رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

1303

صالحة أحمد

قضية الإبداع والمتهم فيها مبدع "3"

05 يوليو 2011 , 12:00ص

مازال الحديث عن الإبداع مستمراً، ومازال الإبداع هو ذاته ذاك البحر الذي يشمل كل الفنون التي تتطلب بلوغ ذروته كي تكون حقيقية، والحقيقي في هذا الأمر كله هو مرور حديثنا عن الإبداع بعدة مراحل، واستمراره حتى وصوله إلى هذه النقطة من هذا اليوم الذي سيشهد مرحلة جديدة ستُضاف إلى ما سبق، وهو كل ما يزعج المبدع، ويثير أوجاعه، ويقضّ مضجعه، فهو وكما يمكن وصفه مخلوق (حساس وجميل) لا يقوى إلا على الإبداع من أجل الإبداع نفسه، ولكن وجود مخلوق على هذه الدرجة العالية من الإحساس والجمال لا يمكن تقبله، لأنه وللأسف لن يجد لِكَمِّ الإبداع الهائل الذي يقدمه ما يستحقه، فهو إما أن يكون أقل من طموحاته، وإما ألا يكون له ما يريده أبداً، الأمر الذي سَيُقزِّم حجم الإنتاج الذي تَقدمَ به وإن كان عظيماً.

لا يمكن اعتبار الوضع الذي تحول إليه الإبداع مِن قِبل مَن لا يدرك قيمته تهمة يُشار إليها بالبَنان، ولكنها أيضاً مصيبة لا يمكن تجاهلها وإن أردنا ذلك، لبشاعة ما تخلفه في نفس المبدع، وتجبره على التعايش معه، وإن لم يكن هو نفسه مفهوم الحياة الذي يسعى إليه.

في الحياة من يطالب بالإبداع، ويدعي تفهمه لحقيقته، وماهيته، وأركانه، ولكنه وفي حقيقة الأمر لا يُقَدره بتاتاً، بل يتظاهر بذلك لسبب، وهو أنه مُطالب به ليس إلا!! فالمدير على رأس عمله يطالب الموظف (أياً كان المجال الذي يختص به)، بالعمل و(بإبداع) كي يكون الإنتاج رائعاً، بل كل ما هو أكثر من ذلك، ولكن حين يندفع الموظف بكل ما يملكه من حماس ليقدم ذاك الإبداع على طبق من ذهب، نجد أن المدير يبتُر ذلك العمل، ليقذف ما لا يعجبه منه في سلة المهملات، تاركاً ذاك الموظف المسكين وعلامات القهر تتراقص على وجهه، وحين يتجرأ ليسأل وبحرقة عن السبب، يصله الرد البارد: (عملك مجرد عمل فارغ لا حاجة له أصلاً)؟

ما يُلهب حقاً؟

سؤال يلهبني وبشكل شخصي: إن كان العمل مجرد عمل فارغ وهو الإبداع عينه، فلمَ كل هذه المشاهد الكاذبة التي تدعي مؤازرة الإبداع وأهله؟ ولم نطالب المبدع بالعطاء أكثر وأكثر، وندعي بأننا نساند الإبداع قولاً وفعلاً رغم أننا لا نفعل؟ ولمَ ندعي حين يصل المبدع عَنان السماء ليدركه العالم أجمع بأننا لم نضطهده إلا ليعطي أكثر؟ وهل يُعقل بأن نطحن المبدع فقط كي يبدع؟ بل هل سياسة طحن المبدع بنية إجباره على تقديم أروع ما يملكه سياسة حقيقية تستحق وجود من يطبقها؟ وهل تُجدي تلك السياسة أصلاً؟ وهل هذه الآلية نابعة عن عقلية سوية لا تعاني من علة (ما) تتطلب معالجة فورية؟ وهل العدل بأن نترك من لا يملك إلّا التغطرس الممزوج بكثير من الحماقة، ليكون حَكَما يثير الفساد بين العباد؟

للأسف لم يكن كل ما سبق إلا نهجَ من لا نهج له، يتّبعه ويدعي بأن اتباعه ما هو إلا الصواب، في حين أن المبدع هذا المخلوق الحساس يدفع ثمن إبداعه لفنه تعاسة قد تكلفه حياته، تلك الحياة التي لا يعيشها كالبقية، بل بشكل مخالف يُخلِّف في نفسه قهراً على وضعه كمبدع، ليسأل: هل الإبداع تهمتي وهل أنا متهم بها؟ وتكون له مني هذه الإجابة: لا يا أخي ليس الإبداع تهمتك، ولكن قطعاً الجهل تهمة موجهة لكل من لا يقدر الإبداع ممن حولك وحولي.

كلمة أخيرة

قد قلتها من قبل وهأنذا أكررها: إن أكثر ما قد يشعل إبداع المبدع هو (الجنون)، نعم هو كذلك، ولكن هل تدرك عن أي جنون نتحدث أيها العاقل؟..

يسرني أن أقولها لكم من جديد: للحديث بقية.

ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com

اقرأ المزيد

alsharq لماذا تكتب؟..

من أكثر الأسئلة التي توجه لي في حواراتي الثقافية، أو توجه إلى غيري من الكتاب، هو لماذا تكتب؟.... اقرأ المزيد

126

| 30 أكتوبر 2025

alsharq الإزعاج الصوتي.. تعدٍ على الهدوء والهوية

في السنوات الأخيرة، أصبحت الأغاني تصدح في كل مكان نذهب إليه تقريبًا؛ في المطاعم والمقاهي والفنادق والأندية الرياضية،... اقرأ المزيد

195

| 30 أكتوبر 2025

alsharq وجوه صامتة

• ما معنى أن يعم الهدوء كل الأرجاء والوجوه؟ وما معنى ان تصادف إنسانا يلتزم الصمت في معظم... اقرأ المزيد

153

| 30 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية