظالم بين النّاس، ويبدأ بها في الفصل بينهم يوم القيامة؛ كما في حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النّبيّ ـ صلى الله عليه وسلم: "أوّل ما يقضى بين النّاس يوم القيامة، في الدّماء".

مساحة إعلانية