رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الهيبة ليست مظهرًا خارجيًا ولا نغمة صوت مرتفعة، بل حالة من الاتزان والوعي تنبع من الداخل. إنها حضور هادئ يجبر الآخرين على احترامك دون أن تطلبه، وثقة تنعكس في نظراتك، وكلماتك، وحتى صمتك. والهيبة لا تأتي صدفة، بل تُبنى من عادات صغيرة تُمارس كل يوم حتى تصبح أسلوب حياة. أولى هذه العادات هي الانضباط؛ أن تفي بوعودك، وتحترم وقتك ووقت الآخرين. الشخص المنضبط يفرض احترامه دون أن يتحدث، لأن دقته تعكس احترامه لنفسه أولًا. ومن الهيبة أيضًا أن تتحدث بوعي، فالكلمة التي تخرج منك تمثلك، فلا تُكثر الحديث، ولا ترفع صوتك لتثبت حضورك. فالهدوء قوة، والصمت أحيانًا أبلغ من الخطابة. ومن العادات التي تصنع الهيبة: الاهتمام بالمظهر دون مبالغة، فالنظافة والترتيب البسيط يمنحانك حضورًا لائقًا، لأن التفاصيل الصغيرة تصنع الانطباع الأول. كذلك، العناية بالجسد والعقل جزء من الهيبة؛ فالطاقة المتوازنة، والنوم الكافي، والتفكير الواضح كلها تبعث رسالة غير منطوقة بأنك متزن وقادر على القيادة. احترام الذات أيضًا عادة يومية. لا تُقلل من نفسك، ولا تسمح لأحد أن يتجاوز حدودك. من يعرف قيمته لا يحتاج إلى أن يرفع صوته أو يثبت مكانته، لأن هيبته تتحدث عنه. كما أن الاستماع الجيد من علامات النضج، فالقائد الحقيقي يُنصت أكثر مما يتكلم، ويختار متى يتحدث ومتى يصمت. وأخيرًا، تذكّر أن الهيبة لا تُشترى ولا تُفرض، بل تُكتسب من نقاء القلب، وصدق النية، وثبات المبدأ. إنها نتاج تربية داخلية، واحترام ذاتي، واتزان نفسي يجعل حضورك مهيبًا حتى في أبسط المواقف. هيبتك ليست في حجم صوتك. بل في عمق عقلك، واتزانك، وثقتك التي لا تهتز.
231
| 05 ديسمبر 2025
لا يمكن لأي مؤسسة أن تبني مستقبلها على ما تعرفه اليوم فقط. في عالم تتسارع فيه التغيّرات، يصبح الاستثمار في التدريب والتطوير أكثر من مجرد ميزة تنافسية، بل ضرورة استراتيجية تضمن استمرارية النمو وتحقيق الأهداف. لكن التحدي الأكبر لا يكمن في تنفيذ البرامج التدريبية، بل في فهم الاحتياج الحقيقي لها وربطها بتحقيق التحفيز والتطوير المتوازن لكافة الفئات، من الموظف الجديد وحتى أصحاب القرار. إن الخطأ الشائع في بعض البيئات المؤسسية هو حصر التدريب في فئة دون أخرى؛ وكأن التعلم حكر على الجدد فقط، أو على من يعاني من قصور في الأداء. بينما الحقيقة أن العلم لا يعرف سقفًا، والتطوير لا يتوقف عند درجة وظيفية معينة. فكل موظف، مهما بلغ من الخبرة أو المنصب، يحتاج إلى أن يغذي عقله، ويُحدث أدواته، ويخرج من منطقة الراحة، ليبقى متجددًا وقادرًا على الإبداع والمساهمة الفاعلة. العقل البشري بطبيعته بحاجة إلى تنمية مستمرة، تمامًا كما تحتاج العضلات إلى تمرين كي تبقى مرنة وقوية. من جهة أخرى، يجب ألا يُنظر للتدريب كحدث عابر أو إجراء شكلي، بل كمسار متكامل يبدأ من تشخيص الاحتياج الحقيقي للفرد والفريق، ويُبنى على أسس واضحة تعكس التحديات الفعلية التي تواجهها المؤسسة. فحين يشعر الموظف أن البرنامج التدريبي مصمم خصيصًا لتلبية احتياجاته، ويرتبط مباشرة بتحقيق أهدافه المهنية، يتحول التدريب من مجرد جلسة إلى تجربة محفزة تنعكس آثارها على سلوكه وأدائه. أما القادة والمديرون فهم أحوج من غيرهم إلى التدريب؛ لأنهم يقودون التغيير، ويصنعون ثقافة التعلم، ويؤثرون على الآخرين من خلال سلوكهم. القائد الذي يتعلم باستمرار، يرسل رسالة ضمنية لفريقه مفادها أن الاحتراف الحقيقي هو في استمرار التعلم، وليس الاكتفاء بشهادة أو منصب. وختامًا، إن بناء ثقافة تدريبية متجذرة في المؤسسة، تقوم على الاحتياج الواقعي والتحفيز الداخلي، وتؤمن أن التدريب حق للجميع وليس امتيازًا لفئة، هو استثمار طويل الأجل ينعكس على الإنتاجية، والروح المعنوية، والولاء المؤسسي. فكما تحتاج الأجسام إلى غذاء، تحتاج العقول إلى تطوير، وتحتاج المؤسسات إلى عقول متجددة لا تشيخ مهما طال بها الزمن.
186
| 27 نوفمبر 2025
النجاح لا يصنعه العمل فقط، بل الإنسان الذي يقف خلف العمل. فقبل أن نطالب أنفسنا بالإنتاج والإبداع، علينا أن نسأل: هل نحن بخير؟ هل جسدنا، ونفسنا، وعقلنا في توازن يسمح لنا بالعطاء؟ الإهمال في الصحة النفسية والجسدية والعقلية هو أخطر ما يمكن أن يصيب الإنسان، لأنه لا يسلبه طاقته فحسب، بل يسلبه القدرة على أن يعيش ويعمل بشغف. الجسد المرهق لا يستطيع أن يبدع، والعقل المزدحم لا يفكر بوضوح، والنفس المثقلة لا تملك الحماس. من يرهق نفسه بالضغوط ولا يمنحها راحة، سيضعف تركيزه ويخطئ في قراراته. ومن يهمل جسده سيفقد قوته في العمل وفي البيت، لأن التوازن لا يتحقق إلا عندما تكون الصحة أولوية لا خيارًا. فكل ضعف داخلي ينعكس خارجًا: على طريقة التفكير، على الأداء، وعلى العلاقات. والموظف الذي لا يعتني بنفسه لن يستطيع أن يعتني بعمله، لأن الإنجاز يبدأ من الداخل لا من المكتب. الصحة النفسية والعقلية ليست رفاهية، بل هي أساس الإتقان. حين تكون متصالحًا مع نفسك، ومرتاحًا في جسدك، ومنسجمًا مع فكرك، تصبح أكثر قدرة على التركيز، وأكثر إنتاجًا وابتكارًا. لذلك فإن الاعتناء بالنوم، بالغذاء، بالهدوء، وبالراحة الذهنية ليس ترفًا… بل استثمار في جودة العمل والحياة معًا. وأخيراً…… كل مؤسسة قوية تبدأ بأفراد متوازنين من الداخل، وكل نجاح حقيقي يُبنى على عقلٍ واعٍ ونفسٍ مطمئنة وجسدٍ سليم. فمن أراد أن يُتقن عمله، فليبدأ أولًا بإتقان العناية بنفسه. فالصحة ليست مجرد حياة بلا مرض، بل طاقة، ووضوح، وقدرة على العطاء… هي الجذر الذي تُثمر منه كل إنجازاتنا.
