رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

684

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

بعد 100 يوم تصدع في إدارة ترامب ونظرية الدومينو!!

04 مايو 2025 , 02:00ص

بعد 100 يوم من رئاسة ترامب- تبرز تصدعات كبيرة في جدران حكومته التي وظف ترامب وزراء وكبار المستشارين فيها بناء على الولاء والتبعية واستفزاز والانتقام من خصومه والدولة العميقة التي لاحقته على مدى 4 سنوات منذ خسارته انتخابات الرئاسة عام 2020 ورفضه حتى اليوم الإقرار بهزيمته. ليدّعي في مقابلته في ذي أتلانتيك «أنا أدير شؤون أمريكا في رئاستي الأولى، بينما في رئاستي الثانية فأنا مسؤول عن إدارة شؤون أمريكا الداخلية وشؤون العالم معاً»!! وأتعامل مع الخصوم.

والصادم هو شن ترامب حروبا على عدة جبهات الخصوم والديمقراطيين وأعداء الداخل وأعداء الشعب «الإعلام الذي ينتقده»، والقضاء والجامعات وعلى المستهلكين الذين سيدفعون تكاليف أكثر بسبب رفع ترامب التعريفات الجمركية. ناهيك عن خصومة واستعداء الحلفاء من كندا شمالا إلى المكسيك جنوبا والحلفاء الأوروبيين وأوكرانيا.

وزادت مطالبات البطالة لمستوى مرتفع في الأسبوع الماضي لتصل 241 ألف مطالبة بمخصصات البطالة، أعلى من المتوقع بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار بسبب رفع الرسوم والتعريفات الجمركية. وسجلت احصائيات 177 ألف فرصة توظيف في شهر أبريل بتراجع عن 185 ألف فرصة عمل في شهر مارس الماضي، بينما بقيت نسبة البطالة 4.2%. وتظهر الاحصائيات تراجع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة إلى أدنى نمو منذ عام 2022-بواقع 0.3%.

في الوقت الذي انتخب الأمريكيون ترامب لتحسين الأوضاع الاقتصادية وخفض الأسعار وتحقيق الاستقرار المالي-فإذا بترامب يحقق العكس. لذلك لم يكن مستغربا أن تتراجع شعبية ترامب لأدنى مستوى لرئيس بعد 100 يوم الأولى من رئاسته. تُظهر استطلاعات الرأي ان ترامب الرئيس الأقل شعبية مقارنة بالرؤساء السابقين على مدى 80 عاما بعد 100 يوم من بدء رئاستهم (42%)، لا ينافس ترامب بتراجع شعبيته سوى ترامب نفسه في رئاسته الأولى 42%!!

وكان صادما لوم وتحميل ترامب تراجع النمو الاقتصادي وانهيار سوق الأسهم لسياسات الرئيس بايدن الذي ورث منه اقتصادا سيئا بينما الواقع أن ترامب يدعي عند تحسن الاقتصاد بأنه مسؤول عنه، وعندما يتراجع الاقتصاد يلوم الآخرين وخاصة بايدن. بينما الحقيقة أن مجلة «ايكونومست» الرصينة وصفت الاقتصاد الأمريكي في غلاف عدد 19 أكتوبر 2024 قبل الانتخابات الرئاسية بأسبوعين «الجميع يحسد الاقتصاد الأمريكي»!!

تلقى ترامب صفعة قوية والقادة الغربيين الذين يتبنون خطاب ومواقف وسياسات ترامب بفوز مقنع لمرشح، الذي كانت فرص فوز حزبهم مستحيلة بعد الأداء السيئ لرئيس الوزراء جستن ترودو-واستقالته وانتخاب زعيم الحزب مارك كارني. كانت استطلاعات الرأي تظهر تراجع حاد لفرص فوزه وحزبه بالانتخابات البرلمانية الاثنين الماضي. حتى بدأ ترامب يستفز ويهاجم كندا ويطالب بضمها الولاية 51. ما أثار غضب وعصبية الكنديين الذين طُربوا بخطاب كارني الناقد بقوة وبتحد لاستفزازات ومطالب ترامب بالتعدي على سيادة واستقلال الدولة الجار والحليف والشريك التجاري الأول. وقاطعوا البضائع والمنتجات الأمريكية وحتى السفر إليها.

