رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

372

تأهلت روايتها لقائمة التسعة لجائزة كتارا..

الكاتبة الفلسطينية د. رولا غانم لـ "الشرق": مشهد الثقافة القطرية يتنامى في الوطن العربي

27 أغسطس 2025 , 06:55ص
alsharq
الكاتبة الفلسطينية د. رولا غانم
❖ أجرى الحوار: طه عبدالرحمن

- جائزة كتارا تثري المشهد الروائي العربي

-  الرواية كالطائر والجائزة أشبه بصوت تغريده

- الأديب الفلسطيني يسهم في بلورة الوعي الوطني وتجلياته

- دولة قطر تؤمن بأهمية الثقافة في تعميق التقارب بين الشعوب

- «تنهيدة حرية» شكلت لي تحديات عدة

- بعد أسر ابني أصبحت أكتب بعين وقلب «أم الأسير»

- ثقافتنا الفلسطينية تشكل انعكاساً لمفهوم المقاومة

في مشهد الرواية العربية الذي يتقاطع فيه السرد بالذاكرة والجغرافيا، تواصل الكاتبة الفلسطينية د. رولا خالد غانم رسم ملامح مشروعها الإبداعي بلغة لا تستسلم للشعار ولا تنحاز للزينة الخطابية.

وصول روايتها «تنهيدة حرية» إلى القائمة القصيرة لجائزة كتارا للرواية العربية يشكّل لحظة تستحق التأمل أكثر مما تستحق الاحتفاء العابر؛ إذ يكشف عن نص يذهب إلى جوهر الحرية بوصفها سؤالاً إنسانياً لا شعاراً سياسياً، فضلاً عما يعكسه من أن الأدب الفلسطيني ما زال قادراً على اختراق جدار العزلة والصوت الواحد، ليقدم رواية تستدعي الجُرح الفلسطيني النازف.

«تنهيدة حرية» لا تكتفي بتصوير معاناة الفلسطيني تحت الاحتلال، بل تفكك فكرة الأسر ذاتها، أسر الجسد خلف القضبان، وأسر الروح خلف الخوف، وأسر المجتمع خلف أنماط جاهزة من البطولات والانكسارات. 

بهذا المعنى، تقدم غانم رواية لا تبحث عن بطولة مصنوعة، بل عن إنسان عادي يصرّ على الاحتفاظ بكرامته في وجه عالم مأزوم.

في حوارها لـ "الشرق"، تتوقف عند ماهية روايتها المشار إليها، والمشهد الثقافي الفلسطيني الراهن، وتطرح رؤيتها حول أثر الجوائز على الكتابة الإبداعية، إلى غير ذلك من محاور، طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي:

◄  تأهلت روايتك «تنهيدة حرية» لقائمة التسعة بجائزة كتارا للرواية العربية، فكيف تنظرين إلى أهمية مثل هذه الجوائز في إثراء المشهد الروائي بالعالم العربي؟ 

 دعونا أشبّه الرواية بالطائر وأشبّه الجائزة بصوت تغريده؛ لأنّها أي الجائزة عندما تقترن بعمل روائي؛ فإنها تجعل صوته يعزف في آذان جماهير لم يكن ليصلها هذا العمل بذات الإيقاع الذي وصلها بعد أن حاز على صوت تغريده فيها. 

إذن الجائزة تثري المشهد الروائي، كما تقدم منصة لها تحملها إلى جمهور يُضاف إلى الجمهور الذي نعهده بسوى الجائزة، فوسيلة الوصول هذه، هي الصوت الجميل الذي سوف تغرد به للوصول إلى الوسط والمحيط ومن ثم إلى العالمية، ومن هنا، فإن الجائزة بهذه النظرة، هي ضرورة وليست هامشا.