126
| 20 نوفمبر 2025
في عالم مليء بالتحديات والتقلبات، يظهر القادة الحقيقيون من بين الصفوف لا حين تسير الأمور بسلاسة، بل حين تضطرب الأمواج وتتعثر الخطى. القادة الذين يتركون بصمة لا تُمحى ليسوا أولئك الذين لم يسقطوا يومًا، بل أولئك الذين عرفوا كيف ينهضون من سقوطهم أقوى، وأعمق، وأكثر فهمًا للحياة والناس. هؤلاء القادة لا يرون في الفشل نهاية، بل بداية جديدة مليئة بالدروس. ينظرون لكل عثرة باعتبارها فرصة لفهم نقاط الضعف، ومراجعة الخطط، وتصحيح المسار. فهم لا يخجلون من الخطأ، بل يتعاملون معه كأداة تدريب مجانية، تقوّي عزيمتهم، وتفتح عقولهم على زوايا لم يرَها الآخرون. ومن أسرارهم كذلك، أنهم لا يُغرقون فرقهم في الإحباط عند أول خطأ، بل يصنعون بيئة عمل تحفّز على المحاولة والتجريب. فهم يعلمون أن العقول المقيدة بالخوف لا تُنتج، وأن بيئة تتقبل الفشل المؤقت هي وحدها القادرة على إنجاب ابتكار دائم. ولذلك، يشجّعون فرقهم على خوض المخاطر المحسوبة، ويكافئون التعلم لا النتائج فقط. كما أن من أبرز أسرار قادة التميز، امتلاكهم لما يُعرف بـ “المرونة القيادية”، أي قدرتهم على إعادة التكيف، وتغيير الرؤية عندما تستدعي الظروف، دون أن يشعروا بأنهم خسروا السيطرة. فالقائد المتميز لا يُصر على طريقة واحدة، بل يبحث دومًا عن الأفضل، ويتقبّل التغيير كجزء طبيعي من النمو، لا كتهديد. وأخيرًا، فإن القائد الملهم لا يصنع النجاح لنفسه فقط، بل يصنعه لفريقه معه. لا يقف على قمة الإنجاز وحده، بل يمسك بأيدي الآخرين ليصعدوا معه. يشاركهم المعرفة، ويحفزهم على القيادة، ويؤمن أن النجاح الحقيقي هو أن تترك خلفك من يستطيع إكمال المسيرة دونك، وبالطريقة التي غرستها فيهم. في زمن التغيير السريع والضغوط المستمرة، قد نحتاج أن نتعلّم من هؤلاء القادة كيف نُحوّل لحظات الشك إلى دفعة، وكيف نرى في كل فشل نافذة، وفي كل نقد مرآة، وفي كل تحدٍّ فرصة ذهبية لاكتشاف ما لم يكن ظاهرًا فينا. فهكذا يصنع التميز… وهكذا يبقى القائد قائدًا، حتى في أحلك الظروف.
312
| 14 نوفمبر 2025
كثيرون يظنون أن نجاحهم ثمرة اجتهادهم وحدهم، وأن كل ما وصلوا إليه جاء نتيجة تعبهم وساعات عملهم الطويلة. لكن الحقيقة الأعمق تقول إن الاجتهاد وحده لا يكفي. فهناك خيط خفي من البركة، إن وُجد زاد الجهد قيمة، وإن غاب ضاع التعب في زحام الأيام. البركة لا تهبط صدفة، بل تبدأ من الداخل… من البيت، من القلب، من النية، من العلاقة الصافية مع من حولنا. بركة العمل لا تأتي من المكتب ولا من الاجتماعات، بل من دعوة أمّ راضية، وابتسامة أبّ فخور، ودعاء زوج او زوجة، ورضا أبناء يشعرون بحبّك واهتمامك رغم انشغالك. فحين يكون الداخل مستقيمًا، يفيض الخارج نورًا وتوفيقًا. والبركة ليست في الإنجاز فقط، بل في التقرب إلى الله، والصدق في النية، والإخلاص في العمل. هي في الوقت الذي يكفي، وفي الجهد الذي يُثمر، وفي العمل الذي يُراد به وجه الله. فالله لا يبارك في عملٍ لم يُرد به وجهه، مهما عَظُم في أعين الناس. أما العمل الذي يبدأ بنية طيبة، فهو وإن بدا صغيرًا، يُثمر بركة تتجاوز التوقعات. قد تبذل الكثير من الجهد، وتجد أن النتائج لا توازي ما قدّمت، لأنك فقدت البركة في الطريق. وقد تعمل بهدوء وصدق وتجد أن الله يسخّر لك الأسباب ويقرّب إليك الفرص، لأنك بدأت من المكان الصحيح — من الداخل. فكل توفيق حقيقي يبدأ من نية طيبة، ومن قلبٍ لا يحمل إلا الامتنان لمن حوله. العمل المتقن ليس في المهارة وحدها، بل في النية التي تُحرّكه. والنجاح ليس في المال ولا المناصب، بل في البركة التي تمنح لأعمالنا معنى ودوامًا. فبركة اليوم تبدأ من رضا الوالدين، وبركة الطريق تبدأ من حسن النية، وبركة العمل تبدأ من الصدق مع النفس قبل السعي وراء النتائج. وأخيرًا، فلنتذكر دائمًا أن كل جهد بلا بركة هو جهد ناقص، وكل تعب بلا رضا هو طريق طويل بلا ثمرة. فلنبدأ من الداخل؛ من إصلاح علاقتنا بأهلنا، وبأنفسنا، وبربّنا. فحين تكون القلوب مطمئنة والبيوت راضية، تتفتح أبواب الرزق والتوفيق بلا استئذان. البركة لا تُرى… لكنها تُشعرك أن القليل يكفي، وأن الجهد يؤتي ثماره، وأن الحياة تبتسم لك من حيث لا تحتسب.
