رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد الفتاح السليماني

.abdelfattah.aboulaila@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

168

عبد الفتاح السليماني

الزي الوطني مبعث الأصالة المجتمعية وعنوان الهوية الراسخة

05 أبريل 2020 , 02:00ص

لا يختلف اثنان على أن المجتمع القطري أكثر الشعوب حفاظا على موروثه الثقافي الأصيل، وأكثر التزاما وتشبثا بزيه التقليدي المتوارث جيلا عن جيل، تميزا عن باقي البدان العربية خصوصا مع المتغيرات الحياتية الراهنة المتسارعة والنزعات الشبابية التواقة إلى التغيير والمنفتحة على الاستلاب والتقليد.

يتميز الزي القطري بكونه يشكل جزءا من هوية المجتمع، يسكن وجدانه الجمعي باختلاف الفئات والأعمار، ترسخ الحفاظ عليه عبر تنشئة أسرية ومدرسية، وعبر مواكبة مجتمعية ومواطنة صادقة هادفة، غايتها المثلى التأكيد على الأصالة والقيم التقليدية النبيلة دون الانصياع وراء أشكال الحداثة والابتداع المنسلخ عن الهوية الإسلامية العربية الخليجية، اعتبارا لكونه تراثا متجذرا يعكس بصدق الهوية الثقافية القطرية.

يمتاز الثوب القطري باختلاف ألوانه وطبيعته حسب الفصول، ففي الصيف مثلا يستخدم الثوب المصنوع من الأقمشة الخفيفة الناصعة البياض، بينما في الشتاء يلجأ الرجال الى ارتداء الثوب المصنوع من الأقمشة الأكثر سمكا ذات اللون الرمادي او الأسود، حيث يساعد على توفير الدفء خلال فترة البرد، إضافة الى ذلك يعمد الرجل القطري إلى ارتداء «الغترة « وهي قطعة قماش مربعة الشكل تكون في الغالب باللونين الأبيض والاحمر او الأبيض والأسود يتم تثبيتها بواسطة «العقال» الذي يبرز الهوية الوطنية القوية والمترابطة والمتراصة.

وفي المناسبات الرسمية والخاصة الوطنية منها والدينية، يتم ارتداء» البشت «الأسود وهو عبارة عن عباءة طويلة مطرزة بالخيوط المذهبة يلبس فوق الثوب المألوف ويعد مكونا أساسيا من الزي التقليدي القطري لا محيد عنه.

أما بالنسبة للزي النسائي، فان غايته الأولى هي البساطة والحشمة والوقار، إذ ترتدي النساء العباءة السوداء التي تغطي الجسم بالكامل، وهي عبارة عن ثوب حريري أو قطني أو مزيج بينهما، كما أنها تتميز بتصاميم تجمع بين الأناقة والأصالة في ذات الآن.

ويمثل التشبث بالزي التقليدي لدى المواطن القطري في كل المناسبات والمجالات اعتزازا برمزية هذا المكون المجتمعي ومظهرا رئيسا من مظاهر الهوية الوطنية متجسدا في كل مناحي الحياة اليومية سواء بالمجالس وبالإدارات ومكاتب العمل وفي المدارس والجامعات يتناقله الأبناء عن الآباء بحب ووئام وطواعية.، مما يبرز وبجلاء الأهمية القصوى المعطاة للزي التقليدي والجوانب المضيئة لتوارثه ومد جسور اصالته ورسوخه وتجسيدا صريحا للوحدة الوطنية.

وإذا كانت موجة الاجتياح الفكري والأيديولوجي قد استبدت بعقول الشباب والأطفال في خضم الثورة التكنولوجية، وسيادة وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، وارتباطا أيضا بالتغلغل الاستعماري في عدد من البلدان وتأثيره الواضح والجلي، فإن الترسانة الأخلاقية والتربوية في دولة قطر تقف حصنا منيعا أمام الانجذاب نحو أي تغيير سلبي يلامس جوهر الحفاظ على مكتسبات أرساها الآباء والأجداد.

مساحة إعلانية