شكل فوز كارني تحديا لترامب وزعامته. وذّكر الكنديين «لن ننسى ما قام به ترامب والدروس ولن تعود العلاقات بيننا إلى ما كانت عليه». ويرى خبراء نتيجة الانتخابات وخسارة الحزب المحافظ وفشل رئيس الحزب نفسه بيير بوليفيري-»ترامب كندا» خسر مقعده، سيكون نموذجا لتوجه السياسيين والناخبين الأوروبيين بتفضيل مواجهة بلطجة واستفزازات ترامب هو الطريق لكسب عقول وقلوب الناخبين وشعبية السياسيين، وحتى الفوز بالانتخابات بأجندة التصدي ورفض والتصدي لاستفزازات ترامب وإدارته.

ودلالة على الأزمة في إدارة ترامب تمت إقالة الخميس الماضي مايك والتز مستشار الأمن الوطني، لأسباب مختلفة أبرزها انشاء والتز قبل أسابيع مجموعة دردشة على موقع سينغال يضم كبار المسؤولين: نائب الرئيس ووزير الدفاع ومستشار الأمن الوطني وكبيرة موظفي البيت الأبيض ومسؤولين آخرين وضم لهم بالخطأ جيفري غولدبرغ رئيس تحرير مجلة «ذي أتلانتيك»-(أجرت مؤخراً مقابلة مع ترامب معاً)»!! نشر في المجموعة خطط الهجوم على الحوثيين في اليمن عُرفت بفضيحة سيغنال «SignalGate»-عادة من يرتكب خرقاً أمنيا كتلك يحاكم ويُطرد من منصبه فوراً.

سارع ترامب بترشيح مستشاره للأمن الوطني والتز مندوبا دائما وسفيرا في الأمم المتحدة-لكن تعيينه يحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ ويتوقع استجوابا عسيراً. وكلف وزير الخارجية ماركو روبيو بالإضافة إلى وظيفته وبشكل مؤقت بمهام مستشار الأمن الوطني. في مهمة مستحيلة، وزير الخارجية يمضي أكثر من نصف سنوات عمله بالسفر ويقطع ما يصل لمليون ميل من السفر بزيارة عشرات الدول-كما كان الحال مع هيلاري كلينتون. فكيف يمكنه أن يقوم بأربع وظائف بالأصالة والتكليف معاً؟!!

ويُخشى أن تكون إقالة والتز بداية لدومينو إقالات مسؤولين! يتقدمهم وزير الدفاع هاغسيث-سرب في مجموعة سيغنال أخرى ضمت زوجته وشقيه ومحاميه الخاص-وشاركهم بمخطط لضرب الحوثيين!! ويمارس ضغط على ترامب لطرده لقلة خبرته وكفاءته!!

الملفت أوكل ترامب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف بمهام وزير الخارجية وكلفه بملفات مثقلة وصعبة. ويتكوف المبعوث الأمريكي في مفاوضات روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب، وهو المبعوث والممثل الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط وروما حول الملف النووي الإيراني، وويتكوف هو المبعوث والمفاوض بوساطة قطر ومصر بين إسرائيل وحماس لوقف حرب غزة والتوصل لصفقة إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين وإدخال المساعدات الطبية والغذائية. وهو متعثر ولم يحقق أي اختراقات في تلك الأزمات. خاصة خلفيته بقطاع العقارات لا تؤهله في مجال المفاوضات ولا يملك أي خبرة في السياسة الخارجية!! ولا أستبعد يعينه ترامب مستشار الأمن الوطن!!وهذه عينة من خيارات ترامب لمسؤولين يفتقدون للمهنية والخبرة والكفاءة!!

الواضح التشققات والتصدع في جدار إدارة ترامب بضغوطها الداخلية والخارجية العاصفة، تؤكد تفاقم أزمة إدارة بتداعيات مكلفة!!

مساحة إعلانية