528
| 07 نوفمبر 2025
في كثير من المؤسسات، تتحول برامج التدريب من وسيلة تطوير حقيقية إلى مجرد إجراء روتيني يُنفّذ لتعبئة التقارير واستكمال عدد الدورات التدريبية المطلوبة سنويًا. نرى موظفين يُرسلون إلى دورات لا تمت بصلة لمهامهم اليومية، ولا تضيف شيئًا إلى أدائهم أو مسارهم المهني. والنتيجة؟ هدر في الوقت والميزانية والجهد، دون أثر ملموس على الإنتاجية أو جودة العمل. التدريب الحقيقي لا يُقاس بعدد الشهادات، بل بمدى تغيّر السلوك وتحسّن الأداء، وهنا تكمن المسؤولية الكبرى في يد المدير المباشر، فهو الأقرب لموظفيه والأقدر على تحديد ما يحتاجه كل فرد من تطوير، فبدل أن يُنزل الموظف عشوائيًا في أي برنامج متاح، يجب أن تُبنى خطة التدريب على تحليل دقيق للاحتياجات، يشارك فيها المدير بالتعاون مع إدارة التدريب والتطوير. بهذا الشكل يصبح التدريب موجّهًا ومؤثرًا، لا شكليًا أو متكررًا. من المؤسف أن بعض المؤسسات تُرسل موظفيها في الدورات فقط لإكمال العدد المطلوب في النظام، دون النظر إلى القيمة المضافة أو الارتباط بالمسار المهني، وكأن الهدف أصبح “الكمّ” لا “النوع”. بينما المؤسسات الناضجة تُدرج النقاط التدريبية ضمن خطة التقييم السنوي للموظف منذ بداية العام، بحيث تكون مرتبطة بأهداف الأداء، وتُراجع بشكل دوري لمعرفة مدى تحققها. ويجب ألا يُغلق العام إلا بعد إتمام هذه الخطة بفاعلية ونتائج ملموسة، لا بمجرد حضور شكلي أو تقرير مكتوب. المنظمات التي تؤمن بالتطوير الحقيقي تعرف أن التدريب ليس جائزة تُمنح، ولا عقوبة تُفرض، بل حق ومسؤولية مشتركة بين الموظف وإدارته. فحين يتم تحديد نقاط الضعف بدقة، وتصميم برامج تدريبية لمعالجتها، يصبح التدريب استثمارًا في الإنسان لا في الورق. بل أكثر من ذلك، يصبح التدريب أحد أعمدة التحفيز الداخلي، لأنه يُشعر الموظف أن المؤسسة ترى فيه قيمة قابلة للنمو، لا مجرد رقم في الميزانية. وأخيرًا، إذا أردنا أن نصنع بيئة عمل تتطور بوعي، فعلينا أن نعيد تعريف التدريب داخل مؤسساتنا. هو ليس دورة في جدول… بل خطوة في رحلة التميز. هو ليس حضورًا إلزاميًا… بل مشاركة في بناء المستقبل. وحين ندرك هذه الحقيقة، لن نحتاج إلى عدد كورسات لإثبات أننا نتطور، بل سنرى التطوير واقعًا حيًا في عقول الناس وأدائهم كل يوم.
