رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2383

كبار السن ضحية السوشيال ميديا في العيد

29 أبريل 2022 , 07:00ص
alsharq
وفاء زايد

حذر مختصون وتربويون من التأثير السلبي لوسائل التكنولوجيا في العيد والمناسبات الاجتماعية الأخرى، لأنها تدفع الشباب والأطفال إلى إدمان تلك الوسائل التقنية وتطبيقاتها الإلكترونية بالجلوس الطويل أمامها، لدرجة أنها تغلغلت في حياة الأفراد وسيطرت على طريقة تواصلهم وتعاملهم مع المحيطين بهم، وبالتالي أثرت على تفاعلهم مع المناسبات المختلفة وصار التواصل برسالة نصية يغني عن اللقاء أو الزيارة أو التواد، وأنه بمرور الوقت سيتحول الفرد إلى شخص ضعيف التواصل وغير إيجابي.

وأكد أكاديميون في لقاءات لـ الشرق أن الدور التوعوي والإرشادي مهم جداً في تعريف الجمهور بدور التكنولوجيا كوسيلة علمية وبحثية وثقافية وليست وسيلة لهدر الوقت والجهد في رسائل لا تحمل أي مضمون سوى أنها تؤثر سلباً على الروح الاجتماعية والتآلف بين الأفراد، منوهين أنه يتطلب من المؤسسات المجتمعية والمراكز الشبابية ووسائل الإعلام تكثيف التوعية بشأن دور العلاقات الاجتماعية وإضفاء الصفاء الذهني والنفسي على الأفراد وزيادة الترابط الاجتماعي بالتفاعل الإيجابي مع الأحداث المجتمعية.

وتشير إحصائيات عالمية إلى أن أكثر من 4 مليارات شخص حول العالم يستخدمون الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، كما يملك الشخص العادي أكثر من 9 شبكات تواصل مختلفة، ويمضي العالم أكثر من 10 مليارات ساعة يومياً عبر منصات رقمية، وهذه البيانات الإحصائية الضخمة تبين حجم استخدام الأفراد لوسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية في حياتهم وبالتالي لا توجد فرص تفاعلية للقاءات الأسرة أو الزيارات الاجتماعية بعيداً عن تأثيرات التكنولوجيا السلبية.

فإلى اللقاءات:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د. أحمد الساعي:

التتقنيات تزيد الفجوة الاجتماعية بين الشباب وأسرهم

قال الدكتور أحمد الساعي أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة قطر إن التكنولوجيا أثرت سلباً على سلوكيات الشباب في العلاقات الاجتماعية، وباتت الرسائل النصية تغني عن اللقاءات والزيارات الأسرية، منوها أن علاقات الترابط والتهاني الاجتماعية ضرورية للأفراد لأنها تجعلهم في محيطهم الاجتماعي السليم، وتأثيرها الإيجابي على جميع أفراد الأسرة خاصة كبار السن الذين هم في أشد الحاجة لرؤية أبنائهم وأحفادهم وأسرهم عن طريق الزيارات المنزلية والالتقاء بهم وتبادل الأحاديث معهم.

والعيد فرصة للصلح ولقاء المتخاصمين وتصفية النفوس وتعزيز صلة الرحم وتقوية الروابط الأسرية بتبادل الأحاديث والأخبار وتحقيق التقارب الاجتماعي لأن الوسائل التكنولوجية عملت على زيادة الفجوة بالتباعد الاجتماعي وليس بالتقارب، وهذا يزيد الطين بلة عندما تؤثر سلباً على صلة الأرحام أيضاً وتقليل اللقاءات والزيارات التي تحافظ على الروابط مستمرة.

وأضاف أن طفرة التكنولوجيا وتطورها المذهل لم يؤثر على الشباب فحسب إنما أثر سلباً على الكبار أيضاً، فهم يجتمعون في المجالس ويتبادلون الأحاديث وعيونهم على هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية المحمولة وهذا يؤثر على التركيز والتواصل الفاعل.

وأشار إلى أن الرسائل المكتوبة عبر الإنترنت لا تحقق التواصل الاجتماعي بل تزيد الفجوة ووصلت بالفرد إلى حد الانغماس والتأثر بتلك الإلكترونيات، وتعمل على التباعد الاجتماعي لذلك لابد أن يبادر كل منا بالتواصل مع الآخرين وخصوصاً كبار السن.

وحث وسائل الإعلام على تعزيز دور التواصل في حياة الناس، وتوجيه التوعية والإرشاد للشباب وصغار السن من خلال الثقافة المجتمعية، منوهاً بدور الموجهين والمرشدين والأخصائيين وأهل الاختصاص في توعية الشباب عبر منصات الإنترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي بالتواصل مع الأسر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حسن الباكر:

الترابط الاجتماعي في المناسبات أساس التكوين النفسي

قال السيد حسن محمد الباكر خبير تربوي ومستشار سابق إن التكنولوجيا أثرت سلباً على السلوكيات الاجتماعية حيث إن الوسائط التقنية عملت على تسهيل كل شيء للإنسان إلا أن لها تأثيرات سلبية على الشباب والأطفال، لذلك أدعو إلى الاهتمام بالجانب العملي والعلمي الذي توفره التكنولوجيا وتجنب الاستخدامات التي تضيع الوقت.