    • تنامي المشهد القطري 

◄  كيف ترين المشهد الثقافي القطري، لاسيما الإنتاج الأدبي، في ظل حرصه على التنوع؟ 

 في نصف القرن المنصرم تقريباً، برز دور دولة قطر وأخذ يتنامى حتى بات أثره واضحا ليس فقط في المشهد الروائي بل في المشهد الثقافي العربي بعامة، وهو يطرد بازدياد وباستمرار. وهذا يدل على إيمان دولة قطر بأن الثقافة تعد من أبرز الوسائل لتعميق التقريب بين الشعوب.

    • رواية سياسية 

◄ الناقد المصري د. حسام عقل، يصف روايتكِ «تنهيدة حرية» بأنها رواية سوسيولوجية اجتماعية سياسية، فهل شكل لك الخوض في مثل هذه النوعية من الروايات السياسية، تحدياً؟ 

 بداية، كما هو معروف، فإن د. حسام عقل، قلم وعقل له حضور لافت في المشهد السردي المصري، وهو يدرس طلابه بكلية الدراسات العليا في جامعة عين شمس، رواية «تنهيدة حرية». أما بالنسبة لتحديات الخوض في هذه النوعية من الروايات، فقد شكل ذلك لي تحدياً بالفعل، في ظل واقع الاحتلال الذي ترزح بلادي تحت نيره، وبين إنجازي السردي، وما يتشكل من عقد في هذه الوقائع، تنعكس على المفردات وعلى الجمل والسياق، كما تنعكس أيضا على الفكرة، وقد أتردد في بعض المواطن فلا أبوح بكل أسراري، حيث ثمة موانع قاهرة، وهي مقبض هذا التحدي.

    • تنوع الإنتاج 

◄  في هذا السياق، ما تقييمكِ للمشهد الثقافي في الداخل الفلسطيني؟

 المشهد الثقافي الفلسطيني يتميز بالثراء والغزارة والتنوع، وتشكل الثقافة الفلسطينية انعكاساً لمفهوم المقاومة وتؤكد على الهوية الوطنية في مواجهة التحديات السياسية خاصة في الآونة الأخيرة.

◄ برأيكِ، ما الخيط الفاصل، بين الرواية السياسية، بكل ما تحمله من إسقاطات، وبين ما هو واقع على الأرض؟ 

 فيما يخصنا نحن الفلسطينيين المقيمين فوق تراب وطننا لا توجد خيوط فاصلة، فنحن أكثر من ينطبق عليهم مفهوم الأدب انعكاس للواقع، ومرآة للمجتمع، وفي ظل المحن المتوالية، أظهر الأدب نفسه كمجسد لنا، فراح الأدباء ومنهم الروائيون، يجسدون المعاناة، ويوصّفون الحالة، فمنهم من دعا إلى المقاومة، وعدم الاستسلام، ومنهم من بنى أفقا؛ كي يدرب المسترخيين على القسوة، ومنهم من تحكمه روايته فلا يترك نفسه تسيطر عليها بل العكس، وهنا يسهم الروائيون في بلورة الوعي الوطني، وتجلياته.

◄ غالباً، ما تحمل الروايات السياسية جانباً فكرياً، أو «مؤدلجاً»، فهل يمكن قولبة روايتك في هذا القالب؟

 لا، أنا أكتب للجميع كفلسطينية تنتمي لبلادها، دون أن تدافع عن فكر معين أو عقيدة، أكتب لجميع الفلسطينيين بكافة أطيافهم ومشاربهم، وأنحاز للحق والعدالة والإنسانية والوطن.

    • «أم الأسير»

◄ ما المحور الرئيس الذي اعتمدت عليه روايتك «تنهيدة حرية»، وانطلقتِ منه إلى الحبكة السردية؟ 

 المحور الرئيس قضية اللجوء وحق العودة، الذي هو هاجس كل لاجئ فلسطيني، وقضية الأسرى والمعتقلات التي تضم ابني الصغير، وتجعله يعيش تجربة قاسية لا تقوى على حملها الجبال، ومهما كتب الجميع على الورق لن يستطيعوا وصف مشاعر أم أسير، فأنا بعد اعتقال صغيري كتبت بعمق عن قضية الأسرى، وبعين أم الأسير وقلبها.

 

مساحة إعلانية