رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. علي محيي الدين القره داغي

مساحة إعلانية

مقالات

858

د. علي محيي الدين القره داغي

قضايا ومسائل فقهية حول الأضحية 5 من 6

04 يونيو 2025 , 02:00ص

نواصل شرح القضايا والمسائل الفقهية حول الأضحية ونتناول: 

 * المسألة الثامنة عشرة: دفع قيمة الأضحية للفقراء بدل الذبح، لحاجتهم إلى الفلوس نقداً أكثر من اللحم، 

الجواب: لا يجزئ ذلك عن الأضحية، لما يأتي:

أولاً – ذبح الأضحية شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام وأن وجودها، وتعظيمها من مقاصد الشريعة فقال تعالى: ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )[ سورة الحج / الآية 32]، كما أن ذلك كان فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، لذلك لا يجوز مطلقاً ترك هذه الشعيرة، ولا تجزي القيمة عن الأضحية.

ثانياً- أما دفع قيمة الأضحية للفقراء بنية الأضحية، فلا تجزئ عن الأضحية كما ذكرنا.

ولكن إذا تبين أن الحاجة للفلوس أكثر وأشد، فحينئذ يدفع لهم باسم الصدقات، وحتى الزكاة بشروطها، ما يشاء، ويكون له أجره العظيم إن شاء الله تعالى.

فالشريعة قد جعلت لكل شيء ميزاناً، والأضحية شعيرة لها ميزانها، والصدقات العامة لها ميزانها، والزكاة لها ميزانها، فلا يجوز الخلط.

ثالثاً- وقد نص جمهور الفقهاء على أن الأضحية أفضل من الصدقة العامة – من حيث الظاهر- لأن الأضحية أوجبها بعض الفقهاء لقوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[ سورة الكوثر / الآية 2 ].

وعموماً فالثواب هو عند الله تعالى يضاعفه لمن يشاء حسب النية والحاجة، ولكن يجب أن تبقى الشعائر قائمة. هذا والله أعلم.

* المسألة التاسعة عشرة: تخصيص الأضحية بعائلة واحدة:

وتخصيص الأضحية بعائلة واحدة إنما يجوز إذا كانت العائلة كبيرة، أما إذا كانت عائلة صغيرة فينبغي أن يشرك معهم غيرهم، ليعمم الخير، وبخاصة في عصرنا الحاضر حيث المحتاجون كثيرون فلا ينبغي استئثار عائلة بذبيحة واحدة، والآخرون لا يصلهم شيء، إلاّ لمصلحة شرعية معتبرة.

* المسألة العشرون: تسليم الأضاحي (حيّة) للعوائل الفقيرة، وهم يذبحونها.

أولاً - الأضحية – كما سبق- شعيرة عظيمة، تحتاج إلى النيّة وأن تذبح في وقتها الذي يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى يوم العاشر من ذي الحجة إلى يوم الثالث عشر من ذي الحجة.

ثانياً - وحتى تكون الأضحية صحيحة في هذه الحالة، يمكن من خلال أحد الحليّن الآتيين: 

الحل الأول: أن يقوم الشخص المضحى بذبح أضحيته في الوقت الذي ذكرناه، ثم يقوم بتسليمها إلى العائلة الكبيرة. 

الحل الثاني: أن تسلم الأضحية إلى رئيس العائلة ويوكله بذبح الأضحية خلال فترة الأضحية (أي بعد صلاة العيد إلى اليوم الرابع) نيابة عن المضحي، ثم يأخذ منها ربعها، أو ثلثها، ويوزع الباقي على المستحقين.

مساحة إعلانية