كما لا يخفى على أحد أهمية التكنولوجيا في كل جوانب الحياة، ولكن عدم ترك التقنية تأخذ الكثير من حياة الفرد والتركيز على الطفولة لتنشئة الطفل على الترابط الاجتماعي لأنها أساس التكوين النفسي والذهني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحمد البدر:

إدمان الشباب على الإنترنت يضعف ترابطهم بالمجتمع

قال السيد أحمد البدر خبير تربوي إن التكنولوجيا والأجهزة الهاتفية المحمولة زاد استخدامها في السنوات الأخيرة بسبب تأثير الجائحة على المجتمع ودورها في العمل عن بعد والتعليم عن بعد والتواصل والتسوق عن بعد، ولكنني أرى أنها لابد أن تكون لفترة مؤقتة ولسبب طارئ في حياة المجتمع وألا نتركها تستمر وتتغلغل في سلوكيات الشباب وتؤثر على التفاعل الاجتماعي بينهم.

وأكد أهمية التواصل التقني على أن يكون في حدود ضيقة للتعليم أو العمل أو المجال البحثي وألا تطغى على حياة الناس.

وأضاف أن إدمان التكنولوجيا سيعمل على إضعاف دور الفرد في مجتمعه وسيؤدي لتراجعه وتأخره عن الآخرين فالإنسان يحتاج للتفاعل والإنتاجية والتحصيل الدراسي والتفوق والتميز في العمل إلى جانب الدور المؤثر جداً للقاءات الاجتماعية والتواصل بالزيارات وحضور الفعاليات وليس عبر الإنترنت.

واليوم باتت جميع المناسبات بالرسائل النصية، حيث إن كل فرد يرسل مئات الرسائل النصية لزملائه وأقاربه في مناسبة واحدة وهو جالس في بيته وبدون تواصل مع العالم الخارجي.

وقال: إنني أرى أن الدور الأبرز يقع على أرباب الأسر وخاصة الأمهات الذين عليهم توعية أبنائهم بأهمية التواصل الفعال وتأثيره على الحالة النفسية للشاب أو الطفل، فتجعله في تواصل دائم مع محيطه الاجتماعي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خالد مفتاح:

التواصل الإلكتروني خلخل المنظومة الاجتماعية

قال السيد خالد مفتاح باحث أكاديمي: إن السوشيال ميديا عملت على خلخلة المنظومة الاجتماعية والقيمية والثقافية، وكنت قد طالبت منذ سنوات بتأسيس فرع جديد من فروع علم الاجتماع ألا وهو علم الاجتماع الرقمي.

وأوضح أن هذا التخصص تكون مهمته ضبط إيقاع هذه المواقع ومدى تأثيرها في التواصل الانساني، وهذا الفرع وهو علم الاجتماع الرقمي سيعمل على صياغة الضوابط والممارسات لاستخدامات تطبيقات السوشيال ميديا.

أما بالنسبة لتعزيز التواصل الاجتماعي وكما هو في علم الاتصال وعلم النفس يكون بالمقابلة والمواجهة والمصافحة والسلام والتحية فهذه كلها لها مدلولات علم النفس الاجتماعي، وهذا يتحقق خصوصا في الأسر الممتدة كالمجتمع القطري والمجتمعات الصغيرة والمترابطة، لذلك ينبغي تفعيل ركيزة التنمية الاجتماعية.

وأشار إلى أن الرسائل الإلكترونية وللأسف أصبحت اليوم الأساس وهي عبارة عن كلمات أو تسجيل أو متابعة خلف الشاشات مجردة عن أحاسيس المحبة والود.

وإدمان هذه الوسائل يتنافى مع الأهداف الاجتماعية والنفسية التي تسعى المناسبات إلى بثها في نفوس الآخرين، حيث إنها تقيد الفرد في محيط ضيق وتجعله لا يعلم شيئاً عن المحيطين به، ولا يمكنه التفاعل مع الأحداث المجتمعية التي تنمي شخصيته وتزيد من ارتباطه بواقعه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حسن الحاجي:

كبار السن بحاجة للتواصل المباشر

قال السيد حسن الحاجي - مواطن-: لقد أثرت الرسائل الإلكترونية بشكل كبير جداً على تواصل الناس في العيد والمناسبات الأخرى حيث إن الأسر القريبة من بعضها صارت تتواصل مع بعضها بالرسائل النصية وبالتالي قلت الزيارات الاجتماعي.

وأنا بدوري أحرص على تهيئة أولادي لاستقبال العيد باللقاءات الاجتماعية والحديث معهم عن قيمة التواصل الأسري وصلة الرحم وأهمية الزيارات في زيادة الألفة والتقارب، وأقوم باصطحابهم معي في لقاءات الأسرة أو الأقارب ليتعلموا أسس التعامل مع كبار السن والشباب.

وأضاف أن التواصل الفعال بالحضور والزيارات يعلم الصغار كيفية الاستعداد للعيد ويؤثر عليهم بشكل كبير، مؤكداً دور المؤسسات الاجتماعية والمراكز الشبابية والأسر ووسائل الإعلام في التوعية الموجهة للصغار بأهمية التفاعل مع المحيطين بهم، لأنها تنمي شخصياتهم وقدراتهم.

واقترح على الجهات التربوية تخصيص دروس في الثقافة القطرية في المدارس الأجنبية تقوم بتعريف الصغار أهمية العيد وقيمته الاجتماعية والنفسية في الترابط.

مساحة إعلانية