رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1552

الدراجات النارية.. معاناة في شوارع الدوحة

29 أغسطس 2025 , 06:59ص
alsharq
❖ محسن اليزيدي

على طرق الدوحة، لا يقتصر المشهد على السيارات فقط، بل تشاركها الدراجات النارية التي أصبحت هواية متنامية وثقافة شبابية تعكس شغفًا بالسرعة والتميّز. غير أن هذه الهواية التي يفترض أن تكون مساحة للمتعة والحرية، تتحول في كثير من الأحيان إلى مصدر قلق ومعاناة، بسبب المضايقات التي يواجهها قائدو الدراجات من بعض السائقين الذين لا يراعون وجودهم على الطريق، ما يعرّضهم لمواقف خطرة وحوادث مفاجئة. ويؤكد عدد من مالكي الدراجات النارية أن غياب ثقافة احترام حقوقهم المرورية هو أبرز ما يعكر تجربتهم، مشيرين إلى أن الأمر لا يقتصر على سائقي الدليفري، بل يتجاوز إلى الهواة والمحترفين من المواطنين والمقيمين الذين يمتلكون دراجات كلاسيكية أو رياضية فاخرة. هؤلاء يعبرون عن استيائهم من سلوكيات بعض السائقين التي تُهمّش وجود الدراجات على الطريق.

«الشرق» التقت بعدد من سائقي الدراجات النارية، مواطنين ومقيمين، لتسليط الضوء على معاناتهم اليومية، والكشف عن تجاربهم مع هذه الظاهرة التي تتكرر على الطرقات.

- سلوكيات خطيره على الطريق

أكد عبدالله اليافعي أن هواية ركوب الدراجات النارية لم تعد مجرد ترفيه، بل أصبحت ثقافة تخدم المجتمع من خلال المشاركة في الأنشطة التوعوية ذات المردود الإيجابي. وأعرب عن أسفه لأن بعض سائقي السيارات لا يدركون الدراجات النارية كمركبات حقيقية على الطريق أو لا يولونها الاهتمام الكافي، مما يجعلهم ينعطفون أمامها دون منح الوقت الكافي للتوقف، وهو ما قد يؤدي إلى سلوكيات خطيرة مثل تجاهل وجود الدراجات، أو عدم إعطائها الأولوية، أو حرمانها من المساحات الآمنة اللازمة. وشدد على أن سائقي المركبات الأخرى مطالبون بتوخي الحذر الشديد والانتباه إلى مستخدمي الطريق كافة، خاصة راكبي الدراجات النارية.  وأضاف اليافعي أن تعزيز ثقافة احترام سائقي الدراجات في الطريق يتطلب نشر الوعي المجتمعي عبر حملات توعوية مرورية، سواء من خلال وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما أن أعداد مستخدمي الدراجات النارية في تزايد مستمر خلال السنوات الأخيرة.

- ثقافة خاطئة 

قال أحمد الخليفي إن أعداد مستخدمي الدراجات النارية في قطر تزايدت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، حتى باتت تزاحم السيارات في مختلف الشوارع وعلى مدار الساعة. وأشار إلى أنه وفقًا لآخر إحصائية نُشرت في الصحف، يبلغ عدد روابط الدراجات النارية في قطر نحو 15 رابطة تضم ما يقارب عشرة آلاف منتسب من جنسيات مختلفة.

وأوضح الخليفي أن المشكلة تكمن في أن بعض سائقي السيارات لا يبالون بوجود الدراجات النارية ولا يعطونها حق الطريق، نتيجة ثقافة مترسخة لدى بعض الشباب مفادها أن الأولوية دائمًا لأصحاب السيارات والمركبات الأخرى، وعلى سائقي الدراجات الانتظار أو التراجع، وإلا تعرضوا للمضايقة وعدم التعاون معهم. وأضاف أن بعض الشباب أساؤوا استخدام الدراجات النارية، وهو ما ساهم في ترسيخ نظرة سلبية لدى المجتمع تجاه هذه الفئة من الهواة. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن وجود بعض الأخطاء والملاحظات على سائقي الدراجات، وخاصة سائقي التوصيل (الدليفري)، لا يلغي حقهم القانوني  في الطريق،.

- ضغوط نفسية أثناء القيادة 

من جانبه، قال سلمان محمد، سائق دراجة نارية (دليفري)، إنه يعيش ضغوطًا نفسية متواصلة أثناء عمله اليومي على الطريق، موضحًا أن حرارة الشمس المرتفعة ومشقة العمل لساعات طويلة ليلًا ونهارًا لا تقارن بما يواجهه من مضايقات على الطرق. وأضاف: «كثير من سائقي السيارات لا يحترمون وجودنا على الطريق، ويعتبرون مرورنا أمامهم إزعاجًا. هذا يطلق البوق، وذاك يغضب، وآخر يوجه إلينا ألفاظًا نابية من دون أي مراعاة لظروف عملنا الصعبة ومعاناتنا اليومية.» وأشار سلمان إلى أن سائقي الدراجات النارية يواجهون مشكلات متعددة خلال عملهم، أهمها غياب ثقافة احترام حقوقهم المرورية. 

- مواقف مخصصة للدراجات

يقول علي محسن، سائق دراجة نارية لتوصيل الطلبات، إن دخله اليومي لا يتجاوز 90 ريالًا، يدفع نصفها للشركة وفقًا للاتفاق المبرم معها، ورغم ضآلة العائد المادي إلا أنه يضطر لتحمل مشقة المعيشة وقساوتها. وأضاف أن سائقي الدراجات يواجهون تذمرًا مستمرًا من مستخدمي الطريق الآخرين، سواء من سائقي السيارات أو الشاحنات أو المعدات الثقيلة، حيث يتصرف الكثير منهم وكأن الشارع ملك لهم وحدهم، وينظرون إلى سائقي الدراجات كمصدر إزعاج. وأوضح أن بعض أصحاب السيارات يغضبون عندما يوقف سائقو الدراجات النارية مركباتهم أمام المحلات والمطاعم، مع أنه لا توجد مواقف مخصصة للدراجات، متسائلًا: «أين نقف إذن؟ هل نقف في وسط الطريق ونغلق الشارع؟». وطالب علي محسن بضرورة تكثيف الحملات التوعوية المجتمعية التي تركز على أهمية احترام حق الطريق لجميع المركبات.

مساحة إعلانية