رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1244

إنتقادات لتأخر نقل سوق الماشية عن المنطقة السكنية

28 ديسمبر 2015 , 06:47م
alsharq
نشوى فكري:

رغم التصريحات والوعود الكثيرة الخاصة، بالعمل على نقل سوق الماشية من منطقة أبوهامور، لتسببه في العديد من الأضرار على السكان القاطنين بالمنطقة، والمرضى التابعين لمركز مسيمير الصحي من انبعاث روائح كريهة مسببة لأمراض الحساسية بالصدر وغيرها من الأمراض، إلا أن الأمر كما هو، رغم أننا على مشارف العام الجديد 2016.

وانتقد عدد من المواطنين بقاء سوق الأغنام حتى الآن، رغم الشكاوى والمعاناة التي يتكبدها أهالي المنطقة، والتي أصبحت مكتظة بالسكان على عكس السنوات الماضية، وتساءل البعض عن السبب وراء التقاعس في نقل السوق المركزي إلى المناطق الخارجية في الدوحة، رغم وجود العديد من المساحات الشاسعة ووفرة الإمكانيات المادية والبشرية، والغريب في الأمر أنه في الوقت الذي تسير فيه الدوحة في نهضتها العمرانية الشاملة، نجد سوق الخراف في قلب العاصمة ليشوه المنظر الحضاري بشكل عام، الأمر الذي يتطلب تحديد موعد زمني من أجل نقل هذا السوق، الذي أصبح بمثابة مصدر تلوث بيئي، خاصة مع توفر الكثير من المناطق الخلاء المناسبة له والبعيدة عن المحيط السكاني، حيث ما زالت معاناة سكان منطقة أبوهامور مستمرة مع سوق المواشي، وما يسببّه من روائح كريهة ومخاطر صحيّة بعد أن تبخّرت كل الوعود بنقل السوق بعيدًا عن الكتل السكنية، والتي وضع الكثير من المواطنين والمقيمين القاطنين هناك آمالا كبيرة على تلك الوعود.

وأشار عدد من المواطنين إلى أن مصادر تلوث سوق الأغنام لا تقتصر فقط على الروائح الكريهة، التي تقتحم غرف المرضى والمراجعين داخل المركز الصحي، المقابل للسوق أو في منازل المواطنين، بل أصبح مصدرا خطيرا لانتشار الحشرات والقوارض التي تهدد أيضا بانتشار الأمراض، مؤكدين أن وجود السوق في هذا المربع السكني يخالف كافة الشروط والمعايير الصحية والبيئية، وأوضح البعض من المواطنين أنه رغم ازدياد عدد السكان وإنشاء العديد من المجمعات السكنية والفيلات ووجود منازل كبار الموظفين، إلا أن الجميع أصبح في حالة استياء وغضب شديدين نتيجة التلوث البيئي الذي يعانون منه بسبب روائح المواشي القذرة التي تدخل عليهم بيوتهم وتقلق راحتهم وتتسبب في إزعاجهم.

روائح كريهة

في البداية، يقول الكاتب حمد خالد الكبيسي، إن جميع السكان في هذه المنطقة، يعانون أشد المعاناة من الروائح الكريهة المنبعثة من سوق المواشي، خاصة مع اشتداد الرياح فتقتحم الروائح الكريهة وبقوة وتصيب الأطفال والنساء والكبار، حيث إن البعض منهم مصاب بالربو وأمراض صدرية، فضلاً عن تلوث الجو بهذه الرائحة الكريهة، وأشار إلى أن هناك بعض البيوت في هذه المنطقة قريبة للغاية من حظائر المواشي والجمال والأغنام، حيث إن بيوتهم ملاصقة للسوق، وبالتالي يعيشون وسط روائح الروث والسماد وروائح الماشية ، والتي تتسبب في الكثير من الأمراض، لذلك فإن نقل السوق إلى مكان آخر يكون بعيدًا عن الكتلة السكنية أصبح ضرورة ملحة ومطلبا للجميع، من أجل الحفاظ على حياة السكان ووقايتهم من الأمراض والحفاظ أيضا على البيئة من التلوث.

وأضاف: لقد سمعنا أكثر من مرة عن نقل السوق المركزي إلى خارج الدوحة، فتارة يقولون سيتم نقله إلى المنطقة الصناعية وتارة أخرى يقولون سيتم نقله إلى أم صلال، وتارة ثالثة يقولون سيتم نقله إلى الريان، وهذا الكلام يردّده المسؤولون منذ سنوات طويلة، وحتى الآن لا توجد خطوة عملية تنهي معاناة المواطنين القاطنين في هذه المنطقة، وجميع المارين بها، لأنه بمجرد المرور على هذه المنطقة، يعاني الجميع من الروائح التي تؤذيهم خلال فترة العبور بالمنطقة فقط، متسائلا عن أوضاع المواطنين والسكان الذين يعيشون بجوار السوق.