318
| 30 أكتوبر 2025
في كل صباح، هناك من يأتي إلى عمله ليؤدي ما اعتاد عليه، وهناك من يأتي ليصنع فرقًا. الفارق بين الاثنين ليس في المكان ولا في المهام، بل في الهدف. فالحياة العملية لا تُقاس بعدد السنوات التي نقضيها خلف المكاتب، بل بما نُنجزه خلالها، وبما نضيفه لأنفسنا ولمنظمتنا كل يوم. النجاح لا يحدث صدفة، بل نتيجة أهداف واضحة تُرسم بخطوات صغيرة ومتتابعة. الهدف اليومي هو الوقود الأول الذي يدفعك لتتحرك، والهدف الأسبوعي هو اختبار لاستمرارك، أما الهدف الشهري فهو انعكاس حقيقي لقدرتك على الالتزام. حين تُخطط ليومك بدقة، لن يضيع أسبوعك. وحين تلتزم بأهدافك الأسبوعية، ستجد أن شهرك أصبح إنجازًا متكاملاً. وهكذا تتحول التفاصيل الصغيرة إلى نجاحات عظيمة. فهذه الأهداف الصغيرة التي تضعها وتحققها بانتظام، هي التي تبني في النهاية أهدافك الكبرى وتقرّبك من رؤيتك البعيدة خطوة بخطوة. لكن المشكلة أن بعض الموظفين يقضون سنوات طويلة دون أن يسألوا أنفسهم: ما الذي أريد تحقيقه هذا الأسبوع؟ هذا الشهر؟ هذا العام؟ يعيشون كل يوم كما لو أنه نسخة مكرّرة من اليوم الذي سبقه، دون أي تغيير أو نمو. منطقة الراحة هي أخطر مكان يمكن أن يطيل بقاءك دون أن يطورك. هي الدائرة التي تُخدرك بالاستقرار، لكنها تسلب منك النمو والطموح والإبداع. الموظف الذي يكتفي بما يعرفه اليوم، سيجد نفسه غدًا خلف من كانوا بالأمس يتعلمون منه. القوة الحقيقية لا تأتي من كثرة العمل، بل من وضوح الاتجاه. كل يوم يمر دون هدف هو فرصة ضائعة للتطور. ضع لنفسك هدفًا حتى لو كان بسيطًا: أن تتعلم مهارة جديدة، أو تحسّن طريقة عملك، أو تقدم فكرة واحدة تفيد فريقك. لا تنتظر من مديرك أن يدفعك دائمًا، فالموظف المتميز هو من يُحفز نفسه بنفسه، ويصنع طاقته من إيمانه بأن الركود موت بطيء والطموح حياة مستمرة. تذكّر دائمًا: العقول التي لا تُغذّى بالتحديات تذبل، والمواهب التي لا تُستخدم تصدأ، والأحلام التي لا تتحرك تموت. ابدأ من اليوم بخطة صغيرة… اكتب أهدافك اليومية، راجعها كل أسبوع، قِس تقدّمك كل شهر، واحتفل بإنجازاتك مهما كانت بسيطة، لأن من يتقن بناء الأهداف الصغيرة، سيجد نفسه يومًا قد حقق أهدافًا كبرى لم يكن يظنها ممكنة. وأخيرًا، لا تنتظر أن تتغير الظروف… بل كن أنت التغيير. فالموظف الذي يطور نفسه اليوم، هو القائد الذي سيقود غدًا. أما من اختار البقاء في منطقة الراحة، فسيستيقظ يومًا ليجد أن الفرص قد مضت، وأنه ما زال في المكان نفسه… بلا هدف، وبلا أثر.
