رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2092

خبراء لـ الشرق: صفقة القرن تصفية جوهرية للقضية الفلسطينية

30 يناير 2020 , 07:10ص
alsharq
ترامب ونتنياهو خلال الإعلان عن صفقة القرن - أ ف ب
أحمد البيومي

أكدوا أنها لن تمر بسهولة..

المستريحي: الصفقة لا تضمن حقوق الشعب الفلسطيني

محيسن: توقيت الصفقة يخدم الأجندات السياسية ويدعم اليمين

الشعب الفلسطيني يستطيع أن يؤثر على مجريات الأمور

دول عربية داعمة للصفقة والموقف العربي غير مشجع

 

قال الدكتور علي المستريحي، خبير الإدارة العامة في معهد الدوحة للدراسات العليا، إن الإعلان عن صفقة القرن ليس بالأمر الجديد، فالإجراءات على أرض الواقع منذ أكثر من 20 عاما تؤكد كثير من بنود الصفقة، خاصة وأن الجهود كانت مكثفة خلال العام الماضي في ظل وجود صمت عربي واضح وموقف يتسم بالخذلان تجاه ما كان يجري خلال الفترة الماضية التي أدت في نهاية الأمر إلى ظهور تلك الصفقة علنا.

وأضاف الدكتور المستريحي في تصريحات لـ الشرق أن صفقة القرن ثبتت ما كان يفكر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي وقدمتها كوثيقة تعكس تصورهم الفردي للحل، مشددا على أن الصفقة قدمت البرهان القاطع حول كيف تفكر كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالي لا يحتاج العرب إلى دليل أكثر من ذلك ليفهموا بأن الطريقة التي دارت بها المفاوضات مع السلطة الفلسطينية كانت كلها فاشلة بامتياز.

وأوضح أن تلك الصفقة لا تضمن حقوق الشعب الفلسطيني، والدليل على ذلك أن الفلسطينيين لم يكونوا ممثلين في أية مرحلة من المراحل، وحتى لم يكونوا على العلم بتفاصيل الصفقة على الأقل بشكل علني. ولم يعد نفسه للتعامل معها، فالترويج لها يتم منذ عامين ولم يشغل أحد نفسه بمعرفة تفاصيلها، ولذلك لم يكن لديهم النية للتعامل مع الصفقة أو وضع السيناريوهات التي سيتم التعامل بها مع الخطة، مؤكدا أن صفقة القرن هي تصفية جوهرية للقضية الفلسطينية وبشكل مؤلم.

واستبعد المستريحي أن يكون موعد إطلاق الصفقة من أجل خدمة ترامب أو نتنياهو في الانتخابات، ولكن القضية الأساسية هي انها اتفاق مبدئي لا يتزعزع من الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل وهذا أمر ليس جديدا من اقامة دولة اسرائيل والدعم في أوجه الآن، ومع ذلك هذا لا ينفي وجود اعتبارات انتخابية، ولكنها ليست بتلك الصورة التي نتخيلها، بل أن هناك اتفاقا أمريكيا إسرائيليا على تصفية القضية الفلسطينية للأبد.

بدائل أمام السلطة

وعن البدائل التي أمام السلطة الفلسطينية لمواجهة هذه الصفقة قال خبير الإدارة العامة في معهد الدوحة للدراسات العليا، إن البدائل كثيرة، حيث يستطيع الشعب الفلسطيني قبل السلطة أن يؤثر على مجريات الأمور، إن كان لديهم الإصرار على الدفاع عن قضيتهم، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية يمكنها الانسحاب من المشهد تماما، ويعود الوضع إلى ما قبل مفاوضات أوسلو، وأكبر مهدد لإسرائيل أن تكون فلسطين بلا قيادة. وقال إن هناك إخفاقات كثيرة تمت خلال السنوات الماضية قامت بها السلطة الفلسطينية نفسها.

وأشار إلى أن كل المفاجآت التي تحصل من أمريكا وإسرائيل تجاه القضية الفلسطينية، كان من الواجب أن يدفع إلى الاستثمار في علاقات دولية متعددة مثل الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن أمريكا لم تلتزم بأي حيادية لكي تكون راعية لعملية السلام. ولكن للأسف لا زلنا نتحدث عن الرعاية الأمريكية حتى في ظل هذا الجنوح الأمريكي لإسرائيل. وكان يمكن أيضا الرهان على محور شرقي مثل روسيا وإنما كان هناك إصرار على الحصان الخاسر.

وحول إمكانية اندلاع انتفاضة جديدة في الأراضي المحتلة، قال المستريحي إن ذلك ربما يكون بعيدا بعض الشيء، حيث إن هناك فصيل فلسطيني ما زال يراهن على الحلول السلمية والالتزام بالشرعية التي لم تلتزم بها إسرائيل وأمريكا، ولكننا سنشهد معارك على وسائل التواصل الاجتماعي وخلف الشاشات للأسف الشديد، وبعد أسبوع أو اثنين ستهدأ الأمور. وتوقع بأن يتم التعامل مع الصفقة بطريقة والتفكير في بعض جوانبها التي يراها البعض إيجابية. وكذلك لن يشجع الوضع العربي المخجل على اتخاذ أي خطوات تصعيدية. ومن الواضح أن هناك دول عربية داعمة للصفقة، علاوة على دعمها المالي والمعنوي، وهناك دول التزمت الحيادية. وبالتالي فالموقف العربي غير مشجع على الإطلاق.

خدمة الأجندات

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني تيسير محيسن، للأناضول، إن صفقة القرن بدأت تسير وفق "وقائع عملية تراتبية هندسية تصوغها الإدارة الأمريكية مع إسرائيل تباعا، منذ أكثر من 26 عاما ( في إشارة لـ 1993 عام توقيع اتفاقية أوسلو)". وبيّن أن كل ما يرشح عن الصفقة "يجري تطبيقه تباعا على مرأى ومسمع من كل العالم والقيادة السياسية".

واستكمل قائلا: "الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي استطاعوا خلال العقود الفائتة أن يفرضوا واقعا يتعارض كليا مع البنية السياسية التي تم انتاجها في إطار إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي تحت ما يسمى عملية السلام القائمة على حل الدولتين. وبيّن أن إسرائيل نجحت في تهشيم "كافة المكونات الديمغرافية والجغرافية للدولة الفلسطينية، ما يعني أن 60% من مساحة الضفة الغربية أصحبت تحت طائلة الضم وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، كما أن هناك تهديدا بضم الأغوار تحت تأييد ترامب؛ وهذا جزء من الصفقة".

ونبه محيسن على أن الإعلان عن هذه الصفقة في هذا التوقيت يأتي لخدمة الأجندات السياسية ودعم لتيار اليمين الذي يقوده نتنياهو. وأضاف:" واضح أن نتنياهو أيضا يوظف مخرجات أفكار الإدارة الأمريكية تحت مسمى صفقة القرن، لخدمة أجندته السياسية للترويج أنه حقق نجاحات خلال ولايته لحكومة الاحتلال". وعلى الصعيد الدولي، يواصل نتنياهو مساعيه، وفق محيسن، لـ"كسر الجليد مع المحيط العربي؛ وهذا التطبيع أيضا جزء من الصفقة التي تتناول إعادة موضعة الاحتلال في الإقليم وبناء علاقات مع الكيانات العربية المختلفة".

مساحة إعلانية