وطالب الكبيسي بضرورة نقل السوق وتطويره بشكل أكثر تنظيما، على أن تراعى فيه كل وسائل التكنولوجيا الحديثة، ويتم توفير مواقف للسيارات بشكل منظم، ليواكب النهضة العمرانية والاقتصادية التي تشهدها الدولة.

مقصد هام

أما المواطن حمد النعيمي، فيقول إن السوق المركزي وسوق الماشية، بكل ما يحتويه هو مقصد هام جدا لجميع المواطنين والمقيمين، نظرا لأنه يعتبر أرخص مكان من حيث أسعار اللحوم والخضراوات والفاكهة والأسماك، مقارنة بالجمعيات الاستهلاكية أو المراكز التجارية، لذلك فالسوق يمثل أهمية كبيرة للعديد من الناس، ويقبل عليه الجميع من كل حدب وصوب لشراء حاجاتهم المنزلية، ولكن في المقابل فإنه أصبح مصدر معاناة لجميع المواطنين والمقيمين، وكذلك الزائرين للمنطقة من الروائح الكريهة التي لا تطاق بسبب وجود السوق المركزي وسط المساكن، فالجو كله ملوث بالروائح الكريهة، وهذا يسبب بالطبع أضرارا صحية وبيئية خطيرة على الناس والبيئة المحيطة، مضيفا أنه لا بد من وضع حد لهذه المعاناة، فالناس فاض بها الكيل نتيجة ما يسببه هذا السوق من أمراض.

وأعرب النعيمي عن دهشته قائلا إنه يجب ان تحرص الجهات المختصة على الحفاظ على البيئة ونشر الحملات التوعوية، والإرشادية في كل مكان من أجل الحفاظ على البيئة وحياة الإنسان، وأن يعيش المواطن حياة نظيفة خالية من التلوث، وأن هناك سوقا للمواشي يقع وسط منازل السكان وعلى بعد خطوات منه، بل أصبحوا يستنشقون ليل نهار كمًّا هائلا من الروائح الكريهة والسماد والروث، والتي تسبب الكثير من الأمراض، وتساءل المواطن عن دور الصحة، خاصة مع وقوع مركز مسيمير الصحي أمام السوق مباشرة، وتصل الروائح إلى كافة المرضى والمراجعين داخل المركز، لذلك لا بد من نقل السوق إلى المكان المخصص له بعيدا عن أي كتل سكنية من أجل الحفاظ على حياة الأطفال والسكان بشكل عام.

إيجاد الحلول

ويرى المواطن ناصر النعمة، أن نقل السوق أصبح مطلبا للجميع، لأنه يتسبب في انتشار الروائح الكريهة، والتي يتأذي منها جميع المارين من هذه المنطقة، بل تصل أحيانا الروائح المنبعثة إلى عدة كيلومترات، وتؤذي السكان داخل منازلهم طول الوقت، متسائلا عن دور المجلس البلدي في طرح هذه القضية وإيجاد الحلول اللازمة، لأنها قضية في غاية الخطورة وتمس صحة الإنسان، بسبب ما يسببه السوق من أمراض جسيمة على القاطنين بجوار السوق، فضلا عن تشويه المنظر الجمالي للمنطقة ولا يتناسب نهائيا مع النهضة العمرانية الكبيرة التي تسير عليها البلاد ومازالت مستمرة.

وأشار إلى أن نقل السوق قضية جماهيرية، فالسوق ينشر روائح كريهة تسبب الأمراض وتلوث البيئة، وللأسف الجهات المعنية بالأمر لم تراع ولم تأخذ في حساباتها الزحف العمراني الكبير على السوق، الذي تم بناؤه منذ ما يقارب 30 عاما تقريبا، مطالبا بضرورة اتخاذ القرار السريع في نقل السوق المركزي، وسوق الخراف إلى أماكن مخصصة بعيدة عن الكتل السكنية، قبل إصابة المزيد من السكان بأمراض صدرية بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من حظائر الماشية.

وأكد النعمة أنه يجب أن تتحرك البيئة والبلدية، والصحة بالتعاون مع "أشغال" في توفير المكان المناسب للسوق الجديد، مشيرا إلى أن السوق يعد الإقبال عليه يوميا وفي جميع المناسبات، لأنه أرخص سعرا من المجمعات التجارية، وبالتالي نقله بعيدا خارج الدوحة لا يمثل أزمة كبيرة بالنسبة لرواده، ولكنه سوف يقي من الكثير من الأمراض، ومما لا شك فيه أن تكاتف الجهود أمر مهم للغاية من أجل الحفاظ على حياة الآخرين، خاصة أن الأمر يزداد سواء يوما بعد الآخر، لذلك لا بد من التحرك السريع.

مساحة إعلانية