552
| 23 أكتوبر 2025
في أروقة التوظيف ومجالس اتخاذ القرار، يتكرر سؤال محوري: هل تكفي الشهادة الأكاديمية لتحديد من يستحق المنصب؟ أم أن الشهادة يجب أن تقترن بكفاءة حقيقية تُثبتها الممارسة والخبرة؟ في زمنٍ تتسارع فيه التغيّرات وتزداد فيه متطلبات النجاح، لم يعد الامتياز الأكاديمي وحده ضمانة للجودة، بل أصبح الجمع بين المؤهل والكفاءة هو المعيار الحقيقي للاستحقاق. الشهادة تفتح الباب، لكنها لا تكفي للبقاء داخله، فالسوق اليوم يبحث عن من “يُنجز” لا من “يحمل اللقب”. كم من موظف تولّى منصبًا إداريًا أو قياديًا لمجرد حصوله على مؤهلٍ أكاديمي دون أن يمتلك خبرة فعلية في الميدان، ليكتشف لاحقًا أن المقعد أكبر من قدراته. وما يزيد الأمر تعقيدًا، أن بعض المؤسسات تُعين حديثي التخرج مباشرة في مناصب عالية، وتكرر موقف تولي المناصب بعد فترة تدريب قصيرة تمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر، يتم تثبيتهم وتمنحهم مناصب قيادية بحجة الشهادة، رغم افتقارهم للخبرة العملية في التعامل مع المواقف اليومية وإدارة الأفراد. هذه الممارسات تُفرغ فكرة الكفاءة من معناها، وتُفقد الفريق توازنه، لأن القيادة ليست منصبًا إداريًا بل مسؤولية تحتاج إلى نضج وتجربة. الكفاءة الحقيقية لا تُقاس بعدد الأوراق أو الألقاب، بل بقدرة الشخص على اتخاذ القرار، وقيادة الفريق، وتحويل الخطط إلى نتائج ملموسة. والمؤسسات التي تفصل بين الشهادة والكفاءة تُجازف بسمعتها وأدائها، لأن من يفتقر إلى الخبرة العملية لن يستطيع إدارة من يملكها. فالمعادلة الصحيحة ليست “شهادة مقابل كفاءة”، بل “شهادة تدعم كفاءة”. الكرسي لا يُمنح لمن يحفظ المصطلحات، بل لمن يملك البصيرة، ويُتقن القيادة، ويُترجم علمه إلى إنجاز. ولهذا يجب أن تتحول فلسفة التوظيف من الاكتفاء بالسؤال: «ما مؤهلك؟» إلى السؤال الأعمق: «ماذا أنجزت؟» ومن النظر إلى الشهادة كغاية إلى اعتبارها وسيلة تمكّن الكفاءة من الظهور. فحين يُمنح المنصب لمن يجمع بين العلم والخبرة، يصبح الكرسي وسيلة للتطوير، لا مكافأة مؤقتة. ختاما المؤسسات التي تريد البقاء لا تكتفي بالمؤهل الأكاديمي، بل تبحث عمّن يستطيع تحويل المعرفة إلى قيمة. الشهادة مهمة، لكنها تفقد معناها إن لم تسندها كفاءة تليق بالمسؤولية. والكرسي، في نهاية الأمر، لا يُثبت بالورق، بل بالفعل. فالأجدر به ليس من نال شهادة أعلى، بل من يترك أثرًا أعمق.
465
| 16 أكتوبر 2025
حين نسمع كلمة «سمعة الشركة»، يتبادر إلى الأذهان فورًا أقسام العلاقات العامة، المؤتمرات الصحفية، الحملات الإعلانية، وصفحات التواصل التي تعرض أخبارًا وإنجازات لامعة. صحيح أن هذه كلها أدوات مهمة لصناعة الصورة العامة، لكنها وحدها لا تكفي؛ فالأصل في السمعة يبدأ من الداخل، من أروقة الشركة نفسها، في مكاتبها وبين موظفيها، هناك حيث تُبنى القصص الحقيقية وتنطلق الانطباعات التي لا تستطيع أي حملة إعلانية تزييفها مهما بدت جذابة. كل موظف في مؤسستك هو مرآة صغيرة تعكس صورتها، وكل تفاعل يومي معه — سواء أكان تقديرًا أم تجاهلًا، دعمًا أم ضغطًا مبالغًا فيه — يسهم في تشكيل قصته الداخلية عن الشركة. وهذه القصة لا تبقى حبيسة الجدران، بل تنتقل إلى أصدقائه وعائلته وتظهر على ملامحه حين يُسأل: «كيف العمل معكم؟» موظف يبتسم ويتحدث بفخر عن بيئته ينشر صورة إيجابية أقوى من أي إعلان، بينما موظف متذمر يشعر بالضغط أو الظلم أو غياب التقدير، يهدم بحديثه البسيط كثيرًا مما يُصرف على بناء صورة المؤسسة. الجميل أن بناء هذه السمعة يبدأ من تفاصيل صغيرة لكنها عميقة الأثر؛ مثل قائد يقدّر جهود موظفيه علنًا، أو إدارة تستثمر بصدق في تطوير كوادرها، أو سياسة مرنة تسمح للأمهات بمواءمة ساعات عملهن مع التزامات أسرهن. هنا يشعر الموظف أن المؤسسة تراه إنسانًا لا مجرد أداة أداء، فيخرج للناس صادقًا حين يتحدث عن مكان عمله، لا مجبرًا على تلميع صورة لا تعبر عن الحقيقة. وأخيرًا، تذكّر أن سمعة شركتك ليست مجرد شعار يعلّق على الجدران ولا قصة تُسجّل في تقارير الإعلام، بل هي حقيقة يعيشها موظفوك كل يوم ويحكونها بطريقتهم حين يخرجون من مكاتبهم. إذا أردت أن يراك السوق مؤسسة موثوقة ومحترمة، ابدأ بأن تكون كذلك فعلًا في عيون فريقك. هؤلاء الناس ينقلون قصتك الحقيقية إلى بيوتهم وأصدقائهم وحتى إلى منافسيك دون أن تشعر. قد تكون حكايتهم عنك مليئة بالفخر والرضا، أو مليئة بالاستياء والخذلان — والفرق هنا يصنع كل شيء. ابحث عن إرثك في قلوب موظفيك أولًا، وستجد أن صورتك الخارجية ستتبع ذلك من تلقاء نفسها.
