رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قبل البدء فإني أنصح أصحاب القلوب الرقيقة، ومن لم يصل حتى الآن إلى سن الرشد أن لا يقرأ ما سيرد في هذا المقال. فإنه، وبحسب ما وصل إلينا من علم، قد وصل إلى الظفرة العمانية، مركز قبيلة بني ياس، في حوالي 1550، شخص يسمى فلاح مع عائلته المكونة من أخويه (زايد وسيف) وأبناؤه (خالد وسلطان وسعدون "أو سعيد" وصقر ومحمد ونهيان). واختار فلاح واحة ليوا (في الأصل لجوا وتم استبدال الجيم بالياء) مقاماً لسكنه، وامتزج مع بني ياس، بل وحتى تمت المصاهرة معهم. إنه من الصعب تحديد المنطقة التي ورد منها فلاح بسبب ما مرت به منطقة الخليج العربي من غزوات عديدة، وتحرك أكبر لسكانها، ولالتجاء عدد من الأسر لقبائل أكبر بقصد الحماية من الغزوات والسلب والنهب مما أدى لاختلاط الأنساب. ومما زاد الأمر سوءاً هو قيام مجموعة من بعض النسابة والمؤرخين في نسب بعض الأسر إلى قبائل ليسوا بتابعين لها. فمثلاً نسب بعض المؤرخين بأن حكام أبوظبي هم من آل بو فلاح من الدواسر، إلا أن الشامسي ألحق نسبهم إلى بني هلال، أما السيابي فقد نسبهم إلى هوازن، وآخرون نسبوهم إلى قبيلة شمر. ولكن الواضح والأكيد أن فلاح عندما قدم إلى الظفرة لم يكن ينتسب إلى أي قبيلة (وثيقة واحدة تبين أصلهم ولكني لن أستخدمها، في الوقت الحالي، قبل التأكد من مصدرها). استغل الوافدون الجدد حب الأعراب للأموال والهبات فقاموا يقربون إليهم العديد من سكان تلك المنطقة حتى أحبوهم والتفوا حولهم. كان حاكم ليوا في تلك الفترة محمد بن سالمين السويدي، ولكن صقر بن فلاح قام بقتله وانتزع الزعامة منه، وبهذا دانت له رئاسة قبيلة بني ياس. وفي 1645 حدث خلاف بين صقر وإمام عمان ناصر بن مرشد اليعربي للجوء عدوه والي "ينقل" إلى حمى صقر. فقام صقر بالاستيلاء على إبل والي "ينقل"، الذي هو في حماه، فطلب منه اليعربي تسليم الإبل، ولكن صقر رفض، ودارت معركة بينهما انتهت بمقتل صقر وأخيه محمد. انتقلت الزعامة إلى زايد بن محمد. وفي ظروف غامضة تم قتل زايد وشقيقه سيف، وهرب أحفادهما إلى الشارقة (رجعوا في فترة زعامة ذياب). آلت الزعامة بعد ذلك إلى نهيان الذي شعر بالنقص لعدم انتمائه لنسب معروف، وتفتق ذهنه عن فكرة جهنمية وهي خلط الأنساب حتى يضيع أصلهم بين القبائل، ولكنه لم يستطع تنفيذها. خلف نهيان في زعامة ليوا، في 1729، ابنه عيسى الذي لم ينجب سوى ابن واحد وهو ذياب (بعض المصادر تذكر أن عيسى استلم الزعامة في 1759). المهم سعى عيسى لتحقيق حلم والده، وبحسب تقرير الضابط الإنجليزي هينيل، الذي كتبه إلى حكومة الهند، فإن عيسى بن نهيان هو من قام بتأسيس الحلف العشائري المسمى "حلف بني ياس". ودخل في الحلف قبائل عديدة ما عدا قبيلة المناصير القحطانية الذين كانوا يعرفون أصول فلاح وعائلته عندما كان يرعى فلاح مواشيه في حماهم، وأيضاً قبيلة بني قتب (بعض المصادر تكتبها بني كتب) القحطانية. وفي 1759 قام بنو قتب بشن حرب على تحالف بني ياس الذين هربوا بقيادة ذياب بن عيسى إلى جزيرة صير بني يأس، ومنها تحركوا إلى جزيرة أبوظبي. وتشير وثائق حكومة بومباي إلى أن ذياب استقر في جزيرة أبوظبي في 1761 لاكتشاف المياه العذبة فيها. وبهذا تكونت أول إمارة بقيادة ذياب بن عيسى بن نهيان الذي يعتبر أول حاكم على أبوظبي. استطاع ذياب، بمساعدة سعيد بن راشد بن شرارة الحميدي، لم شمل قبائل حلف بني ياس وتوحيدها في قيادة واحدة. وبعد ذلك تخلص ذياب من ابن شرارة الذي اضطر إلى النزوح باتجاه الوصل (دبي حالياً). وفي 1783 قام ابن عم ذياب، المدعو هزاع بن زايد، بمعارضة ذياب، واستطاع هزاع أن يؤلب عليه حلف بني ياس. انتهز ذياب فرصة سفر هزاع إلى البحرين فطرد كل أنصار هزاع وأقرباءه من ساحل عمان. رجع هزاع مسرعاً لتأديب ذياب، وبه انقسم حلف بني ياس إلى قسمين أحدهما مع ذياب والآخر مع هزاع. وتمكن هزاع، في 1793، من قتل ذياب والاستيلاء على أبوظبي. هربت عائلة ذياب إلى ليوا وتولى الزعامة عليهم شخبوط بن ذياب. وبعد سنتين، في 1795، شن شخبوط هجوماً على هزاع واستطاع القبض على عدد من أنصاره وأعدمهم، في حين استطاع هزاع الهروب إلى منطقة جبل الظنة وانقطعت أخباره. وما أن استقرت الأوضاع لشخبوط في أبوظبي حتى أتت، في 1799، قوات عبدالعزيز بن محمد آل سعود، بقيادة إبراهيم بن عفيصان، غازية لأراضي البريمي. ووقع صدام بينهم، وتمكن ابن عفيصان من الانتصار عليهم، وذهب وفد منهم إلى الدرعية لطلب الصلح ووافق عليه آل سعود بشرط انضمام قبائل ساحل عمان إلى ابن عفيصان للهجوم على عمان. وفعلاً تم ذلك ولكن بعد مدة انقلب شخبوط على آل سعود. وفي سنة 1816 قام محمد بن شخبوط بتنحية والده من ممارسة الحكم، ولكن لم يستقر الوضع له طويلاً حيث أطاح به، في 1818، أخوه طحنون مما أدى إلى هروب محمد إلى قطر لاجئاً، وبه لم يتمكن طحنون من اللحاق به خوفاً من القبائل القطرية. استمر طحنون في الحكم حتى قتل في عام 1833 على يد أخويه خليفة وسلطان. استلم خليفة حكم أبوظبي وعرف عنه أنه ظل عازباً إلى أن كبر في السن وبعدها تزوج وأنجب زايد وذياب. توفي خليفة بسبب وباء الجدري في 1845، ولأن زايد كان طفلاً فقد استلم الحكم أخوه سعيد بن طحنون. حكم سعيد من 1845 إلى سنة 1855 وفي هذه الفترة استمال قبائل الظواهر والنعيم وغيرها إلى جانبه، ولكنه قام بالتنكيل بأرملة خليفة وولديها زايد وذياب مما أجبرها على الهروب مع ابنيها إلى أخيها عبدالله السويدي بالشارقة. ترك سعيد الحكم إجبارياً، وقبل المغادرة نصب أخاه صقر ليتولى مكانه، ولكن الأهالي قاموا بطرد صقر ونصبوا زايد بن خليفة (الذي كان صغيراً عند وفاة والده). غضب سعيد من ذلك وقام بمهاجمة أبوظبي ونجح في الاستيلاء عليها بمساعدة القواسم. قام زايد (الذي يعرف أيضاً بزايد الأول أو زايد الكبير) وواجه قوات سعيد وانتصر عليها، وبعد ذلك توجه إلى الشارقة وقتل حاكمها خالد القاسمي. عرضت الإمارة، بعد وفاة زايد، في 1909، على ابنه خليفة فرفضها وأخذها أخوه طحنون الذي انتشرت في زمنه تجارة اللؤلؤ مما زادت مداخيله من ضرائب اللؤلؤ الأمر الذي قاد أخاه حمدان لقتله حسداً في عام 1912. عرضت الإمارة للمرة الثانية على خليفة ورفضها وأخذها حمدان. استمر حمدان في الحكم حتى قتل على يد أخيه سلطان في عام 1920. استلم سلطان الحكم حتى عام 1926 عندها قتل بيد أخيه الأصغر صقر بن زايد ثأراً لأخيه حمدان. وفي 1928 ثار الأخ الأكبر خليفة، الذي كان يرفض الحكم، ضد صقر وأرسل إليه رجالاً فقتلوه، ومن ثم نصب ابن أخيه شخبوط بن سلطان حاكماً لأبوظبي. اكتشف النفط في عهد شخبوط وزاد الرخاء ولكن في 1966 قام أخوه الأصغر زايد حاكم العين (الذي أقسم أمام والدته بالولاء لأخيه الكبير شخبوط) بالانقلاب على شخبوط. وفي العام 2004 توفى زايد وانتقل الحكم إلى ابنه خليفة الذي يقال إنه توفي مسموماً في عام 2013 ولكن لم يعلن عن وفاته حتى الآن.
وفي الختام أقول إنني لم أجد أسرة في الخليج يكثر فيها الخبث والدسائس وإراقة الدماء بين أفرادها مثل أسرة فلاح الذي جاء واستقر في عمان سوى عائلة واحدة وهي آل سعود في دولتهم الثانية. لقد حاولت تخفيف الأحداث وتلطيف الكلمات ولكن بعض الحقائق من الصعب تغيير حقيقتها .. فأرجو المعذرة
والله من وراء القصد ،،
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2547
| 30 أكتوبر 2025
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
2214
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
2052
| 03 نوفمبر 2025