عربي ودولي

700

سفير أوزبكستان لـ الشرق: 30 اتفاقية تعزز التعاون مع قطر

أكد سعادة أشرف خوجايوف سفير جمهورية أوزبكستان لدى الدولة وجود إمكانات هائلة لتعميق التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية مع قطر مشددا على أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين يمكن أن تدعم بشكل كبير الترابط بين آسيا الوسطى والخليج، مما يضع معايير جديدة للتفاعل الدبلوماسي والتعاون الاقتصادي.

وقال سعادته في حوار خاص مع الشرق: «مع 14 زيارة متبادلة على مستوى عالٍ فقط في النصف الأول من هذا العام وإطلاق رحلات مباشرة بين الدوحة وطشقند، نرى إمكانات هائلة لمزيد من المشاريع المشتركة خاصة في ظل إنشاء شراكة استراتيجية ومجلس تنسيق حكومي للإشراف على التعاون الثنائي».

وأبرز السفير أشرف خوجاييف أن أوزبكستان ترحب بالشركات القطرية كمستثمرين استراتيجيين في اقتصادها المتنامي بسرعة وتقدم فرصًا فريدة للتعاون كما تضع الدوحة بمعاييرها العالية واستراتيجيتها الاستثمارية فرصًا جديدة لمجتمع منظمة شنغهاي لتعاون أكبر.  واستعرض سعادة السفير مجالات التعاون المختلفة بين البلدين، من السياسة والتجارة إلى الثقافة والسياحة، بالإضافة إلى الحديث عن الجهود المشتركة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. مبرزا عمق الشراكة الاستراتيجية بين أوزبكستان وقطر والطموحات المستقبلية لتوطيد هذه العلاقات وتحقيق المزيد من النجاحات المشتركة. وإليكم تفاصيل الحوار:

- كيف تقيمون العلاقات بين قطر وأوزبكستان وكيف تجدون مستقبل هذه الشراكة؟

 العلاقات بين أوزبكستان وقطر في ذروتها، حيث كان عام 2023 عامًا تاريخيًا تميز بزيارات متبادلة على مستوى عالٍ. قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارتين تاريخيتين إلى أوزبكستان، تلتها زيارة رسمية لقطر من قبل الرئيس شوكت ميرضيائيف. أسفرت هذه الزيارات عن أكثر من 30 اتفاقية تغطي مجالات السياسة والأمن والتجارة والاستثمار والسياحة والتعليم والثقافة.

استمر هذا الزخم في أبريل 2024 بزيارة وفد قطري إلى طشقند بقيادة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية، حيث تم إنشاء شراكة استراتيجية ومجلس تنسيق حكومي للإشراف على التعاون الثنائي. مع 14 زيارة متبادلة على مستوى عالٍ فقط في النصف الأول من هذا العام وإطلاق رحلات مباشرة بين الدوحة وطشقند، نرى إمكانات هائلة لتعميق التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية مع قطر، التي نعتبرها شريكًا استراتيجيًا في الخليج.

   العلاقات الثنائية

-  ما حجم التجارة الحالي بين قطر وأوزبكستان؟

 في العامين الأخيرين، شهدت التجارة بين قطر وأوزبكستان زيادة ملحوظة. في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، نما حجم التجارة بنسبة 12٪، وزادت صادرات أوزبكستان إلى قطر بنسبة 36٪. ومع ذلك، لا تعكس هذه الأرقام بعد الإمكانات الكاملة لاقتصاداتنا. هناك فرص كبيرة لزيادة هذه الارقام. تعد أوزبكستان من أكبر منتجي المنتجات البستانية عالية الجودة في العالم. في عام 2023، صدرت 1.7 مليون طن من الفواكه والخضراوات الطازجة. ولهذا الغرض، تعمل السفارة بنشاط على إقامة اتصالات مباشرة بين المصدرين الأوزبكيين وسلاسل التجزئة الكبرى في الدوحة. بالإضافة إلى ذلك، نحن في محادثات مع الخطوط الجوية القطرية لإطلاق رحلات شحن مخصصة لنقل منتجاتنا.

- ما آفاق الاستثمارات المتبادلة بين قطر وأوزبكستان، وهل هناك مبادرات استثمارية جديدة؟

 تتمتع أوزبكستان وقطر بإمكانات كبيرة للتعاون الاقتصادي المفيد المتبادل. تتمتع أوزبكستان باحتياطيات معدنية واسعة، حيث تحتل المرتبة الثانية عالميًا في إنتاج الذهب، والسابعة في إنتاج النحاس، والثامنة في إنتاج التنجستن، والتاسعة في إنتاج الفضة، والثانية عشرة في إنتاج اليورانيوم، والسادسة عشرة في إنتاج الغاز الطبيعي. منذ عام 2017، نجحت الإصلاحات الاقتصادية في أوزبكستان والتحول إلى سياسة مفتوحة في تحسين مناخ الاستثمار بشكل كبير، حيث جذبت أكثر من 60 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية وتهدف إلى مضاعفة ناتجها المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، من خلال جذب 120 مليار دولار لمعالجة المعادن والغاز الطبيعي، والمشاريع الصناعية والبنية التحتية، وخصخصة الشركات المملوكة للدولة والبنوك التجارية.

في منتدى الأمن العالمي 2024 في الدوحة، سلط معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الضوء على آسيا الوسطى كسوق ناشئ جديد للاستثمارات القطرية. إن استراتيجية قطر الاستثمارية التي تركز على الابتكار والاستدامة من خلال إعطاء الأولوية للقطاعات الناشئة مثل الطاقة المتجددة، وتطوير البنية التحتية، والتكنولوجيا الرقمية خلقت فرصًا كبيرة لشركاء استراتيجيين مثل صندوق الثروة السيادية القطري، جهاز قطر للاستثمار (QIA)، للاستثمار في القطاعات سريعة النمو في أوزبكستان والاستمرار في تحقيق نمو اقتصادي كبير داخليًا ودوليًا. ترحب أوزبكستان بالشركات القطرية كمستثمرين استراتيجيين في اقتصادها المتنامي بسرعة وتقدم فرصًا فريدة للتعاون.

-  قطر عضو نشط في منظمة شنغهاي للتعاون، كيف تجدون هذه الشراكة القطرية مع الدول الآسيوية؟

 تعد منطقة منظمة شنغهاي للتعاون منصة للتنمية المستدامة، حيث تقدم فرصًا اقتصادية هائلة وتساهم بحوالي ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي من حيث تعادل القوة الشرائية، وحوالي 27٪ من الاستثمار الأجنبي المباشر، وما يصل إلى 20٪ من التجارة العالمية. تقود الدول الأعضاء في المنظمة التنمية الصناعية والابتكاروتمتلك إمكانات كبيرة في الموارد الفكرية والطاقة والزراعة.

تدعم أوزبكستان بالكامل انضمام قطر إلى منظمة شنغهاي للتعاون كشريك حوار. تعزز السياسة الخارجية المتوازنة والمفتوحة لقطر السلام والاستقرار عالميًا، وتشاركها في المبادئ الأساسية للمنظمة مثل عدم الانحياز، والانفتاح، والمساواة، واتخاذ القرارات بالتوافق. شارك سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قمة شنغهاي في أستانا في 4 يوليو 2024 كأول زعيم عربي يحضر اجتماع رؤساء دول منظمة شنغهاي، وهو دليل واضح على هذا التعاون. تضع قطر بمعاييرها العالية واستراتيجيتها الاستثمارية فرصًا جديدة لمجتمع منظمة شنغهاي للتعاون.

   من أجل السلام والتنمية

- ما موقفكم من الحرب على غزة وكيف جدون دور الدوحة في الوساطة لحل الأزمات الدولية؟

 في قمة غير رسمية لمنظمة الدول التركية في شوشا في 6 يوليو 2024، أعرب الرئيس شوكت ميرضيائيف عن حزنه العميق إزاء عواقب الحرب المستمرة في قطاع غزة. في 28 أكتوبر 2023، دعمت أوزبكستان، إلى جانب 120 دولة أخرى، قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو إلى «هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة» في غزة. بالإضافة إلى ذلك، خصصت أوزبكستان 1.5 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.

ونحن نقدر بشدة جهود الوساطة الكبيرة التي تبذلها الدوحة لوقف الحرب في غزة. تشترك أوزبكستان وقطر في مواقف مشتركة حول العديد من القضايا الإقليمية والعالمية، بما في ذلك النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي واستقرار أفغانستان. وتحت القيادة الحكيمة لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أثبتت قطر نفسها كلاعب رئيسي في الوساطة الإقليمية والدولية. يعزز التزام قطر بالدبلوماسية وحل النزاعات دورها كشريك حيوي في تعزيز السلام والأمن العالميين.

   تعاون ثقافي

- ما أوجه التعاون الثقافي والسياحي بين أوزبكستان وقطر؟

 يتطور التعاون الثقافي والسياحي بين أوزبكستان وقطر بشكل كبير. في فبراير 2024، تم تنظيم أسبوع الثقافة الأوزبكية في درب الساعي. افتتح الحدث سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وسلط الضوء على تنوع الفنون الكلاسيكية والشعبية، والمأكولات، والأغاني الوطنية، والرقصات، والتقاليد في أوزبكستان. كما تضمن الحدث معرضًا للفنون الزخرفية والآلات الموسيقية التقليدية، وبعضها معترف بها من قبل اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي. علاوة على ذلك، في بينالي الدوحة التصميم الافتتاحي 2024، تم تنظيم معرض بعنوان «حرف أوزبكستان: تاريخ بين الخيوط» من قبل مؤسسة تنمية الفنون والثقافة في أوزبكستان، حيث تم عرض تقاليد الحرف الغنية في بلادنا وتطورها على مدى القرن الماضي، بما في ذلك القطع الأثرية النادرة، وأقمشة المخمل من بخارى، والسجاد، والمشغولات اليدوية الحديثة، وأقمشة الحرير «إيكات» الفاخرة. في أكتوبر، من المقرر أيضًا تنظيم أسبوع ثقافي قطري في أوزبكستان، مما يعزز العلاقات الثقافية بين البلدين.

يتزايد التعاون السياحي أيضًا مع إطلاق الرحلات المباشرة بين الدوحة وطشقند، مما يمثل خطوة هامة لتعزيز السياحة. تقدم أوزبكستان مجموعة متنوعة من المعالم السياحية، من المدن القديمة مثل سمرقند وبخارى إلى المناظر الطبيعية الخلابة والأسواق الحيوية. وتقدم قطر بتنوعها المعماري الحديث، والمتاحف العالمية، والمغامرات الصحراوية تجربة مهمة وبنفس القدر من الجاذبية للسياح الأوزبكيين. تشمل الجهود المشتركة حملات تسويقية مشتركة والمشاركة في المعارض السياحية الدولية لتعزيز وجهات السياحة في كل بلد، مما يعزز التفاهم المتبادل والتقدير للأصول الثقافية والتاريخية الفريدة لكل أمة.

- هل هناك زيارات ثنائية قادمة مخطط لها؟

 في عام 2025، ستُعقد القمة الثانية لرؤساء دول حوار التعاون الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى في مدينة سمرقند الأوزبكية القديمة. نتوقع مشاركة قادة من دول الخليج، بما في ذلك سمو الأمير. نعتقد أن الشراكة الاستراتيجية بين أوزبكستان وقطر يمكن أن تعزز بشكل كبير الترابط بين آسيا الوسطى والخليج، مما يضع معايير جديدة للتفاعل الدبلوماسي والتعاون.

اقرأ أيضاً

هينك هوجندورن: تفعيل إطار الأصول الرقمية في قطر بنهاية العام

رئيس روسنفت: توطيد العلاقات مع قطر في قطاع صناعة الطاقة

نمو مطرد لسوق المنازل الذكية في قطر

أخبار ذات صلة

عون: أطلقنا مبادرات للتفاوض دون تجاوب

السعودية: أكثر من 66 مليون زائر للحرمين الشريفين خلال شهر