رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1539

المونديال ضربة البداية لعلاقات مصر وتركيا

29 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

أكد رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه، على أهمية مرحلة التحولات الإستراتيجية المهمة في المنطقة والتي تجنح إلى مسارات مختلفة في العلاقات، وبكل تأكيد كان لوجود قطر في صدارة الحدث الرياضي الأبرز هذا العام باستضافة كأس العالم 2022 ودعوتها للعديد من القادة الإقليميين والعرب، في إطار مراحل إيجابية لعبت فيها الدبلوماسية القطرية بنشاط ملحوظ في الفترة التي سبقت كأس العالم في تطوير علاقات متميزة وترميم بعض الصدع وطي صفحات عديدة وبداية لمراحل إيجابية من الشراكة في فترة شهدت تحولات عالمية عديدة وإن ما كان واضحاً في المشاهد الاحتفالية والأجواء الودية بين قادة الدول في مونديال قطر لاسيما بين مصر وتركيا أحد الأوجه اللافتة لمونديال قطر في تقريب وجهات النظر والذي يمكن اعتبار أن اللقاءات الشخصية على هامش المونديال من شأنها أن تساهم أيضاً في فتح صفحات جديدة من التقارب والتعاون.

 تأثير المونديال

يقول د. رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه: إنه بكل تأكيد هناك أهمية واضحة للمؤشرات الإيجابية الكبيرة التي جاءت في فعاليات حفل استضافة قطر لكأس العالم بين اللقاءات الودية بين قادة العديد من الدول، ومن بينهما مصر وتركيا، والحضور البارز للقيادات الخليجية والمشاركة في التشجيع والتضامن، في إطار ما يرسمه المشهد الإقليمي الجديد من منحنى آخر من السياسات التي يفتح بارقة أمل إيجابية لنهج إيجابي يدعم الاستقرار واحتواء الخلافات، والحرص على المصالح المشتركة، وهو ما كان واضحاً في هذا الصدد ربما في التصريحات الإيجابية التي خرجت من تركيا ومصر على خلفية لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، وأهمية الأخبار الإيجابية التي جمعت الدولتين، بمبادرة يبدو من الواضح بكل تأكيد دعم قطر لها، في كونها وسيطاً إيجابياً في هذا التقارب المحتمل بين القاهرة وأنقرة، فحسب تصريحات الرئيس التركي أنه علم من الأخبار التي وردته أن نظيره المصري "سعيد للغاية" إثر لقائهما في قطر، وذكره أن مسار التطبيع بين تركيا ومصر سيتواصل في الفترة المقبلة على المستوى الوزاري، وهنا جاء الدور القطري كواحدة من أقرب الحلفاء لتركيا بعلاقة خاصة تجمع البلدين، وما طورته الدوحة من علاقات متميزة لاسيما في الفترة الأخيرة مع مصر في أكثر من لقاء رفيع المستوى جمع القيادة القطرية والمصرية عبر لقاءات وقمم دبلوماسية رفيعة استضافتها الدوحة والقاهرة، وعلى صعيد الاستثمارات القطرية في مصر والتصريحات الدبلوماسية، وهو ما كان واضحاً حتى في الأخبار الخاصة بالمونديال على صعيد الاحتفاء المصري الرسمي بنجاح قطر وتنظيمها المبهر للبطولة وإعلاء ذلك في صدر صحفها الرسمية، وهو مؤشر دائماً ما كان ملاحظاً على مدى الأشهر الأخيرة في اللغة الرسمية بين قطر ومصر في الفترة الأخيرة، كما تولت قطر أيضاً نقل الرغبة التركية في إنهاء الخلاف القائم بين مصر وتركيا وأنه يجب ألا تكون هناك مشكلة بين البلدين في البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة من التعاون المرتقب ونقله إلى المستوى الوزاري من المراحل الدقيقة في مسار العلاقات المصرية التركية التي يبدو أن قطر سيكون لها دور فاعل فيها بكل تأكيد لما تمتلكه من أدوات دبلوماسية إيجابية مع الدولتين، وأيضاً امتلاك قطر لأدوات دبلوماسية وثقل سياسي واقتصادي قوي غالباً ما توظفه في غايات الوساطة وتدعيم الاستقرار الإقليمي والدولي والتوسط في النزاعات الدولية المعقدة من أجل احتواء التوترات وتخفيف حدة النزاعات، وهو دور تشاركت فيه أيضاً مع مصر لاسيما فيما يتعلق بالمشهد المعقد في قطاع غزة عبر أكثر من سياق للتعاون بين البلدين في الفترة الأخيرة.

 دور حيوي لقطر

ويتابع د. رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه، في تصريحاته لـ الشرق: إن الرئيس أردوغان أكد أنه علم في إطار المعلومات والأخبار التي تلقاها لاحقًا أن السيسي سعيد للغاية من اللقاء، وأنه أعرب بدوره عن سعادته أيضًا، معتبراً أن المسار بدأ الآن نحو تطبيع العلاقات وسيستمر مع الاجتماعات الوزارية الثنائية، في ضوء الروابط التاريخية التي تجمع بين تركيا ومصر وضرورة تحقيق تطور في العلاقات نحو حل الخلافات وهو أمر تسعى له تركيا في سياستها الإقليمية الأخيرة والتي ساهم فيها حل الخلافات في إفساد المؤامرات التي كانت ستخلف آثاراً سلبياً على العلاقات وتهدد السلم الإقليمي بكل تأكيد، وكون العلاقات بين تركيا والإمارات العربية المتحدة أصبحت في وضع جيد للغاية، وأن اللقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على هامش فعاليات افتتاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بأنه خطوة أولى تم اتخاذها من أجل إطلاق مسار جديد للعلاقات بين البلدين، والتفاؤل بأن تمضي بالمرحلة التي بدأت بين وزراء الدولتين إلى نقطة جيدة لاحقا عبر محادثات رفيعة المستوى، والتأكيد على أهمية السلام في المنطقة وضرورة إرسائه عبر قطع أي أمد للخلافات وإنهائها بصورة تدعم المصالح المشتركة، وفي الوقت نفسه حرصت مصر على التأكيد على أن المصافحة الودية التي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش فعاليات افتتاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 حملت مبادرات طيبة بكونها بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين، عبر التأكيد المتبادل على عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي، وكل هذه المؤشرات والرسائل الرسمية المهمة على فتح مزيد من الآفاق الأخرى للتعاون عبر منحنى ربما يمكن أن يتم فيه ترك بعض الحسابات الخاصة للدول وإيجاد روابط عامة ومشتركة من شأنها أن تصب في صالح المنطقة عبر تدعيم روابط السلام ويدعم سياسات الاستقرار الإقليمي، ومحاولة احتواء أي صدامات أو اختلافات حادة للرؤى تؤدي إلى تعقيدات إقليمية في أكثر من مشهد قريب مثل المشهد الليبي المعقد بذاته، لذلك كان من الطبيعي أن المرحلة الحالية عبر النوايا الطيبة يمكن رؤيتها من مؤشرات عدة من تغيرات سياسية عديدة للغاية عالمياً وإقليمياً، لإعادة مسار السياسات والعلاقات الإقليمية وتوظيف الأدوات الدبلوماسية وغيرها من أشكال العلاقات الطبيعية في سياق جديد لا يغير من طبيعة بعض الاختلافات السياسية والتوجهات الإقليمية والرؤى السياسية، ولكن يعمل أيضاً على محاولة إيجاد نهج آخر يمنح مرونة في المصالح الثنائية وسيكون الاقتصاد بكل تأكيد في ضوء التحديات العديدة القائمة عالمياً من المحاور المفتوحة للمناقشة، ففي المشهد الخاص بأكثر من سيناريو تجد أن من أكبر التأثيرات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للأزمة الأوكرانية والحرب الروسية في أوكرانيا وفي وجه بعيد عن مشهد الطاقة الأوروبي، هو التحديات العديدة التي مرت بها الدول الإقليمية والتي جعلت تحديات المشهد الداخلي تتصدر أولويات السيناريوهات الخارجية على أهميتها الإستراتيجية، ولكن قضايا العملة والدفعات الاقتصادية والتغلب على العقوبات في حالة تركيا أو خطط دعم الموازنة عبر قروض البنك الدولي في مصر، كلها من بين التحديات التي كان من الواضح توجيه الأولويات الرئاسية لها في أكثر من مشهد، وعموماً بات ينظر إلى المشهد حالياً بمعزل عن تعقيداته التي ربما بلغت ذروتها منذ 2011 وفي 2013، فالمشهد الحالي مختلف في معطياته التي نرى فيها تقدما لرؤية المصالح بتخفيف الضغوطات التي سببتها الخلافات من تناحر إعلامي وتصارع إستراتيجي في الملفات الإقليمية، إلى مشهد آخر يتم فيه النظر للعلاقات مع قطر والعلاقات بين مصر وتركيا بصورة مختلفة خفتت فيها النبرة الإعلامية وتحسنت فيها اللغة الرسمية بصورة ملحوظة، وهو أمر إيجابي بكل تأكيد ويساهم في تدعيم الاستقرار ويفتح مجالا لمزيد من التعاون والاستفادة المشتركة بما يدعم المصالح الثنائية ويحقق توازناً مطلوباً للغاية في التعرض للتحديات القائمة بدلاً من مناهج الضغط السياسي والتوجيه الإعلامي في فترة مختلفة عالمياً في معطياتها وتوجهاتها لصورة أكثر تقارباً وحرصاً على المصالح المشتركة.

اقرأ المزيد

alsharq أشجار برتقال فلسطينية عمرها أكبر من وجود الاحتلال

بنظرات تحمل الكثير من الوجع للمواطنة الفلسطينية ريم عبدالقادر، وهي تنظر لبيارة جدتها التي ورثتها جيلا عن جيل... اقرأ المزيد

44

| 03 نوفمبر 2025

alsharq رئيس الوزراء: ضرورة تحديد مهام القوة الدولية في غزة

-نعمل مع واشنطن لتحديد التفويض اللازم لوجود قوة دولية في غزة -محادثات فلسطينية لتشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة القطاع... اقرأ المزيد

52

| 03 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية