رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. فاتن الدوسري

مساحة إعلانية

مقالات

798

د. فاتن الدوسري

ألمانيا في قبضة اليمين

02 مارس 2025 , 02:00ص

تصدر «الحزب المسيحي الديمقراطي» بقيادة «فريدريش ميرتس» نتائج الانتخابات البرلمانية الألمانية الأخيرة بنتيجة 28 %، بينما حل حزب «البديل من أجل ألمانيا» في المركز الثاني بنتيجة 20 % تعد الأفضل في تاريخه، وفى المركز الثالث «الحزب الاشتراكي» بقيادة المستشار الحالي «شولتز» بنتيجة 16 %.

وبهذه النتيجة قد أصبح شبه مؤكد أن «ميرتس» مستشار ألمانيا القادم، لكن تبقى الإشكالية مع من سيتحالف لتشكيل الحكومة القادمة.

والمتابع للشأن الأوروبي خلال العقد الماضي، سيرى أن نتائج الانتخابات الألمانية ليست مفاجئة على الإطلاق-عكس ما يشاع إعلاميا بأنها مفاجئة - بما في ذلك الانتصار التاريخي الذي حققه البديل من أجل ألمانيا.

وبهذه النتيجة يمكن القول إن ألمانيا قد أصبحت في قبضة اليمين، كما تمهد بلا أدنى مواربة لمزيد من هيمنة اليمين خاصة المتطرف في الأجل القصير. على الرغم من أن الحزب المسيحي الديمقراطي الفائز لا يصنف في خانة اليمين المتطرف، وأعلن عدم تحالفه مع البديل من أجل ألمانيا لتشكيل الحكومة، كما أعلن مراراً اختلافه مع اليمين المتطرف.

فإنه من جهة لا تتباين أفكاره كثيراً مع اليمين المتطرف. ومن جهة أخرى، استنسخ ككل الأحزاب الأوروبية بكافة أطيافها أفكار وخطاب اليمين المتطرف في كثير من القضايا خاصة الهجرة والاقتصاد وبعض قضايا السياسة الخارجية خاصة الصراع العربي الإسرائيلي. ولعل الاختلاف فقط بين اليمين بصفة عامة واليمين المتطرف يدور حول قضايا هامشية مثل التشكيك في أوروبا، ودعم أوكرانيا، والعلاقات مع روسيا. فيما عدا ذلك، قد طمست المسافة الفاصلة بين اليمين المتطرف واليمين الأوروبي بصورة شبه تامة.

كحال كل أوروبا، صعد اليمين الألماني على خلفية أزمتين كبيرتين وهما أزمة الهجرة وتبعاتها خاصة تنامى التطرف، والأزمة الاقتصادية، وبطبيعة الحال يجد الناخب الأوروبي عادة الأحزاب التقليدية خاصة الاشتراكية عاجزة عن حل هاتين الأزمتين، والفشل الذريع لحزب شولتز خير مثال على ذلك.

يرى خبراء اليمين المتطرف أن هيمنة اليمين المتطرف على ألمانيا تحديداً، سيقلب السياسة الأوروبية الداخلية والخارجية رأسا على عقب. فألمانيا تاريخيا كانت المحركة لمعظم الأحداث الأوروبية الكبرى حتى الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفى الوقت الراهن تعد القوى الاقتصادية الأوروبية الأولى، وتتقاسم مع فرنسا الهيمنة السياسية على أوروبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.

أي بعبارة أخرى، تعد ألمانيا النموذج الأوروبي الملهم خاصة على صعيد الحراك والأفكار السياسية، مما يعنى أن الحالة الألمانية الراهنة تحت حكم اليمين المسيحي، ومعارضة قوية من قبل البديل من أجل ألمانيا، ستدفع باقي الدول الأوروبية إلى مزيد من صعود اليمين المتطرف.

وستتبنى الحكومة الألمانية الجديدة سياسات داخلية متشددة، ستلقى صدى واسعا في أوروبا، خاصة على صعيد الهجرة أو التشدد في حق الهجرة واللجوء والطرد المكثف للمهاجرين، حيث أشار ميرتس عقب انتصاره إلى تبنى سياسات أكثر تشددا تجاه الهجرة، والتي تعنى ضمنياً طرد المشتبه في تبنيه أفكارا متشددة، أو سحب الجنسية عنه، لاسيما في ضوء تنامى حالات الطعن في الأشهر الأخيرة والتي ساهمت في الفوز التاريخي لليمين المسيحي والمتطرف.

وهذا بالقطع سيؤدى إلى انتهاج إجراءات وسياسات ليست ديمقراطية، ومخالفة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تنامى مناخ التعصب والعنصرية خاصة تجاه مسلمي ألمانيا. فإن كان الحزب المسيحي يزعم رفضه لذلك، فإن انتصاره الساحق مع اليمين المتطرف؛ يعكس تنامى هذا المناخ المتطرف في ألمانيا، فبحسب وزارة الداخلية الألمانية تجاوزت جرائم الكراهية والعنصرية خاصة ضد المسلمين في ألمانيا نحو 500 جريمة في عامي 2023 و2024. وستنعكس هيمنة اليمين الألماني على السياسة الألمانية في بعض القضايا الرئيسية، حيث ستصبح أكثر تعسفاً تجاه الاتحاد الأوروبي، حيث يتطلع اليمين إلى دور مستقل سياسياً وعسكرياً. كما ستنعكس على سياسة ألمانيا التقليدية تجاه الشرق الأوسط خاصة النزوح نحو الدعم المطلق لإسرائيل، حيث صرح ميرتس في أكثر من مناسبة بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في غزة ضد الإرهاب. وفى التقدير الأخير، سقوط ألمانيا في قبضة اليمين ليس حدثاً عاديا، بل يؤشر لتداعيات خطيرة. حيث ستدفع أوروبا برمتها إلى هيمنة مطلقة لليمين المتطرف خلال العقد القادم بحسبان أن ألمانيا كانت الحصن المنيع أمام اليمين المتطرف الذي يحكم في دول أوروبية كثيرة منذ أكثر من عقد، وبالتالي، ستعصف بالديمقراطية الأوروبية الراسخة، وعلى الأرجح الاتحاد الأوروبي الذي يعانى من هشاشة كبيرة. علاوة على ذلك، ستدعم ألمانيا بقوة عصر الاستبداد العالمي الجديد الذي تقوده الترامبية الشعبوية في أمريكا.

اقرأ المزيد

alsharq النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى الدول أو الأفراد، بظهور بعض الشخصيات والحركات، المدنية والمسلحة، التي... اقرأ المزيد

180

| 12 ديسمبر 2025

alsharq عام على رحيل الأسد وانتصار الشعب

كان منتدى الدوحة المنعقد يومي 6 و7 ديسمبر الجاري فرصة متاحة للرئيس أحمد الشرع حتى يستخلص العبر من... اقرأ المزيد

69

| 12 ديسمبر 2025

alsharq نسيج الإنسان في مدارس قطر

اسمي موناليزا… نعم، أعرف ماذا تفكّرون الآن! مثل اللوحة الإيطالية الشهيرة تمامًا، لكن بيننا فرق بسيط: هي تجلس... اقرأ المزيد

105

| 12 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية