رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سلوى حسين الباكر

مستشار ومدرب موارد بشرية

info@salwahalbaker.com

مساحة إعلانية

مقالات

333

سلوى حسين الباكر

الاتصال الداخلي يعزز الاستقرار الوظيفي

05 يونيو 2025 , 02:00ص

كثيرًا ما يُساء فهم الاتصال الداخلي داخل المؤسسات، ويُختزل في نشر أخبار إدارية أو تهنئة موظف متفوق برسالة بريدية. لكن الحقيقة أن الاتصال الداخلي الفعّال ليس ترفًا تنظيميًا، بل هو أحد أعمدة الاستقرار الوظيفي وتعزيز الولاء والانتماء، خصوصًا في بيئة العمل الحديثة التي تتسم بالتغير السريع والتحديات المستمرة. الاتصال الداخلي هو الشريان الذي يغذي المؤسسة بالمصداقية والوضوح، ويربط بين الإدارة والموظفين عبر قنوات تتجاوز الخطابات الرسمية إلى الحوار والتفاعل الحقيقي. وعندما يُدار هذا الاتصال بأسلوب مهني وإنساني، يُصبح أداة قوية في تحسين الأداء، وتعزيز الثقة، وتخفيف التوتر الناتج عن الغموض أو الانفصال الإداري. كثيرة هي المؤسسات التي يغيب فيها الصوت الواضح بين الموظفين والمديرين، ما يفتح المجال للشائعات والتكهنات والتوترات بين الموظفين ويزيد فجوة الثقة داخل بيئة العمل. أما حين يشعر الموظف أن صوته مسموع، وأنه جزء من القرارات التي تمس عمله، فإنه يتصرف وكأنه صاحب المؤسسة وليس مجرد موظف عابر.

نجاح الاتصال الداخلي يعتمد على نشر ثقافة مؤسسية تقوم على الشفافية، وتشجع التفاعل وتبادل الأفكار، وتحتضن النقد البناء. من الاجتماعات الدورية، إلى المنصات الرقمية الداخلية، إلى اللقاءات غير الرسمية مع الإدارة، كل ذلك يصب في بناء بيئة عمل مستقرة ومتماسكة. الاستقرار لا يعني غياب التغيير، بل يعني أن الموظفين مستعدون للتغيير فهم يشعرون أنهم جزء منه. وهذا لا يحدث إلا إذا كان هناك اتصال داخلي يعزز تواصلهم المؤسسي ويشاركهم مجريات العمل ويستمع لآرائهم و تساؤلاتهم. في النهاية، الاتصال الداخلي الناجح ليس مجرد وسيلة إعلامية، بل هو جسر استراتيجي تبنيه المؤسسات العاقلة لضمان استمراريتها واستقرارها. فالمؤسسة التي تتحدث مع موظفيها، هي مؤسسة تسمع صوت نجاحها قبل أن تسمع صوت استقالاتهم.

مستشار ومدرب موارد بشرية

مساحة إعلانية