1026
| 10 أكتوبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في داخلك ألف سؤال وتردد؟ كم مرة وافقت على مهام إضافية أو التزمت بموعد مستحيل فقط كي لا يُقال عنك إنك سلبي أو غير متعاون؟ الحقيقة أن كثيرًا منا يظنون أن الموافقة المستمرة هي الطريق للحفاظ على صورة الموظف المثالي، بينما في الواقع هي أقصر طريق لفقدان التوازن وربما احترام النفس أيضًا. قول «لا» في بيئة العمل لا يعني بالضرورة أنك شخص صعب أو غير راغب في المساعدة. بل أحيانًا هو أسمى درجات الاحترافية. الموظف الواعي يدرك حدوده ويعرف كيف يحمي جودة عمله دون أن يغلق باب التعاون. تخيّل زميلًا يأتيك بطلب عاجل وأنت غارق في مهمة حرجة ستحدد مصير مشروع بأكمله. هل تعتقد أن قول «نعم» هنا هو الحل الأمثل؟ أم أن توضيح ارتباطاتك الحالية، وعرض توقيت لاحق، أفضل بكثير للجميع؟ المسألة كلها في أسلوب الاعتذار: بدلًا من ردود حادة مثل «لا أستطيع» أو «هذا ليس من مهامي»، يمكن أن تقول بلطف: «أقدّر ثقتك بي، لكن لديَّ حاليًا أولويات ستتأثر إن أضفت عليها المزيد. دعنا نرتب الوقت المناسب سويًا، أو نرى أن كان زميل آخر يمكنه المساعدة الآن». هكذا تحافظ على مهنيتك، وتظهر حرصك على النتائج لا على التهرب. كما أن إشراك الطرف الآخر في البحث عن حل بديل يخفف من وقع كلمة «لا»، ويحوّلها من رفض مباشر إلى تعاون إيجابي. فتكون قد وضعت حدودك بوضوح، وأعطيت رسالة أنك حريص على الفريق كله، لا فقط على راحتك الشخصية. وأخيرًا، تذكر أن قول «لا» ليس جريمة ولا علامة ضعف التزام، بل خطوة ذكية لحفظ نفسك وجودة عملك وحتى تقدير الآخرين لك. الموظفون الذين يعرفون متى يعتذرون بلطف ويضعون حدودهم يُنظر إليهم باحترام أكبر، لأنهم يُقدّرون وقتهم وطاقتهم دون أن يفقدوا روح التعاون. هكذا تحفظ نفسك… وتحفظ تقديرهم لك في آن واحد.
852
| 02 أكتوبر 2025
عندما تُذكر كلمة «الاستدامة»، يتجه ذهن كثيرين فورًا إلى المصانع الكبرى، خطوط الإنتاج، انبعاثات الكربون، أو ترشيد استهلاك المياه والطاقة. وهذا صحيح بلا شك، لكن ما يغيب عن الكثير من المؤسسات أن رحلة الاستدامة لا تبدأ فقط من المصانع، بل من المكاتب أولًا، من الطريقة التي نعمل وندير بها شؤوننا اليومية. هل لاحظنا حجم الورق الذي نستهلكه في الاجتماعات والمراسلات؟ أو الكهرباء المهدرة في مكاتب مضاءة وأجهزة عاملة بلا داع؟ حتى العادات البسيطة مثل طباعة مستندات يمكن قراءتها رقميًا، أو تجاهل إعادة تدوير النفايات المكتبية، كلها تسهم في بناء بيئة عمل لا تنسجم مع مفهوم الاستدامة. الأمر لا يتعلق فقط بالبيئة، بل بالوعي الذي تحمله المؤسسة تجاه مسؤوليتها في استخدام الموارد — مهما صغرت — بعقلانية وحرص. المكاتب التي تزرع ثقافة الاستدامة بين موظفيها، ولو بخطوات صغيرة، تؤسس لفكر طويل الأمد. كأن تعتمد سياسات «مكاتب بلا ورق» ما أمكن، وتشجع على الاجتماعات الافتراضية لتقليل التنقل، وتوفر مساحات خضراء تعزز الرفاه النفسي وتعيد الاتصال بالطبيعة. والأهم، أن تشرك موظفيها في برامج للتوعية بالفرز وإعادة الاستخدام، ليشعروا أنهم جزء من حركة أكبر تحمي الأرض وتكرم الموارد. مثل هذه الممارسات تغرس قيمًا عميقة يتبناها الموظفون حتى في منازلهم، فتنتقل الاستدامة من كونها تعليمات إدارية إلى سلوك شخصي متأصل. وأخيرًا، الاستدامة ليست مشروعًا منفصلًا في تقرير المسؤولية المجتمعية ولا بندًا يُضاف لإرضاء التصنيفات العالمية، بل هي أسلوب حياة يبدأ من أروقة المؤسسة نفسها. من مكاتبها، من عادات موظفيها اليومية، ومن القيم التي تعززها الإدارة في تفاصيل العمل. عندما تبدأ المؤسسات بإصلاح ما يجري داخل مكاتبها، ستجد الطريق إلى مصانعها وعملياتها الكبرى أسهل بكثير… وتكون بذلك قد وضعت أساسًا حقيقيًا لاستدامة لا تبقى على الورق، بل تعيش في الواقع.
333
| 28 أغسطس 2025
ليس كل من جلس على كرسي الإدارة قائدًا بحق. هناك من يكتفي بأن يملأ المكان أوامر وتعليمات، فتدور عجلة العمل حوله وحده، وحين يغيب تتعطل كل المسارات. وهناك قائد آخر، مختلف تمامًا، يؤمن أن إرثه الحقيقي لا يقاس بعدد التابعين الذين يصفقون له، بل بعدد القادة الذين نشؤوا على يديه، وصاروا مستعدين ليقودوا بأنفسهم ويصنعوا فرقًا جديدة. القائد الذي يصنع قادة لا يهاب أن يتفوق عليه أحد من فريقه، بل يسعى لذلك بصدق. يمنح أعضاء فريقه فرصًا حقيقية لقيادة المشاريع، يعلمهم كيف يتحملون القرارات ويتعلمون من النتائج، يقف خلفهم حين يحتاجون الدعم، ويتراجع خطوة عندما يحين وقتهم للتألق. يشجع النقاش والاختلاف، يرحب بالرأي الذي لا يشبه رأيه، ويمنح أصغر موظف فرصة ليسمع صوته بوضوح. أما المدير الذي يكتفي بصناعة تابعين، فيعيش أسرًا وهميًا داخل دائرة سلطته، يفرض الصمت، يغذي الخوف، فلا أحد يجرؤ على اقتراح فكرة جديدة أو مجادلة خطة قد تكون ناقصة، هكذا يقتل الفكر في الفريق، ويصنع بيئة تابعة تنتظر التعليمات، وربما يظن أنه بهذا يضمن مركزه، لكنه في الحقيقة يضعف مؤسسته ويهيئها للسقوط عند أول غيابه. وأخيرًا، القائد الحقيقي هو الذي يُخلّد أثره في الناس، لا في مكاتبه وتقاريره، يصنع فرقًا تفتخر أنها تعلمت منه كيف تقف على قدميها وتشق طريقها بثقة، ذاك هو الإرث الحقيقي: قادة أقوياء خرجوا من تحت جناحيك ليقودوا هم سفنًا أخرى في بحر الحياة.
192
| 17 أغسطس 2025
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
3972
| 05 ديسمبر 2025
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2667
| 30 نوفمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1725
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1569
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1410
| 06 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1155
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
987
| 07 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
879
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
648
| 05 ديسمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
639
| 30 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل